السمع السياسي السعودي: مملكة الصبر (3)

مقالات 31 يوليو 2006 0

في الطريق إلى بعبدا مقر رئاسة الجمهورية اللبنانية، الرئيس رفيق الحريري يقود السيارة. عبد اللطيف الشماع أمين سره يجلس إلى يمينه. أناقش الرئيس الشهيد من المقعد الخلفي جدول أعمال زيارة يقوم بها في اليوم التالي الى السعودية. هدف اللقاء المسائي مع الرئيس الهراوي بروتوكولي لوداعه قبل السفر.
أواخر العام 96. العمل يسير ببطء في السراي الكبير الشامخ الآن في وسط البلد. الأسباب مالية بالطبع. يرتبك الرئيس الحريري في كل مرة يحتاج فيها مشروع إنهاء السراي الكبير الى مال. إذ لم يكن من السهل عليه في موقعه أن يذهب الى مجلس النواب طالبا اعتمادات مالية لهذا المشروع. ومن السهل على غيره أن يقول له هناك أولويات أخرى للمال العام مهما صغر حجمه.
يتحدث عن المشروع كأنه يُجري تمرينا على عقولنا للمخارج الممكنة أو المتاحة. الرئيس الحريري، رحمه الله، مبدع في التركيبات المالية والمبادلات التي كنت آخذ وقتا حتى أستوعبها.
فجأة تخطر في بالي فكرة، أقاطعه لأقولها: “ما دمت تذهب غدا الى السعودية، فلماذا لا تطلب من الملك أن يتبرع للبنان بكلفة ترميم السراي الكبير. لا تقل لي إنك محرج. المبنى للدولة وليس لك. بصراحة أكثر هو للمسلمين أيضا. خمسون مليون دولار. نجهّزها بأحسن ما يكون التجهيز ونعيد للدولة ما استعملناه من المال العام ونضع على رخامة تأسيسها اسم الجهة الواهبة”. أكمل من دون أن أسمعه: “ألا تقول إنه “عمّك” المعنوي و”كفيلك” السياسي. أهمس لأحد في محيطه. أعلم أنك لن تطلب منه مباشرة. يصله الطلب مداورة. يبادر جلالته فننتهي من مرارات الرئيس بري ومن نيل المعارضة لنا في هذا الملف”.
اطلب تنل!
يُصلح الرئيس الشهيد بيده اليمنى مرآة سيارته ليرى وجهي كاملاً في المقعد الخلفي مبقياً يده اليسرى على المقود، ويجيب “اسمع. أنت لا تعرف السعوديين ولا عاداتهم. التقليد عندهم أنهم لا يعطونك إلا إذا طلبت مباشرة. وأنا لن أطلب مثل هذا الأمر”
أفلتت ضحكة كبيرة مني، أحاول إخفاءها بيدي فلا أنجح. أستمر بالضحك إنما بصوت أخف. ينتبه الرئيس الشهيد. يسألني: “لماذا تضحك”. لا أجيب. يكرر السؤال. يهددني مازحاً بأنه سيتركني عند حاجز الجيش الأول لمقر رئاسة الجمهورية ما لم أقل له سبب ضحكي.
أقول له بعد جدل محبّب: هل كان من الضروري أن تأتي بهذه العادة معك من السعودية. نضحك جميعا: الرئيس الشهيد، الشماع وأنا. وصلنا الى القصر الجمهوري. انتهى حديث العادات السعودية.
العادات السعودية
بعد كل هذه السنوات أعترف بأنني لم أتآلف مع أي من عادات المملكة رغم أنني أمضيت أكثر من عشر سنوات في فريق عمل الرئيس الشهيد. زرت خلالها جدة والرياض عشرات المرات، لكنني نادرا ما خرجت الى الشارع من قصر الرياض ومن منزل جدة.
استقبلت بحكم عملي كبار الأمراء والوزراء والمسؤولين في بيروت الى جانب الرئيس الشهيد. لكن علاقتي بهم لم تتجاوز مدة إقامتهم في لبنان. نظمت استقبالاً خيالياً للأمير عبد الله، ولي العهد آنذاك، القادم براً من دمشق. الخيّالة في شتورة على أحصنتهم التي ترقص لولي العهد. الاستراحة في صوفر حيث استُحدث جناح في فندق شاتو برنينا القديم لراحة الضيف الكبير. الوصول الى بعبدا. حفل استقبال في خيمة نصبت خلال 3 أيام في ساحة الشهداء تتسع لألف وخمسمئة شخص. الحقائب المليئة بأشرطة تغطية مختلف وسائل الإعلام اللبنانية للزيارة حملها الوفد السعودي في طريق عودته.
يقدم الرئيس الشهيد الضيوف الى ولي العهد. أكون آخر الداخلين. يقدمني الرئيس الشهيد. فلان الفلاني مسؤول الإعلام حقّي. يبتسم الأمير عبد الله مسلماً ويجيب متسائلاً: فقط؟ لم ألتقط معنى السؤال في حين فعل الرئيس الشهيد مجيباً: تريد الحق، هو حقّ كل شيء.
الأرجح أن سبب السؤال الاستحسان هو الشيخ محمد الطبيشي مدير المراسم في الديوان الملكي. الحاد النظرة. الشديد القبضة على البروتوكول كأنه نظام عسكري. المنظّم لأصعب المهام الملكية بهدوء. الواثق من القدرة على التنفيذ.
الصبر هبة الصحراء
لا السنوات ولا حسن الاستقبالات ولا غيرهما، جعلتني أكتسب المفتاح الأساسي لمعرفة العقل السعودي، سواء أكان على خطأ أم على صواب. إذ إن هذه السمة وهي الصبر هبة من عند الله لم يعطها لكل البشر. من امتلكها دخل صحراء العقل السعودي آمناً. ومن افتقدها يدخل ويخرج من دون أن يترك أثراً لمكانه في صحراء نجد.
الصبر السعودي يجعلك تراقب ما لا طاقة لك على رؤيته. تتعلم ما لا ضرورة لك لتعلَمه في غير المملكة. تنتظر حاجتك وقتاً لا تعرف مدى لطوله. تنسى الحِجّة وسيلة إقناع. تستغرب الاعتراض لو مرّ في خاطرك للحظات فكيف بالرفض. تستطيع أن تؤلف كتابا عن أنواع الصبر على الصحراء لكنك لا تستطيع اكتساب نوع واحد بالخبرة ما لم تكن لديك الموهبة. تكتفي بحسد الناس لك على أنك في الدائرة الملكية من الصبر.
هذه ليست مقدمة شخصية بقدر ما هي محاولة استدراك لمفاهيم متعددة وترجمات مختلفة لما كتبته عن “السمع السياسي السعودي”، معترضا مرات، مستهجنا أكثر، مستنجدا دائما.
تاجر السجاد
منذ أقل من سنة نشرت “السفير” ما يمكن اعتباره خريطة واضحة للسياسة الإيرانية الجديدة بعد انتخاب الرئيس أحمدي نجاد. جاء في المقالتين المنشورتين كثير ممّا حدث بعد ذلك من تطورات طبيعية من وجهة النظر الإيرانية إن لم نقل مطلوبة في العراق وفلسطين ولبنان. لم تكن السعودية ومنطقة الخليج غائبتين عن الخريطة الإيرانية.
اعترض الحلفاء والأصدقاء والأحباء على ما جاء في المقالتين تحت عنوان “إيران بين بائع السجاد وصانعه”.
اكتشفت الأجهزة الأمنية السعودية في وقت متقارب تهريب أسلحة من الحدود العراقية الى الداخل السعودي. فما كان من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، إلا أن رفع صوته ولو متأخراً في وجه المشروع الإيراني من نيويورك حيث كان يلقي محاضرة.
اشتداد أزمة العلاقات السورية اللبنانية، بعد اغتيال الرئيس الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان وصدور القرار 1595 بتشكيل لجنة تحقيق دولية في اغتيال الرئيس الشهيد، أظهرت كأننا على أبواب حرب أهلية. لا قوى 14 آذار تجيد الربح ولا قوى 8 آذار تعرف الخسارة.
دخل المسعى السعودي على الخط. زار الأمير بندر بن سلطان دمشق مرتين. استنفرت الإدارة الدولية الفرنسية الأميركية قواها في لبنان فأسقطت المبادرة السعودية. وجّه الناشر طلال سلمان نداء مفتوحا الى الملك عبد الله بن عبد العزيز دعاه فيه الى إنقاذ لبنان وسوريا.
“دمشق مستنفرة. تعامل نفسها وتعامل الآخرين كأنها في حالة حرب مع لبنان. تستريب في حركة العديد من قواه السياسية التي عادت الى الساحة أو استعادت اعتبارها فيها. تبدو كأنها وقعت أسيرة رد الفعل على كيفية انتهاء مرحلة تفويضها بالشأن اللبناني”.
“وحدكم المؤهلون والقادرون على المبادرة لإنقاذ الأمة من كارثة جديدة. فلسطين البداية. الجرح مفتوح في العراق والنزف الذي يهدد بأن يصبغ منطقتنا كلها بالأحمر القاني”.
كانت الخيبة السعودية من أصدقائها في لبنان أقوى من النداء فبقيت على حذرها من دون أن تنسى الإدارة السعودية ما لها على دمشق من تحفظات.
الاستنجاد بالسمع السياسي السعودي
عادت “السفير” بعد أشهر الى التساؤل استنجادا بالسمع السياسي السعودي، واضعة الضرورات السعودية قبل اللبنانية للعمل على دور منتشر يرى أمامه المشروع الإيراني. يحاوره. يتفق معه. يختلف حول بنوده. إنما لا سياسة اسمها التغاضي عن مشروع آخر آخذ في الانتشار في مناطق الأزمات العربية: العراق؛ فلسطين؛ لبنان. أسيء فهم المقال على الجهتين. أصدقاء المشروع الإيراني اعتبروه تحريضا للسعودية على مشروعهم. أصدقاء السعودية اعتبروه كشفا لضعف الدور السعودي.
الحقيقة غير ذلك تماما. إذ ان السعودية ليست قوة مواجهة عربية أو إسلامية بقدر ما هي قوة حوار وتفاهم يحققهما الصبر الدبلوماسي.
المرة الأخيرة التي كانت فيها السعودية دولة مواجهة عربية هي في المرحلة الناصرية حين أرسل الزعيم جمال عبد الناصر جيشه الى اليمن على الحدود الاستراتيجية للمملكة. وهذا زمن مضى ولن يعود.
في حين أن المغفور له الملك فهد وافق على دخول القوات الأميركية الى السعودية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي بعد ثلاثة أيام من التردد، حسمتها صور مركبة Doctored Photos عن توجه الجيش العراقي الى المنطقة الشرقية من السعودية.
قاطرة اعتدال
إذاً، الدور السعودي هو قاطرة اعتدال وتفهم وقدرة على التسوية واستمرار للحوار وتقبّل جميع الأطراف وقبول السياسة السعودية نفسها لجميع الاتجاهات من دون ارتباك.
هذا ما يحتاج اليه العراق. وهذا ما تريده فلسطين. وهذا ما لا غنى للبنان عنه.
قاطرة الاعتدال هذه هي التي تأتي بحلفاء المشروع الإيراني الى طاولة التسوية. إذ لا طائفة للمشروع الإيراني ولا مذهب بل سياسة يختار منها المشروع ما يجعله يتقدم ويرفعه علماً له. وإلا فما الذي يدفع المشروع الإيراني الى الإمساك بعلم تحرير فلسطين في غزة وفي جنوب لبنان؟
إن الأحرف الأولى في أي لغة في منطقة الشرق الأوسط لا تكتمل من دون العلم الفلسطيني. فكيف إذا كانت التسوية الغربية لهذه المعضلة فاشلة منذ 15 سنة حتى اليوم.
لبنان هو الدولة الأكثر حاجة الى قاطرة الاعتدال السعودي الحاملة مشروعا سياسيا، وليس فقط الى مساعدات تُشكَر عليها القيادة السعودية أيا كان حجمها. إذ ان هذه الدولة المختلطة سياسيا تهتز بمجرد الخلاف العربي على التوجه السياسي للمنطقة. وتتماسك حين تكون هناك قوة اعتدال عابرة للحدود، قادرة على احتواء الاهتزازات التي تحدثها الخلافات السياسية.
الطائف استقرار
لقد كان مشروع الاعتدال السعودي بخير منذ اتفاق الطائف الذي رعاه الملك فهد، رحمه الله، في العام 1989 حتى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005. لكن الأهم من ذلك أنه حين ظهر الخلل في لبنان تراجعت الحركة السياسية السعودية باعتبار أن ما يحدث على الساحة اللبنانية مضبوط ولا يطال سياستها. فإذا بالأيام تثبت العكس.
ماذا حدث بين البيان الأول للمصدر السعودي الذي يصف التطورات في فلسطين ولبنان من خطف لجنود إسرائيليين بأنها “مغامرات غير محسوبة النتائج”، ثم جاء بيان مجلس الوزراء السعودي الذي أكد ما جاء على لسان المصدر، وبين بيان الديوان الملكي الذي أعاد للسعودية صورة المعني بالخيار السياسي للمنطقة دفاعا عن السلام كخيار استراتيجي، و”في الوقت الذي يبدو فيه أن الصبر لا يمكن أن يدوم الى الأبد إذا استمرت الوحشية العسكرية الإسرائيلية في القتل والتدمير”.
نقاش الداخل
لا شك في أن ما حدث في الداخل السعودي هو نقاش أربك الحركة في بداية الاعتداء الإسرائيلي فجاءت عروبة الملك عبد الله لتحسم في اتجاه البيان الأخير، مع العلم بأن ما قد يكون ساعد على ذلك أن اللقاءات التي عقدها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل مع الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته انتهت برفض الطلب السعودي وقف إطلاق النار باعتبار أن هذه المسألة من اختصاص الوزيرة رايس.
لا يمكن إنكار أهمية التبرع الكبير الذي قدمه الملك عبد الله للبنان داعما سياسته النقدية من خلال وديعة بمليار دولار في البنك المركزي، وخمسمئة مليون دولار لصندوق إعادة الإعمار، لكن الأهم هو البيان السياسي الذي وضع عنوانا للحركة السعودية تعمل مع غيرها من أجله وتفاوض على أساسه، وتغيّره “حين لا ينفع الندم”، كما جاء في البيان الملكي.
أما المال السعودي فله لغة أخرى تتغير بحسب الأشخاص. في حملة التبرعات التي قام بها التلفزيون السعودي للبنان، ظهر شخص يفترض أن مهمته التشجيع على التبرع. إذا به يقول إن المال السعودي مثل الشعير مأكول مذموم، وإن العالم يحسد السعودية على رصانتها وسياستها الحكيمة، لذلك فإنها لا تستكثر الحسد، مرددا قول ذهب أهل الدثور بالأجور.
تأثير البيانين على ثالثهما
هل يمكن القول إن البيانين الأول والثاني تركا أثراً لم يستطع البيان الثالث أن يمحوه؟ هذا قبل المجزرة الثانية في قانا أمس. فكيف بعدها؟
مجزرة قانا الأولى في العام 96 أدارها سياسيا الرئيس الشهيد بوصفه الشخصية اللبنانية الأكثر فهما للسياسة السعودية، فتصرف على أنه يحمل تفويضا سعوديا موافقا عليه من الرئيس الراحل حافظ الأسد. جال على خمس عواصم: القاهرة للتشاور. المغرب للقاء الراحل الملك الحسن الثاني الذي وعده بإرسال مندوب عنه الى إسرائيل حيث للمغاربة اليهود نفوذ جدي. باريس حيث الرئيس جاك شيراك النجم الأول لأوروبا وهو المنسق الأساسي للحوار مع واشنطن. الرياض للاطلاع وأخذ البركة. دمشق حين تدعو الحاجة. وهي تدعو كل يومين في ذلك الحين.
جال سعد الحريري على هذه العواصم وأكثر، ما عدا دمشق، لكن من دون نتيجة مماثلة. فالإدارة في مكان واحد هو واشنطن. لهذه الإدارة عقدة مبدئية على حد قول مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية السابقة في عهد الرئيس بيل كلينتون تنص على ثلاثة أحرف A.B.C. وهي اختصار Any Thing but Clinton، “كل شيء ما عدا كلينتون”. لذلك ممنوع اتباع كل ما نجح على أيام الرئيس السابق كلينتون ووزير خارجيته في العام 96 وارن كريستوفر الهادئ. المرن. الجدي. المسؤول. لهذه الإدارة أيضا عقيدة تقوم على الإيمان بالقوة لحل الأزمات. والحسم وسيلة للنقاش. والجزم طريق لمغادرة طاولة الحوار.
هكذا فعلت مع الأمير سعود الفيصل ما اضطر الأمين العام للمجلس الأمني الوطني الأمير بندر بن سلطان لزيارة الصين في محاولة لتطويق الموقف الأميركي في مجلس الأمن.
وهكذا جزمت “الفهدة السوداء” كما يصفها الرئيس نبيه بري حين قالت له إنها تحمل تفويضا عربيا ومن المجتمع الدولي على جدول أعمالها لوقف إطلاق النار. أجابها رئيس المجلس متوقفاً عند “التفويض العربي”: “هل تعلمين أن أطول حرب عربية مع إسرائيل لم تدم أكثر من ستة أيام وانتهت إلى هزيمة، أما في مارون الراس، فإنهم يحاولون لليوم السادس على التوالي اقتحامها من دون أن ينجحوا في ذلك… نعم هذا هو لبنان وأولئك هم العرب.” نبدأ هنا. ننتهي هناك. “خذ كلمتي بنعم على موضوع شبعا”. لا سيرة للأسرى. قوات دولية رادعة. لا سيرة للنازحين. لا نتحدث مع سوريا وإيران.
النزول سيراً على الأقدام
لم تستطع رايس من كثرة توترها انتظار المصعد حيث يودعها الرئيس بري على بابه فنزلت على الدرج لتذهب إلى إسرائيل.
كيف ستنزل في المرة المقبلة؟
أولاً: لن تستطيع رايس الادعاء أنها تحمل تفويضا عربيا ودوليا وستنتظر المصعد. إذ أن مجزرة قانا قلبت الموازين كما فعلت في المرة الأولى.
ثانياً: غاب الرئيس حافظ الأسد. أقام الحقد مكانه مرتعاً للسياسة. استشهد الرئيس رفيق الحريري. رسم الفراغ ملعباً مكانه.
ثالثاً: شهداء قانا ما زالوا هناك يجدّدون خيرهم على لبنان. كما فعلوا في المرة الأولى.
رابعاً: أبطال الجنوب ازدادوا خبرة ومعرفة وتضحية.
خامساً: انكشف تأثير الآلة العسكرية الإسرائيلية البرية.
سادساً: مَواطن ضعف المجتمع الإسرائيلي على حالها. أولها الخوف والقدرة على نقل هذه المشاعر إلى الحكومة.
سابعاً: قاطرة الاعتدال السياسي السعودي ضرورة بعد وقف إطلاق النار لا حياد عن الحاجة إليها. مهما أخطأ لبنانيون ومهما عاند سوريون ومهما انتشر الإيرانيون، ومهما تجاهل سعوديون موقتا حاجتهم هم إليها…
قابلت الفريق علي الشاعر، السفير الأسبق للسعودية في بيروت، قبيل مغادرته في العام 82. قال لي إن لديه مهمة ورسالة في لبنان. المهمة هي تمثيل بلاده لدى الدولة. الرسالة هي تحقيق الاستقرار اللبناني القائم على تنفيذ مطالب المسلمين في ذلك الحين.
السفير السعودي المقيم عبد العزيز الخوجة يتقن المهمة ويؤمن بالرسالة ويضيف إليهما دماثة خلق… بانتظار المشروع الذي يحمي انتشاره. متى يأتي؟