إنّما النّصرُ صبرُ ساعة (2) “حديث شريف “، “العرش” العامري..

مقالات 24 يناير 2007 0

أشهد أن لا إله إلا الله… وأشهد أن محمداً .
لم يكمل صدام حسين المجيد كلمات الشهادتين إلا وسقط في حفرة الإعدام الذي نصب حبله على رقبته قبل دقائق قليلة من مغادرته الحياة.
انتهت سنوات الرجل الذي شارف على السبعين من عمره بعد خمسين عاماً من القتل في سبيل الحُكم حتى وصل الى حكمٍ يقتله هو.
هناك الكثير من الروايات حول الساعات التي سبقت تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس العراقي السابق، لكن المؤكد بالصوت والصورة أن الحرس المولجين بالحماية داخل قاعة الاعدام في مبنى الاستخبارات العسكرية صاروا يهتفون في ما يفترض أنه مقر رسمي، مقتدى، مقتدى، نسبة الى مقتدى الصدر الزعيم الشاب لجيش المهدي الذي يضم فقراء الشيعة العراقيين بين جنباته.
حقق الثأريون العراقيون هدفهم بواسطة حكم قضائي يتعلق بإعدام المئات من قرية شيعية في ضواحي بغداد. قام بعض من أهلها بإطلاق النار على الموكب الرئاسي لصدام حسين في محاولة لقتله.
وحقق الثأريون الإيرانيون هدفهم بالانتقام من الرئيس العراقي الذي أذاق شعبهم وشعبه مرارة الحرب لمدة 8 سنوات.
الكويت فرحت للتخلص من رئيس للعراق اجتاحها، دمر بنيانها وهجّر أهلها.
ثأرت إسرائيل من حاكم العراق الذي أطلق عليها الصواريخ حين كان الجيش العراقي يجرجر أذيال هزيمته أمام الجيش الأميركي في الكويت.
هذه هي الجهات التي لم تتردد في إظهار بهجتها بعملية إعدام صدام حسين فجر اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك. لم يتردد نوري المالكي رئيس وزراء العراق الجديد في إقامة حفل عشاء في مقره الرسمي ليلة الإعدام احتفالاً لإعدام الفجر على حد قول النيويورك تايمس . بل وجد أن الرد على المعترضين على توقيت إعدام الرئيس العراقي السابق يكون بالتشبّه بمن سبقه. إذ قال إن صدام حسين نفسه قام بالأمر بإعدامات في التوقيت نفسه الذي اعدم فيه. أي صبيحة العيد.
***
شعر صدام حسين في اللحظة الأولى التي طُلب منه فيها الصعود الى الطابق الأرضي من مبنى القوة الاميركية الضاربة المولجة بحراسته، شعر ان الخطوة الثانية بعد منتصف ليل الجمعة هي تنفيذ الإعدام.
مشى نحو الهليكوبتر التي أقلّته الى سجن المخابرات العسكرية شاكراً حراسه على عنايتهم به، لابساً معطفه الأسود، مظهراً قدراً أكبر من الجدّية والثبات.
حين أقلعت الهليكوبتر الأميركية، في الساعة الخامسة وخمس دقائق صباح الجمعة، يوم وقفة عيد الأضحى، كان لديه 65 دقيقة على قيد الحياة.
لم يكن الرئيس العراقي السابق على علم بالمفاوضات الشاقة والحادة بين الفريقين الأميركي والعراقي طوال يومي الخميس والجمعة. أصر نوري المالكي على القيادة العسكرية الأميركية طالباً تسليم الرئيس السابق للقوات العراقية. ولم تكن المواجهة الأميركية متكافئة في غياب السفير الأميركي زلماي خليل زادة، وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كايسي في إجازة في بلدهما.
في آخر اتصال بين السفير زادة والمالكي مساء يوم الجمعة استنتج زادة ان لا معطيات لديه لتأخير تنفيذ الإعدام، ممرراً الرسالة نفسها الى واشنطن. بينما الجنرال كايسي، وهو الصديق الحميم لزادة، اعتبر ان إعدام صدام حسين لن يجعل الوضع أسوأ مما هو عليه في الأسبوع الأخير من عملهما أي زادة وكايسي في العراق. إذ انه يعلم بأن الخطة الجديدة للإدارة الأميركية في العراق تتطلب إجلاءهما عن مركزيهما.
لم تنجح كل الاتصالات التي جرت قبل الاتصال الأخير بتأخير تنفيذ الإعدام. شرحت القائمة الأميركية بالأعمال مارغريت سكوبي والجنرال غاردنر نائب قائد القوات الأميركية تأثير تنفيذ الإعدام بهذه السرعة على المالكي وصعوبة تسويقها للمجتمع الدولي الذي تحتاج الحكومة العراقية لدعمه. لكن المالكي بقي على إصراره.
اقترح السفير زادة من واشنطن الحصول على موافقة خطية من رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي مدحت المحمود. رفض القاضي المحمود التوقيع على الموافقة. ألحّ زادة على الحصول على موافقة المرجعية الشيعية في النجف. عندما أبلغه رسميون ان هناك موافقة شفهية من مرجعية النجف، أمسك المالكي بقلم التوقيع على تنفيذ حكم الإعدام في الثانية عشرة إلا ربعاً من مساء الجمعة. مستنداً في موافقته أي زادة على دعم وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس ومستشار الأمن القومي ستيفان هادلي.
فرِغت غرفة الإعدام من ضيوفها وذهب الأميركيون بجثمان صدام حسين الى قريته العوجة ليدفن هناك وسط أعدادٍ قليلة من أهله ومريديه.
***
لم يكن بإمكان أحد في العالمين العربي والإسلامي اعتبار ما حدث حكماً قضائياً ينفذ بحق رئيس دولة حكم بلده بالقوة الظالمة لمدة 30 عاماً، بل تصرف الجميع ما عدا إيران والكويت وإسرائيل على أن الإعدام جاء نتيجة انتقام سياسي قام به الحكم العراقي الجديد بإشراف الولايات المتحدة الأميركية.
ليس من السهل الدفاع عن سنوات صدام حسين في الحكم رغم كل المظاهرات الغاضبة التي نزلت الى شوارع بعض المدن العربية اعتراضا على إعدام صدام حسين. ولكن من المستحيل اعتبار الحكومة العراقية الحالية بديلا مدنيا وبنّاء للنظام السابق. إذ ان الطبيعة الحزبية التي تمسك بالمفاصل الاساسية من حقائبها تجعلها حكومة تعمل للثأر وليس للتسامح. للحقد لا للاحتواء. للقتل وليس لحياة افضل للعراقيين. فضلا عن انها تتحرك وسط مواجهة إيرانية أميركية تجعل منها مرتع صراع، إن هي تحركت في اتجاه تنالها الشدة من الجانب الآخر.
***
من هو مقتدى الصدر الذي دخل التاريخ باسمه يتردد في جنبات غرفة إعدام صدام حسين؟
هو شاب في الثانية والثلاثين من عمره تربى على القهر والثأر. إذ ان والده آية الله محمد باقر الصدر اعدم مع شقيقته على ايدي مخابرات الرئيس العراقي السابق.
في الخامسة والعشرين من عمره ترأس الشاب مقتدى حفلاً تأبينياً لوالده في مسجد صافي الصفا في النجف، فإذا بثلاثة من الرجال يلبسون بذلات وربطات عنق يدخلون المسجد ويتقدمون من مقتدى لتسليمه رزمة ملفوفة بورق أبيض.
عرف الحاضرون ان الضيوف من رجال المخابرات وان الرزمة هي من المال هدية من صدام حسين الى مقتدى. رفض نجل الفقيد الهدية وطلب من الرجال الثلاثة مغادرة المسجد.
لحق بهم شيخ المسجد الى الخارج مطيباً خاطرهم ومتسلماً منهم رزمة المال. فهو يعرف ان الرفض ثمنه الاعدام. فما كان من مقتدى إلا إلغاء التعازي بوالده تجنباً لتعريض المعزين لما لا تحمد عقباه.
استمرت المخابرات في ملاحقته اينما ذهب، خاصة انه ورث شبكة واسعة من المساجد والمدارس والمراكز الاجتماعية التي بناها والده، والتي تركز على الاهتمام بالشيعة الفقراء.
لا يمكن القول ان الصدر ينال اعجاب المثقفين او المفكرين، لكنه الاول بين رجال الدين الشيعة في العراق الذي عارض الاحتلال الاميركي وتحداه مراراً وتكراراً.
حاولت الادارة الاميركية في بداية احتلالها العراق، الاعتماد على رجل الدين عبد المجيد الخوئي الذي يشرف على مؤسسة خيرية باسمه في لندن حيث عاش سنوات طويلة من المنفى.
عاد الخوئي الى مدينته النجف حيث كان والده آية الله الخوئي يعيش ويشرف على مؤسسات دينية قبل ان يُنفى وعائلته.
جاء الخوئي الابن لينسق مع القوات الاميركية إنشاء مجالس محلية تعتني بالماء والكهرباء والخدمات الضرورية، فما كان من الصدر إلا ان اتهمه بالعمالة للاميركيين طالباً إياه التخلي عن مفاتيح مرقد الإمام علي لصالحه.
لم يستجب الخوئي طبعا، والأرجح انه استخف بالطلب والطالب، وقيل أن مقتدى الصدر أرسل من يتولى قتله وجره من مرقد الإمام علي الى عتبة مقر الصدر في النجف.
استتب الامر له بعد ان أصدر القضاء العراقي مذكرة توقيف بحقه لم ينفذها منذ ثلاث سنوات حتى الآن. يقول المندوب السامي الاميركي السابق في العراق بول بريمر ل النيوزويك انه أراد ملاحقة الصدر عندما كان اتباعه لا يتجاوزون المئتين، لكنه عجز عن ذلك بسبب رفض مشاة البحرية الاميركية القيام بالعملية. وحتى عندما نشر الصدر في صحيفته مقالاً يشيد بهجمات ايلول/سبتمبر ضد أهداف اميركية، لم تلب القوات نفسها طلب توقيفه.
الآن، أصبح للصدر جيش يسمى جيش المهدي انتساباً الى الإمام المهدي المنتظر. تعمل هذه الميليشيا بأمرة ثلاثين قائداً يتبعون للزعيم الشاب في انحاء متعددة من العراق، أهمها الوسط وبغداد.
وضعت صورته النيوزويك على غلافها في الشهر الماضي، في مقال كتبه 16 مراسلاً في مكاتبها حول العالم. وصفت المجلة الاميركية الصدر الشاب بأنه شعبوي وقومي وراديكالي، في الوقت نفسه.
***
كيف لكل هذه الصفات ان تنسجم في شخص واحد؟
الذين يعرفون مقتدى الصدر يؤكدون ما جاء في وصف المجلة الاميركية له. فهو الوحيد من قادة الميليشيات الاساسية الشيعية الذي يصر على عروبة العراق وعروبة أهله ووحدة أراضيه. وهو الوحيد الذي عارض علناً افكار السيد عبد العزيز الحكيم حول الفدرالية من دون ان يؤثر هذا في شعبيته الشيعية.
لكن هذا لا يمنع ان جيش المهدي متهم بكثير من العمليات الانتقامية في الأحياء السنية من مدينة بغداد وغيرها من القرى والدساكر.
من هنا تأتي شعبويته، القائمة على احاطة نفسه بأكبر قدر ممكن من الجمهور الشيعي، من دون ان يسعى الى التفاهم مع قوى اخرى من المسلمين السنة.
أما راديكاليته فهي جزء من عدة الشغل التي يضعها في وجه الساعين الى تسوية مع السياسة الاميركية في العراق.
هذا لا يعني انه منقطع عن الايرانيين. إذ إن في العراق الكثير من الكلام عن اختراقات ايرانية لقيادات الصف الثاني في جيشه التي تعمل منفردة في مناطقها وبين رجالها تحت عنوان جيش المهدي .
لذلك، بعث الصدر برسالة الى بعض رجال الدين في بغداد يحدد فيها 10 اسماء من اتباعه يشتبه في انهم أدوات في يد المخابرات الايرانية. غير ان هذا لم يُبعد عن صورته الكثير من الاعمال الوحشية التي ترتكب في بغداد.
الآن ينفرد الصدر بحركته بعيداً عن الحكومة ومجلس النواب حيث يمثله ثلاثون عضواً، وذلك احتجاجاً على اللقاءات التي تمت بين الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي. وأصبح الاستخفاف به من المحرمات في العمل السياسي العراقي.
هذا هو النموذج الاول لقوة اساسية في الجسم السياسي العراقي، التي يعتمد نوري المالكي المنتمي الى حزب الدعوة، على مساندتها داخل مجلس النواب وخارجه.
***
النموذج الثاني اطل علينا منذ اسبوعين على شاشة L B C في حلقة من برنامج شذا عمر، الجدّي والمنفتح على كل الآفاق.
هادي العامري أبو حسن أمين عام منظمة بدر التي تتبع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية برئاسة السيد عبد العزيز الحكيم.
العامري رجل قصير القامة. صغير الحجم. خفيف التعابير. يجلس على مقعد يساوي من حجمه خمس مرات على الأقل فيظهر مدى رغبة الجالس عليه بصفه العرش.
كانت السفير أول من نشر عنه منذ أكثر من سنة حين كان لمنظمته صفة عسكرية بحتة هي فيلق بدر ، بأنه لصيق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حين كان الثاني مسؤولا في الحرس الثوري الإيراني.
يعتبره المتابعون الشخصية الأقرب الى الأجهزة الأمنية الإيرانية والأقدر على الانتشار الأمني في مختلف الأجهزة الرسمية.
بدأ العامري مشواره باكرا في مطلع الثمانينيات حين غادر العراق الى سوريا معلنا انضمامه الى المعارضة العراقية المقيمة في إيران حيث انتهت رحلته في الجهاز العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية.
التحق في العام 86 بالكلية العسكرية في جامعة الإمام الحسين في إيران وأنهى دورة قيادة وأركان. وهو منذ ذلك الحين وثيق الصلة بقادة الحرس الثوري الإيراني على تعاقبهم.
من الروايات حول دوره أنه مارس أقسى أنواع التعذيب مع الأسرى العراقيين في إيران نتيجة الحرب بين العراق وإيران. وذلك سعيا للحصول على معلومات أمنية وعسكرية من الأسرى تفيد الجانب الإيراني في حربه.
منذ اللحظة الأولى لعودته الى العراق مع دخول الجيش الأميركي إليه، وهو ينفي هذه الرواية ويؤكد أن لا علاقة له بتعذيب الأسرى العراقيين. ومنذ العام ,2003 تغير اسم الفيلق الى منظمة. لكن هذا لا يمنع أن المنظمة تضم 17 ألف رجل ميليشيا مدرب على يد الإيرانيين ومجهز حتى عودة أفراده الى بلادهم بدبابات ومدفعية وطائرات هليكوبتر.
الرواية الثانية حول العامري تقول بأن رجاله يتولون من مبنى وزارة الداخلية تعذيب معتقلين متهمين بالعمل لصالح أحزاب إسلامية سنية. وقد وجدت جثث لهؤلاء المعتقلين مرمية في ضواحي بغداد.
كذلك فإن دوريات شرطة وأمن رسمية تضع شارة منظمة بدر فوق ثيابها تتولى الخطف والقتل في الأحياء المطلوب تهجير أهلها منها في بغداد. إذ أن وزير الداخلية بيان جبر الزبيدي عضو قيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، مما يسهل تحركهم واستعمالهم لصفتهم الرسمية في أعمال الميليشيات.
حين تأكدت أخبار B.B.C. من هذه المعلومات ونشرتها، تقدم السفير البريطاني برسالة احتجاج حول دور وزارة الداخلية في إرهاب المواطنين.
تبيّن بعد التحقيق على ذمة مجلس العلاقات الخارجية الأميركي أن هناك مجموعة عسكرية تسمى بفرقة الذئب تضم ألفي عنصر تلقوا تدريبا عاليا على يد ثلاثة من الجنرالات السابقين الشيعة وخبير من المجلس الأعلى يسمى أبو وليد .
تلبس هذه العناصر ثيابا باللون الكاكي وقبعة حمراء مماثلة للتي كان يلبسها الحرس الرئاسي في عهد الرئيس صدام حسين.
مهمة هذه القوة التابعة للمجلس الأعلى والمقيمة في وزارة الداخلية هي التصدي للإرهاب السني. هذا مع العلم ان العامري قال لشذا عمر ان صدام حسين ليس سنيا ولم يمت سنيا.
هذا في الجانب الأمني. أما في السياسة فإن السيد الحكيم ومعه العامري يناديان بحق الجنوب الشيعي من العراق في الفيدرالية. حتى أن الغارديان البريطانية أطلقت اسم شيعستان على المنطقة التي تضم نصف سكان العراق تقريبا وموارد نفطية لا تنضب.
العامري الذي اصبح رئيسا للجنة الدفاع والأمن في مجلس النواب العراقي، كان أكثر وضوحا حين قال إن: الفيدرالية لا تعني تجزئة العراق، وإذا كانت غير ذلك فعلينا سنة وشيعة الوقوف ضد فيدرالية الأكراد. غير ذلك يدخل في باب مصادرة الحقوق والحريات .
هل وصلت فكرة الحكيم الى عقل الرئيس الأميركي حين زاره في البيت الأبيض في الشهر الماضي؟
وصفت النيويورك تايمز الحكيم بأنه سؤال مفتوح لا تعرف له إجابة محددة. إذ أن شخصية عبد العزيز الحكيم الذي نشأ في ظل شقيقه آية الله محمد باقر الحكيم محدودة ومحددة بما كان يكلفه به شقيقه العالِم الكبير الذي اغتيل في النجف في العام .2003
لذلك بدت شخصيته بالمقارنة مع شقيقه ضعيفة وغير ثابتة. من هنا سهولة اتهامه مرة بالتبعية لإيران حيث كان منفاه. ومرة أخرى بتأييده للاحتلال الأميركي حين بدا فرحا باستقبال الرئيس الأميركي له. ومن هنا أيضا سهولة اعتقاده أن تحقيقه لشعبية شيعية كاف لمستقبله.
هذه هي الصورة للنموذج الثاني في القوى الأساسية العراقية.. هل وضعت الخطة الأميركية الأمنية الجديدة هذين النموذجين في السعي لعودة العراق الى أهله؟
يتبع