الحدث في طرابلس وأبعاده والإيجابيات

قالـوا عنه 14 أبريل 2015 0

تكثر الإنجازات التي تحققها شعبة المعلومات. فهذا الفصيل في قوى الأمن الداخلي يؤكد، يومياً، صوابية الذين راهنوا عليه، وصدقية قيادته وفعاليته ضباطاً ورتباء وعناصر.
والإنجاز الذي نفذته الشعبة في طرابلس أثبت فعالية التعاون بينها وبين مخابرات الجيش التي كانت قد رصدت تحركات الإرهابي أسامة منصور في باب التبانة… وأدى تبادل المعلومات بين هذين الجهازين الأمنيين الى النتائج التي تمت ليل الخميس – الجمعة.
أسامة منصور إرهابي موصوف وفي حقه أحكام قضائية ومذكرات توقيف. وخالد حبلص ملفه كبير في الإرهاب والخروج على القانون… وفي تقديرنا كان يجب أن تتم العملية النوعية (التي تمت في طرابلس) على يد “المعلومات” تحديداً… وهكذا كان.

ولا بدّ من توجيه التحية الى حكومة الرئيس تمام سلام… حكومة المصلحة الوطنية، والى وزير الداخلية نهاد المشنوق تحديداً. لأنه مع هكذا حكومة ومع هذا الوزير أزيلت الحساسيات التي كانت ضاربة بين مختلف  الأجهزة الأمنية وبالذات بين “المعلومات” ومخابرات الجيش… و “الفضل” في تلك الخلافات يعود الى أصحابه في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي السابقة التي نصرّ على أنها أسوأ حكومة عرفها لبنان في تاريخه، لأنها تميّزت بالتردّد والمداهنة… وبسعي رئيسها الى أن يكمش العصا من الطرفين، فتبين له أنه لا يقبض سوى على الريح.
فطلع من المولد بلا حمص كما يقول المصريون، أو “لا مع سيدي بخير ولا مع ستي بخير” كما نقول في لبنان.
ونعود الى صلب الموضوع فنقول إن الحدث في طرابلس كان إيجابياً بكل ما للكلمة من معنى.

1 – من جهة أكد على أن الأمن ممسوك عموماً، وان خطة طرابلس الأمنية لا تزال ثابتة، بل هي تزداد ثباتاً باستمرار. وهذا يضخ كماً لا بأس به من الإطمئنان في نفوس الطرابلسيين والشماليين عموماً، وعلى نطاق أشمل في نفوس اللبنانيين وبالذات البيارتة وسكان الضاحية الجنوبية الذين يمنّون النفس بخطة مماثلة.

2 – وأنّ التعاون بين الأجهزة الأمنية هو ضرورة وطنية لا غنى عنها… أمّا البديل (أي الحساسيات والتنازع و…) فلا يجلب سوى الخراب وفقدان الثقة بهذا الجهاز من هنا وبذاك الجهاز من هناك. ولا أحد يستطيع أن ينكر أننا مررنا في حال من هذا النوع في السنوات الماضية، وكانت التداعيات مؤلمة ومحزنة!

3 – يتضح يوماً إثر يوم أنّ وجود الوزير نهاد المشنوق شخصياً على رأس وزارة الداخلية له الفعل الأكبر في إقامة هذا الإستقرار الأمني. صحيح أن نهاد المشنوق من 14 آذار وفي صلبها ومن تيار المستقبل وفي صلبه، وصحيح انه لم يتخلّ عن هذا الإنتساب الواضح وضوح الشمس، ولكنه الى ذلك نجح أن يكون رجل المهمات الصعبة كي لا نقول المهمات المستحيلة. وأكثر المهام صعوبة أن تقيم توازناً في تعامل الوزارة مع الآخرين جميعاً. في بلد مثل لبنان.

وذلك هو سرّ النجاح والإنجازات.