الرد على النائب وليد جنبلاط

الأخبار 15 فبراير 2013 0

ترددت في الرد على بيان الاستاذ وليد جنبلاط احتراماً لذكرى الرابع عشر من شباط. فإذا بجنبلاط يكرر ” استذته ” علينا في مقابلة على قناة العربية أمس في ذكرى اغتيال رفيق الحريري بحديثه عن ضرورة التخلي عن ” نغمة العدالة والمحكمة والسلاح “. لقد حان الوقت لكي يعلم جنبلاط أن العدالة ليست نغمة والمحكمة ليست أغنية والسلاح ليس آلة موسيقية. المحكمة والعدالة والسلاح غير الشرعي هم أساس أي حوار وطني، لا يستقيم مع هذه الحكومة. لسنا نحن ما قال عن المسيحيين أنهم ” جنس عاطل ” ولا نحن قلنا أن التخلي عن المحكمة هو ” الخيانة” بحد ذاتها.

لقد أصبح جنبلاط متخصصاُ بالتجرؤ على أصدقائه ومعارفه قبل خصومه. وهو في بعض ما قاله على حق إذ أنني أصبحت من صغار الكتبة بما كتبته عنه حين كنت كاتباً في جريدة ” السفير”. أما بشأن ابناء النواب الذين قصد منهم نجلي صالح فهو بالتأكيد أخطأ في وصف قدّاس البطريرك الراعي في دمشق لكنه امتلك شجاعة الإعتذار السريع معبّراً عن رأيه الشخصي المستقل في كل ما يقول . أما الفراغ والضياع الذي تحدّث عنه جنبلاط متناولاً تيار المستقبل فهو أولاً بسبب اعتقاد قادة التيار أنه سيكون لهم حليف سياسي وانتخابي مثل جنبلاط وهو قرار تتحمل مسؤوليته القيادة وحدها دون القاعدة. فمأخذ جمهور رفيق الحريري على قيادة التيار أنه لا يزال يصدق جنبلاط فيما يقوله أو يفعله.

لا نحتاج الى نصائح جنبلاط المليئة بالأحقاد في شمالنا أو في غير مناطق ولا يحتاج الجيش الذي قاتله جنبلاط وساهم في تقسيمه في يوم من الايام مع حلفائه الى ” دعمه المنحرف” ولا أحد يرغب أو يستطيع منافسته في حروب الالغاء العبثية ولا في شراهته لحروب الحضور المالية.
لقد كانت بيانات كتلة المستقبل واضحة ومحدّدة بشأن الموقف من الجيش وما حدث في عرسال بطلب إحالة القضية الى القضاء وفك الحصار عن المدينة التي يتعرض بعض علمائها وعدد من أهلها لحدة في الكلام والتصرف على حواجز الجيش. وقد تحقق المطلبان بنسبة كبيرة بعيداً عن ” الوطنية العسكرية ” المستحدثة عند جنبلاط. بانتظار تحقيق شفاف ودقيق في حادثة عرسال من أجل تحديد المسؤوليات ووقف الاستثمار الرخيص في دماء شهداء عرسال وليس كما حصل في تحقيق اغتيال الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه الذي لا نعرف الى أين وصل، وذلك بعيداً عن خلق مقدسات وهمية وخطوط حمراء من نسيج عقلية الخضوع.