القرار للقيادة السورية الخيار الدولي أو الانتحار؟

الأخبار 12 سبتمبر 2005 0

دخلت على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في السرايا الكبير في اوائل العام 2002، بعد اشهر طويلة من الجفاء.
الاستقبال من دائرة الاصدقاء العاملين في مديرية المراسم حار، محب، صادق.
يقف الرئيس الحريري مستقبلاً. هادئ البسمة كعادته، حوله الكثير من ضجيج الازمة. الازمات التي يعانيها مع الرئيس السابق باعتبار ما سيكون قريباً اميل لحود. يفتقد وليد جنبلاط يجده مرة، لا يجده مرات. يعتمد على تفهم الرئيس نبيه بري. يجد الرئيس بري. يختفي التفهم البرلماني.
جلست الى يمينه. دخل المصورون. فوجئت. كان رئيس مجلس الوزراء يريد صورة علنية للقاء يعلن فيها الود ويطوي صفحة الجفاء.
هو الآخذ بثأر العودة الى السرايا الكبير بعد إقصاء مهين استمر سنتين 2000 1998. أنا المقيم في بيروت بعد اربع سنوات من النفي الى خارج لبنان. من شروط الاقامة عدم العمل مع الرئيس الحريري. الهمّة والنشاط في قراري النفي وعدم العمل للأمن السوري.
الدقائق الخمس عشرة الاولى لمحو آثار الجفاء. حدث ذلك. باقي الوقت المخصص لي وهو ساعة للحديث السياسي.
“التوترات السياسية تختلف من موقع لآخر. وليد بك الاول في لبنان الذي كسر حاجز الصمت والخوف من النظام الأمني المتمادي والمنتشر في كل أنحاء البلاد ادارة وسياسة.
تجرأ على الخوف في كل مجال. هذا دور مرسوم لقدر وليد بك كما في الكثير من المجالات التي لا يتجرأ احد قبله على خوض غمار مصاعبها.
من يتحالف مع وليد بك لا يترك للتفاصيل ان تؤثر على هذا التحالف، خذه كما هو، تفاصيله كثيرة؟ شجاعته وبعد نظره السياسي يعوّضان التفاصيل.
ذكرّت الرئيس الحريري رحمه الله بما كان يقوله الرئيس تقي الدين الصلح “الدروز احتياط أهل السنة” سياسياً طبعاً وليس دينياً. ضحك. شعرت بأن قلبه هدأ على وليد بك.
للرئيس نبيه بري حسابات اخرى، هو يقف بينك وبين النظام الأمني. لكن جزءاً من دوره ان يكون “حاجزاً” دون الإكثار من مشاريعك الاصلاحية وبعض الاحيان وقفها كلها. لو حصرت علاقتك به داخل مجلس النواب لهان عليك الامر. تريده متفهما لكل ما تطلب. هذا مستحيل. تطلب منه التخلي عن دور “الحاجز”، هذا لا يتوافق مع تحالفه مع دمشق. اعرف انك تستلطف خفة دمه السياسية والخاصة. لكن هذا لن يغير شيئا في حقيقة الدور “الحاجز” المطلوب منه.
استحسن الرئيس الشهيد الحريري التحليل. وجدت من المناسب ان اكمل حول ما خططت له قبل وصولي الى السرايا الكبير.
التخطيط سببه شعوري بأن علاقة الرئيس الحريري مع دمشق تنزلق نحو الهاوية. لم تكن لديّ معلومات دقيقة غير استشفاف وقائع معينة وقتها تعطي هذا الانطباع.
قلت له. قرأت عناوين الصحف اليوم. لم يتغير شيء، الأزمات هي نفسها. العراقيل على حالها، التفاصيل تزداد، الفرق بين الرئيس الياس الهراوي والعماد اميل لحود ان الاول مدني والثاني عسكري تجمعهما مرجعية واحدة هي الرئيس السوري، الدكتور بشار هو غير والده طباعاً وأسلوب حكم. في لبنان يظهر حدة كان يتم إخراجها بشكل افضل ايام والده، عليك مداراتها او الخروج من الحكم كما اقترح عليك “وليد بك”.
اجابني: هناك تغيير آخر لم تأت على ذكره. ما هو؟ اصبحت أنا اكثر قوة. لماذا؟ نتائج انتخابات العام 2000 النيابية كشفت عن عناصر قوة سياسية لي لم تظهر من قبل. على الجميع الاعتراف بها. العالم كله عرباً وغرباً اعترف بها حتى الدول التي لا تعرف الانتخابات مثل السعودية.
ألا تعتقد ان لك شريكا في عناصر القوة الجديدة؟ من؟ السوري؟ كيف؟ حملتك الانتخابية بدأت في العام 99 من مهرجان اقامة الوزير السابق عبد الرحيم مراد في قرية “الخيارة” في البقاع الغربي. اشرف عليه اللواء غازي كنعان وحضره شخصياً. ليس تأييداً لك بقدر ما هو رسالة الى الرئيس لحود الذي بدا ان اللواء كنعان لا يتحمل تهوّره المبالغ به أمنياً وسياسياً.
وزّعت صورك مع صور الدكتور بشار الأسد من مبنى شركة الاوجيه على كورنيش المزرعة بعد المهرجان.
تحيّدت الاجهزة الأمنية السورية وبعض اللبنانية من العمل في وجه حركتك في بيروت خلال الانتخابات. ومن تحرّك فبشكل غير فعّال وخجول. اذا لم تأخذ يا “دولة” الرئيس هذه الاشارات على انها عناصر شراكة، فما تراه الآن من عراقيل ومصاعب هو اول الغيث وليس آخره.
“ريّس، لقب التباسط معه في الحديث. هل تعرف لعبة الاسكواش؟ نعم..
دولتك تلعب الاسكواش بطابة من حديد. الحائط امامك هو سوريا. الطابة الحديد على الأرض هي لبنان. يدك والمضرب هما أنت.
لن تستطيع رفع الطابة عن الأرض. لن يتأثر الحائط. ستنكسر أنت ويدك من المحاولة.
أنا ضنين بيدك. حريص على سلامتك. محب لرصيد فيك سيحتاجه لبنان في الوقت المناسب. غيّر اللعبة. أجّل موعدها. اخرج سلمياً من الحكم، تقوَ يدك فعلاً وتفعل ما تريد.
انتبه الرئيس الحريري فجأة الى ما اقوله. قال لي: سيصل وزير الداخلية الياس المر بعد دقائق. لا اريد ان اجعله ينتظر. لكن هناك نقطتان اود ايضاحهما بانتظار متابعة النقاش في لقاء آخر. أنا غير معني على الإطلاق بما حدث او سيحدث داخل سوريا. أنا عروبي حتى العظم. يهمني استقرار سوريا وأمانها.
النقطة الثانية ان لا احد، لا أنا ولا غيري، يستطيع التقدم في العمل من اجل لبنان بوجود الرئيس لحود، وبوجود السياسة السورية الداعمة لكل ما يعرقل اي تقدم في الوضع اللبناني سياسياً، إدارياً، ومالياً.
لو قرر العالم كله مساعدتنا وبقيت السياسة السورية في لبنان على حالها لما استطعنا ان نفعل شيئا. هناك شروط لمشاركتي في نتائج الانتخابات اولها وآخرها وأهمها وقف دعم رئيس الجمهورية المانع بموقفه تحقيق اي إنجاز باستطاعة الحكومة إنجازه.
لقد قدمت الكثير الى سوريا داخلياً وخارجياً محاولاً كسب ثقة العهد الجديد. لم أنجح. لكن لا تطلب مني الاستسلام. لن افعل.
دخل الوزير المر صاحب الشجاعة الهادئة كما ظهر بعد محاولة اغتياله. انسحبت على أمل لقاء قريب ألح وقتها الرئيس الحريري على حصوله لمتابعة النقاش.
ثلاث سنوات مرت على حديث “السرايا الكبير”. اغتيل الرئيس الحريري في الرابع عشر من شباط. استشهد المضرب واليد والجسد. ارتفعت طابة لبنان الحديد عن الأرض باستشهاده. اجتمع مجلس الأمن الدولي باقتراح من فرنسا والولايات المتحدة واتخذ القرار 1559. نفّذ الجيش السوري اول بنوده. خرج من لبنان. ماذا حدث للحائط السوري في ملعب الاسكواش؟
لا شك في ان ارتفاع طابة لبنان عن الأرض بيد مجلس الأمن الدولي اصاب الحائط السوري بفجوات واضحة ومؤثرة جعلته يهتز. يترنح. دون ان يقع. يتطلع حوله. يرى الازمات تتكاثر، الحصار السياسي يزداد حدة. الخيارات محدودة. ماذا يفعل النظام السوري في مستجدات استحضرت خلال اشهر قليلة منعته من الاستعداد لمواجهتها؟
يصل المحقق ديتليف ميليس رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري الى دمشق اليوم.
يستقبله الرئيس الأسد كما كان مقرراً. يستمع الى ما عنده. يؤكد ميليس ان زيارته الى دمشق تأتي في سياق رغبته في لقاء عدد محدود من المسؤولين الأمنيين الذي عملوا في لبنان او الذين لطبيعة عملهم صلة بالملف اللبناني. صفة المقابلة “الاستماع الى الشهود”
يكرّر الرئيس الأسد تعاون بلاده من دون اي تحفظ مع التحقيق الدولي، ويؤكد على ما قاله في حديثه الى “مجلة درشبيغل” الالمانية ان “سوريا هي اكثر من تضرر من تبعات حادثة اغتيال الرئيس الحريري. وان من حق المحقق ان يستمع الى إفادة من يشاء. هذه مصلحة شخصية ومصلحة سورية”.
ينتقل ميليس الى وزارة الخارجية. ثم الى مقر محايد لإجراء مقابلاته مع المسؤولين الأمنيين.
قد تكون هذه الزيارة هي الاولى والاخيرة وهذا هو الأرجح. او انه ستكون هناك ضرورة لزيارة ثانية لميليس الى دمشق. المهم ان مراقبة تكتيك المحقق ميليس تكشف انه لا يذهب الى مقابلاته دون أدلة دامغة يضعها في رأسه او في جيبه.
هذا يعني انه يدقق في حقائق يملكها. وهذا أمر مخالف تماما لطبيعة مقابلة الشهود.
بالتالي هذا يستتبع سرعة غير متوقعة في الانتقال من الاستماع الى شهود الى مرحلة التحقيق مع مشبوهين، ثم طلب توقيف مدانين ظنيا على الأقل الى ان يصدر القرار النهائي من المحكمة الدولية.
عندها يكون اكتمل نصاب الإطباق الدولي على النظام في دمشق.
ما هي ردة الفعل المنتظرة؟
بداية الكلام التقليدي عن تسييس عمل اللجنة من قبل الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا. التمسّك بمسلمات المسؤولين الأمنيين براءة التزامهم بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم. إنكار اي احتمال لمشاركتهم في عملية الاغتيال.
يسقط خط الضجة الاول بسرعة. ما العمل؟ ينظر الرئيس الأسد حوله. يتذكر تجارب والده الناجحة. تأخر الوقت للاستفادة منها. الحصار يشتد. المسؤولية واضحة. لمن يلجأ؟
في باريس يقول الرئيس جاك شيراك لصديق له لبناني زاره في المستشفى إن الرئيس الأسد “خدعه”. استقبله قبل ان يكون رئيسا. ثم قابله مرتين وهو رئيس. ابدى استعداده لفتح ابواب العالم له. أرسل له فريقا من الخبراء الفرنسيين في الاصلاح الاداري. وقّع معه وثيقة تحالف استراتيجي أعدّت اثناء ولاية والده. فعل ذلك اعتقادا منه بأن الرئيس الشاب جاد في اصلاحات داخلية وفي عقلنة الدور السوري في لبنان. لم يحصل شيء من ذلك بل حصل العكس تماما. يحتد الرئيس الفرنسي الى حد الحديث عن انتهاء مفعول هذا النظام. ثم يستدرك: السعودية ومصر يقترحان الهدوء والحفاظ على الاستقرار بداية ثم البحث في المخرج. سنرى ماذا نفعل بعد التشاور مع الرئيس الاميركي.
لملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز تجربة مماثلة تختلف في التفاصيل دون ان يتغير المضمون. احتضان، تبنٍّ، صديق ابن صديق، خيبة أمل، إصابة مباشرة باغتيال الرئيس الحريري.
الحكمة السعودية تتغلب على الانفعال. لا بد من اعتماد أولوية الاستقرار في سوريا. الباقي كله خاضع للبحث والتنفيذ ايضا.
في القاهرة يتحدث الرئيس حسني مبارك في يوم انتخابه امام وزير خارجية عربي عن تجربته مع الرئيس بشار الأسد. يخبره عن حرصه عليه وعن التحذيرات الجدية التي نقلها إليه من الادارة الاميركية والتي تجاهل معظمها. فإذا به اليوم يقف أمام الحقيقة الاميركية وحيداً. يتابع: أبلغنا الادارة الاميركية أننا لا نشجع تغيير النظام. هذا خراب لسوريا وللعالم العربي وللبنان قبل غيره.
الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه النظام السوري ان اميركا صارت على حدوده المباشرة في العراق. وعندما تصبح دولة عظمى في الجوار الجغرافي المباشر تتغير كل التوازنات الاقليمية. من لا يراعِها تحترقْ أصابعه وربما أكثر.
في زمن الرئيس حافظ الأسد أدركت سوريا أن وجود أميركا في الجوار القريب »الكويت« يرتب نتائج لا بد من التعامل معها فكانت المشاركة في الحرب لتحرير الكويت ولو شكلياً. القرار هذا اعطى سوريا 15 سنة من الاستقرار الهادئ، وقبولاً دولياً وعربياً بعملية انتقال الرئاسة في سوريا الى الدكتور بشار عندما توفي الرئيس حافظ الأسد.
ما يحدث الآن هو العكس: مقاومة الدور الاميركي في العراق. تعاون أمني متقطع مع أجهزة الاستخبارات الاميركية.
ينظر الرئيس مبارك الى ضيفه ويكمل: نعمل للاستقرار ولكن… لا يكمل حديثه.
في واشنطن يتعارف الخبراء الاستراتيجيون من المحافظين الجدد علي كلمة تعني النظام السوري الحالي “Deception” أي خيبة الأمل. مجرد استعمال هذه الكلمة من خبير لآخر يعني انه يتحدث عن الرئيس بشار الأسد. الادارة الاميركية راهنت على إمكانية التفاهم معه على كثير من الملفات. اعطته مهلة سنتين قبل ان يأتيه وزير الخارجية السابق كولن باول في أيار 2003 بجدول أعمال. لبنان، العراق، فلسطين، “حزب الله”، الأموال العراقية، الديموقراطية الداخلية، تخفيف تدريجي لدور حزب البعث.
سُجّل المحضر. وافق الرئيس الأسد على انسحاب الجيش السوري الى البقاع قبل نهاية العام 2003. ووافق على تخفيف تدريجي للوزراء البعثيين في الحكومة. الباقي تأجّل بحثه. اعتبر الجانب الاميركي هذه البنود اتفاقاً ملزماً.
لم ينفّذ شيء من البنود المتفق عليها. ذهبت للرئيس الحريري أسأله ماذا يحدث قال: ان الرئيس السوري يعتبر محضر الاجتماع استماعا “hearings” وليس التزاماً.
جن جنون الادارة الاميركية. سقطت آخر قلاع الدفاع عن ضرورة علاقة طيبة مع سوريا، وهي وزارة الخارجية. بدأت الحرب الاعلامية والسياسية. لم تتوقف حتى الآن.
بعض الخبراء يقول باستحالة التسوية مع سوريا إذا وصل التحقيق الدولي الى حد تسمية النظام السوري كمسؤول عن اغتيال الرئيس الحريري.
دايفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الاميركي يقول لنواب لبنانيين التقاهم على عشاء في السفارة الاميركية حين زار بيروت قبل أشهر قليلة، يقول: ليس هناك من جهاز أمني مسؤول عن اغتيال الحريري في دمشق دون إرادة الرئيس الأسد. اذا أثبت التحقيق مسؤولية اي من الاجهزة فسيحاكم الأسد شخصيا في محكمة العدل الدولية في لاهاي.
كوندليسا رايس وزيرة الخارجية الجديدة قالت ان لبنان اولوية في السياسة الاميركية الخارجية. نتائج التحقيق مفصلية في العلاقات الاميركية مع سوريا.
خبراء آخرون من نفس الاتجاه في واشنطن يقولون ان الرأي المصري السعودي هو الذي سينتصر في النهاية، مع فاتورة حادة المضامين تفرغ النظام مما يعتبرونه “مساوئ”. يدفع الضباط الكبار ثمن اغتيال الحريري. يبقى رأس النظام. رأس من دون جسد. كيف؟
يتضح من التدقيق في الحركة الاميركية الدبلوماسية ان المشروع الموضوع الآن على طاولة التنفيذ هو فصل لبنان وسوريا عن النفوذ الايراني الذي يمتد من العراق نحو التحالف القديم الجديد مع النظام السوري، وتبني الحركة القديمة الجديدة لحزب الله في لبنان.
غير ان للرئيس السوري نظرة أخرى الى التطورات في المنطقة. ففي حديثه الى مجلة “درشبيغل” يبدو متمهلا اكثر من المتوقع في كل ما يطلب منه عبر اسئلة المجلة”أفضل السير بخطوات بطيئة على القفز أربعة امتار مع احتمال السقوط قبل الوصول”
لم يوفق في دفاعه عن الاستقرار في مواجهة الحرية والديموقراطية. “من يقدم الحرية على الاستقرار يلحق ضررا بالنمو والرخاء”. الكاتب سمير عيطة يقول في “الموند دبلوماتيك” ان الرئيس الشاب اضطر لمواجهة صدمة 11 ايلول ونتائجها. استطاعت سوريا ان تنأى بنفسها عن الجهادية الاسلامية التي عرفها جيرانها. حاولت ان تستفيد من التحول في العراق. وقفت الى جانب فرنسا وألمانيا وبلجيكا. اعتقدت لاحقا أنها ستجد لنفسها دورا إيجابيا في بغداد بسبب تاريخية علاقتها بالكثير من زعماء المعارضة العربية والكردية العائدين الى السلطة. لم تجد أذنا صاغية في الادارة الاميركية. القتال الاميركي ايديولوجي. زادت الضغوط على دمشق. قامت الإدارة الأميركية في 11 نوفمبر 2003 بتبني قرار “قانون محاسبة سوريا”.
هذا لم يمنع سوريا من حماية نفسها وحماية غيرها ايضا بواسطة المعلومات المتوافرة لديها عن الانتشار الاصولي في اكثر من بلد عربي. غير ان الادارة الاميركية الآن تعرض على سوريا: إما التجربة العراقية التي يقول عنها الرئيس الأسد في “در شبيغل” لا أحد يتحدث عن نجاحها”، او التجربة الليبية. حصار عشر سنوات ثم تسليم المتهمين في عملية تفجير لوكربي مع الابقاء على النظام بعد دفع تعويضات خيالية لأهالي الضحايا. او ان قيادة اخرى ستتخذ القرار في سوريا فتخرب المنطقة على حد تعبير الرئيس المصري.
هل هناك من يختار في دمشق تغيير نموذج العلاقة التي تريدها سوريا مع المجتمع الدولي؟ أم هناك من قرر الانتحار بديلا من الاختيار؟
الجواب عند الثعلب الالماني المحقق ديتليف ميليس.