السفير البريطاني هوغو شورتر: حبّاً بلبنان، انتخبوا رئيساً

الأخبار 27 مايو 2016 0

1280x960

أصدر السفير البريطاني هوغو تشورتر بيانا في الذكرى الثانية للفراغ الرئاسي في لبنان، قال فيه:

“يحيي” لبنان اليوم ذكرى مرور عامين من دون رئيس للجمهورية.
أحيت جامعة سيدة اللويزة أخيراً الذكرى الـ500 لنشر كتاب يوتوبيا (أو المدينة الفاضلة) لتوماس مور. بحسب ايراسموس، ان عبقرية مور “بلغت حدا لم ولن تشهد له بريطانيا مثيلا”. لكن رغم الاهمية الوطنية التي يمثلها توماس مور في بلادي، أعتقد انه يتناسب تماما مع لبنان الحديث.
ما هي يوتوبيا لبنان؟ يذكرنا الفراغ الرئاسي – يا للأسف – بالعقبات التي يمكن أن تنجم عن النظام الطائفي، والقادرة على شل الدولة وإضعافها. من دون شك يوتوبيا لبنان يجب ان ترتكز على التعايش. لكن الأمر الاساسي هو أن على الذين يريدون المحافظة على شكل من أشكال التعايش، أن يتمسكوا بالدولة القوية، لأن النظام الذي لا يوفر الخدمات الاساسية وفرص العمل وحكم القانون غير قابل للحياة. هذا يعني مساءلة ديموقراطية ومحاسبة قانونية تتجاوز عملية التقسيم الحسابية للدولة ومحسوبياتها على أسس طائفية، ونظاما لا تشلّه الصراعات الطائفية، ويعمل لمصلحة اللبنانيين.
انتخاب رئيس أمر مهم، طبعاً. فلبنان ظلّ مستقرا بفضل صمود شعبه ومرونته، وعمل بعض المؤسسات اللبنانية الرئيسية الاستثنائي والدعم الدولي المتزايد له. لكن الفراغ يؤدي الى تآكل أسس الدولة، ويصعِّب على الحكومة اتخاذ القرارات المطلوبة، وخصوصاً بالنسبة الى الأولويات الاقتصادية والأمنية. ونتيجة لذلك، أصبحت الإصلاحات الاقتصادية الأساسية تنحرف، فيخشى بذلك أن يفوّت لبنان على نفسه فرصاً كبيرة نتيجة مؤتمر لندن، ليطور مشاريع بنى تحتيّة واسعة النطاق من شأنها أن تؤدي الى إيجاد فرص عمل وإنعاش الاقتصاد.
إن الانتخابات البلدية التي تجري حالياً خير فرصة لإنعاش العملية الديموقراطية. ولكنها لا تعتبر بديلاً من انتخاب رئيس، أو من اجراء انتخابات برلمانية بأوسع مشاركة ممكنة (ان لجهة المرشّحين أو الناخبين). لست أنا من يحدّد أي قانون انتخاب يجب أن يعتمد أو ما هي الاصلاحات المؤسساتية المطلوبة، لكن يبدو لي أن نمط “كلما تغيرت الامور كلما بقيت كما هي”، قد استنفد.
كيفية الوصول الى المدينة الفاضلة مسألة غالبا ما تشكل محور نقاش سياسي شرس وتغيير صعب. على قادة البلاد تحمّل مسؤولياتهم في حماية التعايش الذي يشكل رمز لبنان وتعزيزه، عبر التوافق في ما بينهم والمساومة على الحل للسير قدماً. لقد آن الأوان لكي يكون للبنانيين وطن يبرز دينامية هذا الشعب وإبداعه، وطن يزدهر مجدداً نموذجاً لتعايش ناجح، وهمزة وصل فريدة بين الغرب والشرق الأوسط.
لقد آن الاوان ليكون للبنان رئيس”.