الثأريون..

مقالات 08 مايو 2006 0

كثيرة هي الأوهام حول الوصول الى مقر أو أحد مقار السيد حسن نصر الله لمقابلته بناء على موعد. إذ ان جزءاً كبيراً من الأمن يقع في إطار الوهم أو خلف الأبواب التي لا تعرف ماذا وراءها من تدابير فكيف إذا كانت المرة الاولى لك معه بعد اربع عشرة سنة من الغياب. ليس لفتنة فردية بالشخص فهذا ممكن حدوثه تلفزيونياً حيث يتوفر السيد بقدر ما يريد المشاهد وأكثر، بل لأصول مهنية لا تكتمل دون رؤية العين وسماع الأذن واستيعاب العقل للكلام المباشر، للحركة المصوبة الى العين مباشرة.. لرد الفعل السريع والمقاطع. هذا إذا سمح لك انسيابه في الكلام لمقاطعة أو لرد فعل أو لفاصل إعلاني كما يقال في لغة المرئي.
الى يسار الطريق العام في حارة حريك من الضاحية الجنوبية لبيروت شارع صغير بين طريقين عريضين منقطع ببوابات من الحديد المكشوف للنظر من خلاله. تفتح احداها لتدخل. مبان محدودة الى اليمين واليسار لا تزيد عن عشر. تدخل الى ما قبل المبنى الاخير حيث الاجراءات الأمنية التقليدية دون مبالغة ودون تراخ. الى الطابق الاول حيث الصالون الظاهر في استقبالاته. تختلف الألوان والستائر. يبقى الترتيب هو نفسه.
لا أعرف لماذا خطر ببالي وأنا أتذكر طريق الدخول مقر رئاسة الوزراء البريطانية في 10 داوننغ ستريت في لندن. إذ ان دورة الحياة الكاملة في المحلات المحيطة بطريق الدخول وشرفات المنازل الملأى بما يؤكد الحياة داخلها وربما بكثير من الضجيج يميناً ويساراً لا يؤكد ان ما نسعى إليه هو مكتب الشخص الذي يتصدر منذ سنوات طويلة لائحة الإرهاب الاميركية المعلنة وكذلك الاسرائيلية.
طبعاً لا الضاحية الجنوبية هي لندن ولا مكتب الامين العام لحزب الله هو مقر رئاسة الوزراء البريطانية لا في الشكل وفي المضمون. ما قصدته أن التآلف مع المحيط يسهل الحياة للأمن ولمن يريد الأمان. هكذا في لندن وكذلك في حارة حريك.
إذاً لماذا تهمة الإرهاب؟ أهي لأبواب الحديد وللحارسين الواقفين بجانبها. الحزب لم يقم بأية عملية عسكرية خارج الأراضي اللبنانية المحتلة منذ العام 92 وربما قبل ذلك حين اتخذ الشكل النهائي لتشكيلته المسماة حزب الله .
حصر حركته داخل المجال الحيوي للقرار 425 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن الأراضي اللبنانية التي تحتلها اسرائيل في جنوب لبنان والبقاع الغربي. لم يساعد أو ينظم أو يؤطر عملية مسلحة ضد أي هدف أجنبي لا في لبنان ولا خارجه. ربما في اسرائيل وهذا طبيعي فالمحتل اسرائيلي والأراضي لبنانية وتحريرها حق وواجب على كل لبناني. من أراد فالباب مفتوح أمامه ومن لم يرد لا يعتب عليه أحد.
إذاً منطقياً حزب الله هو حركة تحرير وطني لبناني مسلحة. قام سلاحها بواجبه في تحرير الأراضي اللبنانية، واكتشف مؤخراً أن جزءاً من مزارع شبعا لبناني الأصل فلا بد من استرجاعه بكل الوسائل المتاحة. لكن حجم الحزب وتسليحه وتدريبه وتعداده أكبر بكثير من مهمة تحرير مزارع شبعا.
كل ما يحتاجه الامر توقيع من سوريا على الخرائط الدقيقة المتوفرة بالوسائل التقنية الحديثة ومن ثم نذهب الى الامم المتحدة حيث يقول الامين العام كوفي أنان ان الامر يحتاج لموافقة طرف ثالث هو اسرائيل لبحث نقل الأرض المحتلة اللبنانية من دائرة القرار 242 الى دائرة القرار .425
ماذا نفعل بالسلاح اللبناني المقاوم المتهم مرة انه يعمل لمصلحة سوريا ومرة اخرى لمصلحة ايران؟ مع تجاهل نسبي لما حققه هذا السلاح في الخامس والعشرين من شهر أيار في العام 2000 موعد إتمام الانسحاب الاسرائيلي من كامل الاراضي اللبنانية المحتلة ما عدا جزءاً من مزارع شبعا.
هذا يرى أن السلاح قام بواجبه وكفى الله المؤمنين شر القتال. وذاك يعتقد أن اسرائيل كانت ستنسحب حتى لم تكن هناك عمليات عسكرية لحزب الله، وثالث يرى ان الصلح سيد الاحكام وان حركة التحرير الوطني اللبناني لا تعيش من دون غالبية موافقة على دورها. فمن أين تحصل حركة التحرير على تأييد فعّال خارج إطارها الحزبي والشعبي لاستمرار دورها.
يدخل السيد نصر الله علينا في صالون استقباله. وجهه ازداد اسمراراً رغم بياض يديه الصغيرتين. مربوع القامة. ازدادت شعرات ذقنه بياضاً رغم صغر سنه. غرّته النازلة من مقدمة عِمّته ما زالت على سوادها. السنوات زادت وجهه قسوة وقللت من ابتسامته، يتصرف على أنه ممسك بالملف الثاني الاهم في حياته بعد التحرير ليس عبر حوار مبنى مجلس النواب فقط بل عبر تعبئته المستمرة لجمهوره الذي يصر عبر خطبه المستمرة على مشاركته في قراره. فلا يشعر الجمهور بأنه متروك للخطأ المتداول من الاخبار.
يستكمل السيد حديثاً بدا كأنه بدأه من قبل. قلب الاسئلة رأساً على عقب. قال موضوع السلاح ليس مطروحاً لا مصيره ولا مستقبله. خريطة شبعا السورية اللبنانية تحريراً أو ترسيماً ليست هي الجواب على السؤال. المطروح أمامنا هو استراتيجية لبنان الدفاعية. عندها يبدأ الحديث من اسرائيل. هل هي خطر على لبنان وكيف؟ الى أي مدى يستطيع الجيش الاسرائيلي التوغل طيراناً وربما غير ذلك لو زال خوفه من منصات الصواريخ التي لا يعرف أمكنتها ولا هوية الرجال الذين يسهرون عليها؟ نحن نشكل صيغة أمنية وسياسية في مواجهة اسرائيل حتى لو لم نتحرك من أمكنتنا. منطقة شمال اسرائيل تعيش تحت رحمة كلمة تصدر عنّي أو عن الحزب تدعوهم للحذر والتيقظ وليس أكثر من ذلك. المدى المتوسط لحركة أسلحتنا الدفاعية يصل الى قلب اسرائيل وتحديداً مدينة حيفا. لكننا نستعمل السلاح في خدمة سياستنا الموزونة، المضبوطة، المقدّرة لعواقب الامور على شعبنا. وقبل كل ذلك على النتائج السياسية التي نريدها من حركة هذا السلاح.
لقد حققنا الكثير من النتائج السياسية لحركتنا المسلحة، وبإمكاننا تحقيق أكثر من ذلك لو تفهّم الحاضرون على طاولة الحوار أن حركتنا وسلاحنا يصبان في مصلحة لبنان دفاعاً وسياسة.
أما ان يتصرف البعض على انه قادر على المطالبة بجمع السلاح وتسليمه للدولة أو غير ذلك من الحلول المبسطة، فهو لا يأخذ في اعتباره الخروقات الاسرائيلية للحدود اللبنانية منذ العام 1949 حين وقعت الهدنة مع اسرائيل. لو عاد أي منهم الى صفحات التاريخ القريب لوجد أن البحث الجدي يبدأ من اسرائيل على قاعدة استراتيجية لبنان الدفاعية وليس تسطيح البحث الى حد تحديد الوسائل المتاحة لسحب سلاح المقاومة.
كيف لدولة أن تعيش مع الحزب وهو يملك آلاف الصواريخ في حين أن جيشها لا يستطيع حماية الحدود من الخروقات الاسرائيلية حسب قولكم؟
لقد اتخذنا قراراً بالانضمام الى الدولة سياسياً. ولو استطاعت أن تتسلم أمنياً لسلّمنا بذلك. على مشروع الدولة أن يبتكر من الصيغ ما يجعله يستفيد من قدراتنا في الاستراتيجية الدفاعية. لا اتفاقية الهدنة ولا الضمانات الدولية تستطيع حماية حدود لبنان. هناك عشرات الامثال على ذلك. لن أدخل في متاهات الحديث عن الذين تعاملوا مع اسرائيل لعشرات السنوات، نحن نطوي صفحة الماضي ونريد من الآخرين أن يفهموا ذلك جيداً.
لنحصر الامر. أهل الجنوب عاشوا معنا في قراهم وبلداتهم سنوات طويلة من الأمن والاطمئنان، قرى الشريط الحدودي اليوم تعيش هذا الجو من الاستقرار. لا أحد يرى سلاحاً. لا أحد يعرف مواقع دفاعاتنا. ماذا تقول لهم الدولة؟ تخلوا عن ذلك كله وتعالوا مجدداً للعيش تحت رحمة الخروقات الاسرائيلية؟ لا يمكن حصر الأمر بالجنوب ولا بالشمال. هناك تأثير أمني سياسي على كل لبنان من كل لبنان. بالتالي البحث يدور حول دولة واحدة تحمي المقاومة بسلاحها أو من دون سلاح؟
أعلم ذلك ولكن البحث يتجاوز منطق الدولة على طاولة الحوار. أحدهم اقترح تأجيل البحث في سلاح المقاومة الى حين انتهاء المفاوضات حول مزارع شبعا مع سوريا والامم المتحدة واسرائيل. فإذا بآخر يقول ربما أخذ هذا البحث سنوات. ماذا نفعل بالسلاح حتى ذلك الحين؟
لن أقول ان هناك أجندة تآمر لبعض المحاورين ولكن ماذا تجيب أنت المستغرب لو سمعته؟ الدكتور جعجع يختلف معنا في المبدأ. هل اسرائيل عدو ونحتاج الى استراتيجية دفاعية في وجهها؟ ووليد جنبلاط غير معني بهذا الامر منذ 23 سنة.
ولكن ما هي الظروف أو القواعد أو الاطر الزمنية التي يمكن تحديدها للسلاح؟ رئيس الوزراء الاسرائيلي أعلن بالأمس التزامه تحديد الحدود النهائية لإسرائيل في العام ,2010 مع العلم ان هذا مثار نزاع سياسي ديني في اسرائيل منذ قيامها.
طبيعة الموضوع هنا مختلفة. نحن نتحدث عن استراتيجية دفاعية لبنانية في وجه اسرائيل. نتعاون مع الدولة على تنفيذها بعد إقرارها على طاولة الحوار.
كان واضحاً أن السيد نصر الله يتجنب إمكانية الحصول منه على توقيت أو ظرف أو حتى اتفاق سلام يحقق الأمن اللبناني على الحدود، ولو اضطره ذلك الى الظهور بمظهر المتجاهل لحقائق أو حتى الرافض لها. إذ حين تقول له ان اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا واسرائيل في الجولان حققت الأمن لدمشق لا يعتبر نفسه ملزماً بالمثل السوري من الأمن الحدودي. يتحدث عن الرئيس السنيورة مختصراً بطريقة لا توحي بإمكانية بناء جدار الثقة بينهما خاصة بعدما حدث في قمة الخرطوم وزيارة الولايات المتحدة وما صدر عنها من تصريحات. يؤكد صفة الدفتردار عليه في حديثه مع المسؤولين السوريين في زيارته إلى دمشق.
ألا ترى أن الحوار لا يتحمل أزمة المنطقة وفوقها الحدة الشديدة في العلاقات اللبنانية السورية. كلاهما يضغط عليكم قبل أن يضغط على الآخرين. لقد وعد أهل السنّة بالثأر لاغتيال زعيمهم رفيق الحريري مرة بوهم تغيير النظام السوري ومرة اخرى بإكمال انقلابهم على رئيس الجمهورية. كيف يتركون مع كل هذا الاحتقان في منازلهم وجمهوركم يصفق حين تأتي على ذكر الرئيس لحود. هل نترك الثأريين يتحكمون بمصير العلاقات بين البلدين؟ خاصة أن سعد الحريري قدّم تنازلاً إنسانياً كبيراً حين وافق على فصل التحقيق في جريمة اغتيال والده عن العلاقات بين بيروت ودمشق؟
قرأت مقالتك التي تدعوني فيها الى المخاطرة بعِمّتي في العلاقات بين البلدين. وأنا الآن مقتنع أكثر بهذا الدور. قلت على طاولة الحوار ليبق أحدنا على اتصال بدمشق ما دام الباب ليس مفتوحاً أمام رئيس الوزراء. استعملت وصفاً عسكرياً حين قلت لهم كيف ترسلون من يستطلع لكم ثم تقصفون حيث أرسلتموه؟
أفهم وجهة نظرك تماماً في المسألة السّنية. والذهاب الى دمشق أسهل عليّ عملياً من الذهاب الى مجلس النواب، على الاقل من الناحية الأمنية والقدرة على الحركة، لن أوفّر جهداً في هذا المجال. هناك في دمشق ايضا من يتوتر من الحديث عن العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا وهناك من يتحمس. مثل هذه الامور تأخذ وقتاً حتى تتوضح وتتحقق. أوافقك الرأي على أن تحسّن العلاقات اللبنانية السورية يسهل الحوار حول النقاط الاخرى. لكن ماذا نفعل بالذين يريدون ترسيم الحدود ابتداء من شبعا المحتلة. فلنبدأ من أي مكان في لبنان ولنأخذ وقتنا. ماذا سنخسر؟ لنقلب السؤال ماذا سنربح من الإلحاح والاصرار على البدء بالترسيم في شبعا غير مزيد من التوتر والانفعال.
ينتهي اللقاء وكأنه لم يبدأ. سريعا. يدلّني الصديق الحاج محمد عفيف الى طريق الخروج. أستأذنه في نقل ما سمعت فيضحك. يجيب. تحدث الى السفير منذ أيام ما رأيك في المقابلة؟ هذه المرة لا أجيب أنا عن السؤال.
الانطباعات الثلاثة التي خرجت بها هي:
أولاً: انه يتجنب بشكل حاسم تحديد مدة زمنية أو ظرف سياسي لانتهاء دور السلاح، وكأنه يرشح هذا السلاح للعمل الى الأبد.
ثانياً: انه مستمر في الحوار ووجد فيه هوايته المفضلة. لا يتعب منه ولا يملّ. مؤمن بقضيته حتى الإقناع.
ثالثاً: يتابع السيد نصر الله محاولاته على طريق بيروت دمشق لكنه يعرف أن مهمته صعبة جدا بوجود الثأريين في البلدين: اللبنانيين الذين جزموا بمسؤولية سوريا عن اغتيال الرئيس الحريري، والسوريين الذين اعتبروا اتهامهم تطاولا لا يقبلونه من دولتهم السابقة لبنان.
في لبنان يتزعم وليد جنبلاط فريق الثأر علناً ويحصره في الثأر السياسي منعاً للاجتهاد. يعطيه الكثيرون الحق في ذلك. أولا بسبب اغتيال الزعيم كمال جنبلاط والده. ثانيا اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ثالثا دفاعا عن ترشيحه على لائحة الشهداء، قبل استدعائه الى دمشق بواسطة مذكرة تبليغ من المحكمة العسكرية بتهمة التعرض لأمن النظام السوري.
زميله في الكتلة الوزير مروان حمادة لا يحتاج الى أسباب إضافية لثأره فهو شهيد حي بعد انفجار أدى الى إجرائه عشرات العمليات الجراحية.
زعيم كتلة المستقبل النائب سعد الحريري أكثرهم وجعاً ومسؤولية. الجزء الثأري منه كبير وهذه مسألة إنسانية لا يمكن نكرانها، فهو ليس نجل والده فقط بل نجل الزعيم الذي رأى فيه نجله من صفات أكثر مما يرى غيره بطبيعة الحال. رغم ذلك أشاد بأخلاقيات الرئيس الأسد في حديثه إلى وكالة أنباء الشرق الأوسط.
الثأر الآخر هو مسؤوليته تجاه جمهوره. كيف يرد كرامتهم إليهم في منازلهم. وسوريا وحلفاؤها يتمسكون بالرئيس لحود حتى الاتفاق على آخر يقررونه هم.
الجزء الثالث منه هو تحالفاته التي لو أراد التساهل فلن يسمحوا له. ومن المبكر جدا الطلب اليه صرف هذا الرصيد من حساباته السياسية.
الحكيم سمير جعجع كان أوضح من عبّر عن وجهة نظره في مقابلته مع الزميل مارسيل غانم على L.B.C. حين قال هناك مشروعان في البلد واحد اسمه الدولة والثاني اسمه التزام مجموعة كبيرة من اللبنانيين بمشاكل الأمة الإسلامية التي تبدأ وتنتهي في ايران. وهو الالتزام الذي حكم لبنان ورمى به في السجن لمدة 11 عاما.
للعماد ميشال عون حسابات مختلفة فهو يريد الثأر من الطائف ومن طائفته.
الثأر من الطائف الذي ذهب به الى المنفى لمدة 16 عاما. ومن قيادة طائفته التي رفضته رئيسا في العام 1990 وتعيد لعب نفس الدور سياسيا ودينيا الآن.
زوار دمشق هذه الأيام يرونها كأنها خارجة من انقلاب لم ينجح. هذا هو حجم الانسحاب السوري من لبنان. لذلك فإن حالة من الحدة السياسية تجاه لبنان تسود الأجواء. لنائب الرئيس السوري فاروق الشرع تاريخ من الرفض للعلاقات الطبيعية بين البلدين ويفضل العلاقات الدبلوماسية عليها. وزير الخارجية وليد المعلم يأخذ نصف الطريق. يتحدث قليلا ويكشف أقل.
اللجنة السورية المعنية بالشأن اللبناني والمؤلفة من الوزير اللواء محمد ناصيف واللواء آصف شوكت وهشام بختيار تتداول الأمر دون أن يصدر عنها ما يوحي بغير التوتر.
العقيد ماهر الأسد يبدي للبنانيين من أصدقائه تمهلا ايجابيا في تطور العلاقات الطبيعية بين العاصمتين.
ماذا عن الرئيس الأسد؟ لا جواب حتى الآن بانتظار أنباء العشاء الذي دعا اليه منذ أيام الوزير السابق سليمان فرنجية وعقيلته.
هل تؤدي هذه الأجواء لفتح طريق بيروت دمشق أمام مساعي السيد نصر الله؟
يقول الوزير اللواء محمد ناصيف الهادئ المتّزن القادر على الحوار البنّاء والذي يحمل في ذاكرته انه لم يزر لبنان طيلة مدة وجود القوات السورية فيه. يقول لصديق لبناني انه من المبكّر الحديث عن العلاقات الدبلوماسية. هناك العديد من خطوات إعادة الثقة علينا سوياً إنجازها قبل الانتقال الى مقررات الحوار. ما يهمنا أن تصفو النفس اللبنانية وخاصة سعد الحريري الذي أتفهم ظروفه وأحواله ووجعه دون أن أعرفه. وأن يعلم أن حرصنا على معرفة الجهة التي اغتالت الرئيس الحريري لا يقل عن حرصه. بعدها يصبح لكل حادث حديث إيجابي.
وعنّا لأمر سماحة السيد..