المشنوق في تكريم المفتي دريان: لسنا تيار استسلام ولا تيار انتظار بل تيار قرار

عناوين رئيسية 19 أغسطس 2016 0

HUS_1259(1)

قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إنّ “ما يسمّونها سرايا المقاومة، وكنّا نسميها سرايا الفتنة، باتت سرايا احتلال لم ولن نقبل بها تحت أيّ ظرف من الظروف”، وأضاف: “مهما كان نوع هذا السلاح، طالما أنّه مطلوب توقيعنا، فلن نوقّع، نحن كأهل وكمجموعة وكمسلمين، بل سنقاوم هذا الاحتلال بكلّ الطرق والوسائل السلمية والسياسية”.
وشدد المشنوق على “أننا نرفض ان تكون التسوية اسما حركياً لأمرين هما الاستسلام أو الانتظار، فنحن لسنا تيار استسلام ولا تيار انتظار بل تيار قرار”.

كلام المشنوق جاء خلال كلمة ألقاها لمناسبة تكريم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دارة أحمد ناجي فارس في بلدة الشبانية بحضور نيابي وسياسي وعسكري واجتماعي واقتصادي كبير.

22

وقد استهلّ المشنوق كلمته بتوجيه تحية الى “سماحة مفتي الاعتدال الوطني، الواقف بحزم في وجه محاولات زجّ الإسلام في أوصاف بعيدة عن مفاهيمه الصحيحة، المفتي المتمسّك بأنّ الإسلام دين حضارة وأخلاق وعدل وإحسان ورحمة، وليس دين إرهاب وتطرّف، المفتي حامل رسالة الإعتدال أينما حلّ في الخارج، عنوانه الكبير دائماً حرص دار الفتوى على تعزيز الوحدة الإسلامية بين السنّة والشيعة، والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، في إطار احترام المؤسسات الدستورية وسيادة الدولة”.
ثم قال: “من المؤكد أنّ لديكم الكثير من الأسئلة، خصوصاً بعدما سمعتم المقابلات وقرأتم المقالات خلال الأيام الأخيرة، تلك التي امتلأت بالافتعالات والاختراعات. وعلى كلّ حال فإنّ الدكتور عمار حوري والأخ محمد قباني كانا حاضرين خلال كل الحوارات الحقيقية. وما أستطيع قوله إنّ 90 في المئة مما حصل لا يُشبِه ما نُشِرَ ولا ما قيل. لكن هذا هو البلد وهذه طبيعته”.

33
وتابع المشنوق: “لقد مضت سنتان على الفراغ الرئاسي، والشلل التام في المجلس النيابي. ويقرّ كلّ أركان الحكومة أنّها تشبه الفراغ في البلد، من تراكم للأزمات، من الكهرباء إلى النفايات الى آخره… ونحن خلال هذه الفترة، سواء في تيار المستقبل أو في كتلة المستقبل أو في كلّ أجوائنا السياسية ومعنا أصدقاء، بدأنا في نقاش جدي لأنّنا على اعتقاد وقناعة أنّنا بتنا على مفترق طرق ولا يمكننا الاستمرار على النحو الذي فعلناه خلال السنة الماضية. فنحن عملياً قدمنا كل شيء وتصرّفنا على أساس أنّنا أمّ الصبي وأبوه وخاله وعمه، ولم نترك مجالاً لأحد كي يهتمّ بالصبي غيرنا. فتبيّن بعد ذلك أنّ الامور لا تسير على ما يرام، ولا بدّ من التفكير في طريقة ثانية. وتبيّن أنّ الاهتمام بالوطن لا يقع على عاتقنا وحدنا، ويجب أن يتصرّف الآخر مثلنا”.
وأضاف الوزير المشنوق: “مددنا اليد أكثر مما يحتَمِل أوفى الاوفياء بيننا، دفاعاً عن كلمة سواء مع شركائنا في الوطن، ولم نلقَ، صراحةً، إلا الإهمال مضموناً، والاهتمام شكلاً. لذلك سأسمح لنفسي بقول الآتي: ربما يعتقد البعض أنّ هذا الكلام خارج السياق لأنّ البلد كله يتحدث عن تسوية معروضة ومطروحة على الطاولة. الحقيقة أنّ التسوية المطلوبة لا تتعلّق بانتخاب رئيس للجمهورية ولا بهيبة رئيس الحكومة، لأنّ من سيتم تسميته هو الرئيس سعد الحريري، الذي يستحق ذلك بأصوات الناس وبدماء الشهداء وليس منّة من أحد. كما أنّ التسوية ليست بهدف إجراء انتخابات نيابية، ولا لنأتي برئيس يستحقّ الرئاسة، وأنا من هنا أقول إنّ صوتي منذ اللحظة الأولى ولحين خروجي من المجلس النيابي هو للرئيس نبيه بري، لا يحتاج إلى شهادة من أحد لتأكيد رغبة الذين يصوّتون له”.

55
وشدد المشنوق قائلاً: “إنّنا على مفترق طرق خطير وحسّاس بما يتعلّق بخياراتنا كفريق سياسي، في ضوء ما يجري في المنطقة وفي ضوء الحرائق المندلعة والحروب الأهلية المتنقّلة التي استدعت بشكل غريب عروض تسويات ومصالحات مع من كانوا قبل أيّام مجرد عصابات تكفير ومشاريع إسرائيلية. أليس الأولى أن نتصالح كلبنانيين ونعقد التسويات بيننا بما يحفظ الكيان والنظام وأهل النظام وأهل الوطن؟”.
وأكد: “كنّا وما زلنا طلاب تسوية، لكنّنا نرفض أن تكون التسوية إسماً حركيا لأمرين هما الاستسلام أو الانتظار. نحن لسنا تياراً مستسلماً ولا تيار انتظار سياسي. نحن تيار قرار، بتمثيلكم وبمحبتكم وبقدرتكم وبقوتكم وبالتأكيد لن نقبل لحظة أن نكون تيار استسلام سياسي ولا تيار انتظار سياسي. وغدا فإنّ الأيام، والأيام القريبة وليس البعيدة، ستبيّن صحّة كلامي.
صحيحٌ أنّ خياراتنا محدودة، لكنّ خياراتنا بيدنا ولا يقرّر عنّا أحد، وعندما نمسكها بيدنا نستطيع التحكم بها على الرغم من كلّ ما تسمعونه من مشاكل وعلى الرغم من كل ما تشاهدونه من استعراضات قوّة”.


وأضاف المشنوق: “آخر استعراضات القوّة ما قرأته في احدى الصحف وهو أنّ لسرايا المقاومة، وانا اسميها سرايا الفتنة، جيش من 50 ألفا وأنّ لديها مهمات داخلية. هنا أسأل: في وجه من يقف الخمسون ألفاً هؤلاء؟ وما هي مهماتهم الداخلية؟ ثم في المقال أنّ هناك واقع مطلوب فيه رأس المقاومة وأنصارها في كل لبنان ومن كل الطوائف. فعلاً هي مسألة محيّرة: كيف يمكن بناء بلد مع جهة تعتبر نفسها مستهدفة من كلّ الطوائف؟ وكيف يمكن أن تبنوا بلداً كلّ من فيه يعادونكم ويطلبون رأسكم؟”.
وتابع: “في الحقيقة بعدما قرأت هذا الكلام أريد القول إنّ هذه ليست سرايا فتنة بل سرايا احتلال. وهذا الإحتلال لا ولن نقبل به تحت أيّ ظرف من الظروف . كلّ واحد يستعمل ما يريد، لكن نحن كأهل وكمجموعة وكمسلمين كلّنا قاومنا الاحتلال الإسرائيلي قبل أن تخرج الأسماء الأخيرة. وأنا من جيل تشكّل وعيه على مقاومة إسرائيل. نحن تربّينا على عنوان مقاومة اسرائيل ولن نقبل أن يتحول هذا الاحتلال إلى احتلال لبناني، بل سنقاومه بكلّ الطرق والوسائل السلمية والسياسية، ولن نقبل به تحت أيّ ظرف من الظروف وفي كل مكان وليس فقط في الحوار”.
واشار المشنوق: “لقد قرأتُ هذا الكلام مرات عدّة ولم أصدقه. وأعتقد أنّ من قال هذا الكلام ليس سوياً. فكيف يكون كل اللبنانيين معادين لك وأنت الوحيد الوطني اللبناني تدافع عن لبنان في وجه التكفيري وإسرائيل. إذا كان كل اللبنانيين معادين لك فلن تستطيع مواجهة أحد، كائناً من كان معك، ومهما كانت وظيفته أو طائفته أو قدرته”.
وأنهى المشنوق قائلاً: “أحببت قول هذا الكلام من هنا لأنّ هذا المنبر كان على الدوام منبراً بيروتياً وطنياً، وكما تفضل الحاج كمال فهي مناسبة نتذكر خلالها حضور الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، الذي تعلّمنا منه الكثير وكان من أوائل المقاومين ضدّ إسرائيل “.

(لقراءة الكلمة كاملة: http://machnouk.com/%D8%AA%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE/