العيد الوطني للمملكة العربية السعودية

مقابلات مكتوبة 25 سبتمبر 2012 0

وكالة الانباء السعودية تسأل النائب نهاد المشنوق:

كيف تقيمون الدور البارز الذي اضطلعت به المملكة ولا تزال منذ توحيدها وتأسيسها بأيدي المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه حتى اليوم في دعم الاسلام والمسلمين ونصرة قضاياهم العادلة؟

تأتي الذكرى الـ83 لليوم الوطني للاخوة في المملكة العربية السعودية، وقد تحقق لهذا البلد المبارك بأرضه وشعبه، جملة من النجاحات والمكاسب الكبيرة. لقد حقق خادم الحرمين الشريفين منذ العام 2005 حتى الآن ما يمكن اعتباره ربيعاً سعودياً مبّكراً في مجالات عدة أولها وأهمها التعليم المختلط والمنفتح على عوالم التقنية الحديثة واعطاء المرأة مواقع متقدمة في الحياة العامة وثانيها الحد من تمادي التداخل بين المؤسسة الدينية والحياة الاجتماعية للمواطنين السعوديين أو المقيمين. وثالثها هو تنظيم انتقال السلطة بسلاسة عبر هيئة موسّعة تنتخب الاصلح لموقع المسؤولية الاولى والثانية في البلاد، ورابعها انتهاج سياسة خارجية صلبة في المضمون ومرنة في الشكل. واخرها عقد القمة الاسلامية الاستثنائية في مكّة المكرمة حيث تحقق الدعم السياسي الكبير للشعب السوري في ثورته وخامسها ارساء قاعدة التّدرج في الانتخابات للمجالس التمثيلية في الدولة بدءاً من البلديات وانتهاء بمجلس الشورى.

ان العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية ولبنان، ثابتة ونوعية في مسارها ومضمونها وعلى مختلف الأصعدة، بل إن متانة العلاقة بين البلدين تعدت التعاون في مختلف المجالات إلى التنسيق في مواقف البلدين تجاه مختلف القضايا العربية والإسلامية، وتعززت وتطورت في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية. الأمر الذي يحتم علينا بذل جهود مضاعفة للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الأخطار والتحديات والتهديدات المحدقة بنا، وإلى تعزيز التكامل الاقتصادي، يستطيع من خلاله مجتمعنا مواجهة أي تهديدات وتحديات مستقبلية.
ان الاهمية بمكان القول اننا في لبنان نطمع بدور سعودي اكبر، وبحركة سياسية مباشرة بالموضوع اللبناني، ومع كل التقدير الممارسة السعودية الديبلوماسية الرصينة، لكن المسألة اللبنانية اعقد من حركة ديبلوماسية. اذ ان الاعلان الايراني عن وجود مستشارين أمنيين من الحرس الثوري في لبنان وسوريا هو اعلان احتلال الادارة السياسية والامنية للبلدين مما يتطلب مساندة مقاومة هذا الاعلان – الاعتداء على سيادة البلدين – والشعبين.

كيف تثمنون دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود لاقامة مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية في الرياض انطلاقا في حصره على توحيد الامة الاسلامية ونبذ الفرقة والاختلاف؟

ان العالم الاسلامي يعيش مرحلة تاريخية صعبة، تسفك فيها الدماء وتزهق الأرواح ، وتسعى بعض الشعوب في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي للخروج من عهود الاستبداد إلى الحكم الرشيد والاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني. من هنا تأتي قمة مكة المكرمة الاستثنائية للتأكيد على معنى التضامن الإسلامي، من اجل تجاوز حالة التشرذم والتمزق التي تعيشها الأمة، وكذلك العمل على إيجاد حلول لازمات تعصف بالعالم الإسلامي…

ان دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الاسلامية، هي دعوة واقعية ويمكن ان تكون خشبة الخلاص للخروج من حال الفتن المذهبية التي تضرب في الواقع الاسلامي.
ونحن نعتقد ان الحاجة باتت ملحة أكثر في هذه الايام الى ترجمة هذه الدعوات الى واقع معاش، وفي ظل ما تعيشه المواقع العربية من ازمات وحروب نرفض رفضا قاطعا ان تأخذ طابعاً مذهبياً مختلفاً ما يهدد النسيج الاسلامي كله.

واننا اذ نلاحظ وجود مناخ عام لدى الكثير من المسلمين حول كيفية التعاطي مع المرحلة المقبلة لجهة السعي الى تمتين العلاقات بدلاً من الاستغراق في الانقسامات الناشئة في الجدال العقيم في قضايا ليست أصيلة عند المسلمين على المستويين الشرعي والسياسي.

كيف تروون اسهامات المملكة على الصعيد الدولي في جميع قضايا العدل والسلام في العالم؟

من المعروف ان للمملكة العربية السعودية دور رائد في تأسيس المنظمات السياسية الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية ودعمها. وهي مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي. ومنظمة الامم المتحدة.
وفي الحقيقة فقد اضطلعت السعودية منذ تأسيسها بمسؤوليات جسام تجاه أبنائها خاصة، وتجاه أبناء الأمة العربية والإسلامية، ثم تجاه المجتمع الإنساني. وكان للبنان نصيب وافر من الدعم السعودي المتواصل منذ الاستقلال وحتى اليوم،
خصوصا وان المساهمة الاساسية كانت في الدعم السياسي لوقف نزيف الدم في لبنان عبر الاستضافة الكريمة للنواب اللبنانيين في الطائف للخروج من المحنة الدموية التي عانى منها لبنان طيلة سبعة عشر عاما وخرجت باتفاق اضحى دستور لبنان الجديد وهو اتفاق الطائف.
كما وان المكرمات السعودية كان لها الوقع الايجابي على الاقتصاد اللبناني وعلى المالية العامة في دعم مصرف لبنان مرات بودائع ومساهمات، فضلا عن الدعم في وجه الاعتداءات الاسرائيلية التي مر بها لبنان وآخرها حرب تموز 2006.