“الحدث” مع نجوى قاسم – التاريخ لن يرحم تورط “حزب الله” في القتل لا في لبنان ولا في سوريا

مقابلات تلفزيونية 26 أبريل 2013 0

في إطلالته في برنامج “الحدث” على قناة “العربية”، أشار النائب نهاد المشنوق إلى ان الاتصالات التي يقوم بها الائتلاف الوطني السوري مع شخصيات لبنانية مؤثرة لثني “حزب الله” عن مزيد من التورط في القتال داخل سوريا لن تؤدي الى أية نتيجة، وقال:” هناك تكليف لمجموعة سياسية وعسكرية وأمنية إسمها “حزب الله” في لبنان بالقتال داخل سوريا بتكليف اقليمي من الدولة الايرانية، وأي كلام آخرهو كلام غير واقعي. إنه ليس قرار ذاتي أو للدفاع عن اللبنانيين، أو عن “الست زينب” كما يقولون. أولا كل اللبنانيين الموجودين في المزارع اللبنانية السورية المختلطة لا يتجاوز عددهم الاربعمئة مواطن، ممكن استضافتهم في لبنان الى حين انتهاء الحرب بدلا من الذهاب الى القتال للدفاع عنهم. هذه كذبة كبرى، أعتقد أن ما يجري هو دفاع عن “الست أسماء” وليس “الست زينب” كما يقولون، مع كامل احترامي للمقامات الدينية.”
وأكمل المشنوق قائلاً: “في كل الاحوال، القوى العسكرية ل”حزب الله” تساهم وتشارك في القتال في مناطق متعددة من سوريا وليس فقط في حمص ودمشق، ويشهد على ذلك كل الصحافيين والمراسلين داخل سوريا”
وعن إطلاق سراح المطرانين الاورثوذكسيين المختطفين، قال المشنوق” الحمدلله هذا دليل على انه لا يزال هناك وعي في مكانٍ ما قادر على انقاذ مطرانين محترمين وعدم الانزلاق الى موبقات ذات طابع طائفي”.
وعند سؤاله عن الدافع لدى “حزب الله” للتورط في الحرب الدائرة في سوريا في هذا التوقيت بالذات، اجاب المشنوق:”لأنه بكل بساطة هذه تعليمات من الدولة الايرانية لا قدرة ل”حزب الله” على ردها. لا يمكن لأي عاقل أن يتصور أن هذا التورط هو في مصلحة الحزب الخاصة أو أنه قراره الخاص. مستحيل، هذا انتحار سياسي. والامور لا تقاس بمنظار الايام بل السنين المقبلة، هذا انتحار مبين داخل النظام اللبناني، وانتحار مبين داخل النظام السوري أياً كان النظام في سوريا في المستقبل، فالشعب السوري لن ينسى للحظة أن “حزب الله” كلَّف من قبل ايران بالدفاع عن نظام قاتل ومستبد ومجرم راكم حتى الان سجلاً قياسياً بالقتل والاعتقال والتعذيب، وكل أنواع البشاعات والحروب. إنهم يكتبون تاريخهم بدمٍ خطأ، بدم ظلم، بدم قهر، والتاريخ لن يرحمهم لا في لبنان ولا في سوريا. لذلك أنا أعتبر أن قرار التدخل في سوريا لم يتخذه “حزب الله”، بل اتخذته ايران، وهي تستخدم الحزب في حربٍ ليس فيها الا الظلم، في حربٍ لن تؤدي إلا عملياً ولو خلال فترة طويلة الى خروج الحزب وجمهوره من النظامين اللبناني والسوري باعتباره في حالة مواجهة مع الجموع المقهورة المنتفضة ويده ملطخة بدماء الابرياء في البلدين. كيف يمكن ان يكون قرارهم الذاتي مزيد من الدم في سوريا؟ مستحيل. هؤلاء مواطنون لبنانيون سلبت إرادتهم، ويأتمرون بالاوامر الايرانية التي تقول بأن على “حزب الله”أن ينتحر في سوريا بدلاً من ارسال قوات ايرانية مباشرة وهو ما لم يحصل بشكلٍ جدي حتى الآن”.
وعن المخاوف من اشتعال فتنة سنية شيعية في لبنان بسبب قتال “حزب الله” في الداخل السوري، أجاب المشنوق:”ما يقوم به الحزب هو الفتنة بعينها، وما حصل نهار الامس من إعلان بعض المشايخ السنة عن الدعوة الى الجهاد المضاد، هو إحدى إفرازات هذه الخطيئة. صحيح أننا ككتلة المستقبل، وأنا شخصياً، لا نوافق على الاطلاق على هذه الدعوات ونعتقد بانها تصرف غير مسؤول، وتخدم فكر قتال “حزب الله” في سوريا، ولكنها رد فعل طبيعي من الناس على استباحة الارواح والكرامات. “حزب الله” يثير الفتنة في لبنان بواسطة هذا القتال ، ويعطّل قانون الانتخاب، ويعطل تشكيل الحكومة، ويجمّد مفاصل الحياة السياسية في البلد إلى أن ينهي حرباً لن تنتهي، ولن ينتصر فيها ولن تحقق أي تقدم”
وختم المشنوق حديثه قائلاً: “المستشفيات اللبنانية تستقبل كل يوم جرحى ومقاتلين من “حزب الله” في سوريا. هذا دمٌ حرام هدره، هذا دم لا شرع فيه ولا منطق ولا عقل ولا سياسة تقرّه. ولكن في كل الاحوال، وبما انهم اختاروا المضي في الخيار الايراني حتى النهاية، فهم سيربحون أو يخسرون معه، وتقدير كل العقّال أن هذا الخيار لن يربح في سوريا أياً كانت نتائج القتال”

.