الحرب في “ليلة صيف” ؟ (1)

مقالات 14 مايو 2007 0

دخلت على كبير من المتابعين في موقع المسؤولية، وفي الاهتمام الوطني، وفي الحرص العربي… دخلت عليه قبل مؤتمر شرم الشيخ الذي حضرته 60 دولة معنية بشأن العراق، لأسأله أين اصبحت المحادثات الأميركية الإيرانية والمؤتمر عن العراق على الأبواب.
تمهّل في الاجابة وقال هناك تباين في وجهات النظر بين دمشق وطهران بشأن التفاوض مع ما تبقى من القدرة في الإدارة الأميركية. المسؤولين في ايران يقولون ان الرئيس بوش صار وحيداً في واشنطن، والتفاوض مع إدارته يعطيه دفعاً لا نريده كلانا أي السوريين والإيرانيين فلماذا الانفتاح على واشنطن في مثل هذا التوقيت. المسؤولين في دمشق يردون بأن جدول الأعمال الإيراني الأميركي طويل ومعقّد ومختلف عن مثيله السوري الأميركي. وبالتالي فإننا نعتقد ان التفاوض لا يأخذ من حقنا في القرار ولا من حريتنا في الحركة. فلماذا نقاطع نحن بعد ان تراجعت إدارة الرئيس بوش عن مقاطعتنا وطلبت التفاوض معنا.
جاء وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلى دمشق، اجتمع إلى كبار المسؤولين. طلب اخراجاً شكلياً بأن تعلن دمشق عن ترددها في اجتماع وزير خارجيتها وليد المعلم إلى وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس في شرم الشيخ.
أعاد عليه المسؤولون السوريون وجهة نظرهم في ضرورة حصول اللقاء خاصة ان من طلبه هو الجانب الذي أدان زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي إلى دمشق واجتماعها بالرئيس الأسد مع الوفد الذي رافقها.
روى الوزير الإيراني حكاية الطلب الذي تقدمت به المسؤولة البرلمانية نفسها مع وفد من 85 عضوا في الكونغرس الأميركي، وكيف ان القيادة الإيرانية اشترطت اعداد جدول أعمال متفق عليه مسبقاً قبل الموافقة على منحهم تأشيرة الدخول.
كرر السوريون ما يرونه من صواب في موقفهم. فغادر الوزير الإيراني على قاعدة التباين في الرأي في المرحلة الأولى.
حكى لي الكبير في موقع المسؤولية هذه الرواية وهو يضحك باعتبار ان الإيرانيين لا بد ان يعيدوا حساباتهم ويجلسوا إلى طاولة المفاوضات مع الوزيرة الأميركية في شرم الشيخ.
لم اوافقه في ذلك الحين على توقعاته. قلت له ان المفاوضات إذا حدثت فهي شكل من أشكال التعمية على السياسة الأميركية الحقيقية.
عقد مؤتمر شرم الشيخ وصدرت عنه أرقام ومعلومات وإلغاء للديون على العراق وغيرها من العناوين من دون ان يتأكد شيء منها. إذ ان الحكومة العراقية المعنية بكل هذه القرارات تعاني عجزاً في الداخل وضعفاً في الخارج. العجز الداخلي عنوانه عدم قدرتها على تلبية الخطة الأميركية الأمنية بشأن بغداد الكبرى واستمرار الميليشيات المذهبية في اعمال القتل والتفجير. وتلكؤها في اقرار القوانين المطلوب تعديلها في مجلس النواب العراقي وعلى رأسها القانون الذي يجعل من الدخل النفطي ملكاً لكل العراقيين ولا يوزع جغرافياً حسب وجود آبار النفط كما هو حالياً.
آخر بعثة قانونية أميركية عادت من بغداد لتقول في تقريرها أنها لم تجد تجاوباً سريعاً للسير في تعديل قانون النفط.
أما الضعف الخارجي فسببه ان السعودية ومعها دول عربية أخرى تعتبر نوري المالكي رئيس الحكومة العراقي منحاز إلى الميليشيات في الداخل وإلى إيران في الخارج وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه في أي خطوة مستقبلية لتوحيد العراق. أعلنت ذلك السعودية حين رفضت وفي خطوة لا سابق لها استقبال المالكي بحجة الازدحام في مواعيد العاهل السعودي، الذي كان قد توافق مع الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية على عدم صلاحية المالكي للدور المنتظر منه. وخاصة انه ينتقل إلى الجانب الثأري حين يتعلق الأمر بالرغبة العربية بإعادة جذب البعثيين المقدرين بمئات الآلاف إلى إطار الدولة، والسنّة منهم بالتحديد.
عدت إلى التواصل مع كبير المتابعين فإذا به يصر على احتمال حصول اللقاء. إنما هذه المرة في بغداد حيث يفترض ان تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية زميلها الإيراني بعد ان أبدت اعجابها بلكنته الأميركية في شرم الشيخ.
****
ماذا عن نتائج الاجتماع الأميركي السوري؟
اقتصر البحث على الوضع العراقي، فإذا بالأميركي الذي لا يستطيع ان يلبّي بسبب تحالفاته العراقية الداخلية، إذا به يطلب ممن لا يستطيع ان يعطي إلا بما يمر عبر حدوده أي السوري وهو محدود في أي تسوية عراقية شاملة.
قلت له: لنعد قليلاً إلى الوراء. في صيف العام 2004 صدر القرار 1559 عن مجلس الأمن الدولي، بعد التمديد السوري القسري للعماد إميل لحود وبعد ثلاث محاولات أميركية قام بها وزير الخارجية آنذاك كولن باول ومساعديه بيرنز وأرميتاج، للتفاهم مع دمشق في النصف الثاني من العام .2003 القرار نص على خروج القوات السورية من لبنان، واجراء انتخابات رئاسية حرة، ونزع أي سلاح غير سلاح الدولة على الأراضي اللبنانية. اعتقد الكثير من المعنيين في لبنان والعالم العربي ان الموضوع انتهى بصدور القرار. فإذا بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري تنزل اللبنانيين إلى الشارع بقيادة وليد جنبلاط فيخرج الجيش السوري وأجهزته الأمنية من الأراضي اللبنانية.
تشكلت لجان متتالية للتحقيق بموجب قرارات من مجلس الأمن الدولي. حين أعلنت سوريا رفضها لأسلوب تحقيق الألماني ديتليف ميليس، استبدل بسيرج براميرتز الذي استقبل في دمشق وتعاونت معه الأجهزة السورية تعاوناً مرضياً على حد تكراره في تقاريره. من دون ان ينتبه أحد، صدر قرار جديد من مجلس الأمن بأن تعمل لجنة التحقيق وفق الفصل السابع الذي ينص على الزام جميع الدول بالتعاون. هذا القرار جاء بناء على طلب المحقق الدولي، الذي أبلغ مجلس الأمن بعدم تعاون عدد من الدول مع عمل لجنته. فإذا بالأبواب تُفتح له في دمشق في الوقت الذي تقترب تقاريره واحداً تلو الآخر من الأجهزة السورية. بانتظار شهر حزيران المقبل موعد تقريره الرابع والبت في المحكمة الدولية.
تراكمت الاغتيالات السياسية منذ المحاولة الأولى على مروان حمادة في الشهر العاشر من العام 2004 حتى جريمة عين علق بما هو معلن عن طبيعتها السياسية على الأقل، ولم تتراجع المجموعة السياسية المعنونة باسم قوى الرابع عشر من آذار بعد انضمام سعد الحريري إليها فعلاً وعملاً.
استمر الصراع السياسي على حاله. اتخذ اشكالاً مختلفة. مرة شكل الحوار. وآخر للتشاور. وثالث للاشتباك. إلى ان تبين ان ما نفّذ من القرار ,1559 لم يعد يفي بالحاجة وسط تمدد القوى الحليفة لسوريا على رأسها حزب الله. لم يتردد نائب الرئيس الأميركي في إصدار قرار حرب تموز على ذمّة سايمور هيرش في النيويوركر الأميركية.
دخل الجيش الإسرائيلي في معارك طاحنة مع آلة عسكرية لا يعرف طبيعتها ولا قدراتها ولا مستوى تدريب أفرادها كما اعترف كبار العسكريين الإسرائيليين.
حقق حزب الله انتصاراً عسكرياً. وبدل ان يحتفظ به بمنأى عن الصراعات جاء به إلى الداخل فأصيب بما يصيب كل عنوان داخلي من اهتزاز وهوان.
صدر القرار 1701 الذي يحصر حق حمل السلاح بالدولة ورجالها في منطقة جنوب الليطاني، وبالبحث عن حل دولي للأراضي اللبنانية المحتلة أي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والأهم في القرار هو نشر قوات طوارئ دولية على الحدود البرية والمائية قوامها حتى الآن 13 ألف جندي.
****
لا يمكن القول ان القوات الدولية لم تنجح في مهامها، بل على العكس قامت القوات الالمانية المنتشرة في البحر بردع الزوارق الإسرائيلية مرات عدة من الدخول إلى المياه الاقليمية اللبنانية. كذلك القوات الفرنسية التي رفعت الغطاء عن مدافعها باتجاه الطائرات الإسرائيلية المخترقة للأجواء اللبنانية.
هنا دخلت السعودية على الخط اللبناني، ليس بقرار أميركي كما يتردد في زواريب السياسة اللبنانية بل بقرار عربي، فوجئ بما سماه قدرة حزب الله على افتعال حرب اقليمية دون الاهتمام لما يمكن ان يجرّ هذا القرار على الدول العربية من نتائج. خاصة وان هذا النموذج الإيراني من وجهة نظرهم قادر على نشر عدوى أفكاره وأفعاله في الأوساط السلفية الإسلامية. تمت التعبئة الإسلامية والعربية على أشمل مستوى ممكن في أقصر وقت متاح. فإذا بأشهر قليلة بعد حرب تموز، كافية لحجب صورة الانتصار العسكري للحزب، ولتعميد الدور الإيراني المنتشر على انه في غير صالح الاستقرار العربي.
عُقدت القمة العربية في الرياض بعد أن كانت مقررة في مصر. حقق العاهل السعودي إجماعاً على مبادرة السلام المسماة باسمه. لكن الملك عبد الله اعتبر القمة مسرحاً لتأسيس حركة عربية أكثر مما هي قمة إنجازات. إذ أن الحكومة الفلسطينية تمّ الاتفاق عليها في مكة المكرمة قبل انعقاد القمة. وبالفعل ما عدا الانفتاح الأوروبي على السلطة الفلسطينية، فلا واشنطن ولا الحكومة الإسرائيلية المهترئة عبّرت عن ترحيبها ولو الشكلي بالمبادرة العربية.
تولّت نتائج المفاوضات الإيرانية الأوروبية، الجانب الأوروبي من التعبئة فإذا بالمماطلة الإيرانية والدفاع المستميت عن حق إيران بالتخصيب النووي، ولو لأهداف سلمية، تجعل من الجمهور الأوروبي مسرحا للاجماع على رفض حصول إيران على امكانية التخصيب.
تحقق حتى الآن الرفض الإسلامي والعربي والأوروبي للجهود الإيرانية النووية. قررت الإدارة الأميركية ملاقاة هذه الجهود في العراق حيث الفشل يلازم حركتها العسكرية وقدراتها السياسية. وضعت خطة لأمن بغداد الكبرى حيث يقع أكبر عدد ممكن من الضحايا العسكريين الأميركيين. تحققت هذه الخطة جزئياً إذ لم يرافقها أي تقدم سياسي غير إعلان المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم بتغيير المرجعية الدينية لأتباعه من إيران، حيث ولاية الفقيه، إلى النجف حيث آية الله السيستاني. أما على الصعيد الأمني فقد تم إبعاد السيّد مقتدى الصدر وقادته ال36 عن العراق إلى مكانٍ لم يعلن عنه. فتراجعت قدرته العسكرية والسياسية.
الهدف الرئيسي للخطة هو ضمان منطقة آمنة للعسكريين الأميركيين في حال قيام حرب إيرانية أميركية.
الآن جاء دور الرأي العام الأميركي. في الخريف الماضي صدر تقرير بايكر هاملتون المعبّر عن الوفاق الوطني الأميركي إذ ان وزير الخارجية الأسبق جيمس بايكر جمهوري والسناتور لي هاملتون ديموقراطي. دعا البيان إلى العودة إلى طاولة المفاوضات إلى الدول المجاورة للعراق أي إيران وسوريا. تشددت الإدارة الأميركية بداية بالرفض، ثم بدأت بالتسلل نحو المسؤولين في طهران ودمشق.
تم اللقاء الأول في شرم الشيخ بين وزير الخارجية السوري والوزيرة رايس. وسيتم الثاني مع المسؤولين الإيرانيين في بغداد.
النتيجة المتوقعة للقاء الثاني لن تكون أفضل مما نتج عن الاجتماع الأول. إذ ان كلاهما أي سوريا وإيران يمارسان سياسة كسب الوقت دون استعداد مبكّر لتقديم أي تنازل. وبعد أسابيع قليلة من الآن ستظهر الصحف الأميركية كلها وفي عناوينها الحديث عن التشدد الإيراني والرفض السوري فتكون قد حققت الإدارة ما ورد في تقرير بايكر هاملتون، إنما دون نتائج فعلية تمنع الأعمال العسكرية عن قواتها في العراق. يكون عندئذ تحقق الجزء الأكبر من التعبئة في الرأي العام الأميركي، الذي حدد مجلس شيوخه تزويد الإدارة بالمال للقوات العسكرية، حتى شهر أيلول المقبل.
****
كل هذا ومسار المحكمة الدولية قائم على قدم وساق. فشلت كل المحاولات اللبنانية الداخلية في اقرار نظام المحكمة. إذ لم يكن بإمكان القوى الشيعية المتحالفة مع سوريا ان توافق على ما لا يعني سوريا، كما أعلن الرئيس الأسد حين تحدث عن المحكمة الدولية. رغم المحاولات المتكررة التي قام بها الرئيس نبيه بري لإنقاذ ماء الوجه السياسي للقوى المتحالفة معه، مفترضاً ان هناك تعديلات لا يوافق سعد الحريري على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحثها.
في نهاية الشهر المقبل يكون المسرح قد أعدّ. لا نتيجة للمفاوضات. التعبئة محققة على كثير من المستويات. الخطط العسكرية جاهزة تتراوح مدتها بين الأسبوعين والمئة يوم. المحكمة أقرت في مجلس الأمن استناداً إلى البند 41 من الفصل السابع الذي ينص على إلزام الدول بالتعاون وإلا فالعقوبات جاهزة.
إلى أين من هنا؟
هناك رأيان، كما هو الأمر في مفصل حاسم. الرأي الأول يقول ان تصاعد قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن لبنان والتي بلغ عددها 15 قراراً حتى الآن لا يمكن ان يتزامن مع تسوية سياسية. بل هو مسار يؤدي إلى اعتماد الحرب وسيلة للقضاء على الاحلام الإيرانية النووية. على ان تتولى إسرائيل الطامعة إلى استعادة دور جيشها بعد فضيحة تقرير فينوغراد، تتولى الأمر السوري واللبناني إذا ما خطر لأي من الحزب أو القيادة في سوريا التضامن مع إيران عسكرياً. في الشهر العاشر من السنة الماضية كنت في واشنطن أشارك في طاولة مستديرة حول الأوضاع في المنطقة العربية. واحد من المشاركين الرئيسيين كان دنيس روس المساعد الأسبق لوزير الخارجية الأميركية والرمز الأشهر للمفاوضات الإسرائيلية العربية بعد هنري كيسنجر.
روس ديموقراطي، وبالتالي ميله كان واضحاً لتطبيق ما ورد في تقرير بايكر هاملتون.
منذ أسابيع يحرص روس الديموقراطي الهوى والمؤيد لما ورد في تقرير بايكر هاملتون، على التلويح بانتشار الاستعمال النووي في الدول العربية التي تستطيع الحصول على اسرار تخصيبه من حليفتها باكستان. مما يجعل إسرائيل في خطر شديد ويجعل من المنطقة مسرحاً لحروب متنوّعة. وينقل عن مسؤولين إسرائيليين تحدث إليهم ان الحرب المقبلة لن تكون بجولة مع الحزب في لبنان بل ستكون مع سوريا أيضاً.
يعتبر روس ان الرفضين السوري والإيراني للمرة الأولى يؤديان إلى حروب في المنطقة لا تستطيع الولايات المتحدة ان تتجنبها كونها جزءاً واقعياً منها وذلك بعد أشهر من كتاباته الداعية إلى المفاوضات تحت عنوان بناء الدولة. “Statecraft”
يعبّر روس بحكم انتمائه وخبرته عن مزاج جديد في اجواء النخبة الأميركية التي تريد ربما ان يحمل الرئيس بوش معه كل قاذوراته السياسية بدلاً من تركها للديموقراطيين في الولاية المقبلة.
****
يمكن القول ان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لا يوافق على هذا المنحى للسياسة الأميركية. بل يدعو إلى احياء هيكل سياسي جدي في الداخل العراقي والتفاوض المثمر مع طهران ودمشق. عبّر عن ذلك الأمير سعود الفيصل مداورة في شرم الشيخ بعد لقائه مع الوزيرة رايس بقوله: يُظهر الدبلوماسيون التفاوض وكأنه جائزة أو عقوبة. هذا تصرف طفولي، في حين اننا نختنق عندما لا تتحدث الاطراف المتنازعة مع بعضها البعض . المسؤول العسكري الأميركي عن المنطقة وليام فالون رافق السفير دايفيد ساترفيلد مسؤول مكتب العراق، إلى الرياض لمقابلة الملك عبد الله، فسمعا منه مرات عدة ان السياسة الأميركية ليست صادقة من وجهة نظره. في إشارة إلى الدعم الأميركي لحكومة المالكي في بغداد، رغم معرفتهم بالتزامه السياسة الإيرانية.
لم يخف العاهل السعودي في محادثاته مع الأميركيين، كما الإيرانيين رفض بلاده والدول العربية الأخرى القاطع للتمدد الإيراني السياسي والمذهبي في الدول العربية. لذلك فشل تشيني بعد محاولة ثانية من ساترفيلد بإقناع الملك عبد الله باستقبال رئيس الحكومة العراقية.
تعمّد الملك عبد الله استقبال نائب الرئيس الأميركي في مدينة تبوك حيث يقوم بجولة على مشروعات يتم افتتاحها. في حين أن الأصول الدبلوماسية تقتضي استقبال مسؤول على هذا المستوى في العاصمة الرياض.
إذاً، السيناريو الأول يقوم على عملية عسكرية أميركية في منتصف الصيف الحالي ولا أحد يستطيع تحديد نهايتها. لذلك تعمّد نائب الرئيس الأميركي ان يقف على حاملة الطائرات جون ستينس الراسية بالقرب من شاطئ أبو ظبي ويعلن تهديده لإيران. في وقت يسبق وصول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في زيارة هي الأولى منذ عام 79 إلى الإمارات العربية المتحدة.
الاحتمال الثاني يقوم على إمكانية نجاح المفاوضات الإيرانية الأميركية. كيف؟
نشرت احدى الصحف الإيرانية وثيقة نسبتها إلى الإمام الراحل الخميني يشرح فيها اسباب موافقته على وقف الحرب مع العراق. فيقول إن واحدنا لا يستطيع ان يسمح للعقيدة ان تعترض على التفهّم الواقعي للوضع الدولي .
يقال ان رئيس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني توافق مع الرئيس السابق محمد خاتمي على نشر هذه الرسالة للتخفيف من حدة التعبئة التي يتسبب بها الرئيس أحمدي نجاد. وتحضيراً لاحتمال تسوية نتيجة مفاوضات.
كيف سنمضي الصيف؟ في حلم ليلة صيف كما هو عنوان المسرحية أم في الحرب كما هي حقيقة الصيف ؟؟
الجواب قبل الشهر التاسع من هذه السنة..