“السلطة الرابعة” – عملية السلام في الشرق الاوسط ، والانسحاب الاميركي من العراق

مقابلات تلفزيونية 10 يوليو 2007 0

س- تقول صحيفة الفاينانشال تايمز ان التعزيزات العسكرية الأميركية في العراق قليلة ومتأخرة جدا، وبما ان الإنسحاب العسكري الأميركي لا محالة آتٍ ، تعتبرالصحيفة انه من الأجدر الإستعداد له وإعتباره فرصة وليس عائق، وعلى عكس الفاينشال تايمز عبّرت الدايلي تلغراف عن إستيائها من الجدل القائم حول هذه المسألة، وتعتبر انه لا يوجد توقيت أسوأ من هذا التوقيت لبحث هذا الموضوع، أين انت من هذا الجدل؟
ج- واضح ان ما يُقال حول الإنسحاب كلام سياسي لا علاقة له لا بالقرار الأميركي ولا بالخيار الإستراتيجي.

أولا: وزير الدفاع الأميركي قال بأنهم باقون لفترة طويلة في منطقة الشرق الأوسط.
ثانيا: حاملة الطائرات الأميركية التي وصلت اليوم الى الخليج، وهي الثالثة، لا يدل أبدا على ان هناك ترتيبات إنسحاب ربما هناك ترتيبات مواجهة عسكرية.
ثالثا: سبق للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ان قال منذ بداية السنة ان رئيس الحكومة العراقي الحالي، المالكي غير قادر على توفير ما يعد به تجاه الأميركيين، أو تجاه العرب أو تجاه الوضع الداخلي العراقي.

إذا أنا أرى ان فشله أمر طبيعي ومنتظر منذ فترة طويلة، وأول من إكتشف ذلك، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ما أريد أن أقوله في موضوع العراق، أن ما يُقال كلام سياسي. الخيار الوطني الإستراتيجي الاميركي هو البقاء في العراق.

الوجود الأميركي في العراق معني بأمرين:
أولا: بحماية منابع النفط
ثانيا: بحماية الأمن الإسرائيلي.
وبالتالي الوطنية الأميركية لن تسمح بالتخلي عن هذين الهدفين، تحت أي سبب من الأسباب وضمن أي بند من البنود، وتحت أي تسوية من التسويات ، هذه مسألة لا تتعلق لا بالديموقراطيين ولا بالجمهوريين. ومن يتوهم ان أميركا ستتخلى عن منابع النفط وأمن إسرائيل، يستطيع أن يقول ما يريد ويستطيع أن يسحب الجيش الأميركي غدا من العراق.

س- تقول هذا بالرغم من إستطلاع الرأي الذي قامت به صحيفة “USA Today” والذي يشير الى هبوط شعبية بوش الى 29 بالمئة؟
ج- لكن الرئيس بوش ومن معه في الإدارة الأميركية، يعرفون تماما ان عملية العراق ليست عملية شعبية ، وان هذا لا يزيد شعبيتهم، ولكن عمليه العراق لم تنته حتى الآن، وهناك أمور كثيرة ممكن أن تحصل بعد وقت وتتسبب بإرتفاع هذه الشعبية.

س- هل ترى انه ما زال هناك آفاق للسلام خصوصا بعد أن إتهمت مقالة صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية التي قالت بأن إسرائيل هي من قامت بإضعاف محمود عباس؟
ج- لقد ورد في المقال مقارنة بين الرئيس محمود عباس والرئيس الأفغاني كرزاي ، باعتقادي ان فيها ظلم للرئيس عباس، الذي يمثل حركة وطنية فلسطينية، تمكنت من تحرير الأراضي التي تقف عليها “حماس” الآن في غزة ، وهذه حركة وطنية عمرها 50 سنة، وقامت بأعمال مهمة في سبيل القضية الفلسطينية، هذا أولا.
ثانيا: دعينا ندمج الموضوعين ، موضوع الرئيس عباس وموضوع المهندس الهندي الذي إعتقل في لندن ، وتبيّن انه تابع لتنظيم “القاعدة”.

ما أريد أن أقوله: لن يبقى مسلم في العالم إلا وسينضم الى “القاعدة” إذا إستمرت الحكومة الإسرائيلية والغرب بالتعاطي مع الموضوع الفلسطيني، وأزمة الشرق الأوسط بهذه الطريقة. وليس غريبا بعد كل هذه السنوات، أن يجدوا ان مهندسا هنديا إنضم الى تنظيم “القاعدة”.

المشكلة الأساسية في المنطقة هي مشكلة فلسطينية إذا لم يكن هناك من حل عادل ومنطقي، وقوي ومتماسك ليس مثل الإتفاقات الماضية ، يستطيعون الوصول من خلاله الى نتيجة، علينا أن نتوقع المزيد من الإنضمام والإنتماء الى تنظيم “القاعدة؟ اي حيث يوجد مسلمون في العالم.

س- يعني يجب معالجة الأسباب التي أدت الى نشوء الأزمة؟
ج- نعم ، لا بد للحكومة الأميركية أن تتصرّف على هذا الأساس، وهنا أعود وأقول ان رد الفعل الأميركي والإسرائيلي على المبادرة العربية للسلام، سيدفع المسلمين للإنضمام الى “القاعدة” أكثر من أي وقت سابق.