“الإستحقاق” مع علي حمادة – السلاح سبب كل الموبقات

مقابلات تلفزيونية 18 أبريل 2012 0


س- هناك جلسة مناقشة عامة وقد مرّ على هذه الحكومة ما يُقارب التسعة أشهر أو أقل بقليل، ثمانية أشهر على تشكيلها، هذه الحكومة يبدو ان كل الأطراف وخصوصاً أنتم في المعارضة تعملون من تحت سقف هذه الحكومة، بعدما قيل في هذه الحكومة ما قيل ووصفّت بما وصفت به من أوصاف؟
ج- بصراحة، أنا أعتقد ان الجلسة الأخيرة المستمرة منذ أمس واليوم وغداً هي آخر جلسة يكون فيها عمل المعارضة السياسية تحت سقف الحكومة، وباعتقادي ان هذه مرحلة انتهت، الآن هناك مرحلة جديدة ستبدأ، عنوانها ان هذه الحكومة نأت بنفسها عن الوطنية، لم تنأى بنفسها لا عن المسؤولية ولا عن الحكم، هذه مشاكل مستمرة، ولكن في تصرّفها السياسي بالمواضيع الرئيسية نأت بنفسها عن الوطنية. ودعني أشرح لك ذلك ببساطة، هذه الحكومة سُوقّت على أنها بديلة للإنهيار الذي يمكن أن يحصل إذا شُكّلت الحكومة من قبل الرئيس عمر كرامي، وبديلاً عن المواجهة والإنفجار لو شُكّلت الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري “الله يوجه له الخير” وانها حكومة الإستقرار وانها حكومة العمل مع كل الأطراف للحفاظ على الإستقرار في لبنان.
س- لكنها حافظت على الإستقرار ولم ينفجر البلد ولا انهار؟
ج- كلنا نبالغ بهذا الكلام باعتبار ان الفضل بعدم إنهيار البلد، وان هناك استقرار محدود أمني وليس اقتصادي، تحت عنوان ان هذه الحكومة هي التي قامت بالعمل.
في عهد هذه الحكومة تمّ العودة الى سياسة الإغتيالات، وهذا أكبر عنوان للإضطرابات.
س- هل هذا خرق لاتفاق الدوحة؟
ج- هذا خرق لكل الإتفاقات ولكل المفاهيم التي حاول الرئيس ميقاتي أن يسوّق الحكومة بواسطتها، فعندما تكون موجودة في الحكومة وتجري محاولة اغتيال قيادي كبير ورئيسي وأساسي في قوى الرابع عشر من آذار اسمه الدكتور سمير جعجع، يعني كل هذا العنوان لهذه الحكومة سقط أولاً.
ثانياً: عندما تتصرّف الحكومة بالموضوع المدني السوري الإنساني السوري، بالحد الأدنى من المسؤولية تكون بذلك نأت بنفسها عن الوطنية اللبنانية، عندما وزير خارجية هذه الحكومة يواجه كل العرب علناً، ويتبنى سياسة النظام السوري علناً ومواجهة لكل العالم العربي ولكل المجتمع الدولي، تكون هذه الحكومة نأت بنفسها عن كل ما ادّعته من عناوين للإستقرار أو عناوين للحفاظ على البلد.
مرّت محاولة اغتيال الدكتور جعجع وكأنها خبر عادي والتعامل معه والتشكيك بأن المحاولة جرت أو لم تجرِ هو تشكيك مهين للبنانيين، مهين لإنسانية اللبنانيين لأن كل الناس تعرف، وكل واحد يعرف وأي مسؤول في الأمن يعرف، والحمد لله، وزير الداخلية عنده من الشجاعة فضلاً عن رئيس الجمهورية عندهما الشجاعة الكافية لأن يقولا ان عملية محاولة الإغتيال حصلت فعلاً ولكن نحن تصرّفنا تجاهها على أنها.
س- من تقصد بكلمة نحن؟
ج- نحن حتى المعارضة تصرّفت على قاعدة ان هذا أمر عادي يمكن أن يتم كل يوم وليس انقلاباً آخر على الحياة السياسة والأمنية لكل اللبنانيين، وبالتالي إذا كان بالمواضيع الرئيسية الثلاثة التي تتعلق بالإستقرار الإقتصادي وكل معدّلات النمو، اليوم الزملاء في مجلس النواب لم يقصّروا في شرحها. وإذا كان استقرار بالخدمات، فالخدمات رائحة الفساد فيها أكثر بكثير من إمكانية تحقيق أي تقدّم جدي فيها. وإذا كان بموضوع الإستقرار الأمني، فهناك محاولة اغتيال حصلت ليس بالضرورة أن تكون الأخيرة، وبدأت اللوائح تُنشر بالأسماء في الصحف ووسائل الإعلام التي تعوّدنا دائما أن تكون مقدّمة لشيء ما. وبالتالي لا يمكن لأحد أن يقول ان هذه الحكومة تعني الإستقرار وانها عملت على الإستقرار.
هل تعرف ما هو الإستقرار الذي نسمع عنه منذ مدّة؟ يعني اننا نحن نكرّمكم بأننا لا نعتدي عليكم، ماذا يعني الإستقرار؟ نحن مجموعة سياسية سلمية نمارس العمل السياسي بالمعارضة أو بالحكم بطريقة طبيعية مدنية لا علاقة لها بالسلاح ولا بالتصرّف بالسلاح، فعندما مجموعة السلاح تقول إننا حافظنا على الإستقرار ماذا يعني حافظوا على الإستقرار؟ يعني ما اعتدينا عليك، ما كرم الأخلاق هذا؟.
س- إذاً جنّبت البلد 7 أيار جديد؟
ج- لا 7 أيار ولا 7 تموز ولا 7 حزيران، هذه مرحلة من تاريخ لبنان انتهت.
س- كيف انتهت والسلاح ما يزال موجود؟
ج- إذا سألتني اليوم عن مراقبة الجلسات تبيّن لي أمرين رئيسيين:
الأمر الأول: ان الحكومة كما قلت سابقاً فاقدة للشرعية الوطنية، طالما انها شُكّلت بقوة السلاح ولم تستطع طوال هذه المدة أن تكسب أي شرعية وطنية، بمعنى قدرتها على تمثيل اللبنانيين بأفكارهم، وإذا حصل ما حصل من خطوات قامت بها هذه الحكومة تجاه المحكمة الدولية وتجاه تمويل المحكمة وتجاه التمديد للمحكمة، فهذا تمّ بفضل تدخّل دولي مع إيران وباتخاذ قرار كان واضحاً ان “حزب الله” ليس شريكاً فيه ولا يريد ولكنه مرّره . هذا العنصر الأول.
العنصر الثاني: ان السلاح خارج الدولة فاقد أيضاً للشرعية الوطنية وكل هذه الخطابات التي “شدّت وقدّت” بعضها هاديء ومضمونه قاسي مثل الدكتور علي فياض، وبعضها مواجه ويعطي دروساً بالصح وبالغلط وبالمسموح وغير المسموح، هذا الكلام يؤكد مرة أخرى ان هذا السلاح فقد نهائيا شرعيته الوطنية ولن يستعيدها. هذه الطريقة وهذا الأسلوب لن يستعيد شرعيته الوطنية، لن نقبل لا الآن ولا في أي 7 من الأشهر المقبلة بأن يكون السلاح خارج الدولة اللبنانية، بالطرق السلمية، بالتأكيد على موقفنا، بحثّ الناس على تأييده إذا كانوا يعتقدون ان السلاح ممكن أن يكون جزءاً من حالة نشاد أو شواذ بالبلد، ويمكن أن يستمر فيكونوا كما لا يقرأون كتب ولا يعرفون تاريخ البلد، ولا يعرفون تاريخ السلاح في البلد.
س- ورد اليوم في مداخلة النائب حسن فضل الله نائب “حزب الله” ان سلاح المقاومة يحمي كل اللبنانيين وحتى المعترضين عليه، يعني يحميكم أنتم من إسرائيل، لذلك يقول فضل الله دعوا هذا السلاح وشأنه في مواجهة إسرائيل، ويُحذّر انه سلاح لا يقبل المزاح، فلا يجرّبن أي أحد أن يمازح هذا السلاح، لأنه لا يقبل هذا المزاح؟
ج- ولكنه سيقبل بأننا كل الوقت سنبقى نؤكد على رأينا، هذا السلاح لا يحمي أحد إلا إذا كان بملك الشرعية الوطنية وقبول اللبنانيين به داخل الدولة، هذه تجربة جُرّبت لا نريد العودة الى الكلام السابق، هذا كلام كله وكأنه كلام النهائيات، لأنه بالنهاية تذهب الى كلام كبير دون أن تنتبه بأنك في الأشهر الأخيرة وفي السنة الأخيرة، البيئة الحاضنة لهذا السلاح قيل عنها ما لم يقله مالك في الخمر، في كل مسائل تبييض الأموال والمخدرات والفساد ومعامل المخدرات بالحوزات العلمية والخ، وهذا سابقاً حصل.
هذا السلاح الذي مرّ على لبنان سواء في فترة الحرب الأهلية أو في الفترة الفلسطينية دائما في نهاياته وصل الى ان تكون بيئته الحاضنة هي البيئة الحاضنة لكل الموبقات، هذه ليست المرة الأولى، ومن يجيد قراءة الصحف فليرجع على الأنترنت الى صحف العام 80 و81 و82 سيجد انه يقرأ الأخبار ذاتها، السوابق ذاتها والمشاكل ذاتها، لأنه ليس بالضرورة أن يكون أهل السلاح نفسهم معنيين بكل هذه الموبقات، ولكن البيئة الحاضنة تستغل وجود هذا السلاح بعضهم مشترك ومشارك، ولكن بالنتيجة هناك أمر تدميري يحصل لكل هذا المفهوم. عدم المزاح لا يعطيه شرعية وطنية ولا يزيد من تأييده.
وأنا هنا أعود وأؤكد وهذا الكلام أنا مسؤول عنه، وهذا كلام للرئيس سعد رفيق الحريري: لا حوار قبل الإعتذار من بيروت عن 7 أيار، هناك جرح كبير مفتوح لن يُغلق ونحن لا نستطيع أن نجلس الى أي طاولة حوار قبل إغلاق هذا الجرح، وقبل إنهاء مسألة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري.
س- ولا انتخابات في ظل السلاح؟
ج- لم نقل ذلك، الرئيس الحريري كان واضحاً في كلامه بأن النسبية نظام حديث في الإنتخابات، ولكن لا يمكن السير بالنسبية في ظل وجود السلاح ووهجه وتأثيره على قسم كبير جداً من اللبنانيين، لأنه بذلك تكون تُطبّق النسبية في مناطق وتمنع النسبية الفعلية في مناطق أخرى، وبالعودة الى انتخابات 2009، نرى من ترشّح في الجنوب ومن ترشّح في بعلبك –الهرمل ومن ترشّح في مناطق أخرى وماذا حصل لهم، إذا سُمح لهم بممارسة الحد الأدنى من حقوقهم كمرشحين، هذا كلام يُقال بطريقة غير واقعية، لا يكفي الحديث عن ضرورة النسبية وعن حداثتها وأهميتها أو قدرتها على تمثيل الأقلّي أو المستقل في مجتمع متعدّد، ولكن يجب أن يكون هناك تساوي في الحقوق وتساوي في الواجبات.
س- وماذا عن انتخابات في ظل هذه الحكومة؟
ج- لا يمكن أن تجري الإنتخابات، ولن نقبل على الإطلاق تحت أي ظرف من الظروف بأن تكون هذه الحكومة مشرفة على الإنتخابات، هذه الحكومة فاقدة للشرعية الوطنية لا يمكن أن أطلب منها، ولا يمكن أن أنتظر منها أن تكون مشرفة على الإنتخابات، لأنه بذلك تُصبح حكومة إحتلال.
س- يُقال ان المعارضة ولا سيما حتى كتلتكم لا تقبل بأن يكون هناك حكومة تكنوقراطية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، ما حقيقة هذا الكلام؟
ج- هذا المشروع وهذه الصيغة طرحناها، فكرة تكنوقراط منذ اليوم الأول لتكليف الرئيس ميقاتي اعتقاداً منا ان المجموعة الأخرى تحتاج الرئيس ميقاتي لأنه لا خيار أمامها سواه، ولكن تبيّن انه شكّل حكومة وكأنه هو يحتاجهم وليس العكس، لأنه شكّل حكومة في تموز هي ذاتها التي كان يمكن أن يُشكّلها في شباط وقبل أربعة أو خمسة أشهر، لأنه لم يتغيّر شيء في كل المعادلة السياسية الداخلية.
نحن نريد حكومة محايدة من غير المرشحين لإدارة الإنتخابات، تكرار تجربة العام 2005 ذاتها، أما الكلام عن الحديث مع الرئيس ميقاتي أو التشاور معه حول هذا الموضوع، فأنا لا أملك معلومات عن ذلك، أنا أتكلم عن الصيغة التي طرحتها واستمريت على موقفي منها منذ اللحظة الأولى لتكليف الرئيس ميقاتي تشكيل الحكومة.
س- أريد أن أعرف ما إذا كنت تملك معلومات عن عودة الإغتيالات؟
ج- هذه معلومات متداولة، أنا لا أملك معلومات خاصة وهناك واقعة حصلت.
س- بالعودة الى أسباب توقّف الإغتيالات، فقد حصل اتفاق الدوحة وتوقفت الإغتيالات؟
ج- حصل اتفاق فرنسي- سوري أمني ولا أقول انه تمّ بمحضر اتفاق الدوحة، هذه اتفاقات تحصل بين الأجهزة بأن هذا الموضوع لا يُسهّل المرحلة السياسية المقبلة وتوقف على هذا الأساس.
ما يحدث الآن هو انقلاب آخر، وما حصل في تشكيل الحكومة هو انقلاب فعلي وليس كلاماً بسيطاً، إسقاط الحكومة، التخلي عن الدوحة عبر استقالة الثلث رغم الإتفاق في الدوحة على ان لا يحصل هذا الأمر، اتفاق الدوحة السيء الذكر كما أسمّيه، وتمّ الإتفاق بعد ذلك على ان هناك اتفاقات أمنية عُقدت في مكان توقفت على أساسها الإغتيالات بين الفرنسيين وبين السوريين.
الآن هناك تخلّي واضح عن هذا الإتفاق، وهناك إعادة لفتح الباب أم تعديل ميزان القوى الداخلي عبر الإغتيالات، كما كان يحصل في الـ2004 والـ2005 والـ2006 حتى العام 2008.
أنا عندي سؤال تقني: لقد مرّت ثلاث حكومات بعد الدوحة، تمّ المناقشة فيها عدّة مرات حول مسألة حصول الأجهزة الأمنية على حركة الإتصالات، ولا مرة طلبت الأجهزة الأمنية مضمون الإتصالات وخاصة شعبة المعلومات، وكان دائماً هناك أخذ وعطاء، يعني كان يحصل شد وإرخاء، ولكن دائماً كانت تحصل عليها فجأة وبدون أن ينتبه أحد. في واحد شباط عُقدت جلسة لمجلس الوزراء بعد اشتباك مُفتعل في لجنة الإتصالات قبل الجلسة بأسبوع، حول مسألة حركة الإتصالات، وتم اتخاذ قرار غير قانوني بأن هذا الموضوع يُحوّل الى هيئة قضائية مستقلة والتي هي معنية بالتنصّت وليست معنية بحركة الإتصالات، بمعنى خريطة الإتصالات، فلماذا فجأة بعد سنة ونصف حصل اجتماع لجنة الإتصال وحصل الإشتباك وطُرحت في مجلس الوزراء واتخذ القرار في مجلس الوزراء دون أن ينتبه أحد، فهل من يشرح لي كيف حصل كل ذلك؟.
س- ما هو استنتاجك من ذلك؟
ج- استنتاجي ان هذا القرار هو قرار تسهيل الإغتيالات، هذه داتا الإغتيالات وليست داتا للحصول على معلومات، مَن تحدث مع مَن، والدليل انه في الإغتيال الرئيسي الذي الله سلّمه منه للدكتور جعجع منذ أسبوعين، حتى الآن المعركة دائرة بنعم أم لا، وصلّحوا لنا هذه الجملة وصلّحوا هذه الكلمة فماذا تغيّر من ذلك الوقت حتى الآن؟ لا أعرف.
إذاً هناك شيء مُخطّط له فعندما تضع في مجلس الوزراء قرار ويمر دون أن ينتبه أحد وكأنه قرار عادي، تخالف به القانون وتضع الموضوع عند هيئة قضائية مستقلة ليست وظيفتها ولا مهمتها، لا تكون تفعل ذلك فقط، لأن من قتل تعلّم من تجربة الإنكشاف الذي حصل بواسطة حركة الإتصالات باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وما تلاهم من نواب وسياسيين بعد ذلك، فعندما تربط هذه بتلك تجد نفسك أمام انقلاب أمني حاصل برعاية هذه الحكومة وبموافقة بعضها من خلال الإشتباك الذي افتعل في لجنة الإتصالات، والقرار المُتخذ في مسألة حركة الإتصالات في مجلس الوزراء دون معرفة رئيس الحكومة ماذا يعني ذلك؟ وبدون معرفة الكثير من الوزراء أو رئيس الجمهورية ماذا يعني ذلك؟ وفي ما بعد تبيّن ان هذا القرار يوصل الى هذه النتيجة.
س- متى ستمنعون الدخان؟
ج- بدأوا في المجلس النيابي.
س- بالعودة الى الموضوع المركزي المؤثر في هذه المنطقة بشكل كبير على الداخل اللبناني هو الموضوع السوري، حتى على المواضيع الإنسانية الأمور متشابكة مع ما يحصل في سوريا، وهناك خلاف مستمر حول موضوع النأي بالنفس، الرئيس بري مؤخراً قال للجميع، وجه رسالته الى المعارضين والى غير المعارضين، ان سياسة النأي بالنفس تخدم الجميع في لبنان وتُجنّب البلد خضّات. وهناك عدّة مداخلات في جلسة المناقشة أيضا حفلت بهذا الموقف، من هنا اعتراضك على سياسة النأي بالنفس هو اعتراض بالمبدأ أم اعتراضك على طريقة تنفيذها؟
ج- ماذا يعني النأي بالنفس وليس هناك من مفهوم واضح كيف يمكن أن ننأى؟.
س- الحياد يعني انا لست مع النظام ولا مع المعارضة؟
ج- نريد أن ننأى بالنفس عن الصراع في سوريا تقف في وجه الشعب السوري وتأخذ قرار بالداتا التي تُسهّل الإنتخابات فأي نأي بالنفس هذا؟ هذه الحكومة برئيسها وليس بوزيرها، ومن هو هذا الوزير الذي بالأصل لا يعرف ما هي قراراته، هذه الحكومة برئيسها هي المسؤولة عن موضوع الداتا التي اسمها داتا الإغتيالات، هل هذا الأمر يؤدي الى النأي بالنفس والنأي يالنفس عن ماذا؟ هناك ثورة سورية فيها حتى الآن 12 الف قتيل، 12 ألف شهيد وفيها 18 ألف مفقود، يعني عملياً 30 ألف شهيد في تاريخ هذا النظام، نحن أعلنا منذ اللحظة الأولى ضد السلاح ضد كل من يُهرّب السلاح ، ضد كل من يتعامل بتهريب السلاح، طالبنا الجيش اللبناني بضبط الحدود اللبنانية-السورية وكل ما نقوم به هو دعم مكعنوي بأننا نقول رأينا بهذا الظلم الحاصل في دولة شقيقة، هذا لا يعرّض العقد الإجتماعي كما قال الدكتور فياض اليوم، وما يُعرّض العقد الإجتماعي هو الذهاب بعيداً بإعلان دعم نظام يقتل شعبه، هل هناك أي إنسان يستطيع أن يتحمل مسؤولية دعم نظام وشخص قتل حتى الآن 30 ألف؟.
س- نعم هناك نصف البلد يدعمون ذلك؟
ج- لا أبداً.
س- “حزب الله” وحركة “امل” والتيار العوني واللفيف؟
ج- بالنسبة لـ”حزب الله” السيد حسن قال في حديثه بالأمس أننا ندعم الرئيس الأسد، فكيف يمكن أن يكون هذا المنطق وبأي منطق يمكن ذلك وهناك شهداء وهناك قاتل، فكيف ممكن أن تدعم القاتل لأسباب سياسية أياً كانت هذه الأسباب؟ بالنهاية السياسة أخلاق وهناك حد أدنى. بالنهاية الشعب السوري هو الذي سيبقى، هذا النظام انتهى ولن يقوم ولا يمكن لنظام أن يقوم على 30 الف شهيد والأمور مازالت مفتوحة الى الأمام، ولا يوجد منطق في الدنيا يؤيد ذلك، فالحتمية التاريخية ان هذا النظام انتهى، هذه ليست رغبة ولا نابعة من انك تحب أو تكره، هناك حتمية تاريخية، هذا النظام انتهى وما يجري الآن هو مفاوضات ومشاورات واتصالات ومبعوث دولي، كل ذلك يجري لإيجاد بحث جدي بكيفية المرحلة الإنتقالية، ولا يمكن لأحد أن يقف ويقول نحن مع النظام السوري حتى حلفاؤه الإيرانيين، الحليف الرئيسي لهذا النظام كل يوم لهم موقف، فتارة هم مع دعم النظام وتارة يقولون لابد من إجراء اصلاحات وفوراً يقولون التغيير ضروري، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يحمل على كتفيه كل هذا الدم السوري ولماذا يكون ذلك وتحقيقاً لأي سياسة زائد ان هناك حتمية تاريخية؟.
س- ما هي السياسة الأمثل لهذه الحكومة لكي لا تنفجر البلاد؟
ج- أولاً بين مَن ومَن ستنفجر البلاد؟.
س- تنفجر بين مؤيدي النظام السوري ضد المعارضين له؟
ج- نحن مجموعة سياسية وكل قوى “14 آذار” أكثر ما تستطيعه هو إعلان عن رأيها وتأييدها المعنوي، ولا مرة أحداً من شجّع على التسليح أو كان معنياً بالتسليح أو يقبل بالتسليح، ودائما دعونا الى ضبط الحدود.
س- ما هي عناصر السياسة المثلى، يعني الإغاثة أو الحياد التام؟
ج- الحياد التام بالمعنى العسكري، ولكن بالمعنى السياسي فليسمح لكل الناس أن تقول رأيها فماذا سيُغيّر ذلك في المعادلة السورية، الشعب السوري أمامنا بثورته والنظام السوري أمام الجميع بقدرته على القتل، فنحن لا نغيّر في شيء، نحن نُعبّر عن حاجة لبنانية لدعم هذه الثورة التي تريد الحرية والعدالة والكرامة للشعب السوري.
أما عندما نقول ان هناك مجموعة اعتقلت لأنها كانت تُهرّب السلاح، فأنا أسألك وأقول برافو، من لم يُهرّب السلاح ومن لم يشارك في تهريب السلاح ومن لم يشارك في بيع السلاح، لا يوجد تنظيم في لبنان ولا يوجد تنظيم من المقاومة والممانعة إلا وكان شريكاً في البيع لأن هذه أمور مالية، هذه أمور تتعلق برغبة الناس بالحصول على المال الكثير في ظل هذا السلاح، ولكن أن أحمل 30 الف شهيد على كتفي بسبب موقف سياسي من شيء مضى فهذا لا يجوز.
س- لكل إنسان والد شرعي واحد إلاّ هذه الحكومة فلها والدين، محلياً السيد حسن نصرالله، والرئيس بشار الأسد سورياً، كيف يمكن لهذه الحكومة أن تعمل وفق هذه الأجندة؟
ج- أنا أريد من الحكومة إذا كانوا فعلاً يريدون الإستقرار في البلد ويريدون راحة الناس، على هذه الحكومة أن تستقيل وتُشكّل حكومة تكنوقراط ويذهب الناس الى الحوار السياسي وفق المبادىء التي وضعناها، وأي كلام آخر هو كلام غير لبناني، هذه الحكومة تتحول مع الوقت الى حكومة محتلة لمواقعها، انها باقية رغم أنف 50 بالمئة من اللبنانيين أو 40 أو 80 أو 60 بالمئة، أي رقم تريده، ولكن هذه الحكومة تريد مواجهة الشعبين اللبناني والسوري، هذا كلام أصبح من الماضي والدنيا اليوم تتغيّر.
دعني أقول كلمة في الموضوع المصري فلو جئت منذ أسبوع وقلت لك ان عمر سليمان وخيرت الشاطر وحافظ ابواسماعيل سيشطبون لأسباب تقنية من الهيئة القضائية العليا للانتخابات هل كنت لتصدّقني؟ هناك أمور تتغيّر ويجب أن نعترف بذلك ونتصرّف على هذا الأساس، أما البقاء على الأمور أنا مع وضد فلا أعتقد ان ذلك يؤدي الى نتيجة، وباعتقادي ان السيد نصرالله بموقفه السياسي يُحمّل لبنان ويُحمّل جمهوره حجم دم لا يجوز أن يحتمله أحد، ولا يستطيع أن يقلّع به مهما فعل. هذا النظام أياً كانت التغييرات المقبلة فهو نظام من الماضي وليس الى المستقبل.

س- هل لاحظت ان الرئيس ميقاتي مرتاح في هذه الفترة وكل من يلتقيه في هذه المرحلة يخرج بانطباع انه فليًحكى ما يُحكى، وانه حتى المعارضة تريدني ولا خيار لها غيري؟
ج- هو عنده قدرة على قراءة الأمور بالطريقة التي تناسبه، ولكن أعود وأقول هذه الجلسات هي نهاية سياسة المعارضة تحت سقف الإعتراف بهذه الحكومة والتعامل مع هذه الحكومة، وبعد هذه الجلسات ستكون للمعارضة سياسة مختلفة، لغة مختلفة، آراء مختلفة، لأن هذه الحكومة لا تأتمنها على أي شيء مما تفعله أو فعلته، لن أدخل في موضوع الكهرباء والإتصالات، فالزملاء لم يُقصّروا في ذلك. هناك صراع سياسي كبير في المنطقة، هناك من يقول لك انه يريد أن يضع على أكتافه 30 ألف شهيد “وبدي إلعن أبوك وأبوهم” وأنا لا أعتدي عليك وأنت لا تقدّر هذه المكرمة الكبيرة بأني لا أعتدي عليك.
ماذا يعني الإستقرار؟ فإذا الإتفاق الرئيسي المتعلق بالإنقلاب السياسي تحوّل الى انقلاب آخر هو انقلاب أمني بمحاولة اغتيال الدكتور جعجع. إذاً ماذا بقي من هذا الإستقرار؟.
س- في ما يتعلق بسوريا هناك سبعة أيام مرّت على إعلان وقف النار التام؟
ج- التام بـ320 شهيد والشهادة الى الأمام.
س- اليوم هناك 320 شهيد هناك بعثة مراقبين بدأت بستة مراقين ستصل الى 250 مراقب إذا تم كل شيء على ما يرام؟
ج- دُوّل الوضع في سوريا وتحوّلت سوريا من لاعب إقليمي الى ساحة يلعب فيها كل الناس، وانا قلت لك هذا الكلام في هذا الأستديو منذ أشهر، والآن الليلة سمعت الأخبار ان طائرات هبطت في مطار بيروت إيطالية ومن جنسيات أخرى لإنزال سيارات لزوم استعمال المراقبين الدوليين والبحث يدور حول نوع الطائرات التي سيستعملها المراقبون وكيفية تنقلاتهم.
س- لكن وقف النار لم يمنع النظام السوري من استكمال حملته العسكرية؟
ج- هو لا يزال على رأيه الرئيسي، لو راجعت كل نصوصه الرئيس السابق لسوريا بشار الأسد يقول التالي ومنذ اللحظة الأولى: ان هناك مجموعات من الإرهابيين لا بد من القضاء عليها قبل الجلوس الى الحوار أو الى التفاوض.
س- تقصد الرئيس السابق حافظ الأسد؟
ج- كلا الرئيس السابق بشار الأسد، وأنا أعني ما أقول. على كل حال دعنا بطريقة هادئة وعلمية مراجعة الوضع في سوريا وما هي عناصر القوة وما هي عناصر الصعف.
س- تلاحظ ان الناس هؤلاء في سوريا مواطنون عاديون كانوا يمارسون حياة عادية قبل حوالي 13 شهراً وإذ هناك عشرات الآلاف انتقلوا الى الثورة؟
ج- لا أحد في القيادة السورية يريد أن يرى الأمر بالعين التي تراها أنت، العين التي يرون فيها ان هناك مجموعات إرهابية لا بد من القضاء عليها ولا حوار مع الإرهاب.
س- كان الإنطباع ان سوريا غارقة في سبات عميق على مدة 40 أو 50 سنة وكان هذا انطباع حتى بعض اللبنانيين، وكما قيل ان الشعب العربي بأكمله، العرب غارقون في سبات عميق؟
ج- الآن كل شيء يتغيّر، اليوم نحن نتحدث عن وضع فيه مليون سوري بحاجة لمساعدات إنسانية، 250 الف منهم موجودين بين الأردن والعراق وتركيا ولبنان و750 ألف في الداخل، أنت تتحدث عن مليون مواطن والقيادة السورية مازالت تتصرّف على ان هذه مجموعات وعصابات إرهابية لا بد من القضاء عليها، هل تعلم انه يوم الجمعة الماضي حصلت تظاهرات في 660 موقع في سوريا، فهل هناك 660 مجموعة إرهابية في سوريا؟.
الآن إذا أردنا وضع التحليل الهادىء للوضع نسأل ما هي العناصر الرئيسية التي تشكّل الوضع في سوريا:
أولاً دعنا نتحدث عن الوضع الدولي، رغم كل الكلام البارد وغير الفعّال وغير التنفيذي حتى الآن، لأن الواضح ان الإسرائيليين بمجموعهم الأكبر لا يزالون يعتبرون ان هذا النظام حامياً لأمنهم ولا يجوز تغييره، وقد قال عاموس جلعاد رئيس الطاقم الأمني والسياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية ان سقوط الرئيس بشار الأسد سيترتب عليه كارثة تقضي على إسرائيل، وذلك نتيجة لما سمّاه امبراطورية إسلامية.
س- حين يُقال أمبراطورية إسلامية، فيعني ذلك ان البطريرك الراعي مُحق في تخوفه؟
ج- يعني في كل مكان أنا لا أعتقد بعد الذي حصل في مصر، وبعد الذي حصل بالرؤساء يجب أن ننتبه ان هناك نظام آخر في مصر، ونفس الشيء النظام في سوريا أفضل صيغة حكم بالنسبة لإسرائيل. ولكن الآن ما هو حاصل ان هناك محاولات إسرائيلية ضاغطة في روسيا وفي اميركا لتغيير الموقف، ولكن الآن تغيّرت هذه السياسة، بمعنى ان هذه الحركة الدولية التي يوافق عليها الجميع الآن، والكل يتصرف على إنه جزء من المرحلة الإنتقالية، ولم تعد مرحلة الإصرار على بقاء النظام ودعم الرئيس مهما فعل، الأمور ليست هكذا الآن، لا الموقف الروسي ولا الموقف الأميركي ولا حتى الموقف الإيراني.
س- إذاً ما هو الموقف الذي تستشفه، الموقف الحقيقي؟
ج- كلهم يبحثون الآن عن إخراج صيغة للمرحلة الإنتقالية بعد دخول المراقبين ودخول سياراتهم وطائراتهم، ورويداً رويداً يُصبح الوضع في سوريا ممسوك من القوى الدولية ولا يمكن لأحد أن يقول انه لا يعترف به.
س- هل انتهت المرحلة العسكرية في هذا الإطار بمعنى الصدام العسكري على الأرض؟
ج- كلا أبداً، هذا نظام سيستمر يتصرّف على ان هؤلاء إرهابيين لأنه لم يقرأ ان الوضع اختلف بهذا المعنى ولو مرّت أيام قليلة من الهدوء، ولكنه سيعود ويتصرّف على ان هذه مجموعات إرهابية وتقارير تصدر عن المراقبين وجلسات استماع في مجلس الأمن، ولكن الوضع تغيّر من مجموعات دولية مواجهة لبعضها البعض وكل واحد على موقفه، الى مجموعة دولية واحدة مكلّفة للمبعوث الدولي والعربي كوفي أنان بأن يبدأ بإدارة البحث عن الصيغة والمرحلة الإنتقالية.
س- تعتبر ان هناك مرحلة التدويل في سوريا الآن؟
ج- ماذا تعني مرحلة التدويل؟ تعني وضع اليد على البلد عملياً.
س- لكن الوضع على الأرض مازال فلتاناً؟
ج- وسيبقى فالتاً ولو مرّ للحظات أو لأيام أو لساعات هدوء، ولكن تمّ وضع اليد الدولية على البلد، كل الناس الآن تبحث عن دورها في المرحلة الإنتقالية بما فيها إيران، وأقصى حد لمطالب إيران الحليفة الآن هو أن يتم كل التغيير بوجود بشار الأسد ليس أكثر ولا أقل.
س- النظام أعلن انتصاره في المرحلة الأخيرة؟
ج- أولاً لا يوجد نظام ينتصر على شعبه، وهو تعبير الأصل غير منطقي، التعبير ان هؤلاء إرهابيين ومن تظاهر في 660 موقع يوم الجمعة إرهابيين، وبالتالي انتهى العصر الذي يستطيع أن يقوم نظام على الدم أو ينتصر نظام على شعبه بالقوة العسكرية ويستمر، هذه المرحلة انتهت في العالم.
أما الموضوع العربي فلا يزال على ثباته وأعتقد ان البيان الصادر عن مجلس التعاون الخليجي بالأمس، بشأن زيارة الرئيس نجاد الى “جزيرة اوموس” كانت لهجته خفيفة جداً، والواضح انه لا توجد إرادة سياسية بالمواجهة، مع أني لا أعتقد ان هذه السياسة ستوصل الى مكان، لأن السياسة الإيرانية تقول ان هذه المنطقة منطقتي، وهذه الحضارة هي حضارتي، وان بواخر النفط التي ستمر أنا سأكون مسؤولة عنها وسأحصل على نسبة منها، وبالتالي كان بيان مجلس التعاون ليس بمستوى الزيارة المفاجئة والتي تحصل لأول مرة وبطريقة تهديدية لكل المنطق ولكل الحضارة ولكل العرب، هذا الكلام لا يخص فقط دولة الإمارات، هذا الكلام يخص كل عربي، فالموقف العربي يزداد ثباتاً قد تكون حركته أقل ولكنه ثابت لا يتراجع.
أما النسبة للوضع الإقتصادي فكل التقارير تتحدث عن نقل الأموال وإيداعها في روسيا أولاً كل الخبراء الإقتصاديين يعرفون ان الأموال التي تدخل روسيا لا تخرج منها أبداً، أضف الى ذلك كم سيستمر هذا الإحتياط؟ هذا الإحتياط حدّه الأقصى بموجب التقارير المنشورة سيستمر ثلاثة أشهر كحد أقصى، وهنا نتحدث عن رواتب الناس وبعد ثلاثة أشهر لم يعد باستطاعته الدفع وغير صحيح ان أحداً لديه القدرة لأن يعطي الآخر خمسة مليارات دولار.
س- يعني العراق كما يُقال؟
ج- كلا المساعدات العراقية محدودة جداً والتي تتمثل بالبنزين المكرر والذي يذهب نهباً وسرقة داخل سوريا، لأن كل الناس في مرحلة الفوضى تريد أن تنهب، ومعروف ان النهب كان حاصلاً في مرحلة السلم فكيف في مرحلة الفوضى؟.
أما الوضع العسكري فهل يُعقل أن يكون أفضل؟ لا يمكن أن يكون أفضل بعد 13 شهراً وأن يستمر، هذا الوضع يبقى أفضل مما سبق، المشكلة هي انه لا يوجد قرار دولي بإقامة منطقة آمنة.
س- هل هناك قرار جدي بتسليح الجيش الحر؟
ج- أعتقد ان هناك كلاماً جدياً وترجمته الى قرار تحتاج الى وقت، وأعتقد انه حتى الكلام العربي بهذا الموضوع هو كلام يُعبّر عن موقف أكثر مما يُعبّر عن فعل.
س- ولكن في هذه الأثناء بدون توازن على الأرض؟
ج- هذا العنصر الخامس، الوضع الشعبي الذي كنت سأتحدث عنه، الناس قادرة ومستمرة، هل تغيّر الوضع الشعبي منذ 13 شهراً حتى اليوم؟.
س- هل تغيّر؟
ج- بالعكس ازداد أكثر وأكثر وأكثر، وهذا دليل تصميمهم على حريتهم وانهم لن يتخلوا عنها ولن يتخلوا عن 30 ألف شهيد للعودة مرة أخرى الى سجون المخابرات والأجهزة الأمنية.
س- هل مازلت على كلامك الذي ذكرته في عدّة مناسبات في هذا البرنامج، انتهى بشار الأسد، بكلمة واحدة؟
ج- انتهى النظام السوري وانتهى معه بشار الأسد.