الرئيس الحريري – المشنوق… خبزٌ وملح في مواجهة المصطادين في الماء العكِر

قالـوا عنه 07 يونيو 2016 0

303960_57112_s

إما أنْ يدفع المسؤول ثمنَ فشله، وإما أنْ يدفع ثمن نجاحه، وفي الحالين لا بد من دفع ثمنٍ، لكن ثمنَ النجاح أكثر إيلاماً من ثمن الفشل، فالفشل عند الفاشل يهوِّن عليه الثمن أما عند الناجح فيجعل الثمن ممزوجاً بالقهر.
***
نهاد المشنوق ناجحٌ بكل المقاييس، بشهادة الخصوم قبل الحلفاء، هو الوزير الذي امتدت نجاحاته من تطبيق قانونِ السير، وصولاً إلى مكافحة الإرهاب، مروراً بإنهاء الحالات الشاذة التي كانت سائدة في سجن روميه، وفتح ملفات الإهدار والفساد في قوى الأمن الداخلي، وأخيراً وليس آخراً النجاح في إنجاز إستحقاق الإنتخابات البلدية والإختيارية والفرعية، من دون ضربةِ كف.
حقق كل هذه النجاحات في حكومةٍ قال عنها رئيسها تمام سلام إنَّها أفشل حكومة في تاريخ لبنان.
في الحكومة الأفشل يكون هناك الوزير الأنجح، فكيف لا تصيبه سِهامُ الحاقدين الذين بعدما عجزوا عن إفشاله، يحاولون تشويه نجاحاته.
***
حين قَبِل الرئيس نجيب ميقاتي بأنْ يكون رئيساً للحكومة فوق الغدر بإقالةٍ للرئيس سعد الحريري، وقعت القطيعة بين الوزير نهاد المشنوق والرئيس ميقاتي، على الرغم من العلاقة الوطيدة التي كانت تجمعهما، لأنه فضَّل الوفاء على الصداقة.

***
لا يعرفُ الحاقدونَ أنَّ علاقة الوزير نهاد المشنوق بالمملكة العربية السعودية هي علاقة وزيرٍ ناجح يحترم نفسه بدولةٍ كان لها الفضل الأول والأكبر في إنهاء الحرب في لبنان، ولإنعاش ذاكرة البعض، فإن نهاد المشنوق واكب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي وضع إتفاق إنهاء الحرب موضع التنفيذ على مدى عشرة أعوام، فدفع ثمنَ هذه العلاقة تجريحاً وتخويناً وإبعاداً.
***
حين بدأت المزايدات على الرئيس سعد الحريري وعزَّ المدافعون، بادر الوزير المشنوق من تلقاء نفسه إلى الدفاع عنه ووضع الأمورَ في نصابها، شرَح خلفيات زيارة الرئيس سعد الحريري لدمشق وأفاض في شرح خلفيات ترشيح الوزير سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية. عنده السياسة لا مواربة فيها ولا مناورة، بل خطٌ مستقيم وجرأة وشفافية ومكاشفة، فلماذا الإنتظار ربع قرن لكشف الحقيقة؟
ولماذا لا يتم كشفَها في الوقت المناسب لتكون في خدمة وضعٍ مناسب؟
***
كان بإمكان نهاد المشنوق أنْ يوارِب وأن يناور وأن يجانِب الحقيقة، فيبقى في أحسن حالٍ مع الجميع، تماماً كما يفعل المتلوِّنون والمواربون، لكنه آثر الإقدام والمواجهة، فقال الأمورَ كما هي، لا كما يُحب البعض أنْ تكون.
عند هذا الحد نشطت ماكينات التجريح والتخوين ونُفِض الغبار عن الدكتيلو، لكن نهاد المشنوق، الذي تربطه العِشرة الطيبة والخبز والملح مع فيلا عز الدين، ثم مع قصر قريطم، ثم مع بيت الوسط، أدرَك بحدسه السياسي المرهف وبعاطفته الصادقة تجاه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم تجاه الزعيم الشاب سعد الحريري ان ماكينات التجريح والدكتيلو لن تؤثِّر قيد أنملة على تاريخه الناصع مع بيت الحريري، فكان لقاء الخبز والملح عند الرئيس الحريري، كانت جلسة المكاشفة مع السفير السعودي علي عواض عسيري، وبين بيت الوسط واليرزة تم وضع حدٍّ لألسنة السوء وللمصطادين في المياه العكرة، فلا أحد يستطيع أنْ يدخل بين نهاد المشنوق وسعد الحريري لأنَّ علاقتهما كالتصاق الجلد واللحم. ولا أحد يستطيع أن يشوِّه صدق العلاقة بين نهاد المشنوق والمملكة العربية السعودية.
***
لو لم يكن نهاد المشنوق من هذه الطينة وهذا المعدن، لَما كان كل ما حصل مجرد غيمة صيف عبرت وخرج منها وزير الداخلية أقوى، ولو أنَّ الطعن في الظهر وقلة الوفاء سبَّبا له آلاماً مبرحة.