“استديو 24 ” مع نديم قطيش – عن الأثمان الباهظة للمساومة


بعد المقدمة:

نهاد المشنوق: برز تناقض في المُقدمة التي قرأتها، فأنت قلت ان “تيار المستقبل” سينزل الى الشارع ومن ثم قلت نزول مُقنّن، لذا عليك اعتماد أي خيار.

س- أعني عودة مٌقنّنة للشارع؟
ج- كلا، هي محدودة وهي وسيلة من وسائل التعبير السلمي.

س- محدودة وخجولة أيضاً وأنتم تخجلون من العنوان؟
ج- أبداً أبداً، عيد الشهداء هو عيد شهداء لبنان وسوريا، والذكرى هي ذكرى شهداء لبنان وسوريا، وللتذكير هذه ليست المرة الأولى التي نُقيم فيها احتفال، ففي عهد الرئيس الشهيد رحمه الله أُقيمت عدّة احتفالات بهذه المناسبة وكان لها دور مُهم. عملياً الشهداء الأوَل الذين أعطوا الإستقلال للبنان ولسوريا.

س- لكنكم لم تحتفلوا بهذه الذكرى لمدة أربع سنوات، وبالتالي اشرح لي لماذا تنزلون الأحد الى الشارع؟
ج- المناسبة أولاً هي ذكرى شهداء لبنان وسوريا، الشهداء الأوائل الذين منحوا لبنان وسوريا الحرية والإستقلال، والشهداء في لبنان وأولهم الرئيس رفيق الحريري وكل رفاقه وكل شهداء 14 آذار” هم الذين تسبّبوا بشكل أو بآخر باستعادة لبنان لسيادته واستقلاله، وثوار سوريا الآن يستشهدون من أجل استعادة الحرية والعدالة والكرامة للشعب السوري، هذا أولاً.
ثانياً : 7 أيار هي مناسبة كان بالإمكان تجاهلها لولا النتائج الخطيرة التي ترتبت عليها، حيث ترتّب على هذه الذكرى أكبر ضربة للدستور اللبناني وللنظام الديموقراطي اللبناني.

س- وهي إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري؟
ج- كلا أبداً، أصلاً اتفاق الدوحة بحد ذاته هو ضربة للدستور اللبناني، فعندما توافق على الثلث المعطّل، يعني انك ضربت النظام الديموقراطي البرلماني، والأكثرية والأقلية أولاً.
ثانياً: حتى اتفاق الدوحة على مساوئه “حزب لله” تخلّى عنه وتخلّى عن توقيعه، ولم يحترم وعده ولا أوفى بعهده واستقال الوزراء العشرة الذي تسبّب بأسقاط الحكومة، وتشكيل حكومة أخرى بواسطة وهج السلاح.

س- هذا الحديث في كانون الثاني 2011، لكن في أيار 2011 لم تحتفلوا بالمناسبة؟
ج- لم تكن الحكومة قد تشكّلت في أيار، هي تشكّلت في تموز، هذه الحكومة هي 7 أيار آخر، ومن يقرأ قراءة أخرى يكون لا يعرف بعد لماذا تشكّلت هذه الحكومة ولا نتائج عملها.
هذه الحكومة وفي الشيء الآخر حصل في وزارة الخارجية من قبل السفير السوري باتهام السعودية وقطر بأنهما وراء باخرة السلاح دون أي تحقيق وتدقيق وبشكل علني.

س- لكن رئيس الجمهورية ردّ عليه؟
ج- على راسي، كتر خيره، ولكن رئيس الجمهورية ليس هو الحكومة، وزير الخارجية نأى بنفسه عن الوطن واعتبر نفسه غير معني بكلام السفير السوري على باب وزارة الخارجية، أيضاً رئيس الحكومة لم يسمع ما قاله السفير السوري حتى هذه اللحظة، ونحمد الله انه في سدّة رئاسة الجمهورية رجل يقول كلام عاقل وهاديء يحفظ فيه كرامة اللبنانيين.
إن أقل ما يمكن أن تقوم به حكومة وطنية طبيعية بالطريقة التي يتصرّف فيها السفير السوري بتصريحاته في كل مكان أن يطلبوا منه، ولكي لا أقول طرده وتزعل من الكلمة، هو سحب السفير السوري من لبنان وسحب السفير اللبناني من سوريا، لأن النأي بالنفس الحقيقي هو منع السفير السوري من استعمال المنابر الرسمية لاتهام دول دون الإستناد الى أي معلومات، ودون معرفة أي حقائق أو وقائع، وبالتالي طرده يكون عملية جيدة، لأن هذا يؤكد أكثر على النأي بالنفس.

س- استاذ نهاد نحن نريد أن نستغل الحلقة بمجموعة كبيرة من الأسئلة؟
ج- أنت قدّمت مقدّمة تستأهل التعليق، أولاً المهرجان الذي سيُقام وكما قلت محدود وغير ذلك، لا علاقة له بالإشتباك الإقليمي، نحن لسنا جهة مواجهة لجهة إقليمية، موقفنا من الثورة السورية معروف، موقفنا من سلاح “حزب الله” معروف، موقفنا مما حدث في 7 أيار معروف، موقفنا من مسألة المتهمين باغتيال الرئيس الحريري معروف، كل هذه المواقف معروفة ومُحدّدة وهي ليست جزءا من اشتباك اقليمي، فعندما أطلب أن يعتذر السيد نصرالله من بيروت، لأن هذه المدينة مازالت تشعر بأن كرامتها مُهانة.

س- المقدّمة يُفترض انها جمعت كل العناوين التي سنناقشها في سياق الحلقة، دعني أعود الى 7 أيار، فمن غير الواضح عند الناس أنتم تنزلون من أجل 6 أيار عيد الشهداء أو من أجل 7 أيار؟ يعني هناك شعور بأنكم تثيرون نصف مشكل وتخجلون من مشكل في 7 أيار؟
ج- أبداً، أولاً لسنا خجولين في إثارة مشكل، فنحن نفعل ذلك على رؤوس الأشهاد لو أردنا، ولا نخاف ولا نستحي، نحن نأخذ بعين الإعتبار ان هذه مناسبة تتعلق بالحريات، هؤلاء الناس الذين أُعدموا إنما كان ذلك لأسباب تتعلق بالحريات، والآن هناك ربيع عربي، وهناك من يستشهد في كل مكان من أجل الحريات، وهذا كلام ليس بسيطاً وان المفاجأة انه حصل الآن ولم يحدث سابقاً، فهناك مناسبات سياسية تستأهل تكريمها، منها ذكرى الشهداء في لبنان وسوريا، هذا أولاً، ثانياً لا بأس بأن نتذكر 7 أيار لأن هذا جرح لم يندمل.

س- لكن الرئيس سعد الحريري أغلق هذا الجرح بحكومة وحدة وطنية؟
ج- أخطأنا في الحكومة الأولى وأخطأنا في الحكومة الثانية، ولن نخطيء في أي حكومة مُقبلة، ماذا تريد أن أقول أكثر من ذلك؟ هل كانت تلك الحكومة حكومة وحدة وطنية؟ وأي حكومة وحدة وطنية هذه؟ والطريقة التي استقالوا فيها هل هي حكومة وحدة وطنية؟ مع من نشكّل وحدة وطنية؟ قل لي من من؟ مع جماعة عندهم أجندة إقليمة لا تنتهي؟.

س- أنت من الناس الذين كان اسمهم لآخر دقيقة موضوع على لائحة التوزير؟
ج- أنت تتحدث عن حكومة الرئيس السنيورة، الحكومة الأولى بعد الدوحة، هذا موضوع آخر.
أنا رأيي انه منذ تلك الأيام وأعتقد إذا كان عندكم تسجيل يمكن الرجوع إليه، رأيي ان ما حدث من موافقة على الثلث المعطّل وعلى أغنية الشعب والجيش والمقاومة، كان خطأ.. كان خطأ.. كانت خطأ. وهذا الخطأ لن يتكرر على الأقل من جهتنا نحن كمجموعة سياسية في هذا المعنى، أنا لا أتحدث باسمي فقط، إنما كمجموعة سياسية ما حدث بعد الدوحة سواء بالثلث المعطّل أو بأغنية شعب وجيش مقاومة، هذا الموضوع بالنسبة لنا انتهى، نحن لن نقبل إلا بأن يكون السلاح ضمن الدولة اللبنانية، وذلك بطرق سلمية وهادئة وديموقراطية ودون اللجوء الى الشارع، بمعنى تصادمي، نحن قلنا في عدّة مناسبات ان لنا رسالة سياسية نريد إيصالها للناس وليس عيباً أبداً أن نطلع في ذكرى الشهداء ويظهر الرئيس الحريري لإيصال هذه الرسالة سواء بالموقف من الثورة السورية، أو الموقف من 7 أيار من مدينة بيروت، أو من الحريات والحرص على حماية الحرية وضمان حق التعبير أو من موضوع الحكومة.

س- لكن ألا ترى ان هناك شعور بأن مسألة السلاح يمكن أن تضعوها ساعة تريدون في الجارور وساعة تريدون تخرجوها الى العلن، وأذكر انه في مهرجان 14 آذار 2011 في ساحة الشهداء الرئيس الحريري أجرى ما يُشبه الإستفتاء الشعبي، سأل الناس والناس ردّت. هل تقبلون بهذا السلاح؟ الناس قالت لا استفتاء شعبي وثم نام الموضوع وعاد واستيقظ؟
ج- أولاً نحن مجموعة سياسية نجتمع ككتلة نواب مستقبل وكمجموعة قوى “14 آذار” وموقفنا من السلاح هو نفسه يتكرر في كل بيان، والرئيس الحريري بسبب ظروفه الصحية غاب لفترة طويلة، والآن سيطل ليؤكد على مواقفه السياسية، لأن هذه ليست مسألة بسيطة، وليس صحيحاً اننا وضعناها في الجارور، وبالتالي إذا لم نبقَ في الشارع لا يعني اننا وضعناه في الجارور.
هناك الكثيرين حتى مجموعة “14 آذار” وداخل كتلة “تيار المستقبل” كان لديها رغبة بأن تتصرّف بهدوء وحذر تجاه هذه الحكومة باعتبار ان الناس تريد الإستقرار، وثبت الآن ان هذه ليست حكومة استقرار، هذه حكومة يتحكم فيها نفس عقل 7 أيار، فقد حدث مؤخراً على الأقل محاولة لاغتيال الدكتور سمير جعجع فكيف يمكن أن تكون هذه حكومة استقرار؟ هذه حكومة جزء من أزمة، ونؤكد أكثر وأكثر بأن لا هم لها سوى الأجندة الرئيسية العائدة لها وهي الإشتباك الإقليمي أن تكون جزءا من الإشتباك الإقليمي، أيضاً عندما نتحدث عن الإشتباك الإقليمي يُفترض بشكل أو بآخر ان هناك مشروع سعودي في البلد، من موقعي البسيط المتواضع أستطيع أن أقول ان هناك انكفاء سياسي سعودي عمره سنوات عن لبنان والسعودية، حتى بالموضوع السوري تحصر كل اهتمامها بالموضوع الإنساني، وإذا أردت رأيي بالموضوع أقول يا ريت هناك مشروع سعودي مُقاتل.
أول أمس اجتمع وزراء داخلية مجلس التعاون في الرياض، دعنا نقرأ البيان الصادر عن الإجتماع، فهل هذا بيان مواجهة أبداً ليس بيان مواجهة، هذا استنكار لزيارة الرئيس الإيراني لجزر ابوموسى في الإمارات التي لا يريدون أن يجعلوا منها قضية، وبالتالي لا نجعل منها قضية إذا كان الإماراتيون لا يريدون ذلك.
ليس هناك من قرار سعودي حقيقي بالتسليح لأسباب كثيرة ومُتعدّدة، بل هناك اهتمام بالجانب الإنساني، ولكن نسمع السفير السوري يتهمهم بأنهم يأتون ببواخر السلاح. فلو أرادوا ذلك أعتقد انهم سيأتون بأكثر من ثلاثة مستوعبات هم والقطريين حتى من حيث الحجم لا تُناسبهم.

س- أنت تقول بعدم وجود مشروع سعودي؟
ج- بالمعنى المقاتل لا يوجد مشروع، ولكن هذا لا يعني انه لا وجود لمشروع سياسي.

س- هناك مشروع معركة سياسية مفتوحة في العراق على أوسع نطاق مع إيران، والبعض يعتبر بأن الموضوع انسحب على لبنان؟
ج- أنا لست من رأيك، هناك جهة واحدة تتصرّف بأنها تستطيع بوهج السلاح تفعل ما تريده، وتستبيح بالسياسة وبالرشوة والفساد وبالأمن وبكل المواضيع التي اسمها الحكومة اللبنانية التي يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي الذي ينأى بنفسه عن كل موضوع، بما في ذلك الكلام الذي صدر عن السفير السوري.

س- لكنكم طبّعتم معه سنة ونصف فما عدا ما بدا؟
ج- أنا بدأت كلامي بأن هناك هناك جهات داخل “14 آذار” وكان هناك جهات داخل كتلة “المستقبل” تعتقد بأن هذا الإستقرار رغبة شعبية ويجب مداراته والتصرّف بحذر تجاهه، وكان هناك رأي آخر يقول بأن هذه الحكومة لا علاقة لها بالإستقرار ولا تهدف الى الإستقرار، هذه حكومة لها أجندة منذ لحظة تكليف الرئيس ميقاتي في كانون الثاني 2011 واللواء جميل السيد قال ذلك منذ يومين اننا أتينا بالرئيس ميقاتي على انقلاب.
الآن تغيّرت الظروف العربية، قامت الثورة في مصر، وقبلها تونس وبعدها اليمن وسوريا، وبالتالي تغيّرت الدنيا وأصبح على الحكومة أن تتصرّف بطريقة تعترف فيها بحجم الثورات على الأقل، ولكن تبيّن عملياً ان وجهة النظر سواء داخل “14 آذار” أو داخل كتلة “المستقبل” التي تقول ان التطبيع مع هذه الحكومة قد يؤدي الى بعض الإستقرار المطلوب هي نظرية خاطئة، والآن بكل بساطة هناك عودة لمواجهة كاملة مع الحكومة بكل الوسائل الديموقراطية والسلمية، والتي تسمح بأن نصل في وقت من الأوقات الى آخر الخيارات، أي العصيان المدني.

س- سنتحدث كيف هو شكل هذا العصيان المدني، ماذا لو لم تنجحوا في إسقاط الحكومة؟ تحديداً حضرتك رفعت السقف وقلت ان هذه الحكومة لن تُجري الإنتخابات؟
ج- لست وحدي من قال ذلك، فرئيس الجمهورية قال وأنا قرأت كلامه اليوم، إذ قال لكي تتمكن الحكومة من الإشراف على الإنتخابات يجب أن يكون فيها رئيس الحكومة ووزير الداخلية غير مرشحين وليس لديهما أجندة انتخابية.

س- لقد فعل ذلك الرئيس ميقاتي سابقاً؟
ج- فليفعلها إذا كان هذا الأمر يساعد فعلاً على إجراء الإنتخابات. ولكن في الحقيقة رئيس الجمهورية رجل متوازن وعاقل وموضوعي بكل الملفات التي استلمها، أما إذا أراد الرئيس ميقاتي عدم الترشح فليفعل ذلك، ومع ذلك أنا رأيي الشخصي ان هذا الأمر لا يكفي، وهنا أُعلّق على كلام رئيس الجمهورية، ونحن نُصّر على ابتداع كل الوسائل السلمية والديموقراطية لإسقاط هذه الحكومة والمجيء بحكومة تكنوقراط لا من “14 آذار” ولا من “8 آذار” هذا عدل بالنأي عن النفس، فلا يجب الإتيان بحكومة من لون واحد وتقول اني أريد أن أنأى بنفسي.

س- بالنسبة لـ7 أيار أعتقد ان طلب الإعتذار من السيد نصرالله قد طُوي فلماذا أعدت فتح الموضوع؟
ج- في ذاكرة الناس كما سبق وقلت لك في لندن أثناء إلقائي محاضرة كبيرة بجمع من الناس، قامت مجموعات تطالب بتحويل 7 أيار الى المحكمة الدولية، مما يعني ان هذا الجرح ساكن في ذاكرة الناس ولم يخرج منها ولم يندمل، وعلى كل حال الإعتذار يُكبّر ولا يُصغّر ويُشرّف، وهذه المدينة لم يبقَ واحد إلا وأعطته وقدّمت له، يعني كل “حزب الله” وسلاحه لا يساوون المنبر في بيروت، فإذا كانت هذه المدينة أعطتك هذا المنبر وهذه الحماية السياسية والأمنية، على الأقل عليك أن تعتذر منها.

س- يقول السيد احمد الحريري لمحطة الـ”ام.تي.في” ان إسقاط الحكومة يبقى في أيدي “14 آذار” لإيجاد الفرصة المناسبة إذا تشكّل أفق سياسي، فمن المؤكد ان باستطاعة “14 آذار” إسقاط الحكومة؟
ج- أنا لم أسمع هذا الكلام ولأول مرة أسمعه، ولكن على كل حال.

س- ماذا يعني ذلك، هل هناك أزمة أفق سياسي في “14 آذار”؟
ج- بالتأكيد ظروف إسقاط الحكومة تحتاج الى إنضاج في أكثر من مكان، تحتاج الى إنضاج شعبي، وفي هذا الإطار الحمدلله وزراء الحكومة لم يُقصّروا في ذلك بمشاكلهم وفشلهم وبحكاياتهم الكثيرة، وبإنضاج موقف إقليمي أيضاً داعم لفكرة حكومة تكنوقراط وربما حتى موقف دولي، ولكن هذا لا يمنع أن نستمر بالحركة السياسية، فنحن لسنا من دعاة إثارة توتر كبير في الشارع أو إيصال الأمور الى مكان لا نريد الوضول إليه الآن.

س- تقصد العصيان المدني؟
ج- أنا أقول لا نريد الوصول اليها الآن، ربما يأتي الوقت نجد انه لا طريقة أخرى سوى الوصول الى آخر الخيارات وآخر الدواء الكي، أن نسير بالعصيان المدني، ودعنا نستفتي الناس ونسألها رأيها في هذا الموضوع.

س- هل العصيان المدني يشمل مقاطعة الإنتخابات؟
ج- كلا، نحن لسنا جهة مقاطعة للانتخابات، في كل الأحوال لأننا بذلك نكون كمن يتخلّى عن حق كبير من حقوقنا، ولكن عملياً هذه الحكومة ليست مؤتمنة على قانون انتخابات ولا على إجراء الإنتخابات.

س- لماذا وحتى الآن وزير الداخلية لم يخطئ والرئيس ميقاتي لم يخطئ في العناوين الكبيرة؟
ج- مع احترامي لوزير الداخلية الإنتخابات ليست فقط صندوق ومندوب، الإنتخابات جو سياسي كبير ومفصل رئيسي، ومع ذلك أنا لست من دُعاة، لا أحد منا من دعاة مقاطعة الإنتخابات، ولكن نحن نُصّر على حقنا بالتعبير السلمي والديموقراطي الذي قد يصل في نهاية الأمر الى العصيان المدني لإسقاط هذه الحكومة، ونحن لم نُطالب بأن نكون نحن البديل، فهناك فرق بين أن تكون في اتجاه لخلق توازن فعلي في البلد وتأتي بحكومة محايدة نسبياً او اختصاصيين أو تكنوقراطيين تستلم هذه المرحلة، وتضع قانون الإنتخابات بالتشاور بين الجميع، وتتولى الإنتخابات بشكل طبيعي من دون أن يكون عندها قدرة من داخل الحكومة أن تشغل الوزارات، وتشغل الوظائف، وتشغل المناقصات والفساد من أجل إجراء انتخابات من داخل الحكومة، وكأن الوزارة محطة لتوزيع الخدمات بشكل حزبي وغير وطني وغير موضوعي، وهذا حق طبيعي، فلماذا الإستغراب؟.
أنا أقول أننا قصّرنا لأنه تبيّن في فترة بأننا اشترينا الإستقرار بأغلى بكثير مما يستأهل، واشترينا الإستقرار من ناس لا يملكونه ولايريدونه ولا يسعون اليه، الآن تغيّرت الظروف وتغيّرت النظرة، نسبة النمو وصلت الى النصف بالمئة، بدل من خمسة بالمئة، فهل هذا استقرار؟ وبالحديث عن السرقات والفساد من قبل رئيس الحكومة شخصياً هل هذا استقرار؟ ومحاولة اغتيال الدكتور جعجع هل هذا استقرار؟ وكلام السفير السوري هل هذا استقرار؟.

س- العنوان الوحيد الذي خرق الكلام عن الإستقرار في لبنان هو مسألة محاولة اغتيال الدكتور جعجع والتي لم تأخذ بُعدها إعلاميا؟
ج- لست في موقع أن أشرح لماذا لم تأخذ بُعدها، أولاً معظم الحكومة لم تكن تقبل بأن هناك محاولة اغتيال، إنما كانوا ليقبلوا ذلك فقط لو ذهبوا وعزّوا بالدكتور جعجع. على كل حال، محاولة الإغتيال عنوان كبيرا جداً جداً جداً وينزع كل كذبة الإستقرار عن هذه الحكومة، لأن هذه الحكومة عبارة عن 7 أيار مرة أخرى، محاولة الإغتيال هي تأكيد لهذا العنوان هي تُجسّد هذا العنوان، محاولة الإغتيال تأكيد لهذا العنوان، لأن الهدف من محاولة الإغتيال قلب الميزان الإنتخابي لصالح فريق على فريق آخر بكل بساطة.

س- كيف ستسقطون هذه الحكومة؟ أنت قدّمت تعهّد بأن هذه الحكومة لن تُجري الإنتخابات؟
ج- هذا رأينا وليس تعهّداً.

س- هذا رأيك أم رأي “تيار المستقبل”؟
ج- هذا رأيي ورأي كتلة “المستقبل” و”تيار المستقبل” وهذا رأي الجميع، لأن هذه الحكومة لن تقبل ولا تتحمل أن تُجري الإنتخابات وسنقوم بكل ما نستطيعه، فنحن ليس لدينا لا جيوش ولا سلاح ولا رغبة في التوتير، ولكن سنفعل كل ما مُستطاع لكي نصل الى حكومة محايدين وتكنوقراط، وهذا يستلزم ظرفاً إقليمياً ودولياً وتفاهماً داخلياً.

س- هل تقبلون بنجيب ميقاتي كرئيس لهذه الحكومة، حكومة انتخابات؟
ج- لا أعتقد ذلك، والرئيس ميقاتي لم يعد هو نفسه الذي كان في الـ2005 هو جاء بمهمة أخرى لا ينكرها ولا الوقائع تنكرها.

س- لكن هذا ليس رأي جيفري فيلتمان وما سُرّب إن ما قاله للنائب وليد جنبلاط وما تحدث به أمام نواب في “14 آذار” بأن نجيب ميقاتي يقوم بدوره بشكل جيد؟
ج- دعني أقول لك انه منذ ان كان فيلتمان سفيراً ولكي لا أستعمل تعابير قاسية، أنا لا أُقدّر سياسته ولا أحترم رأيه بكل بساطة، ربما الآن تغيّر موقعه، ولكن ولا مرة كان عندي حسن تقدير لمواقفه السياسية، ولكن بصرف النظر، أنا لم أسمع هذا الكلام، هذا كلام صحف، ربما يكون غير صحيح أو ربما يكون صحيحاً أنا سأتصرّف على أني أستطيع فرض خياري، وأنا أستطيع فرض وجهة نظري، وأنا أقرأ الوضع كمجموعة سياسية وليس كشخص أقرأ الوضع السياسي بما يُناسب الجميع، فعندما أقول أني أريد حكومة “14 آذار” فأكون بذلك كمن يبحث على مواجهة، والبحث على اقتتال، وعندما أقول أريد حكومة تكنوقراط فأكون بذلك فعلاً أسعى الى إيجاد الإستقرار بشكل أو بآخر موضوعي ومتوازن وواقعي في البلد. المقالات التي تُنشر في “الوورد ستريت جورنال” والصحف الأميركية عن الوضع المالي في لبنان وعن مشاكله، وعن دور الدورة المالية في لبنان، بمخالفة العقوبات الدولية لخدمة النظام السوري، هذا كلام وليس نأيا للنفس، هذا تعريض للبلد كلها لمشاكل كبرى، وهذه الحكومة شريكة فيها. الحكومة تُشرف الآن على مواجهة منطق يقول بأن لبنان يُخالف العقوبات الدولية بشأن دعم النظام السوري، الدورة المالية تخدم النظام السوري، والدورة الإقتصادية تخدم النظام السوري، هذا الكلام يجب أن يكون واضحاً اننا لا نوافق عليه كمجموعة سياسية، وعلى كلٍ فلنستفتي الناس.

س- بماذا تستفتي الناس؟
ج- في أي عنوان سياسي ، يعني دعنا نعود ونقول نحن على ماذا نختلف مع “حزب الله” نحن نختلف معه على دعمه للنظام السوري، ولكن هذا الأمر لا ننزله الى الشارع، فهو مُصر على أن يضع على أكتافه دم 30 ألف شهيد لدعم نظام يقتل شعبه، ونحن من جهتنا نُصّر على دعم الثورة السورية معنوياً وسياسياً وإنسانياً فقط لا علاقة لنا بالسلاح لا من قريب ولا من بعيد، وأصدرنا بياناً وجهنا التحية للجيش، وأنا حيّيت الجيش على دوره يوم إلقاء القبض على هذه الباخرة، وشدّدنا على يده، وهذا هو الدور الذي نريده. نحن نحافظ على حق التعبير وليس على حق السلاح، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: هناك خلاف حول موضوع المتهمين باغتيال الرئيس الحريري، ونحن نسينا ان هذا الموضوع أساسي وكبير، فهناك مُتهمين ينتمون الى الحزب وهناك فرقة اسمها فرقة القديسين يضعون فيها هؤلاء المُتهمين، جيد، ولكن هذا الموضوع بيننا موضوع خلافي وليس موضوع اتفاق، ويجب حلّ هذا الموضوع وإلا ليس هناك منطق يجعلنا نتجاوز أو نناقش وهذا ما يدفعنا نقول بحكومة تكنوقراط.
نقطة ثالثة تتعلق بالسلاح، هذا السلاح الذي من غير الممكن أن ينفي الدولة، فهناك استحالة موضوعية وواقعية، الأمر ليس ضد ومع هناك استحالة قيام دولة بوجود سلاح خارجها أياً كان دور هذا السلاح زائد أن دور هذا السلاح لا يُشبه دوره في العام 2000 ولا في العام 2006، ففي عام 2000 حرّروا أو ضغطوا باتجاه تحرير جزء كبير من الأراضي اللبنانية، وفي العام 2006 صمدوا في الجنوب، أنا لا أنكر عليهم تاريخهم، ولكن منذ الـ2006 حتى اليوم تحوّل السلاح الى إداة تغيير قسري لطبائع النظام اللبناني الديموقراطي، فلماذا ننكر هذا الأمر؟ وبالتالي هذه نقطة خلاف، فنحن لا يمكن أن نقبل بالحسن بالمنطق وبالعقل.
النقطة الرابعة: هي موضوع بيروت، وبيروت بحجم تلك القضية وليس أقل من ذلك، وغذا سترى ان الحماس البيروتي يوم الأجد سيكون أكبر بكثير مما يتوقع الناس، لأن هذه كرامتهم وهذا حقهم.

س- لكن لن تكونوا أكثر من 3500 أو 4000 شخص؟
ج- أنا لا أتحدث عن العدد، أنا أتحدث عن الحماس ، بمعنى إظهار رغبتهم وإظهار قدرتهم على الدفاع عن كرامتهم سلمياً لأن هذا الجرح لم يُقفل.
أنا أستطيع القول انه لا يمر أسبوع أقابل خلاله الناس مستحيل ألا تكون الجملة الثانية هي 7 أيار قبل أن أتحدث أنا عن موضوع 7 أيار، وقبل أن أتحدث عن موضوع الإعتذار ما من مرة نجلس مع مجموعة بيروتية في أي مكان في العالم، في ساوباولو، في البرازيل الا وسوف نتحدث عن 7 أيار، فهذا الجرح إذا بقي مفتوحاً فإن هذه المدينة لن تقبل ذلك، وهل عليها أن تقبل لأن السلاح موجود وبالقوة؟.
س- كيف ستقفله؟
ج- أنا قلت بطريقة سلمية مدنية حضارية مدينية محترمة ، وأعود وأقول الإعتذار يُكبّر ولا يُصغّر ويُشرّف ولا يهين، وبالتالي انت تعتذر من مدينة أعطتك الكثير الكثير الكثير.

س- لماذا الآن وبعد أربع سنوات؟ لماذا لم تطلب الإعتذار في العام 2009 او 2010 أو 2011؟ لماذا في العام 2012؟ ألا يعني ذلك فقدان المشروع السياسي لـ”14 آذار” يجعلها تذهب باتجاه الغرائز؟
ج- أنا لا أتكلم عن رأيي الشخصي، ولكن سأتكلم بشكل موضوعي وتحليلي” الرئيس الحريري وقبل الإنتخابات وبعد الدوحة اعتقد أيضاً انه يشتري استقرار البلد، وإنه يُبرم اتفاق مع ناس يحترمون كلامهم فكانت الحكومة الأولى، وفاز بالإنتخابات ومدّ يده لحكومة أخرى، وحصل ضغط سعودي بوقت من الأوقات واشترى الإستقرار بأغلى بكثير مما يستطيع هو أن يتحمل عبر السين- سين المشؤومه التي انتهت الى لا عودة إن شاء الله. كل ذلك اعتقاداً بأن هذه رغبة الناس بأن نحاول الوصول الى تسوية تحقق الإستقرار، ولكن تبيّن ان كل هذه النظرية خاطئة لأنه ليس هناك طرف ثاني تًبرم معه اتفاقاً مشرفاً وليس هناك طرف ثاني لا لبناني ولا سوري تُبرم معه اتفاق يضمن الإستقرار، ولا وجود لطرف ثاني يحفظ كلامه أو يشرّف توقيعه، فانتهت الأمور بأن هناك تجربة منطلقها الإستقرار، حقيقتها تخريب النظام، وفشلت على كل الأصعدة سواء العلاقات اللبنانية- السورية، لأن هذا النظام السوري نظام أمني لا يمكن أن يُبرم اتفاقات سياسية أو اتفاقات متكافئة.

س- لكن ليس من وقت بعيد أصدرتم وثيقة في “تيار المستقبل” تدعو مجدّداً الى الحوار مع “حزب الله” حول موضوع السلاح؟
ج- في الوثيقة لم ندغُ الى الحوار مع “حزب الله” بشأن موضوع السلاح.

س- ماذا دعيتم؟
ج- نحن لم ندعُ الى الإعتصام المدني، ولكن نحن قلنا ان هناك مشاكل محدّدة تتعلق بالسلاح الذي لا نرضى بأن يكون خارج الدولة.

س- لكن كل مضمون الوثيقة الحوار، وكل مضمون خطاب الرئيس الحريري حول الحوار في 14 شباط؟
ج- جيد، أنا لا أنكر ذلك، ولكن هو من موقعه ومن مسؤوليته ومن اعتقاده ان هذا الأمر يريح الناس، كل الوقت يحاول ونحن نرى النتائج، ما هي نتائج هذا الكلام؟ دائماً قيادة “حزب الله” تقول لك أشكر الله اننا ندعك تأكل وتشرب وتذهب الى العمل، هذا الإستقرار الذي نحققه لك، يعني كيف لا نشكرهم انهم لا يعتدون على الناس وما هذه المبالغة التي نطلب فيها باعتبارنا نحن جزء من مشروع دولي كبير وهم جزء من مشروع إقليمي كبير، بالتأكيد هم جزء من مشروع إقليمي كبير. أما المشروع الذي نحن جزء فلا أراه بكل صراحة لا أراه ولا أعرفه ولا أعتقد انه موجود أصلاً، بما يتضمن ذلك مساعد وزير الخارجية الأميركية الذي من الواضح أنه أتى لخلق شيء من التوازن.

س- الى هذا الحد ترى المملكة العربية السعودية منكفئة؟
ج- كلا، هذا ليس رأيي فدورها واضح أولاً كما تقول عندهم انشغالات في اليمن والعراق والوضع السوري، أما لبنان فيأتي في الدرجة الرابعة أو الخامسة في اهتماماتهم.

س- لكن عندهم انتخابات في الـ2013؟
ج- السعودية عندها انتخابات؟.

س- طبعاً هناك فريق سياسي كبير محسوب عليها في السياسة يخوض انتخابات؟
ج- نحن عندنا انتخابات ونحن مسؤولين عن انتخاباتنا، شو علاقة السعودية بالإنتخابات؟.
س- هل تستطيع المملكة العربية السعودية تحمّل خسارة فريق يتحالف معها بالسياسة في لبنان وفي المنطقة؟
ج- بالسياسة يُفترض أن لا تتحمل ذلك، ولكن هذا لا يعني ان الإنتخابات هي انتخابات سعودية، أعوذ بالله ما هذا الكلام.

س- لكن أليس في جزء منها انتخابات إقليمية؟
ج- أبداً أبداً ليست انتخابات إقليمية، هذا رأي الناس وكأننا نرجع ونوظّف أنفسنا في مشاريع غير متوافرة وغير موجودة، أنا لا أقبل ذلك أبداً.

س- لكن ألم يدفع مبالغ مالية بـ700 مليون دولار في انتخابات 2009؟
ج- أنت بالذات تعرف ان هذا الكلام غير صحيح، وتعرف ان الدولة السعودية لم تدفع لجمعية المقاصد منذ العام 2008 ولا لدار الأيتام ولا لأي جهة أخرى، فكيف للانتخابات؟ وبالتالي كفى تحميلهم مسؤوليتنا، هذا غير صحيح.
السعودية جهة سياسية داعمة بالتأكيد، ولكن داعمة للإستقرار ولكل اللبنانيين، ومنذ اتفاق السين- سين تصرّفوا على أنهم معنيين باستقرار جميع اللبنانيين، ومعنيين بالإتصال بجميع اللبنانيين، ولم يتصرّفوا على انهم يدعمون فئة لا مادياً ولا سياسياً، وأكبر دليل انتخابات 2009 التي اعتبرها بصدق وصراحة انتخابات خاضها الرئيس الحريري وليس السعوديين، ولم يكونوا يعتقدوا أصلا أن نتائجها ستكون على هذا الشكل، بل كانوا في مكان آخر تماماً، هذه انتخابات لبنانية، اللبنانيون معنيون بها، وهم كما أثبتنوا في العام 2009 بأن هذا خيارهم السياسي، في الـ2013 سيقررون أكثر وسيزيد عددهم أكثر ومشاركتهم أكثر.

س- صحيفة “الجمهورية” ذكرت ان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري قرر التحرك لمواجهة إضعافه سنياً، ولبنانياً هناك شعور بصعود القوى السلفية على حساب اعتدال الرئيس الحريري الذي يُفسّره البعض ضعف او انكفاء او ارتباك أو سمّه ماشئت؟
ج- أنا أُسمّيه تصرّف بمسؤولية لا أكثر ولا أقل، لا ضعف ولا إنكفاء ولا يوجد أي حالة سلفية جدّية شعبية في أي مكان في لبنان إلا بشكل محدود.

س- أليس هناك من شعور انه يُستضعف سنياً؟
ج- بالموقف السياسي نحن نتقدّم على الجميع، وأنا قلت هذا الكلام سابقاً لجريدة “الجمهورية” نحن بالتأكيد نُصلّي وراء المشايخ ونحترمهم ونجلّهم ونُقدّر علمهم ودينهم، ولكن بالسياسة وحتى انتخابات أخرى نحن الذين نُقررسياسياً، فدعنا نكون واضحين وعدم خلط الأمور، هذا الكلام أقوله للمرة الثانية، ويجب أن يكون واضحاً إننا في خيارنا السياسي سواء بموضوع 7 أيار أو بموضوع سلاح “حزب الله” أو بدعم الثورة السورية أو بدعم الدولة اللبنانية أو بمسألة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا أحد يتقدّم علينا بالموقف السياسي قطعاً جزماً في كل الأمور، في كل الساحات المعنية بها “14 آذار” ولكي لا يضيّع أحدهم وقته.

س- هل يمكن القول ان هناك شعور بأن الطريقة التي يُعبّر عنها “تيار المستقبل” بالسياسة وخطاب الرئيس الحريري ليست ما يريده الناس؟
ج- كلا، أولاً دعني أقول نحن مجموعة سياسسية كبيرة تمتد من الناقورة الى النهرالكبير، وبالتالي فيها عدد كبير سواء أعضاء المكتب السياسي أو النواب أو المحازبين أو المنتمين أو المشجعين أو المساندين، وبالتالي بالتأكيد يجب أن يظهر في هذه المجموعة الكبيرة انه توجد درجات بالكلام وليس درجة واحدة، فنحن لسنا حزباً شمولياً ولا شيوعياً بمعنى ان لدينا تعميم الكل يقرأه وينفذه، إنما نحن حزب ليبرالي الناس فيه تأخذ راحتها وتجتهد وتقول رأيها، لذلك يظهر ان هناك تفاوت، ولكن الخط العام التعلق بالعناوين الرئيسية هو نفسه عند الجميع.
أعود وأؤكد في موضوع الدم وموضوع السلاح داخل الدولة وموضوع 7 أيار وموضوع القرار الإتهامي وتنفيذ العدالة الدولية وموضوع بيروت، هذه مواضيع لا يوجد خلاف حولها، بمعنى ناس مع وناس ضد، ربما هناك ناس تستعمل تعابير قاسية وناس تحترم وناس تترك الباب مفتوح، كل واحد يتكلم على طريقته.
كنت قد سألتني في موضوع إسقاط الحكومة أو عدم إسقاطها، أنا أعتقد انه أولاً لكي تُقنع الناس بوجوب إسقاطها يجب أن تكون أنت مُقتنع، فإذا لم تكن مُقتنع لا يمكنك إقناع الناس، أنت يجب أن تقول للناس ما هي أخطاء هذه الحكومة وما هو خطرها على البناء الديموقراطي اللبناني، وعلى حق هؤلاء الناس بالتعبير وعلى الإنتخابات وقانون الإنتخابات، وأنا أعتقد ان الناس ستتجاوب والحديث عن المشاكل التي مرّ بها “تيار المستقبل” أو غياب الرئيس الحريري لفترة طويلة وإن شاء الله يشفيه، وعندما يسترد صحته بشكل كامل سوف يعود رغم كل ما يُقال عن موعد عودته، ولكن بالتأكيد هو سيعود عندما تكون حالته طبيعية وتكون قدرته تحسّنت.
الآن تراجعت بشكل أو بآخر هذه الأمور بموقفنا السياسي وبسقفنا السياسي، وبالتأكيد نحن نُعبّر بشكل واضح وصريح وأكيد ودقيق عن “14 آذار”.
أستطيع أن أقول ان المشاكل خفّت كثيراً ولكن لا أستطيع القول انها انتهت نهائياً لأني بذلك أكون أبالغ، ولكن هناك فرق بين أن يكون عندك مشكلة بعشر درجات وبين أن تكون بثلاث درجات، فهناك فرق سبع درجات، وأعتقد اننا تجاوزنا السبع درجات الآن من الأزمة التي مرّت بكل المعاني، بما في ذلك غياب الرئيس الذي ما من شك انه يؤثر ولا يمكن القول ان غيابه لا يؤثر على تماسك الجمهور وعلى رغبته وعلى اندفاعه، فهذا كلام غير دقيق، هناك مشاكل محدودة مضبوطة يمكن حلّها مع القليل من الوقت وعودته أكيدة وليس هناك أي مواجهة سياسية بيننا وبين الناس، وأنا ألتقي الناس كثيراً خلال الأسبوع، صحيح عندنا أخطاء ومشاكل يمكن ذلك، ولكن ليس هناك من مواجهة سياسية بمعنى الإختلاف مع الناس حول السقف السياسي، وان هناك جهة أخرى ملأت هذا الفراغ، فلا يوجد أي فراغ.

س- هل “تيار المستقبل” مرتاح لحضوره عند السُنة أولاً وعند اللبنانيين ثانياً؟
ج- دعنا نقلب السؤال، أعتقد ان جمهور رفيق الحريري مرتاح حتى الآن لسياسة التيار والكتلة، أقول لسياستهم، يجوز أن يحبوا شخص مثلي أو لا يحبونه هذا موضوع آخر، ولكن بالجانب السياسي لا تسمع شكوى حقيقية من تصرّف سياسي سواء الكتلة أو التيار، وأنا صدقاً أقول ذلك في كل المناطق التي أزورها لا أجد شكوى من سقفنا السياسي أو من تصرّفنا السياسي.

س- لماذا تريدون الفوز بالإنتخابات؟
ج- نحن لا نريد أن نربح الإنتخابات، الناس بدها تربّحنا الإنتخابات.

س- أي فريق سياسي حقه الطبيعي والمنطقي أنه يسعى للفوز بالإنتخابات ويكون لديه مشروع واضح للناس، إذا ربحتم الإنتخابات في الـ2013 ماذا ستفعلون؟
ج- أولاً سنشكل حكومة أكثرية لا تأخذ بعين الإعتبار أي أمر آخر، هذه حكومة الأكثرية مهمتها أن تُعيد بناء الدولة وتؤكد على مفهوم ان السلاح يكون من ضمن الدولة وليس من خارجها، فأخطر شيء على بنيان الدولة هو بقاء 7 أيار كعقل وكتصرّف منتشر في الدولة اللبنانية، مرّة عبر الحكومة ومرّة عبر اتفاق الدوحة ومرّة عبر المهرجان الفلاني وغير ذلك.

س- ولكن للوصول الى هذا الهدف هناك اشتباك كبير مع حلفائكم المسيحيين، بمعنى الوصول الى هذه النتيجة، ربما لن يتأتى عن طريق انتخابات تُخاض على قاعدة النسبية؟
ج- لقد تم حسم هذا الموقف، أنت الآن تتحدث عن موضوع حُسم الآن، وأعلن ذلك الرئيس الحريري موقفه بشكل واضح وصريح.

س- حسم الرئيس الحريري انه منذ الإنتخابات في ظل السلاح ولكن لم يُحسم الأمر مع حلفائكم؟
ج- لا أعتقد انه يتحدث خارج التشاور مع الحلفاء حتى لا أقول الإتفاق.

س- بما فيهم حزب “الكتائب”؟
ج- أريد أن أقول التشاور، وأعتقد ان كلام الرئيس الحريري لم يكن ليُقال إلا بالتشاور مع الحلفاء، وليس بالإتفاق، فهناك فرق بين أن تكون مُتفق معهم وبين أن تتشاور معهم، أنا أعتقد ان التشاور موجود، والدليل ان ردود الفعل كانت طبيعية ومعقولة ومنطقية، نحن نلّح في كل كلامنا على أننا لا نقبل بقانون انتخابات بدون التفاهم مع إخواننا المسيحيين، لا نتبنى أي قانون انتخابات دون التفاهم مع حلفائنا المسيحيين، وهم بالتأكيد يتفهمون موقفنا من النسبية في ظل السلاح المعروف انه يُعطّل النسبية في مناطق ويترك النسبية في مناطق أخرى تُعبّر بطريقة ما.

س- في الأفق الذي تطرحه للمعركة وهو تشكيل حكومة أكثرية إن فزتم في الإنتخابات، فإذا تيقّن “حزب الله” انه سيصل الى هذه النتيجة هل سيسمح بإجراء الإنتخابات؟
ج- هذه ليست المرة الأولى التي أسمع فيها مثل هذا السؤال وأنا أعتقد ان الإنتخابات أكبر من أي فريق محلّي وأكبر من قدرة أي فريق محلّي على تعطيلها، وبالتالي إذا كان هناك تعطيل للإنتخابات فذلك سيكون بقرار دولي وإقليمي كبير، وليس بقرار من فريق محلّي بكل صراحة، ومن جهتنا نحن على قياسنا المحلّي نحن سنؤكد على ضرورة وحتمية ومصيرية إجراء الإنتخابات بموعدها وبقانون عاقل وموضوعي يأخذ بعين الإعتبار مخاوف المسيحيين، ويأخذ بعين الإعتبار رغبة المسلمين بنظام ديموقراطي هادىء وعاقل لا يعطّله لا ثلث معطّل ولا السلاح ولا تشكّل فيه حكومات بأكثرية مفوخرة.

س- سألتك السؤال بصيغة عامة في سياق الحلقة، ولكن أريد أن أسألك بشكل شخصي، أنت لا تحضر جلسات مجلس النواب بسبب موقفك من عدم شرعية هذه الحكومة، فإذا كانت هذه الحكومة هي من ستشرف على انتخابات 2013 ولم تسقط كما جزمت أنها ستسقط؟
ج- أنا لم أجزم بذلك، أنا جزمت بأننا سنسعى كل ما بإمكاننا لإسقاطها.

س- لكنك قلت ستسقط؟
ج- أنا لم أقل الحكومة ستسقط، أنا قلت سنسعى لإسقاطها مهما كلّف الأمر، نحن سنسعى بكل الوسائل السلمية والديموقراطية والجدية.

س- إذا لم تسقط الحكومة وأدارت العملية الإنتخابية هل النائب نهاد المشنوق مُرشح نعم أو لا؟
ج- أنا لست من دعاة المقاطعة، وأنا لا أقاطع النظام، لأن هناك فرق بين أن تُقاطع الحكومة أو أن تُقاطع النظام، ومقاطعة الإنتخابات هي مقاطعة للنظام وعدم الإعتراف به، وهناك من جرّب هذا الأمر، أي المقاطعة في التسعينات، وكانت خطوة خاطئة تراجعوا عنها بعد ذلك.
==========