افتتح “هوم سكايب” وتفقد مستشفى تعنايل ومستوصف الحريري ومشغل تكرير نفايات..المشنوق: طفح الكيل ولسنا كاريتاس سياسي

عناوين رئيسية 01 نوفمبر 2018 0

أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ “الخزّان الكبير الذي اسمه المسؤولية الوطنية لدى أهل السُنّة بدأ ينفد، بعدما تعرّض للاستنزاف حتّى لا أقول للابتزاز. فلسنا وحدنا المسؤولين والمعنيين بالميثاقية، ولسنا وحدنا أمّ الصبي، فكيف إذا عوملت الأم بطريقة سيئة، ليس أكيداً بعدها أن يبقى الصبي على قيد الحياة لنحرص عليه”.

وتابع المشنوق: “لن نكون كاريتاس سياسي، وكما علينا واجبات فلنا حقوق، ومن غير المقبول أن تصبح رئاسة الحكومة وحدها مركز خبراتٍ لتفكيك العبوات السياسية وإزالة الألغام المتتالية، التي تتكاثر يوماً بعد يوم”.

وروى المشنوق “قصّة من كتاب للأديب زكريا تامر، عن طفل يضربه جمع من الناس، فاقترب منهم رجلٌ وسألهم لماذا يضربونه، فأجاب الطفل: “يريدون منّي أن أقول حرف الألف”. فقال له الرجل: “قُل الألف وتخلّص من هذا الضرب”. فأجابه الطفل: “يريدونني أن أقول حرف الألف اليوم، وغدا سيطلوب الباء والتاء والثاء، ولن ننتهي من الضرب والأحرف”. وأكمل المشنوق: “نحن اهل السُنّة، بالإذن من المفتي، لم نصل إلى هنا بعد، ولن نقول حرف الألف”.

وأضاف: “كل يوم يخلقون لغماً جديداً، ويبتكرون معايير جديدة ويطبقونها بشكل إنتقائي وحيث يحلو لهم ويطبقون عكسها في مكان آخر. لماذا لا تكون مثلاً مبادلة الوزراء بين كل الأطراف؟ وإذا كانت المبادلة مكسباً وطنياً، فلتكسب كل الأطراف منها، ونحن نقبل أن نكون آخر الكاسبين. بصراحة لقد طفح الكيل لأنّ الامور وصلت إلى مكان حيث لا يمكن السكوت ولا تكفي المراقبة”.

واعتبر المشنوق أنّ “حسابنا هو الحساب الوحيد المفتوح والكلّ يريد أن يغرف منه، وقد وصلت الأمور إلى مكان حيث يجب أن يُعاد النظر في كل القواعد المُفتعلة، رغم تأكيدنا أنّنا أهل دولة وأهل عيش واحد، ولا شيء ندعو إليه، لا بأفكارنا ولا في نفسيتنا ولا في تربيتنا، غير الدولة، لكن في الوقت نفسه ليس اختصاصنا وحدنا أن ننقذ المعادلة الوطنية اللبنانية، فمن دون شراكة فاعلة وحقيقية من الآخرين لا يمكن أن ننقذ هذه المعادلة”.

وأدان المشنوق “الكلام البذيء والتافه الذي نُشر عن المملكة العربية السعودية وعن ولي العهد السعودي وعن السفير السعودي في لبنان”، مشدّداً على أنّه “يتجاوز كلّ ما يمكن لأي إنسان محترم أن يتحمله ، وهو أسوأ من البذاءة بكثير”.

وقدّم وزير الداخلية “اعتذاراً باسم أهل البقاع وباسم كل من أمثّله من اللبنانيين، إعتذارٌ من ولي العهد السعودي ومن سفير المملكة العربية السعودية”. وتابع: “وليّ العهد له تطلعّات وأفكار وأحلام، قد يختلف أحدنا أو يتّفق معه، لكلّ رأيه؟ لكن لا نقبل بأن يربط الهجوم عليه بمقتل الصحافي جمال خاشقجي. فالمسؤولون عن الجريمة تم توقيفهم وهم قيد المحاسبة والمسؤولية، وتعود إلى القضاء السعودي التركية المشترك . يجب عدم الربط بين هذين الموضوعين، فنحن لسنا دولة مهينة للدولة العربية الأولى، ولا نقبل أن يُهان سفيرها الذي يجول في كلّ المناطق اللبنانية ويتابع أمور اللبنانيين بدماثة خلق وبلطافة، ولا نقبل أن يُشتم وليّ العهد في وسيلة إعلامية”.

وقد أعلن المشنوق هذا الموقف “من ضمن المسؤولية الشخصية، دون العودة إلى أحد، وربما هذا الكلام لا يعجب آخرين، لكن لا أقبل أن أبقى في مقعد المتفرّج إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا. فهناك شيء آخر غير الدعاء يجب أن نفعله، وهو أن نحدّد موقفنا من الذي يحصل، لأن هذا الخزان الكبير الذي اسمه المسؤولية الوطنية بدأ ينفد واستنزف أكثر من قدرة أي مجموعة أو طائفة على التحمّل”.

وختم مشيراً إلى “حديث أجريناه مع أصحاب الفضيلة والسماحة عن صور المسؤولين الإسرائيليين التي نراها في أكثر من دولة”، قائلاً: “يجب أن نكون واضحين. نحن ملتزمون بالمبادرة العربية للسلام التي قدّمها العرب في بيروت العام 2002، التي نصرّ عليها لأنّنا نريد السلام، ولا نخجل به. السلام مطلبنا ومشروعنا وليس تهمة، السلام القائم على المبادرة العربية، وان شاء الله يصبّ هذا الجهد في سقف المبادرة العربية لأنّ غير ذلك لن يقبل به الفلسطينيون ولا العرب “.

جاء ذلك خلال جولة للوزير المشنوق في منطقة البقاع الأوسط اليوم، حيث افتتح مشروع “هوم سكايب” في منطقة تعنايل بحضور مفتي البقاع الشيخ خليل الميس والنائب عاصم عراجي والنائب السابق أنطوان سعد ومحافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة ومستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون البقاع علي الحاج ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الإسلامية الشيخ علي الجناني وعدد كبير من المشايخ ورؤساء البلديات وفعاليات.

وكان المشنوق تفقّد مستوصف الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بلدة تعنايل الذي يديره آل ياسين وأشرفوا على إعادة تفعيله وتطويره، واطّلع على سير الأعمال فيه من النواحي الطبية والتقنية والإدارية، ثم زار مستشفى تعنايل العام للاطلاع على أوضاعه. وبعد ذلك، تفقّد معمل فرز النفايات في بر الياس الذي تم تمويل بنائه من قبل الإتحاد الأوروبي ضمن مشروع مشترك بين وزارة الداخلية وبين الصندوق الاقتصادي الاجتماعي للتنمية.

وخلال افتتاح مشروع “هوم سكايب” في تعنايل لأصحابه المغتربين من آل ياسين، ألقى مفتي البقاع الشيخ خليل الميس كلمة قال خلالها: “من الوجوه نقرأ، ومن القلوب يكون المعنى، الكلام الذي نقرأه بعيوننا هو أنّه بالأمس هاجر النبيّ من مكّة إلى المدينة، ومكّة كما نعلم فيها بيت الله الحرا، ولكن كان فيها ما فيها… هاجر النبي ثم عاد إلى مكة فاتحاً بمن هاجر. ووطني أُصيب بما أُصيب، هاجر من هاجر وهؤلاء الفاتحون لأبواب الوطن العظيم آل ياسين الكرام”.

أما المشنوق فقال: “قصة نجاح آل ياسين توحي بالثقة بلبنان، لأنّهم شبابٌ لبنانيون، ونأمل أن يكون نجاحهم معدياً بين المغتربين لتأسيس مشاريع وخلق فرص عمل لأبناء مناطقهم وبلداتهم، لأنّه يجب أن نعترف بأنّ مؤسسات الدولة ووزارتها تأخّرت كثيراً عن إعطاء هذه المنطقة حقّها، وهناك القصّة المتداولة والشهيرة، ولا أعرف إلى متى سبتقى تؤرّقنا، وهي مسألة تلوّث مجرى نهر الليطاني وضرورة تنظيفه، وأعد من موقعي، أينما أكون بالعمل على متابعة هذا الملف، نائباً كنتُ أو مواطناً، رغم أنّ التسمية الأحبّ على قلبي أنّني مواطن من جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.