“الأسبوع في ساعة” مع جورج صليبي – الشهيد وسام الحسن: “فرع المعلومات” الجهاز الامني الوحيد العصيّ على الهيمنة السورية- الايرانية

مقابلات تلفزيونية 21 أكتوبر 2012 0

س- ما حدث اليوم بعد التشييع من يتحمل مسؤوليته؟

ج- لم يحصل شيئ بعد التشييع يفترض البحث عن مسؤول عنه، لأن الحدث الرئيسي هو اغتيال اللواء الحسن، وليس ما حدث بعده، ما حدث بعده تفصيل صغير جداً أمام عملية اغتيال بهذا الحجم. وأرى انه سيتحول الإغتيال الى حادث اندفاع طبيعي من شباب معنيين بقضية بحجم اغتيال اللواء الحسن. منذ سنوات مظلومين بسياسة لا يشاركون فيها، إنما تقرر نيابة عنهم ويُقال لهم إهدأوا و”روقوا” واقعدوا ، فانفعلوا واندفعوا وحصل حادث بسيط قد يحصل في أي مكان في العالم، في التن داوننغ ستريت في لندن يحصل اعتصام واندفاع شباب على الشرطة.

س- ألا ترى انك تُبسّط الأمور؟

ج- لا أبداً أبداً.

س- كان هناك محاولة اقتحام للسرايا التي هي رمز رئاسة مجلس الوزراء؟

ج- أنا كنت في المكان، عشرات قليلة جداً من الشباب اندفعوا لوحدهم بدون تعليمات من أحد وبدون كلام من أحد، إنما بعاطفتهم.

س- كانت هناك دعوة لهم عندما طلب الأستاذ نديم قطيش الدخول الى السرايا بعدها ظهر الأستاذ أيمن جزيني ونفى أن يكون هذا توجّه تيار “المستقبل”؟

ج- أولاً أنا بدأت الكلام بأنه ليس هناك من قرار في تيار أو كتلة “المستقبل” باقتحام السرايا أو الهجوم على السرايا، لأنه لو كان هذا الأمر مطلوب أن يحصل لكان تصرّف الناس بشكل مختلف، ما حصل ان نديم قطيش فعلاً تطوّع نيابة عن الناس وليس نيابة عن “14 آذار” ولا عن قيادات تيار “المستقبل”، تطوّع وعبّر عن مشاعر الناس أنا معه بكل كلمة قالها، لأني مقتنع بأن هذا هو خيار الناس وهذه طريقتها، ولكن هناك فرق بين أن تقوم باعتصام سلمي وان تهجم على السرايا، لكن لا أحد استعمل كلمة هجوم على السرايا ولا احد استعمل تعبير اقتحام.

س- ماذا تعني كلمة يا شباب ويا صبايا يلا على السرايا؟

ج- أعود وأذكّرك لنرجع الى الأرشيف، على التن داوننغ ستريت أعرق ديموقراطية في العالم يحصل أن يندفع شباب والشرطة تطلق عليهم قنابل مُسيلة للدموع.

س- لكن معروف انه في التن داوننغ ستريت لا وجود للطوائف ولا للمذاهب وليس هناك حساسيات ولا “8 و14 آذار”؟ ولا يوجد سلاح مُنتشر بين أيادي الناس؟

ج- صحيح، ولكن كل الناس عندهم قضية تشبههم وعندهم عواطف تشبههم وعندهم اندفاع يشبههم، الحدث الرئيسي الذي حصل اليوم والذي يجب أن يُحكى عنه هو اغتيال اللواء وسام الحسن، من اغتاله؟ وكيف إغتيل؟ وكيف تصرّفت الحكومة المسؤولة عن هذا الموظف الكبير في الأمن اللبناني والمعني بأمن كل اللبنانيين بدون استثناء؟ واللواء الحسن لم يتصرّف ولا مرة بأنه معني بأمن جهة دون غيرها في لبنان.

ما أحاول أن اقوله ببساطة لا يجوز تحويل اغتيال اللواء الحسن الى ما قام به عشرة شباب او 15 شاباً اندفعوا باتجاه السرايا، هذا ظلم للواء الحسن وظلم للبنان وظلم لقضيته، هناك حادث صغير حصل لن يُصرف النظر ولن نقبل أبداً بأن تتحول القضية من اغتيال اللواء الحسن الى حادث بين معارضين وبين قوى أمنية مسؤولة عن أمن رئاسة الوزارة.

س- أليس ظُلماً أن يتحول اغتيال واستشهاد اللواء وسام الحسن مع كل ما يرمز اليه اللواء الشهيد، أن يتحول استشهاده الى خطابات فيها عبارات تحريضية ضد الحكومة ورئيسها؟

ج- أولاً مهمة المعارضة ان تُعبّر عن رأيها، هذه ليست عبارات تحريضية، نحن عندنا قرار ، نحن لا نُمارس التحريض، لقد صدر عن قوى “14 آذار” بيانين قبل الخطاب الذي ألقاه الرئيس السنيورة اليوم، محددين وواضحين بمطالب المعارضة التي نمثلها، ونحن جزء رئيسي منها، وقلنا ما هو المطلوب منا وما هو المطلوب من الحكومة، هذا هو العمل البرلماني الديموقراطي الطبيعي.

أما ما لا يجوز هو أن يُصبح السؤال على جوانب الحدث، لأن الحدث هو الإغتيال، الحدث هو طبيعة الإغتيال، الحدث هو المتهمين بالإغتيال، الحدث هو تأثير هذا الإغتيال على الأمن، على كل البلد بدون استثناء.

س- البيان الصادر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة حمّل الجهات التي حرّضت بالشعارات والممارسات والمواقف التي أُطلقت، مسؤولية محاولة اقتحام السرايا وما نتج عنها من تداعيات واستهداف مؤسسة مجلس الوزراء كما وصفه البيان؟

ج- صحيح بما هي صرح وطني عظيم، هذا كلام عادي تقليدي تقوله أي جهة معنية بالسلطة، كلام عادي يُعبّر عن وجهة نظر لست مضطرا أن آخذ بها بكل بساطة، بالنسبة لي، الحدث الأكبر والأهم هو اغتيال اللواء الحسن، فلا مبنى السرايا ولا محيط السرايا ولا محيط أي مبنى رسمي في لبنان يُعادل لا بحجمه ولا بأهميته ولا بمضمونه، اغتيال ضابط على هذا المستوى من المسؤولية الوطنية تجاه كل اللبنانيين.

بعد اتصال مع وكيل داخلية الحزب التقدمي الإشتراكي في إقليم الخروب سليم السيد

المشنوق- والدتي من كترمايا، أنا أعرف كترمايا وأعرف الوردانية وقضيت طفولتي هناك، بالتأكيد لا يوجد شيء بين كترمايا والوردانية، وجيد إنه قال ان الحادث وقع في منطقة وادي الزينة على البحر، تماما على الطريق البحرية القديمة والتي لا علاقة لها لا بالوردانية ولا بكترمايا، طبعاً أتمنى الشفاء للشاب المصاب وهذا جزء من التوتر الذي نعيشه.

هناك قرار بتحويل عقل الناس أو إصابتهم بالحول، يعني الحادث يكون الآن ان آل طافش يحاولون قطع الطريق وليس ان النار أُطلقت عليهم وهم مدنيين لا يحملون أي سلاح ولم يتوجهوا لأحد ولم يعتدوا على أحد، هذه تُشبه قصة ان هناك عشرة أو 15 شابا رجال هجموا على السرايا وردّهم رجال الأمن وأطلقوا، مثل أي منظر تشاهده على التلفزيون في أي دولة ديموقراطية عادية طبيعية، ليس هناك أي مُبرر منطقي ولا عاقل ولا سياسي ولا مهني يجعل الحادث بديلاً لاغتيال اللواء الحسن ولا يجعل الحادث هو الخبر الأول، بل الخبر الأول هو اغتيال اللواء الحسن.

س- بالنسبة للاغتيال بحد ذاته اللواء وسام الحسن هو من كان يُحذّركم ويُحذّر السياسيين أو يُحذّر الأشخاص الممكن انهم مُستهدفون، مثلا كنا نسمع من وقت لآخر ان النائب الفلاني تم تحذيره بأن لا يحضر عشاء مثلا؟

ج- أنت تتحدث عن الشيخ سامي الجميل.

س- عندما يتم اغتيال الشخص الذي كان هو من يُحذّر الآخرين، الى أي مدى هناك انكشاف أمني وهناك قطبة مخفية في مكان ما أو ثغرة أمنية؟

ج- لنرجع الى الموضوع من أساسه، اللواء الحسن كان يُحذّر كل اللبنانيين من دون استثناء من كل الجهات السياسية والأمنية عند حصوله على أي معلومات تتعلق فيه، يجب أن نتذكر ان اللواء الحسن وجهاز معلوماته ليس هو لوحده، هو عنده جهاز جدّي مُحترف مُحترم لا نعرف أشكالهم ولا نعرف أوصافهم ولا نعرف شيء عنهم، دليل جدّيتهم وليس الإستعراضات، للحقيقة ربما أنا أعرف واحد منهم بالشكل، ولكن اللواء الحسن وجهاز المعلومات كشف 36 شبكة تجسس إسرائيلية، وأعتقد ان “حزب الله” كان من الجهات التي حذّرها في وقت من الأوقات وسلّمها معلومات وأعطاها أسماء، وأنا رأيت عنده في المكتب كلاشنكوف مُذهّب هدية من السيد حسن نصرالله، فنحن هنا نتحدث عن شخص استثنائي بوطنيته وبتصرّفه وبمسؤوليته تجاه اللبنانيين جميعاً دون استثناء، وكلمة رئيس الجمهورية اليوم تُعبّر أكبر تعبير عن مدى جدية هذا الشخص، وعن مدى مسؤولية رئيس الجمهورية التي تصرّف بها تجاه عملية الإغتيال وليس تجاه حادث السرايا من بعض الشباب الذين اندفعوا من “14 آذار”.

بعد كلمة الرئيس سعد الحريري

س- تحدث الرئيس الحريري عن إسقاط الحكومة ديموقراطياً وسلمياً، إذاًُ قراراكم هو إسقاط الحكومة، فكيف ستسقط الحكومة إذا كان النائب وليد جنبلاط ووزراؤه سيبقون فيها، وإذا كان في مجلس النواب الأكثرية من خلال بيضة القبان التي تُشكّلها كتلة وليد جنبلاط مازالت مع هذه الحكومة، وإذا كان في الشارع هناك خطوط حمراء مُعينة لا يمكن تخطيها وإلا تفلت الأمور؟

ج- السياسة مثل الغرام يجب أن يكون فيها قليلاً من الخيال، فلا يمكن الإستسلام للواقع، بكل الظروف التي تفضلت فيها نحن سنستمر بالمطالبة بسقوط هذه الحكومة واستقالتها، لأننا نعتبرها حكومة إلغاء تسببت بأزمة واضحة في البلد، حدث خلال الأشهر الأخيرة ثلاث عمليات اغتيال، محاولتان للدكتور جعجع وللشيخ بطرس حرب واغتيال اللواء الحسن، وهذا سبب كافٍ لأن يكون واضحاً ان هذه الحكومة لا تتسبب إلا بمزيد من الأذى.

س-أوكي الرومانسية جميلة؟

ج- أنا لا أقول في هذه الليلة بالذات، كلاماً من باب العداوة أو المحبة أو الصداقة أو المعرفة، أنا أقول كلاماً موضوعياً، هناك أزمة في البلد سببها تشكيل هذه الحكومة، والطريقة التي شُكّلت فيها بإسقاط الحكومة السابقة، هذه مسألة يراها أي مراقب موضوعي متجرد أمامه، وهذه الحكومة عندها مشكلة مع أكثر من نصف الشعب اللبناني.

عملياً أنت من موقعك السياسي ماذا تفعل؟ تقول ما هو المُتاح أمامي، المُتاح أمامي عدة خيارات:

الخيار الأول هو الحوار ونحن جرّبنا عدّة جلسات للحوار، ورأينا ان هذا هو حوار طرشان لا يوصل الى أي نتيجة ، فاتخذنا قرار واضح وعلني أعلنه الرئيس السنيورة اليوم انه لا حوار قبل استقالة هذه الحكومة.

الخيار الثاني: هو ما يمكن تسميته المقاطعة البرلمانية، نحن لن نشارك في أي نشاط برلماني، اسمعني تماماً ما أقول، نحن لن نشارك في أي نشاط برلماني تشارك فيه هذه الحكومة، وأنا هنا أتحدث عن كتلة” المستقبل” وليس عن “14 آذار” ليكن ذلك واضحاً، وهذا الأمر خاضع للتشاور لكي أكون دقيق، خاضع للتشاور مع “القوات ” ومع “الكتائب” ولكن نحن ككتلة تيار “المستقبل” سوف نقاطع كل جلسات مجلس النواب التي تحضر فيها الحكومة أو أحد الوزراء الممثلين لها، وهذا عمل سلمي، هل يُعقل أن يُقتل وسام الحسن ولا نقول آخ؟ أنا أقول آخ لا اريد حمل السلاح، ولا طبيعتنا السلاح ولا الشارع ولا الفوضى، والرئيس الحريري تحدث الآن بمزيد من الإطمئنان والإستقرار، نحن قلنا بالأمس في البيان وبشكل واضح لقد تعودّنا أن الكلام ليس له معنى، ولكن هذا الكلام الذي قلناه بالأمس قام على الدم، يعني له معنى وليس كلاماً يصدر عن ناس لتنساه، حدّدنا ثلاثة مطالب واضحة وصريحة وهي بالأصل نقاط خلاف في البلد:

1- موضوع استقاله الحكومة

2- موضوع تسليم المتهمين الأربعة باغتيال الرئيس الحريري

3- موضوع سوريا الذي هو موضوع خلاف .

ألسنا متهمين بأنه لدينا جحافل من العسكر والجيوش والسلاح والرجال نقوم بإرسالها الى سوريا لدعم الثورة السورية؟ نحن نريد نشر قوات طوارىء تساعد الجيش على الحدود اللبنانية- السورية، تمنع هذه الجحافل والسلاح والثوار من الدخول الى سوريا.

س- إذاً هذا ما تريدونه، انتشار قوات طوارىء على الحدود السورية – اللبنانية؟

ج- نحن نريد مساندة الجيش اللبناني، هناك فرق بين قوات طوارىء وبين قوات طوارىء تُساند الجيش اللبناني.

س- وإذا كان الجيش لا يريد مساندة؟

ج- فليعلن الجيش ذلك، نحن لسنا الحكومة لكي نقرر، نحن نطالب، فإذا كان الجيش لا يحتاج ذلك فليعلن ذلك، هذا أولاً.

ثانياً: حتى الآن هناك 70 اعتداء على الأراضي اللبنانية بدأت بالمصّور في قناة الجديد الشهيد على شعبان لم نسمع من الجيش تطمينات ولا مرة، ولا من الحكومة تطمينات بأنهم قادرين على منع حدوث هذا الأمر، وبالتالي من حقنا أن نطالب .

س- ربطاً بقولك عن إسقاط الحكومة ديموقراطيا وسلميا، ولكن ماذا عن السلاح الموجود في الشارع، وكيف سيمكن ضبطه؟

ج- نحن مع جمع السلاح على كل أنواعه وفي كل المناطق، وهذا مطلبنا الأول، وقامت علينا الدنيا بأننا نريد جمع سلاح المقاومة، وأنا لم أفهم أين هو سلاح المقاومة هذا الذي نطالب بجمعه.

س- هناك فرق بين سلاح المقاومة وسلاح الشارع؟

ج- ولكن سلاح المقاومة نزل على الشارع أيضاً.

س- تقصد نزل اليوم؟

ج- لا أعرف، ولكن هل نزلت الى الشارع وأحصيتهم ما هو المكتوب عليه مقاومة أو غير مقاومة؟

المبدأ إذا كنت مبدئياً تقول بأنه لا يجوز استعمال السلاح في الشارع اللبناني تحت أي ظرف من الظروف فتوافق على جمعه من الجميع.

لا أحد يستطيع أن يدّعي ان السلاح في شارع الحمراء لحماية المقاومة، هل نسيت ما حصل في شارع الحمراء منذ شهر، هل كان ذلك سلاح مقاوم، هذا كان سلاح لأحزاب سياسية لبنانية مؤيدة للنظام السوري ولسياسته.

س- هذا يعني ان الجميع يملكون السلاح؟

ج- بالتأكيد الكثير من الناس عندهم سلاح فردي لدى معظم اللبنانيين، ولكن لا أحد من اللبنانيين يملك صواريخ أو دبابات أو مدفعية، هناك مواطنين عندهم سلاح ويجب أن يُجمع السلاح، ولكن من ضمن حملة تطال كل اللبنانيين.

بعد مقابلات مع متضررين من انفجار الأشرفية

المشنوق- أنا أريد الإعتذار بعد الذي سمعته، مُحقة السيدة التي تحدثت عن الأشرفية، نحن بصراحة جميعاً بدون استثناء ومن أي اتجاه سياسي، قصّرنا بالكلام عن الأشرفية وبالإهتمام بالأشرفية، ربما بسبب هول الصدمة التي أصابتنا باغتيال اللواء الحسن، ولكن هم يستأهلون كل مساعدة جدية، وأنا سمعت ان وزير الصحة تعهّد بمسألة الجرحى وهيئة الإغاثة عادة تقوم بمسؤولية تجاه الموضوع، ولكن يبدو ان حركتهم أبطأ بكثير من حاجات الناس، ولذا أتمنى من كل المعنيين سواء من نوابنا أو غيرهم، وللحقيقة أنا لا أعرف الأستاذ زياد عبس، ولكن قال كلاماً علمياً بما يتعلق بحاجة الناس وعدد المتضررين وشكل المباني أو وسيلة ترميم المباني، وهناك ضحايا سقطوا تعازينا لأهلهم وإن شاء الله تكون الجنة مسكنهم، ولم نكن نتمنى إصابة أو جرح أو تضرر أحداً منهم.

س- معروف ان الشهيد وسام الحسن عاد من السفر مساء الخميس، يعني نفس وضع الشهيد جبران التويني وتم اغتياله يوم الجمعة، في وقت كان الرجل الأمني الأبرز، ألا تفتح هذه المفارقة وتطرح مئة علامة استفهام؟

ج- أعتقد انه دفع ثمن ضعف إنساني، طبيعي أن يكون لديه مكان فيه تخت طبيعي ينام فيه بعد سنوات من النوم في مكتبه وعائلته في باريس، ويذهب لزيارتها، ولكن هذا يؤكد أمر أخطر من ذلك إنه ليس هناك أي أمن لأي شخص،

أو أي طرف يمر في مطار بيروت منذ حادثة جبران التويني الى اليوم، لأنه كأنك تسلّم حياتك بمجرّد مرورك بالمطار على الأقل أثناء عودتك من أي رحلة الى الخارج.

الضعف الإنساني للواء الحسن تجاه أهله والضعف الإنساني تجاه أن يمتلك غرفة طبيعية فيها تخت طبيعي ينام فيه بدل أن ينام في غرفة في مكتبه، وأنا رأيت ملابسه معلّقة شمالاً ويميناً في مكتبه لأنه عنده غرفة وحمام في مكتبه.

لكن سبحانه الله تجاه نقطة ضعف إنسانية يقع الإنسان في المخطط الذي ينتظره على المطار ويلاحقه.

س- هل فعلاً تم تحذيره ان هذه الشقة مكشوفة أمنيا؟ وهل فعلا طُلب منه أن يبقى في الخارج مدة أطول وان لا يأتي؟

ج- أولاُ الشقة التي يُقال إنها كُشفت هي قريبة من المديرية، وكانت مفاجأة في وقتها كيف عرفوها، والآن ذكروا “أوتيل الكسندر”، يعني تبعد عشرات الأمتار بين المديرية و”أوتيل الكسندر”.

س- يعني هذا غير الشقة؟

ج- طبعاً لأنه عملياً هذه في المقلب الثاني من الشارع، لا أعرف أين هي الشقة التي نتحدث عنها التي هي مكان آمن، ولكن من كان يراقبه ومن قرر اغتياله ومن ينشر له منذ ثلاثة أشهر كل يوم مضبطة اتهام وتهديد، منذ ثلاثة أشهر، هذا شيء مُعلن وليس سرياً، هم من فعلوا ذلك، ولكن أنا أقول انه دفع ثمن ضعف إنساني لا أكثر ولا أقل.

س- ماذا تعني بضعف إنساني؟

ج- ضعف تجاه غرفة طبيعية في مكان طبيعي فلو بقي في المكتب ماذا كان سيحصل؟ كم يستطيع الإنسان أن يبقى سنة أو ثلاثة في غرفة في مكتب، كما ان عائلته موجودة في باريس منذ سبع سنوات، وعليه أن يذهب لزيارتها وهذا أيضا ضعف إنساني آخر يعني المرور بالمطار والعودة بالمطار، مع العلم ان جواز سفره خُتم بعد ساعة من عودته، أي بعد أن وصل الى المدريرية خُتم جواز سفره، ولكنه بالتأكيد كان مُراقباً منذ فترة والعملية تم التحضير لها وليس مفاجأة، ولم تطلع من الأرض خلال 24 ساعة، بالتأكيد هو مراقب منذ فترة طويلة، وحددّوا أماكن إقامته المتعددة واحتمالات زياراته وخروجه، وهو اعتمد سيارة مموهة فيها سائق واحد الذي هو أمين سره، ولا موكب ولا مصفحة فسبحان الله.

س- هل بعد هذه العملية أصبح الأمن هشاً أكثر فأكثر؟

ج- شعبة المعلومات يمكن أن تختلف معها بالسياسة كما تريد، ولكن بالتأكيد هناك شيء يتعلق بها انها مُحترفة أولاً ومُحترمة ثانياً، ومهتمة بشأن كل اللبنانيين ثالثا، وأيضاً فوق ذلك انها الجهة الأمنية الوحيدة التي لا تُنسّق أمنيا ولا تتأثر بأي سياسة لا سابقة ولا لاحقة، من أي جهاز أمني في سوريا أو في إيران أو في أي جهة لها علاقة بهذا الموضوع.

س- لكن عندها تنسيق مع غير دول؟

ج- عندها تنسيق مع كل الدول ، وهذا أمر مُعلن، أنا لا أقول غير ذلك، ولكن ليس لديهم أي التزام بأجندة أحد، أنا لا أريد الآن أن أدخل في الإتهامات، ولكن كل الناس تعرف وكل السياسيين يعرفون ان هذا الجهاز هو الجهاز الوحيد الذي لا علاقة له بالأجهزة الأمنية السورية لا من قريب ولا من بعيد.

وعلى كل حال، رئيس الجمهورية كان واضحاً اليوم في خطابه عندما طالب أولاً بالإستعجال بإنهاء التحقيقات في مسألة محور “سم” كما أُسمّيه سماحة – مملوك، باعتبار اختصار الحرفين من باب المهنية على الأقل، ولكن كلامه كان واضحاً في كلامه بأننا لا نقبل لا من الحكومة ولا من أي مرجعيات سياسية أن تؤمن الغطاء للمرتكبين، وهذا كلام من الشخص المؤتمن على الدستور في الدولة اللبنانية.

لنرجع الى الأساس الواضح يوجد أزمة تتعلق بعناوين متعددة، نحن كجهة سياسية مستمرين، ثابتين على موقفنا بسلمية وديموقراطية هادئة غير هادفة الى الفوضى، ولكن باستمرار وثبات وبدون تراجع بكل الوسائل السياسية السلمية المتاحة.