“الأواني المستطرقة” تدق أبواب الجولان!

مقالات 17 يوليو 2006 0

كأنه الأمس. الرئيس رفيق الحريري يعود إلى دارته الجميلة الصغيرة في قريطم من السراي الصغيرة في الصنائع. يستعجل الزمن كأنه يمسك بالقدر. أكون قد سبقته الى دارته. أضمر في نفسي أنني لن أسافر معه الى القاهرة محطته الأولى في جولة عربية وعالمية. عبد اللطيف الشماع يرسل من يأتيه بشنطة السفر إذ لا وقت لديه للذهاب إلى منزله لترتيبها والعودة. الرئيس الحريري يدور حول نفسه. تأخذه أفكار وتعود به اقتراحات. يدخل الى مكتب منزله حيث مقعده الجلدي الأخضر. يبدأ بتشغيل يده اليمنى كأن أصابعه آلة حاسبة على طرف المقعد. أدخل إليه. أبادره بالقول إنني أفضّل البقاء في بيروت لمتابعة التطورات وإبلاغه إياها أولاً بأول. يصمت للحظات. يوافق على الفكرة. أتابع الكلام بأن عليه اصطحاب أحد الموظفين الرسميين الكبار لتدوين محاضر لقاءاته. يتردد لدقائق ثم يقبل اقتراحا بأن يرافقه هشام الشعار الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الأكثر أمانة ونزاهة في الإدارة اللبنانية.
تقلع الطائرة بهم الى العاصمة المصرية: الرئيس الحريري. الشماع أمين سره. الشعار أمين السر للدولة اللبنانية، ولصيقه الأمني أبو طارق. لا يعود الى بيروت إلا بعد أن اطمأن الى دعم عربي ودولي لحركته ولأفكار مبتكرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
قبل سفره، رحمه الله، ضمن اجماعاً محلياً في اجتماع عقد في القصر الجمهوري في بعبدا بين الثلاثي: الرئيس الهراوي. الرئيس بري. الرئيس الحريري. ووزير الخارجية آنذاك فارس بويز.
أكمل الحريري الاجتماع الثلاثي بالذهاب الى دمشق ومعه الوزير بويز حيث اجتمعا بالرئيس الراحل حافظ الأسد.
اكتمل عقد الإسناد لظهر الرئيس الحريري قبل جولته العربية والدولية، حيث للرئيس الفرنسي جاك شيراك حضور معنوي في كل عاصمة حطّ فيها الرئيس الحريري وقابل رئيس بلادها.
كانت قاعدة مفاوضات الرئيس الحريري سهلة نسبيا إذ إن الأراضي اللبنانية محتلة وإسرائيل لا تستطيع الاستمرار في عدوانها على لبنان على قاعدة أن حزب الله قام بعمليات قصف مكثفة لأهداف إسرائيلية معظمها مدني.
العنصر الثاني الذي أضاف الى السهولة، الليونة وسعة الأفق التي تصرف على أساسها الرئيس حافظ الأسد آخذا في الاعتبار الظروف المحيطة بالعملية العسكرية الإسرائيلية.
العنصر الثالث هو الخطأ الجريمة التي ارتكبها الطيران الإسرائيلي حين قتل مجموعة كبيرة من المدنيين اللبنانيين بعد لجوئهم الى مقر الأمم المتحدة في قرية قانا.
انتصف شهر نيسان من العام 1996 ووزير الخارجية الأميركي وارن كريستوفر في بارك أوتيل في شتورا يجتمع مع الرئيسين الحريري وبري بعد عدة اجتماعات في دمشق.
كريستوفر القادم من اجتماع مع الرئيس الأسد مغال في أناقته وهدوئه وعبوسه أيضا.
يقترب العميد غازي كنعان مسؤول الأمن والاستطلاع العسكري السوري في لبنان. يقترب مني خارج قاعة الاجتماعات في الفندق ويطلب تسليم ورقة صغيرة كتبها بخط يده الى الرئيس الحريري فورا.
أقرأها وأنا أقترب من باب القاعة لأجد أن فيها كلاما من الرئيس الأسد حول موقف فرنسي سمعه من الوزير الأميركي قبل مجيئه من دمشق الى شتورا.
يستغرب مستنكرا الرئيس الحريري مقاطعتي للاجتماع. لكنه يعود الى هدوئه حين أسلمه الرسالة معتذرا من الوزير الأميركي.
خرج الثلاثة: كريستوفر وبري والحريري من الاجتماع ليعلنوا اتفاق نيسان الذي بقي لسنوات طويلة الأشهر في نصه المبتكر وفي فكرته الخلاقة التي تقول بتجنب الفريقين الإسرائيلي وحزب الله المدنيين خلال قتالهما العسكري.
يُقال إن وزير الثقافة الأسبق الدكتور غسان سلامة واحد من الذين شاركوا في صياغة هذا الاتفاق.
بدا الرئيس الحريري فرحاً وهو يأوي الى فراشه ليلتها باكرا بعد ليال طويلة من السهر والسفر والمفاوضات؛ فرحاً ليس بسبب الاتفاق الذي حقق وقفاً لإطلاق النار على أهله في كل لبنان فقط، بل لأنه شعر بأنه حقق دورته الدبلوماسية الأكبر والأكثر حرارة منذ بدء دخوله الى حقل العمل العام.
المقارنة الصعبة
عشر سنوات وشهران تفصل ذلك التاريخ عن اليوم. غاب الكثيرون ممن ساهموا في تلك المرحلة وأهمهم الرئيسان حافظ الأسد ورفيق الحريري. لكن القتال عاد الى الأرض نفسها بين الطرفين ذاتيهما وبحدة لم يعرفها لبنان إلا في الاجتياح الإسرائيلي العام 1982.
الرواية المبسّطة لما حدث أن حزب الله قام بعملية عسكرية على دورية إسرائيلية فأسر اثنين من أفرادها تلاه اشتباك قتل فيه ثمانية جنود إسرائيليين. سُميت العملية ب”الوعد الصادق” تأكيدا لما وعد به الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية بأنه لن يتردد عن أي عمل عسكري للإفراج عن أبنائهم، وهم ثلاثة فقط.
أبدى السيد نصر الله استعداده منذ اللحظة الأولى لمبادلة الأسيرين الإسرائيليين بالمعتقلين اللبنانيين. غير أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت، بديل أرييل شارون الغارق في غيبوبته، قررت الرد عسكرياً بعملية تجاوزت في حجمها وضررها واعتداءاتها عملية العام 96. اسم العملية الجديدة هو “الجزاء المناسب” ثمناً ل”الوعد الصادق”
أولمرت الأكاديمي
إيهود أولمرت المحامي والحائز شهادة في علم النفس انتخب عضوا في الكنيست وعمل على التشريع في اللجان القانونية وإدارة الدولة والشؤون الخارجية والدفاع والثقافة والزراعة والبيئة.
بين عامي 88 و90 تسلم وزارة دون حقيبة مسؤولا عن الأقليات ثم وزيرا للصحة حتى العام 92. في العام 93 انتخب رئيسا لبلدية القدس حتى العام 2003 حين عُيّن وزيراً للتجارة والصناعة ونائباً لرئيس الوزراء. لمع نجمه في الحكومة حين تولى الدفاع عن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة مدعوماً من رئيس الوزراء السابق أرييل شارون.
كان أول المنضوين تحت لواء حزب “كاديما” الذي أنشأه شارون من القيادات السابقة لحزب “الليكود”. مرض شارون فتولى رئاسة الحكومة بالوكالة حتى شهر آذار من هذا العام حين جرت الانتخابات وفاز أولمرت مع 17 من حزب شارون الجديد وأعيد انتخابه رئيسا للوزراء بالأصالة.
قليلون يعلمون أن أولمرت عارض اتفاقية كامب ديفيد التي حققت السلام بين مصر وإسرائيل بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المصرية المحتلة، وأنه رفض أيضا اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. لكن رفضه لم يكن مؤثرا في ذلك الحين. الآن يتبنى أولمرت سياسة الانطواء التي اعتمدها شارون لكنه يعتقد أن حركة حماس المنتخبة في فلسطين وحزب الله في لبنان لا يساعدانه على هذه السياسة فلا بد من تأديبهما.
بيرتس العمالي الشعبي
وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس المولود في المغرب أصيب بضربة قاسية في سيناء العام 74 جعلته يعيش على كرسي متنقل لمدة سنة. يدير مزرعة متخصصة بالورود والثوم في مستعمرة سديروت حيث انتخب رئيسا لبلديتها وهو في الثلاثين من عمره ممثلا لحزب العمال. متحمس للعدالة الاجتماعية ومنخرط لفترة طويلة في أمور الاتحاد العمالي ورئاسته. انشق عن حزب العمال وأنشأ حزب الأمة الواحدة من أعضاء في حزب العمل. بعد أن ربح ثلاث انتخابات عامة اضطر شيمون بيريز الى وضع ثقله في عملية توحيد الحزبين وانتخاب بيرتس رئيسا لحزب العمال الموحد.
يبدو أولمرت كأنه يستند الى قاعدة أكاديمية في تقدمه السياسي، بينما بيرتس يعتمد قاعدة شعبية عمالية في حركته منذ شبابه المبكّر.
هذا المزيج من الأكاديمية لأولمرت والعمالية الشعبية لبيرتس يخفي وراءه راديكالية شابة تريد حماية المشروع الإسرائيلي بعد انطوائيته بأكبر قدر ممكن من القسوة العسكرية. فهل ينجح؟
الحرب البديلة
لا يمكن القول إن عملية “الجزاء المناسب”، اسم على مسمى للتدمير المنهجي الذي يعيشه لبنان منذ أيام خمسة والذي لن ينتهي في القريب العاجل.
لقد عاشت إسرائيل دوراً ثانوياً لسياستها وحركتها منذ احتلال الجيش الأميركي للعراق قبل ثلاث سنوات. وكلما همّت بالتحرك قالت لها الإدارة الأميركية إن حركتها العسكرية ضد أي بلد عربي سيجمع الدول العربية ضدها وضد السياسة الأميركية الداعمة لها. وبالتالي فإن سادة واشنطن هم الذين سيتولون معالجة الأمور بمعرفتهم وبحرصهم على الأمن الإسرائيلي.
حصل هذا في الملف النووي الإيراني الذي تعتبره إسرائيل خطرا استراتيجيا عليها.
حصل عكسه في الملف السوري إذ إن الإدارة الأميركية تتحمس لضرب سوريا المتمردة على سياستها، بينما إسرائيل تريد لهذا النظام الذي تفترض انه ضامن لأمنها أن يبقى على استقراره.
اللحظة المناسبة
جاءت اللحظة المناسبة حين شعرت الإدارة الأميركية بأن مشروعها السياسي في الشرق الأوسط يتدهور بدءا من العراق. فكان لا بد من إعطاء الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية المواجهة على الجبهة الفلسطينية والمخطوفة على الجبهة اللبنانية أن تقوم بعملية عسكرية هدفها الأساسي والرئيسي عزل لبنان وسوريا عن الامتداد العراقي الإيراني. وهو المشروع الذي لم تستطع الإدارة الأميركية أن تنفذ إلا الجزء الأول منه، أي الانسحاب العسكري السوري من لبنان بعد اغتيال الرئيس الحريري وحصول ما سمي بثورة الأرز.
العزلة العسكرية
الخطوة الأولى في هذا المخطط هي خلق منطقة مجردة من السلاح على عمق عشرين كيلومترا بعد توسيع مهمة قوات الطوارئ الدولية لتصبح مسؤولة عن هذه المنطقة بعد زيادة عديدها بما يناسب مهمتها. تكتمل الخطوة الأولى بمنطقة مساوية وملاصقة يتولاها الجيش اللبناني. بهذا تخرج إيران من وجهة نظر إسرائيل عن الحدود الإسرائيلية.
الحدود السورية لا زالت موضع نزاع بين الإدارتين الأميركية والإسرائيلية. الأولى تقول إنه لا اكتمال للخطوة الأولى من دون ضرب سوريا، بينما الثانية تقول بإمكانية التفاهم السياسي على هدوء دائم للجبهة السورية بعد إغلاق جبهة لبنان.
حظيت العملية العسكرية الإسرائيلية بتغطية سياسية لا مثيل لها من قبل. أوروبا وروسيا ارتبكتا أمام الإصرار الأميركي على أن ما يجري هو دفاع عن النفس. السعودية ومصر والأردن عبّرت عن رأيها بالقول إن ما يجري من الجانب اللبناني هو مغامرة غير محسوبة للتفريق بينها وبين المقاومة الشرعية.
الحق السعودي المتأخّر
صحيح ما جاء في البيان السعودي ومن ثم المصري الأردني المشترك. لكنه جاء متأخرا 15 سنة عن موعده. ألم تكن السعودية تعلم أن حزب الله يزرع نفسه في كل أرض لبنانية وأن تسليحه وتدريبه يأتيان من إيران عن طريق سوريا، وأن امتداده كقوة تغيير راديكالية يتجاوز الحدود اللبنانية بكثير.
من المعروف عن السعودية ترددها وتمهلها في مواقفها لكن حين يمتد الأمر لمدة خمسة عشر سنة فلا بد من أن هناك خللاً بنيوياً في النظرة الى الأمور.
من حيث التوقيت لم تتذكر الإدارة السعودية هذه الخصال في حزب الله إلا وهو يواجه الجيش الإسرائيلي؟ أم أن الشاب القادم من واشنطن يقترب أكثر من اللازم من أذن العاهل السعودي الشهم. الشجاع. العروبي؟ ومتى؟
حين أصبح السيد حسن نصر الله عن “استحقاق” رمزاً لقدرة القوى الإسلامية على المواجهة والانتصار والتغيير. لقد كانت عِمّته رمزاً للانتصار في لبنان فأصبحت مثلاً يحتذى في العالم الإسلامي. كانت عباءته مخزن إيمان للمقاتلين من حزبه فاتسعت وامتدت لتصبح ملجأ للفلسطينيين المنتخبين والمواجهين للاعتداء الإسرائيلي ولعزلهم العربي والدولي.
هل سبق لعربي ما عدا الزعيم التاريخي جمال عبد الناصر أن حُملت صورته في مظاهرات في باكستان وفلسطين والبحرين والكويت. والقادم أعظم؟ فإذا بثلاثة من أهم الدول العربية ترى في حركته مغامرة تغطي الاعتداء الإسرائيلي.
نهاية السلام؟
لقد أكد عمرو موسى ان الوقت تأخر كثيرا على إعادة الصراع مع إسرائيل الى طبيعته العربية، حين أعلن موت عملية السلام بينما يقف الى يمينه “أميّ سياسي” يتولى منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تذكرت الدول العربية الثلاث المواجهة حين أصبح المقاتلون اللبنانيون في الجنوب قوة تغيير بقدر ما هم قدرة قتال. فمن يحسم الأمر؟
لا شك في أن مرور الأيام على العدوان الإسرائيلي سيزيد من انقسام اللبنانيين حول جدوى الوجود العسكري لحزب الله، على حد استطلاع اجرته وكالة “اسوشيتيد برس” الاميركية لكن لا احد سيتصدى لهذه المواجهة التي يتولاها حزب الله كما ترغب الحكومة الاسرائيلية.
حزب الله رغم كل ادبياته المغايرة يريد من هذه المواجهة حسم الموقف اللبناني من الصراع مع اسرائيل. فهل يستطيع؟
رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تولى بدرجة عالية من الدقة التوجه نحو المجتمع الدولي والعربي كرجل دولة قادر على الجمع بين مواجهة الاعتداء الاسرائيلي وحفظ وحدة اللبنانيين على موقف موحّد.
وليد جنبلاط النسر الجارح في المختارة تصرّف بمسؤولية عالية متجاوزا جراحاته وحفظ الحد الأدنى من التفهّم لما يجري في لبنان. وان كان لا يراه بالعين نفسها التي يتعامل معها حزب الله، إذ انه لا يستطيع الا الاعتراف بأن مراهناته الطبيعية والشرعية على القاهرة والرياض لم تأتِ بنتيجة. وانه في الوقت الذي تتراجع فيه هذه الأحصنة يتقدم فارس آخر يحمل علم فلسطين الاسلامي، فمن يستطيع أخذ هذا العلم منه؟
إذا كان علي لاريجاني الأمين العام لمجلس الأمن القومي الايراني ومسؤول الملف النووي يعود متوترا وخائبا من بروكسل حيث اجتمع الى خافيير سولانا المفوض الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي.. وتبادلا الرفض المتبادل للمجموعة الاوروبية من جهة وايران من جهة اخرى… اذا كان لاريجاني يأتي الى دمشق من بروكسل ليتباحث مع الرئيس الاسد في تطورات المنطقة ثم ينتقل الى السعودية باقتراح من الرئيس السوري، فماذا يفعل لبنان وسط عواصف هذا المشروع التغييري رغم كل ما يقال عكس ذلك؟
ما شاء الله شمس الواعظين الصحافي الايراني المعارض والكبير الحضور يقول ان الادارة الاميركية اتصلت بلاريجاني لتوسطه مع حزب الله للحد من اتساع مدى صواريخه على اسرائيل. لم يصدر نفي لهذا الكلام الذي بثته قناة “الجزيرة” اول امس. غير ان أحدا لم يؤكده. غير أن قمة الثمانية الكبار أظهرت للمرة الأولى التبني الروسي للموقف الأميركي بتحويل الملف الإيراني النووي الى مجلس الأمن الدولي.
بري: التغيير جذري
الرئيس “الحرّيف” نبيه بري يقول ان ما يجري على الارض اللبنانية هو عملية تغيير جذرية لقواعد اللعبة القائمة على الحدود بين حزب الله واسرائيل. وان لا حلول وسط بين الصفر والعشرين من العلامات. من يربح هذه المعركة يصبح شريكا مقررا في سياسة المنطقة وليس لبنان فقط، بصرف النظر عما اذا كانت العملية بدأت بأسر الجنديين او بفشل لاريجاني في تحقيق ما يريد في ملفه النووي من رفض شروط مسبقة اوروبية واميركية.
يؤكد الرئيس بري ان 11 محاولة سبقت نجاح العملية الاخيرة بأسر جنديين اسرائيليين. لكنه لا يتردد في الاعلان انه توقع ما نراه الآن. هل لهذه الرؤية علاقة بزيارتيه السابقتين الى دمشق؟
لا يجيب الرئيس الحرّيف. لكنه يبتسم كعادته حين يفضل اكمال ما بدأه من طعام على الحديث عن النوايا السورية.
التضامن الفولكلوري
استثنت الاتصالات التضامنية السورية مع لبنان، الفولكلورية، حتى الآن الرئيس السنيورة والزعيم وليد جنبلاط. إذ لا تزال تضعهما الادارة السياسية السورية في دائرة الحقد، باعتبار ان الاعتداءات الاسرائيلية لا تكفيهما وجعا.
غير ان الحديث عن امكانية فتح جبهة الجولان لا ينقطع في الدوائر السياسية في دمشق. إذ كيف للنظام السوري ان يستمر في دفاعه او امداده للجبهة اللبنانية والجبهة الفلسطينية من دون ان يشاركهما فعليا في ممارسة المواجهة للجيش الاسرائيلي؟
لا يمكن لسوريا في الوضع الحالي ان تشارك ارباح واحدة من الجبهتين او كلتاهما معا، بينما من المؤكد ان الشراكة في الهزيمة لو حدثت حتمية على دمشق.
حتى الآن الحديث السوري لا يتجاوز انه في حال اعتدت اسرائيل على سوريا فإن جبهة الجولان ستفتح بواسطة القوى الشعبية.
غير ان الأيام المقبلة ستثبت ان نظرية الأواني المستطرقة ستنطبق على الجولان. إذ ان المياه التي تدخل الى الأنابيب المتعرّجة في مختبر المنطقة ستأخذ المستوى نفسه من الارتفاع. المياه السورية ليست خارج هذا الأنبوب.