الرد على جميل السيد

الأخبار 30 يوليو 2011 0

تناولني اللواء جميل السيد بالأمس في مقابلة على تلفزيون المنار في أكثر من عنوان. وتوضيحا للحقيقة أورد التالي:

أولا: لقد قدّم لي الصديق طه ميقاتي ما هو أهم وأغلى بكثير من المال. لقد ساعدني في الأمان والاطمئنان على نفسي وعلى عائلتي في ظروف قلّ فيها الرجال الذين يفعلون ذلك. وقد سجّلت اعترافي بذلك وشكري مرارا في مقالات صحافية ومقابلات تلفزيونية وإذاعية.

أما أن أحدا من آل ميقاتي قد تولى نفقات إقامتي في الخارج حين “دشّرني”، والتعبير للواء السيد، الأمن السوري من بلدي فهذا أمر لم يحصل ولا أفترض أن معلوماته مستقاة من الصديق طه ميقاتي أو غيره من عائلته. إذ أن الشهيد رفيق الحريري رحمه الله أعطاني أكثر مما احتجت أنا وعائلتي في سنوات “تخصصي” في المنفى الذي أبدى اللواء السيد حماسا له في مقابلته.

ثانيا: لقد وجدت في الصديق طه ميقاتي دائما الباب الذي أطرقه عند أي حاجة لي بعد عودتي من المنفى بواسطته وبرعايته. وهو لبّى دون جميل أو منّة. وآخرها كان يوم زفاف ابنتي حين أهداها أكثر بكثير مما أردت أو توقعت. وهي معاملات مذكورة في سجلات مصرفية وليست سرا لمن يريد الاطلاع عليها. وأرجو من الله ان يعطيني العمر والقدرة على أن أردّ له لما قدّم وأكثر في مناسبة مماثلة لأي من أفراد عائلته.

ثالثا: كل ما سبق بشأن آل الميقاتي كما يصفهم اللواء السيد، لم ولن يمنعني من رفض غلبة الظروف المسلّحة على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة. ولم ولن يحدّ من مسؤوليتي الوطنية تجاه الرفض بكل الوسائل السياسية التي يتيحها لي الدستور اللبناني للتشكيلة الحكومية التي خرج بها الرئيس نجيب ميقاتي بعد أشهر من المفاوضات حولها. فإذا بها تأتي ولأنها نتاج الأسبوع الأول من المشاورات، ولا تحقق للشعب اللبناني أيا من عوامل الاستقرار السياسي، خاصة بعد صدور القرار الاتهامي بحق اربعة متهمين ينتمون الى حزب مشارك في الحكومة باعتراف وبتقديس قيادة الحزب لهؤلاء المتهمين ولانتسابهم السياسي والأمني. وقد أوضحت موقفي هذا خطيا وهاتفيا للصديق طه ميقاتي بعد تكليف الرئيس ميقاتي بتشكيل الحكومة.

رابعا: اتهمني اللواء السيد بما لم أنفه مرة عن علاقة ودّ واحترام وصداقة مع الرئيس السابق العماد اميل لحود. إذ ان الرئيس لحود فتح بابه لي حين كانت كل الأبواب موصدة في وجهي بعد عودتي من المنفى في العام 2003. وبقيت علاقتي الودية به قائمة وفعالة حتى نهاية شباط من العام 2005. وحرصت رغم الخلاف السياسي الحاد الذي عصف بجميع اللبنانيين بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حرصت على عدم تناوله بحدة أو خارج أصول اللياقة طوال السنوات التي تلت عملية الاغتيال حفظا مني لودّ شخصي لا أستطيع تجاهله. غير أن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية السابق الياس المر فلم يكن جزءا رئيسيا من هذه العلاقة ولا متابعا “للصفقة” على حد تعبير اللواء السيد.

وقد قامت هذه العلاقة بمعرفة ورضا الرئيس الشهيد إذ أنني ذهبت إليه بعد عودتي إلى لبنان بأشهر وقلت له بحضور شهود أنني لا أستطيع البقاء في لبنان دون أن تكون علاقتي طبيعية على الأقل برئيس الجمهورية وبمسؤولين أمنيين سوريين. فأجابني انه لا يستطيع الطلب مني عدم القيام بما يفعله هو. وقد كان للأستاذ وليد جنبلاط في حينه مبادرة شجاعة بالحديث مع مسؤولين أمنيين سوريين تسهيلا ودفاعا عن حقي في حياة طبيعية في بلدي.

هذه وقائع أقررت بها شفهيا وخطيا مرارا وتكرارا بعيدا عن الصفقات أو الاتهامات.

خامسا: لن اصف اللواء السيد بأكثر مما فعل خلال مقابلته التلفزيونية من استعماله لتعابير غير بشرية في وصفه لنفسه وفي هجومه على الرئيس سعد الحريري.