“الكتلة الوسطية” تطفو وتغرق في بحر الانتخابات النيابية

قالـوا عنه 27 أبريل 2009 0

…بيروت الثانية
وبالعودة الى موضوع الانتخابات، فقد تبيّن ان انسحاب النائب شري من معركة بيروت، سهّل حصول التزكية في دائرة بيروت الثانية، وصولا الى التزكية “اليتيمة” لأربعة مرشحين هم نهاد المشنوق، (سنّي من تيار المستقبل) وهاني قبيسي (شيعي عن حركة أمل) وسيبوه كيليكيان (أرمني كاثوليكي عن حزب الهانشاك) وأرتورنازاريان (أرمني أرثوذكسي عن حزب الطاشناق)
والمفارقة الجديدة ان النيابة تخطف من الصحافة، ومن الزميلة (السفير) كاتبا سياسيا كبيرا، تميز طوال حياته بأسلوبه الممتع والرشيق (في الأساس)، وبمعلوماته الغنية، والصحافة هي صحافة معلومات. وقد استطاع نهاد المشنوق ان يشقّ لقلمه طريقا واسعا من الاتصالات، الى ان اختاره الرئيس الشهيد رفيق الحريري مستشارا له، فأتيحت له الفرصة ليكون خزان معلومات ودائرة معارف سياسية. كنت تسأله معلومات، وكان يجيبك بسطرين أو ثلاثة أسطر يودعك فيها معظم الأسرار، ومن دون ان يفشي بسر واحد عما يعرف ويدري. تألبت عليه (الوصاية) وفرضت على الرئيس الحريري ابعاده عن مجالسه. لكنه عندما رحل الرئيس الشهيد، راح يظهر على الشاشات ويدافع عن الرجل دفاع الأبطال عن القائد الراحل، لم يحاول ردم الهوة التي قامت بينه وبين العائلة، لكن سعد الحريري اكتشف ان نهاد المشنوق هو رجل الوفاء والوداعة والصلابة، فاختاره ليكون ممثلا لكتلته في الدائرة الثانية من دوائر العاصمة.
هل تكون بيروت الثانية باكورة التزكيات في العاصمة، أم انها ستكون رمزا للوفاء مع رموز الوفاء في الاختيار الذي يعوم على وجه بحار التنوّع السياسي، في عاصمة لبنان السياسية والادارية.
للمرة الأولى تجرى الانتخابات في يوم واحد، وسيكون يوم 7 حزيران المقبل، يوما لترشيح الاختيار الحرّ، في انتخابات سيّئة. وهل لا تكون الأسوأ، في تاريخ الانتخابات، عندما يقاطعها الرئيس حسين الحسيني، منتصرا للدولة لا للحزب، وعندما يغيب عنها وجه نسيب لحود، وينأى بنفسه عنها شكيب قرطباوي، ويسود فيها ويميد ممثلو الاهتراء السياسي.
انها قصة أغرب من الخيال، لكنها انتخابات، والناس تحب الانتخابات ولو كانت على مضض، أو كانت على خطأ في الممارسة وفي الهوية.