الرجال قليل

قالـوا عنه 13 يناير 2014 0

(إنّ لله عباداً إذا أرادوا أراد) حديث شريف.
عندما اختار الرئيس سعد الحريري الزميل والصديق الاستاذ نهاد المشنوق وزيراً للداخلية لم يكن هذا القرار آتياً من فراغ.
والحقيقة عندما أتحدّث عن معالي الوزير أشعر بحرج لأنّ هناك صراعاً بين محبتي وبين إعجابي وتقديري له.
هذا الإعجاب بحكمة وعقل وحسن تدبير وشجاعة وقوة الشخصية، ليس غريباً عنه، وإنّني أعتبر هذا الرجل صاحب القرارات الصعبة.
عندما يقرّر أمراً أتفاجأ أحياناً وأرى أنّ القرار متسرّع، ثم يتبيّـن لي أنّه اتخذ القرار السليم في الوقت الصعب.
ملف السجون وملف “الإسلاميين” من أصعب الملفات وأدقها وأكثرها تحرّجاً، لأنّك تتعامل مع أشخاص غير عاديين، التهديد بالنسبة اليهم لا يعني لهم شيئاً، يسعون الى الموت ويعتبرون أنفسهم شهداء فبماذا تستطيع أن تخيفهم أو كيف يمكن أن تتفاهم معهم؟
هذا الملف لا يزال ساخناً منذ ولاية الياس المر ثم الوزير زياد بارود فالوزير مروان شربل… ولم يستطع أي منهم أن يجد له حلاً…
إنّه ملف يتهرّب منه حتى القضاة… لأنّه على قدر كبير من الحساسية.
ومع ذلك تصدّى له الوزير نهاد المشنوق… وعمل عليه بجد ومسؤولية، متدارساً واقعه وأبعاده وتداعياته… ثم اتخذ القرار في المرحلة الاستثنائية واللحظة الحاسمة محلياً وإقليمياً ودولياً وتوصل فيه الى الحل!
وهذا في حد ذاته إنجاز كبير.