احتفال أربعين الشهيد وسام الحسن في طرابلس

كلمات 02 ديسمبر 2012 0

ا

لك عندي أربعون اعتذاراً يا وسام …
لا زلتُ لا أعرفُ الحديثَ عنك أو معك
أربعون يوماً وانا أهربُ منكَ اليك
أربعون يوما وانا أفرّ من وجهكَ
ومن صوتك
ومن وضوحك
الى تفاصيل البلاد
محاصر بدمائك وقلبك،
لكنك يا وسام، يا رفيق العقل وصاحب التدبير والتفكير والحكمة والصبر،
أسمعك تقول :
كي أحميكُمْ كان عليَّ أن أدخُلَ الى فم التنّين وفعلْتُ.
كي أُبعدَكُم عن النار كان عليَّ أن اختلطَ باللهَب وفعلْتُ.
… فماذا انتم فاعلونَ الآن ؟

سأُكملُ عنكَ الحديثَ في رسائلَ محددة مختصرة .

فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان المؤتمن على الدستور
ليس عندي لك إلا التقدير الصادق لوطنيتك وأنت المقسم مرتين على حماية الوطن .
القَسم الأول على العلم اللبناني حين تخرّجت ضابطاً والثاني على الدستور حين انتخبت رئيساً .
لقد أقسم رفاقك في السلاح فرنسوا الحاج وسامر حنّا ووسام عيد ووسام الحسن على العلم نفسه ودفعوا حياتهم ثمناً لالتزامهم حماية الوطن والمواطنين .
هؤلاء أبطال من بلادي , من جيش الوطن وقوى أمنه الأحرار . ماذا حقّق لهم الحوار يا فخامة الرئيس ؟
هناك دعوتان للحوار رائجتان هذه الأيام :
واحدة في سوريا على جثث 40 ألف شهيداً حتى الآن والعودة الى نظام الاستعباد والقهر والظلم .
وواحدة في لبنان على دم اللواء وسام الحسن بعد محاولتي اغتيال سمير جعجع وبطرس حرب.
في الدعوتين قاسمٌ مشترك هو الاستسلامُ للقاتل وعدمُ مواجهته والتسليمُ له آمراً ناهياً. وهذا لن يحدث مهما كان الثمن .
لا يا فخامة الرئيس لا تضعنا في زاوية الحوار . لن نعود الى طاولة الحوار الا بعد استقالة حكومة الاغتيالات هذه و تحت عنوان واحد وهو أن لا سلاح إلاّ بإمرة الدولة .
غير ذلك وهم كاذب لا نريده ولا نسعى اليه .

دولة الرئيس نبيه برّي
يقول الراحل الكبير السيد محمد حسين فضل الله ” أن مشكلة البعض انه ليست لديه نيّة في تغذية نفوس الناس وعقولها بقيم الاسلام من غير ملعقة المقاومة “.
لم يبق في ملعقة المقاومة غير “السمّ الإيراني” فهل هذا ما يريده الشيعة الذين تمثلهم يا دولة الرئيس .
يا دولة الرئيس ، الجواب عندك ، وأنت المؤتمن على التشريع نصاً وروحاً . والساكن عميقاً في لبنانيتك . أنظر حولك جيداً وستجد ان الوقت ليس ملعباً لدماء الشهداء . إذ لم يعد هناك من زوايا لتدويرها . أنت تعرف ما هو الملحّ والضروري والمعجّل المكرّر في الوطن وليس في الجلسات صغيرة كانت أم كبيرة .
خيارك الوحيد أن تبادر الى فتح الستارة على مشهد وطني جديد يأخذنا الى حكومة حياديّة ، فتحقق الاحتياط الاستراتيجي ، كما كنت دائماً ، لطائفة يريدها غيرك مخطوفة أو مقتولة ولوطن مأزوم .

وليد بك جنبلاط
لم نعد نعرف على أي ضفة ننتظر جثة عدوّنا هذا اذا وجدنا النهر الذي تتحدّث عنه .
نهرنا الوحيد الذي نعرفه هو نهر الحق والكرامة والعدالة . وليس لهذا النهر ضفاف استكانة وواقعية مطلقة بحجة البحث عن استقرار لا أنت تجده ولا نحن نراه في سياسة الغاء وطني وتصفية جسدية .
لا بد أنه بقي الكثير من التاريخ في ذاكرتك عن زعامتك المبادرة في الرابع عشر من آذار 2005 .إلا انها كاملة في ذاكرتنا لا تنقص رغم الهنات الهيّنات. أنت حفظت النصاب السياسي لرفيق الحريري من منزله ونحن لا نرضى ان ينتقض أحد من النصاب السياسي للمختارة.

نعم نحن نقاوم المشروع الايراني لأن ليس فيه إلا الإنقسام الوطني والعربي والاسلامي، لكننا نفعل ذلك وحدنا وبالصدور العارية، ولولا الرسالة الملكية من العاهل السعودي الى رئيس الجمهورية التي تحدث فيها عن أننا طائفة مستهدفة وأخر لا يريد ذكر اسمه ولا نشر صورته. لولا الاثنان لما سمعنا بالعرب الذين تحذرهم من محاربة إيران في لبنان…

دولة الرئيس نجيب ميقاتي
كفاك وسطيةَ نصف الكلمة ونصف الرأي ونصف الموقف .لا وسطية بين المجرم والضحية .بين الحقيقة والكذب . بين الصواب والخطأ .
ما زلتَ تتكبّر على موت وسام وموتنا المحتمل وتشيح بسمعك عن فحيح الفتنة التي بتّ شريكاً فيها منذ اليوم الأول لرئاستك حكومة سماحة – المملوك .
ألم تقل أنت أن طائفتي مستهدفة وأن اغتيال وسام يرتبط بملف تفجيرات محور ال”سُمّ ” .
نحن نعرف اللاءات المهددة الثلاث التي أتتك من صغير عائلة الاسد القتلة. لكن الخوف من سّفاح دمشق لا يصنع الحياة والتجارة السوداء مع رامي مخلوف لا تغيّر القدر.
ماذا فعلت لكي تحول جريمة جريمة اغتيال صديقك وسام ورفيقه أحمد صهيوني الى المحكمة الدولية ؟
أين صارت محاكمة قتلة الشيخ أحمد عبدالواحد ورفيقه ؟ اللذان اصيبا بـ 36 رصاصة على حاجز للجيش وبقيت صور العمامة الملطخة بالدم شاهدة على الجريمة والمجرم ؟
ألم تتعب بعد من وسطية الفراغ بين ال” لا ” وال ” نعم ” . وسطية نصف الكلمة ونصف الموقف ونصف الوطنية ونصف الكرامة ونصف العدالة ؟
الأوادم يا دولة الرئيس هم أهل طرابلس الذين يسألونك اليوم عمّا ارتكبه بحقك جمهور رفيق الحريري حتى لا يلقى منك إلا الغدر في لحظة انقضاض السلاح على أصواته وحريته وكرامته، واضعاً صناديق الموت بديلاً لصناديق الاقتراع التي أتت بك نائباً .

سماحة السيد حسن نصرالله
ببساطة واختصار ووضوح نحن لا نرى في نصّك السياسي غير الاهانة والظلم والقهر باعتبارك الوحيد القادر على هذه “الفضائل” في لبنان وفي سوريا . وتصر على ان التاريخ لا يُكتب إلا بإصبعك المرفوع علينا وأنّ الدولة هي المربّع الأمني لسلاحك ولكل الجرائم والكبائر التي ترتكب بإسم هذا السلاح .
لو كان العدل الوطني والإنصاف القومي والالتزام الديني عناوين هذا السلاح فعلاً لا قولاً لكانت صور اللواء الشهيد وسام الحسن , الذي كشف وضبّاطه الأحرار 36 شبكة تجسّس اسرائيلية منها ثلاثة داخل الحزب لكانت صوره منتشرة من الضاحية الجنوبية حتى آخر قرية في الجنوب والبقاع.
لكنّ الحقيقةَ يا سماحة السيد أنك استكبرت على قول كلمة عدل في حقّ وسام الحسن لأنه كشف عن الشبكة السورية الحليفة للمنظّر الأول لحلف الأقليات في لبنان .

بهدوء أيضاً أقول لك، لقد عادت فلسطين الى أهلها الأحرار وصار للشعوب العربية حق كتابة تاريخها بيدها . ونحن بدورنا لن نترك لإصبعك المسلّح الحقّ الحصري والوحيد بكتابة تاريخ لبنان .
لقد جعلتَ من الدم والجهل قاعدة للتفاهم بينك وبين الغالبية العظمى من اللبنانيين منذ اغتيال الشهيد رفيق الحريري، واخترت نُصرة الطغاة القتلة على الشعب السوري .
وزرعت يا سماحة السيد السلاح في كل نواحي حياتنا السياسية والوطنية، وها نحن اليوم لا نحصد معك الا الرصاص في جسد الوطن.
مساحات التلاقي تختفي في حكومة الالغاء التي تمنحها بركة عنادك ونزقك كل اسبوع مختصراً الوطنية في سيطرتك عليها. تتغير الدنيا وانت لا زلت تعيش في ماضي الخيار الايراني الذي لا مستقبل له.

في السطر الأول من التاريخ الجديد للبنان ، سنكتب أننا سنثأر لك يا وسام الحسن في لبنان وفي سوريا .
سيثأر لك الضباط الأحرار والقضاة الشرفاء في لبنان بالعدل والقانون . وسيثأر لك أحرار سوريا الذين وقف الرئيس سعد الحريري ووقفنا جميعاً الى جانبهم لنقول أن دعم الثورة السورية تهمة لا ننفيها بل شرف ندّعيه .
حين تستعصي حماه بالعاصي وتشمخ حمص بخالد بن الوليد وتستعلي مآذن درعا بالعمري وحلب بقلعة صلاح الدين ودمشق بأمويّتها ينهض أحرار لبنان دعماً لحرية الشعب السوري .
شاء من شاء وأبى من أبى .
سوف تسمعون في القادم من الأيام عن المساواة المزوّرة . سيقولون إنّ جريمة مشاركتهم في القتال الى جانب سفّاح سوريا تساوي دعمنا لحرية الشعب السوري.

لا مساواة بين الثائر والقاتل . بين العدل والطغيان . بين الحرية والاستعباد. أننا نقول بالفم الملآن أن حرية الشعب السوري مصلحة وطنية لبنانية .
لقد انتهت الأيام التي نبوس فيها يد الاجرام وندعو عليها بالكسر . من الآن سنكسر اليد التي تمتدُّ على كرامتنا وأمننا واستقرارنا داخل لبنان وخارجه .

يا وسام الوطن الصعب .
اغتيالك كشف لنا مزيداً من الجثث السياسية الناطقة والأشباح التي تسوّق وهم الأمن ووهم حكومات الاستقرار ووهم الحوار القاتل .
عهداً يا رفيق العقل أن لا حوار على دمك ولا تراجع عن لبنان أولاً .
لبنان يشبهك . يشبه نبلك وشجاعتك ونجاحك
لبنان يستطيع نجلاك مازن ومجد أن يفخرا به
فنحن حين نحمي دمك انما نحمي دمنا اولاً
وحين ندافع عن كرامة استشهادك فإننا ندافع عن كرامة حياتنا اولا
وحين نرفع الصوت في وجه قاتلك انما نرفع الصوت في وجه قاتلنا أولاً
عهداً يا وسام ان لا تنازل كي لا نخسر أنفسنا بعدما خسرناك

.