المشنوق: تأجيل الاستشارات النيابية تجاوز للدستوروالمشاورات المسبقة اعتداء على صلاحيات الرئاسة الثالثة

عناوين رئيسية 04 نوفمبر 2019 0

صدر عن المكتب الإعلامي للنائب نهاد المشنوق البيان التالي:

إنّ التأجيل المستمرّ لإجراء الإستشارات النيابية بشأن تكليف رئيس بتشكيل الحكومة، بعد استقالة الحكومة منذ أيام، يدلّ على أمرين:
الأوّل: المزيد من التمادي في تجاوز الدستور والأعراف ومحاولة الاستيلاء على صلاحيات الرئاسة الثالثة وإظهارها في موقع المتلقّي لشروط رئيس الجمهورية أو حزبه.
إذ أنّ الرئيس المكلّف هو الذي يجري المشاورات مع الكتل السياسية ومع من يُفترض أنه مؤهّل للتشاور من بين ممثلي الثورة أيضًا.
وحتّى في اللياقة السياسية فإنّ “الإعلان” عن مشاورات رئاسية تستبق الاستشارات النيابية هو عمل بعيد كل البعد عمّا هو معروف وضروري وعن الحد الأدنى للياقة، المفقودة تمامًا هذه الأيام.
لقد ولّت الأيام التي يستطيع فيها حزب أو أكثر فرض شروطه على الرئيس المكلّف مهما طالت أيام المشاورات.
والإمعان المرفوض في هذه السياسة يتجاهل ما تسبّبت به هذه القراءات السياسية والدستورية، منذ ثلاث سنوات، من انهيارات في كلّ المجالات وأوّلها الانهيار الدستوري الذي أزال الضوابط الضرورية للاستقرار، وعرّض السلم الأهلي للخطر، وهو ما حذّرنا منه دائمًا.
أما بخصوص الرغبة المستمرّة في إعلان القوّة، فقد أثبتت الأسابيع الماضية أنّ هذا العنصر المفتعل لم يعد متوفرًا لأحد رغم كلّ الاستعراضات.
ثانيًا: إنّ تأجيل الاستشارات النيابية هو اعتداءٌ أيضًا، من الدرجة الأولى والموصوفة، على الثورة المستمرة منذ أسابيع عدّة، ولمطالبها المحقّة والطبيعية والتي تحقّق الجزء الأوّل منها باستقالة الحكومة.
هذه الثورة هي الأكثر نزاهة والأشرف والأكثر تعبيرًا عن حاجات الناس وأوجاعها، منذ قيام دولة لبنان. وتجاهل مطالب الثورة الطبيعية والدستورية هو سير عكس مجرى التاريخ، ينتهي السائر فيه عادةً، ودائماً، حيث لا يريد.