“إنترفيوز” مع بولا يعقوبيان – جريمة عرسال وفضيحة مخابرات الجيش: أسئلة بانتظار التحقيق القضائي

مقابلات تلفزيونية 06 فبراير 2013 0

س- بداية هل فعلاً ما جرى في عرسال، هل أنت تتبنى ما يقوله الأهالي أم ما تقوله قيادة الجيش، لأنه حتى اليوم هناك تناقض؟
ج- أولاً قيادة الجيش لم يصدر عنها كلام مُحدّد في هذا الموضوع، هناك تسريبات حول كيف تمت العملية، الخلاف حول كيف تمت العملية.

س- هناك كلام لمديرية المخابرات؟
ج- مديرية المخابرات، أنا قرأت كلام مدير المخابرات وهو لا يصف العملية كيف حصلت، وما قرأته على الأقل لا يوضّح تماماً كيف تمت العملية، بل يوضّح أولاً ان المغدور أو الضحية خالد الحميد بموجب الإتهامات الموجّهة له من قبل مدير المخابرات كان يجب أن يأتي الناتو لتوقيفه، ولا ضرورة لوجود مخابرات الجيش اللبناني، فإذا كان هو قادر على القيام بكل ما ورد على لسان مدير المخابرات، يكون بطل من أبطال الأكشن والهوليودية التي نشاهدها على التلفزيون.
أولاً: يجب تحديد هوية الحميد السياسية بشكل واضح، هو فعلاً ناشط مع الثورة السورية تحديداً في منطقة القصير وشقيقته متزوجه هناك، وهو يدخل ويخرج من عرسال، وهذا ليس سراً على أحد، لأني كما فهمت يسكن في طرف القرية، ولا يتعاطى كثيراً مع الناس مثل الكثيرين من الجديين الذين يتعاطون الأمور المُصدّقين بالثورة ويتصرف على هذا الأساس.

س- جبهة النصرة ضمن هذه الهوية؟
ج- كلا، هذا كلام مُبالغ فيه كثيراً، وعلى كلٍ يحتاج الى تأكيد لأنه عملياً كل كلام مدير المخابرات لا يستند الى وثائق قضائية، هذه معلومات مدير المخابرات وليس بالضرورة أن تكون صحيحة، وهذه قراءته وليس بالضرورة أن تكون دقيقة.
س- لكن معلومات مديرية المخابرات ممكن أن تكون مبنية على أشخاص ينقلون تقارير تتقاطع بالضبط؟ وأنت تصف معلوماتك بالجدية، من أين مصدرها؟
ج- جيد جيد، أنا أسأل عن طبيعته، أنا أصف ولا أتحدث عن اتهامات مُحدّدة، كلام مدير المخابرات يتعلق باتهامات مُحدّدة، هذه الإتهامات تحتاج الى أدّلة قضائية، لأنه عملياً أنا سمعت مدّعي عام التمييز ، سمعته يقول انه لا توجد مذكرات توقيف بحق أحد حتى الآن، وبالتالي إذا كان عند الحميد كل هذه الإرتكابات، وأنا لا أقول انها غير صحيحة، ولكن الى ماذا تستند؟ لا يكفي أن يقول مدير المخابرات ان هذا الكلام صحيح أم لا، أنا أريد هيئة قضائية أستطيع الإستناد إليها بمذكرات توقيف تتعلق بما وُجّه إليه من اتهامات.

س- أنا سألت هذا السؤال اليوم وقيل لي ان هناك مذكرة توقيف بحق الحميد عن قضية الأستونيين الذين خطفوا؟
ج- جيد، ولكن لماذا لم يُقل هذا الكلام، أنت تقولين سألت وأجابوك، وأنا سألت أيضاً ولم يقل لي أحد هذا الكلام، ومدّعي عام التمييز أدلى بتصريح علني على التلفزيون، وبالتالي من أصدّق؟.

س- بالتأكيد بيني وبينه ستصدّقه هو؟
ج- أنا لا أقول أنتِ ولكن الذي سألته وأجابك أياً كان هذا الطرف، أنا لا أقول هذه المعلومات غير صحيحة، أنا أقول هذه المعلومات تحتاج أولاً الى مذكرات توقيف قضائية لكي تستطيع القيام بعملية من النوع الذي قامت بها قوى من المجموعة الضاربة في مديرية المخابرات.
على كل حال، حصل خطأ إذ أحد الزملاء قال بأن العقيد مالك شمص له علاقة بالموضوع، ولكن للحقيقة ان شمص هو قائد قوات المكافحة، أما القوة الضاربة فيترأسها ضابط آخر من آل الزعني أو الزعبي، للحقيقة لا أعرف اسمه، ولكن العقيد مالك شمص لا علاقة له بالعملية هذا أولاً.
ثانيا: هذه القوى ذهبت لإحضار هذا المجرم الخطير الكبير العظيم الفظيع الجبار، وكان ذلك عند الساعة الحادية عشرة والنصف حيث كان رجال الضيعة في المساجد، وصلت سيارتان مدنيتان واحدة بيضاء والأخرى سوداء وبداخلها أشخاص يرتدون لباساً مدنياً ويحملون الجعب بشهادة السيدة التي ظهرت على كل التلفزيونات، وقالت هذا الكلام، وبالتالي بداية أنت لم تعلن لاعن شخصيتك، ولا طبيعة السيارة ولا عن طبيعة الأشخاص الموجودين في السيارات

س- نحن نشاهد الآن الصور الحصرية لدى تلفزيون المستقبل عن السيارتين؟
ج- أنا سلّمت التلفزيون هذه الصور، وهذا دليل ان السيارات مدنية.

س- صور حصرية لدى النائب نهاد المشنوق زوّد تلفزيون “المستقبل” بها منذ دقائق؟
ج- نعم هذه سيارات مدنية لا أكثر ولا أقل.

س- نشاهد فان أبيض واللوحة ليست عسكرية وسيارة هوندا أيضاً لوحتها مدنية؟
ج- نعم لوحات مدنية ومسجّلة بأسماء أشخاص مدنيين، ولكن هذه طبيعة عمل المخابرات الذي يستوجب استعمال سيارات مموهة بشكل او بآخر، وأقول بكل بساطة هذه سيارات مدنية.

س- لكنها مهشمة؟
ج- نعم بطبيعة الحال وأكيد مكسّرة تكسير، ولكن ليس هذا هو الموضوع.

س- هل يمكن أن أسألك من أين حصلت على هذه الصور؟
ج- صديق أرسلها لي بـ”اليوتيوب”، ليس هناك اختراع ولا أسرار في هذا الموضوع، ولكن هذه ليس هي المشكلة. أولاً: السيارات مدنية والأشخاص بداخلها مدنيين.

س- يُقال انه كان هناك عسكريين اثنين والباقي مدنيين، هل تأكدت من هذه المعلومات؟
ج- مدير المخابرات قال انهم كانوا يرتدون لباساً مدنياً، وهذا بشهادة السيدة التي تحدثت وهي بعيدة 20 متراً عن موقع الجريمة، وفي نفس الوقت كلام مدير المخابرات.
ثم أطلقت النار على سيارة خالد الحميد بأربعين طلقة بشهادة كل التحقيقات الموجودة وقُتل الشخص، والسيدة تقول انه فتح الباب ووقع أرضاًً فأطلقوا عليه النار، كما يُقال بالطلقة الأخيرة هذه شهادتها.
أنا عندي سؤال قبل ان نصل الى بقية الرواية، لماذا أخذوا الجثة؟ وماذا ينفع ذلك؟ هل سيحققون مع الجثمان؟ أو انهم جاءوا لقتله وأخذ جثته؟ بداية، أنا لي الحق في طرح هذا السؤال.
ثانياً: حصل ما حصل ووقعت الجريمة أخذوا الجثمان وانطلقوا، وكان هناك سيارتين عسكريتين بانتظارهم على بعد عشرة كيلومترات، وفي طريق تبيّن لاحقا إنها مغلقة باعتراف الجميع، الإشتباك وقع عند الساعة الواحدة، أي بعد ساعة ونصف.
ثالثا:رئيس البلدية المشكو منه والصادر بحقه مذكرة توقيف اتصل بالعميد علي مراد قائد فوج الحدود، واتصل بالمقدم خالد حسين المسؤول الأمني في المنطقة، واتصل بمدير مخابرات البقاع العميد سمحات، الثلاثة أنكروا علمهم بالعملية، وان هذه القوة لا تتبع لهم، فماذا يمكن أن ننتظر في ذلك الوقت؟ هذه أول مرحلة من العملية.
دعينا نقول ببساطة من يُتابع على الأفلام ان العملية كانت فاشلة إلا إذا كان الهدف هو القتل فقط، لماذا لا نأخذ الأمر ببساطة؟.

س- ببساطة هناك مطلوب، وهذا المطلوب قيل أنه أطلق أربع رصاصات من مسدسه فردّوا عليه واردوه، وفي النهاية عليهم أن يأخذوا الجثة، وهل يُعقل تركه على الأرض كيف سيتأكدون انه قُتل؟
ج- السيدة تقول بأنهم أطلقوا النار عليه بعد خروجه من السيارة ووقع عندما فتح الباب وهو مصاب، أطلقوا عليه النار حتى الطلقة الأخيرة.
أنا أقول هذه هي الرواية لماذا لا نفترض ان هذه العملية بكل بساطة عملية أمنية فاشلة، بعد ذلك دبّ الصوت في المساجد، هذا صحيح، مطاردتهم السيارات بعد ساعة ونصف أيضاً صحيح، لاأحد ينكر هذا الشيء، هناك قتيلان شهيدان كي لا أخطىء بحق الناس وتسعة جرحى، فلو كانت النية القتل لماذا لم يقتلوا التسعة الآخرين؟ سؤال يُطرح أليس كذلك، كان بإمكانهم قتل الأحد عشر.

س- أنت تقول انه لم يكن هناك لباس عسكري، ولكن الشهيدين كانا باللباس العسكري؟
ج- أنا لم أقل انه لم يكن هناك عسكريين، أنا قلت ان الذين قاموا بعملية المداهمة داخل البلدة غير الناس الذين كانوا بانتظارهم في السيارتين العسكريتين.

(بعد ريبورتاج للسيدة الشاهدة على الحادثة)
النائب المشنوق- أعتقد ان كلامها واضح فهي غير مُلقّنة ولا متعلمة ولا عندها خبر، تحدثت بكل بساطة عن مشاهداتها، أنا ما أريد أن أقوله صحيح طاردوهم وأطلقوا النار عليهم وأُصيب سبعة جرحى، وأصيب المؤهل أول زهرمان رحمه الله، ولكن أريد ان أقول معلومة جدّية هي أن الضابط الشهيد بيار بشعلاني رحمه الله، قُتل بعد أن انزلقت سيارة الهامفي عليه وهو مصاب بطلق ناري في رجله، لأن زهرمان هو الذي كان يقود وأصيب بطلق ناري في رأسه.
دعينا ندخل في الكلام الجدّي، أنا لا أنكر مسؤولية أحد، حصل إطلاق نار باعتبارهم ليسوا من الجيش ثم عادوا وانتبهوا انهم من الجيش، أخطأوا بحقهم وتصرّفوا بشكل همجي وأحضروهم الى البلدية.
س- قبل كل هذا ما قلته كلام مهم جداً وخطير جداً؟
ج- دعيني أُكمل حديثي، هناك ضابطان واحد ملازم أول موجود حي يُرزق، وهناك تسعة عسكريين مُصابين موجودين في المستشفى العسكري، أنا لا أنكر ان ما قام به الشباب الذين أطلقوا النار، بعد إطلاق النار تصرّفوا بطريقة همجية، ولكن عندما وصلوا الى البلدية، رئيس البلدية أحضر دكتور من آل الأطرش وأنا أُسميه بالإسم من أهل الضيعة لكي يحاول فعل شيء للجرحى، وأتى ضابط في الأمن العام من آل الرفاعي هو الذي تولّى تعريف الجرحى والتسميات هذا من وهذا من، أي الجرحى. وحصل الحادث كما رويناه فأين التصرّف السياسي؟ أنا أريد أن أقول قبل الذهاب بعيداً في هذا الموضوع، أنا سافرت مع الجنرال قهوجي الى باريس والتقينا سوياً على الطائرة وسمعت عنه في باريس، أنا متأكد من مسؤوليته ووطنيته وحكمته للعماد قهوجي، وأنا أستطيع أن أراهن بأنه قبل العملية لم يكن على علم بها، لأنه حتى الساعة الثالثة والنصف غرفة العمليات في المخابرات وفي الجيش لم تكن على علم بما يجري من 11,30 الى 3,30 حتى بدأوا يعرفون ماذا يجري في عرسال.

س- هل هذا الكلام معقول بأن مديرية المخابرات لم تكن تعلم ماذا يجري؟
ج- على كل حال، رئيس البلدية سأل ثلاثة ضباط ونفوا علمهم، فكيف عرف رئيس البلدية بأنهم عسكريين لاحقا؟ اتصل بالعقيد عماد عثمان رئيس شعبة المعلومات الذي اتصل بدوره بمدير المخابرات الذي أوضح له ان هؤلاء عسكريين، وبالتالي لم يعودوا يعرفون ماذا يفعلون وأُسقط في يدهم.

س- يعني حتى عندما رأوا الهامفي، استمرت الشكوك عندهم بأنهم ليسوا من الجيش؟
ج- أنا أقول بعد إطلاق النار وأعود وأصف تصرّفهم تصرّف همجي، أنا لا أدافع عن أحد في هذا الموضوع، وهذا حصل نتيجة القتل ولم يأتِ من الهواء الطلق، هذا القتل حصل نتيجة قتل خالد الحميد، من جهة لم يستطع الضباط الثلاثة الذين سألهم رئيس البلدية تحديد هوية المجموعة العسكرية واعتمادها بكل بساطة. أنا أعود للجنرال قهوجي ما سمعته منه وعنه انه لم يكن يعلم بالعملية قبل حدوثها، لذلك كلنا نقول وبالأمس قلنا في الكتلة كلاماً واضحاً نحن نريد هيئة قضائية عسكرية، أي الجهة القضائية التي تتعامل مع الجيش، بأن تقوم بالتحقيق وتُسمّي الأسماء التي ترى انهم مسؤولين عما حدث ويتم تسليمهم ومحاكمتهم وفق القانون، أنا سمعت قائد الجيش اليوم في تعزية آل المؤهل أول زهرمان، وسمعت كلامه المسؤول مرة أخرى بأن الجيش لا يسعى الى الثأر وهذا أكيد.

س- هو قال نحن نريد حقنا؟
ج- حقهم بالقانون، الحق يؤخذ بالقانون، لا يؤخذ بالعضلات ولا بمحاصرة عرسال، دعيني أكون واضحاً لن يُسلم أحد من المتهمين إلا للقضاء العسكري، هذا الكلام على اننا مختلفين حول الجيش غير صحيح، بيان “كتلة المستقبل” بالأمس كان واضحاً في كل مناسبة نحن خيارنا الوحيد والمطلق هو الجيش الوطني، وهو قدرة هذا الجيش على القيام بمسؤوليته تجاه كل اللبنانيين ولا مزايدات في هذا الموضوع.
أولاً: عرسال وفنيدق وعكار هي نبع الجيش وهناك أعداد هائلة من هذه القرى موجودة في الجيش سواء ضباط أوعسكريين أو رتباء أو مؤهلين من كل الرتب، وبالتالي لا خلاف بين الجيش والناس، هذا الجيش لكل الناس، لكن هناك خطأ جسيم وقع في هذه العملية، وهذا ممكن أن يحصل في أي مكان في العالم، ليس فقط الجيش اللبناني متخصص فيها، ويجب التحقيق بهذا الخطأ والتحقيق من قبل هيئة قضائية عسكرية.

س- هل هناك من يقول غير ذلك، أي ان هذا الشرط غير مقبول لدى قيادة الجيش أو مديرية المخابرات؟
ج- عندما تم محاصرة البلدة والقيام بمداهمات فعلى أي أساس تتم هذه المداهمات؟ وعندما يُقال ان هناك ستين شخصاً مطلوبين بناءً على ماذا؟ نعود لنقول تسليم القضاء العسكري الستين شخصاً المطلوبين للتحقيق معهم من قبل القضاة وتقرير توقيفهم أو إطلاق سراحهم.

س- إذا لم تتخذ هذه الإجراءات من حصار وتطويق للبلدة ربما قد يهرب المطلوبين؟
ج- الى أين سيهربون؟.

س- الى أي مكان ربما الى الجانب السوري؟
ج- ولكن هل يستطيع الجيش منعهم من الهروب الى الجانب السوري؟ نحن منذ سنة ونصف نطالب ونترجى نشر قوات طوارىء دولية لمؤازرة الجيش، لمنع كل الناس من الدخول والخروج الى سوريا لأن هناك شبهة سياسية في الموضوع، هذا شخص ناشط في الثورة السورية علناً وكل البلدة تعرفه، فلماذا لا نفترض انه قُتل بسبب نشاطه الى جانب الثورة السورية؟.

س- أنا لست محققة عدلية، ولكن كصحافية أضطر لسؤالك عن معلومتك حول ان الهامفي الذي كان يقوده الشهيد زهرمان انزلق على الشهيد بشعلاني؟
ج- راجعي “التويتر” و”اليوتيوب” البلد مليء بالمعلومات.

س- أستاذ نهاد ولّعت على الخبرية التي تقول بأن الجيب انزلق واستشهد الضابط بشعلاني؟
ج- أولاً هناك اتصالات وردتنا من الكثير من الناس وبعدد من النواب.

س- اتصالات من أين أتت؟ هل من شهود عيان؟
ج- طبعاً ومن أهل البلدة، ولكن أنا لا يمكنني أن أدقّق.
س- لكن هذا يعني انكم تغطون المجرمين؟
ج- أنا لا أغطّي أحد، نعم أطلقوا النار وأُصيب المؤهل الشهيد زهرمان بطلقة أو بأكثر وقُتل، أنا لا أقول انهم لم يُطلقوا النار.

س- ربما سيُقال لاحقاً نيران صديقة؟
ج- لا صديقة ولا غيره، حصل إطلاق نار جدّي على السيارات الأربع بعد مقتل خالد الحميد، لا يمكن أن ننكر ذلك ولن ننكر، وكان من يقود هامفي الجيش هو الشهيد زهرمان، وأنا واضح في كلامي، ولكن ليس هذا المهم، المهم ان شيئاً كبيراً حصل، أما كيف يمكن أن نتأكد الصح من الخطأ، هناك تسعة عسكريين موجودين في المستشفى العسكري مصابين من سيذهب للتحقيق معهم؟ كل ما نقوله نريد القضاء العسكري المختص أن يتولى التحقيق في هذا الموضوع بشكل نزيه وشفاف، وهو لا تنقصه لا النزاهة ولا الشفافية. أنا أخطأت مرة بحق القاضي رياض ابوغيدا، بأنه لم يُصدر مذكرات توقيف بحق المملوك- سماحة، وأنا أريد أن أعترف على الهواء كما أخطأت بحقه على الهواء بأني مخطيء بحقه.

س- ولكن هنا المصيبة عندما لا يقومون بما هو على ذوقكم تقيمون القيامة عليهم، وعندما يعجبكم مايفعلوه تشيدون بهم؟
ج- الأمر ليس على ذوقنا أو غير ذلك، وليس ذوقي الخاص أن تصدر مذكرة توقيف، وموضوع سماحة- مملوك لا يحتاج الى جهدي أنا، ما أحاول أن أقوله بأن أكون مُنصفاً وواضحاً، عملياً هناك خطأ كبير حصل، أولاً بعملية قتل الحميد من القوة الضاربة من الجيش من مديرية المخابرات في وضح النهار، وهناك خطأ أكبر حصل من شباب عرسال عندما طاردوهم وأطلقوا النار عليهم وقتلوا من قتلوا وجرحوا من جرحوا.

س- وصلتني الآن معلومة مهمة من رقم لا أعرفه تقول عندما انزلق الهامفي على الرائد بشعلاني كان بالأصل مقتولاً؟
ج- وأنا لماذا أطالب بالتحقيق، أنا أقول لندع القضاء العسكري يحقق في هذا الموضوع من ألفه الى يائه، وما يقوله القضاء العسكري يوافق عليه كل اللبنانيين، وهذا الكلام ليس اعتداء على أحد ولا انتقاص من أحد، ولا يمكن أن لا يتم التحقيق الجدي الكبير النزيه الشفاف المسؤول عنه القضاء العسكري في هذا الموضوع.
لا نضع الجيش في مواجهة أي أهالي، الجيش لكل اللبنانيين وموقفنا من الجيش لا يمكن ونحن نسعى للعبور نحو الدولة منذ سبع سنوات نُقاتل ويسقط شهداء وتسيل دماء ويكون موقفنا من الجيش غير انه هذا جيشنا الذي لا خيار لنا غيره.

س- هذا كلام الأستاذ نهاد المشنوق أم كلام “تيار المستقبل”؟
ج- كلام “كتلة المستقبل وتيار المستقبل”.

س- هناك نواب يتناقضون معك في هذا الكلام؟
ج- النواب الذين تقصدينهم كانوا موجودين في اجتماع الكتلة بالأمس، ووافقوا على البيان الذي صدر عن الكتلة.

س- هل يوافق النائب معين المرعبي على كلامك عن الجيش؟
ج- طبعاً بالتأكيد وأنا متأكد إنه يوافق لأنه كان موجوداً وأقرّ هذا الكلام الذي ورد في البيان: ان الجيش اللبناني هو المؤسسة الأمنية الرسمية التي نحرص أن تتمتع مع المؤسسات الأمنية اللبنانية الأخرى بالثقة والدعم والإحترام من قبل كل اللبنانيين، لأنها المؤسسات التي تحفظ الوطن والشعب اللبناني وتصون مصالحهم، وليس مسموحاً التعدّي على الجيش ولا على أي مؤسسة أمنية أخرى، كما ان الطرق والمناطق على كل الأراضي اللبنانية يجب أن تكون مفتوحة أمام الجيش وباقي القوى الأمنية اللبنانية”، فماذا تريدين أدق من هذا الكلام؟. هذا كلام واضح وصريح بموافقة خالد الضاهر ومعين المرعبي وكل النواب مع حفظ الألقاب الزملاء الذين كانوا موجودين.

س- أنت تحدثت عن قائد الجيش بأنك تثق بوطنيته؟
ج- وبتصرّفه المسؤول، وأقولها مرة ثانية ما سمعته منه وعنه في باريس يخالف كل ما جرى، ولم يكن على علم بالعملية قبل أن تحدث، طبعاً هو اطّلع عليها بعدما حصلت مثله مثل كل الناس، والبيان الصادر عن الجيش لا يحتوي أي تحريض ولا أي كلام موجّه لأي من الأهالي في أي قرية لبنانية ولا لأي طائفة، وهناك فرق بينه وبين الكلام الذي صدر عن مدير المخابرات الذي لا يستند الى أدّلة قضائية، هذه اتهامات كبرى، وفي نفس الوقت يقول مدّعي عام التمييز بأن لا وجود لمذكرات توقيف. فإذا لم يكن هناك مذكرات توقيف لماذا قام هؤلاء العشرين شخصاً بعملية للقوة الضاربة؟

س- أنت تنتقد حصار عرسال حاليا، وبالتأكيد إذا افترضنا ان قائد الجيش لم يكن على علم بعملية المداهمة؟
ج- أنا أطالب قائد الجيش وطالبناه في الكتلة بالأمس، دعينا نقول كلاماً منطقياً، أنتِ تقولين إذا لم تُحاصر البلدة قد يفرون الى سوريا، هل تعتقدين ان انتشار الجيش يمنعهم من ذلك؟.

س- مُفترض ذلك؟
ج- مُفترض انه لا يمنعهم، أنتِ لا تعرفين عرسال فهي تساوي خمسة بالمئة من مساحة لبنان، 316 كيلومتر مربع، وحدودها كبيرة لدرجة بأننا طالبنا بقوات طوارىء لدعم ومساندة الجيش لمنع ذهاب الناس، لا نريد أن يجاهد أحد في السيدة زينب ويستشهد، ولا نريد أن يُقتل أحد في قلب ضيعته بسبب نشاطه الداعم للثورة السورية، هذا كلام واضح لماذا لا نتناوله كما هو؟.

س- حضرتك حييت هذا الشخص وقلت بأنه من الناس الجديين في دعم الثورة السورية، كلام فيه إعجاب بهذا الرجل الذي تقول قيادة الجيش ومدير المخابرات بأنه من أخطر المطلوبين؟
ج- يا سيدتي أنا موقفي من الثورة السورية معروف ومُعلن، أحييه وأحترمه رحمه الله، ولكن أنا لم أطلب منه أن يذهب ويُقاتل، ولم أطلب من أحد أن يُقاتل، والسوريون ماشاء الله عليهم لا ينقصهم شباب لبنانيين للقتال معهم، لا دفاعاً عن السيدة زينب ولا عن حمص ولا عن القصير، دعينا نعترف بأن هناك أزمة كبرى في هذا الموضوع والعلاج المتّبع ليس علاجاً ناجعاً.

س- وماذا عن علاقته بخطف الأستونيين؟
ج- لا أعرف، أنا لا أستطيع أن أقول شيء، المصدر الوحيد الذي يمكن إقناعي وإسكاتي هو القضاء، عندما يقول القضاء ان هذا الشخص مطلوب بسبب الجرائم التالية، أنا لن أفتح فمي، وأدعم كل ما يقوم به القضاء، والآن أقول بشأن أهل عرسال وبشأن لائحة الأسماء الموضوعة، نحن نريد القضاء العسكري منعاً للفتنة، نريد للقضاء العسكري أن يتولى هذا الأمر، نحن نثق به وهم يثقون به، فليتفضل للقيام بعمله والتحقيق مع الناس وتحديد المسؤولية، وأن تأخذ المحاكم مجراها تجاه كل الناس.

س- هل قائد الجيش ضد ذلك؟
ج- أنا لا أعرف ولا يمكنني أن أسأله.

س- لكن الواضح من كلامك تجاه قائد الجيش إيجابي جداً في مقابل كلامك عن مدير المخابرات الذي تلومه؟
ج- العملية التي قاموا بها يجب أن نعترف جميعنا بأنها عملية فاشلة، تسببت بخسائر كبرى وبشهداء من الجيش وبمغدور اسمه خالد الحميد، هذه تستوجب التحقيق، وهذه تستوجب توضيح المواضيع. أما كلامي عن قائد الجيش فأنا أقوله عن ثقة وعن معرفة.

س- هل ستجددون لقائد الجيش؟
ج- للرئيس الحريري توجّه نهائي بالتمديد لقائد الجيش واللواء ريفي، نعم.

س- الإثنان سلّة واحدة؟
ج- نعم هذا كلام للرئيس الحريري، واضح ولم يُغيّر موقفه، ولكن أنا بنفس الوقت أقول ان المدخل لمزيد من الثقة بقيادة الجيش ولمزيد من الثقة بين الجيش وبين اللبنانيين أكثر وأكثر وأكثر بأن يكون القضاء هو الفاصل بين المتهم وبين البريء، بين المُدان وبين البريء، لا يمكن أخذ الأمور أما الجيش وأما المتهمين، ما هذا الكلام؟ أما صفر اما مئة، هناك ناس تُخطىء نعم، وحدث خطأ كبير ويجب أن يٌُحاسبهم القضاء، كل ما أقوله وما صدر عن الكتلة أمس أمرين:
1- فك الحصار عن عرسال
2- تسليم القضاء العسكري التحقيق في هذا الموضوع من أوله الى آخره.
وبالتالي لماذا توقيف أشخاص عند الجيش وأن يقع خلاف بينه وبينهم، أو قسوة عليهم أو ضربهم باعتبار ان هناك دم على الأرض ولا يمكن أن ننكر ذلك.

س- هل استمعت الى كلام عائلة الشهيد زهرمان اليوم؟
ج- لا والله.

س- هناك شبه تهديد بأنهم مثل آل المقداد بأنهم كُثر وكلام عن أخذهم لحقهم؟
ج- ولكن أيضاً هل المشكلة في عكار كانت أصغر والشيخ عبدالواحد رحمه الله ورفيقه اللذين قُتلا على حاجز الجيش، هذا كلام ليس أقل من ذاك، ولا تكون النتيجة، ولكي أقول تعبيراً دقيقاً لا يجوز أن تًرسل ضابط مختلف عليه الى عرسال لحل المشكلة، بصرف النظر عن رأيك فيه، أنا لا أعرفه، ولكن هناك اختلاف عليه في موضوع الشيخ عبدالواحد فلماذا فتح كل هذه الجراح مرة واحدة؟ دعونا نُحيل الموضوع على القضاء والنتيجة التي يقولها القضاء كلنا نوافق عليها، وأنا متأكد إذا راجع قائد الجيش ضميره وراجع عقله وحكمته ومسؤوليته عليه أخذ هذا القرار، ولكن هذا القرار ليس مسؤوليته بل مسؤولية الحكومة.

س- كأنكم تطالبون الجيش أن يُصبح على شاكلة هذا الفصل المذهبي في البلد، وأن يرسل الى كل مكان من هو من مذهب هذه المنطقة؟
ج- أين المذهبية في كل الموضوع؟.

س- عندما تقول ان هناك اختلاف على أحد عناصر الجيش؟
ج- أنا لم أتحدث عن مذهبيته وما دخل مذهبيته بالموضوع، هناك ضباط من آل الحجيري معه من عرسال فماذا دخل المذهبية بالموضوع؟.

س- لننسى المذهبية، تريدون أشخاص من الهوا السياسي للمستقبل؟
ج- أنا لم أقل الهوا السياسي، أنا قلت مشكوك بأمره بسبب ما حصل في حادث مقتل الشيخ عبدالواحد ورفيقه.

س- يعني بالسياسة هو بعيد عنكم؟
ج- ياسيدتي ما دخل السياسة بالموضوع، أنا لا أعرفه، أنا كل ما أحاول قوله انه عندما تكون هناك إشكاليات كبيرة من هذا النوع، الوحيد الذي يستطيع الإجابة هو القضاء، لا أنا ولا هوايا السياسي ولا الهوا السياسي المجنون عند الآخرين، أنا أطالب بالقضاء، ولا أطالب بقاضي من “تيار المستقبل” القضاء العسكري هو القضاء المختص، وهو القضاء القادر على حسم هذه المواضيع، فلماذا نضع الناس بمواجهة جهاز أمني أو جهاز عسكري.

س- منذ فترة وكأن مخابرات الجيش هي تعمل ضد “تيار المستقبل” دعنا نقول الأمور كما هي، بينما فرع المعلومات هو صديق وقريب من “تيار المستقبل” البلد مفروز على هذا الشكل وهذا كلام الصالونات؟
ج- أنا لا أوافق على هذه التوصيفات.
س- بالأمس شاهدنا صور على المحطات التلفزيونية تتحدث بالصوت بأن هؤلاء أموات، هذا مازال حياً نزلوه، مما أوحى بأن هناك أكثر من شخص ممكن أن يكونوا في عداد القتلى؟
ج- بالصراحة لا أملك أي معلومات، وهناك الكثير من الإشاعات بأنهم نقلوا أشخاص الى مستشفى يونيفرسال في بعلبك دون الإعلان عنهم، وأنا لا أريد الدخول في هذه الإشاعات. ما أقوله ببساطة، واضح ان هذه المسألة كبرى وليست كبيرة، وان هناك انقسام حولها كأن هناك ناس مع وناس ضد، وهذا ليس صحيحاً، الرئيس الحريري اتصل أول أمس بقائد الجيش داعماً ومؤيداً فهل نكون بذلك ضد الجيش؟.

س- لكن أيضا تغطون بعض الجهات التي تقولون انهم أطلقوا النار؟
ج- نحن لا نغطي أحد ومن يُغطي لا يُطالب بأن يستلم القضاء العسكري، إن من يُغطي يُبرئهم.

س- الشيخ نعيم قاسم يقول انزعوا الخيمة الزرقاء من فوق أهالي عرسال؟
ج- الخيمة الزرقاء على كل جمهور رفيق الحريري وعلى عرسال وغير عرسال، ولكن هذه خيمة عدل، خيمة قانون وخيمة قضاء، وليس خيمة حماية مطلقي النار أو مخالفين للقانون.
بيان أهل عرسال اليوم واضح وصريح، تأييدهم للجيش أكثر من بيان الجيش، ودعمهم للجيش دعم عاطفي وكلام من القلب ومؤثر فعلاً.

س- وأيضاً مشهد توزيع الورود؟
ج- هذه مشاعر الناس الحقيقية، لأنه إذا لم يكن موقفهم هذا تجاه الجيش فإلى أين سيذهبون؟ لا أحد يريد الذهاب الى الميليشيات والفوضى.
الشيخ نعيم لا يواخذني، يتحدثون عن السلاح مع إنهم هم من أسسوا لهذه الحالات، وهم من أسسوا للمناطق المغلقة على الدولة، فلو أتى شخص من عرسال وقال انكم تطوقون عرسال من أجل شهيدين سقطا وهناك مُتهمين بقتل هذين الشهيدين، فلماذا لا يُحاصر الجيش الضاحية للقبض على أربعة متهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟ فبماذا سأجيب عليه عند ذلك وماذا سأقول له؟

س- هناك جواب من مروان العلي ويقول “في حي الشراونة يُعتدى يومياً على قوى الأمن والجيش، مزراعو المخدرات بالصوت والصورة يُطلقون النار على المكافحة والإعتداء على قوى الأمن بفخر، ولم نرَ مثل هذا الفحيح الطائفي، ولا ننسى الجنود الأربعة والذين قتلوهم فروا الى سوريا”؟
ج- في كل الأحوال هذا الجيش أهلنا وأولادنا وإخوتنا، وهذا جيشنا وهذه وطنيتنا وهذا أمننا الوطني، ولكن هذه مسؤولية الحكومة بأن تُعالج هذا الموضوع بشكل سياسي وطبيعي، أنا من هنا عن الطاولة أقول، أنا أناشد رئيس الجمهورية وأناشد كل القوى السياسية التي تقول إنها وسطية بأن يقفوا الى جانب أهالي عرسال بالمطالبة بالقضاء العسكري للتحقيق بالموضوع وتحديد المسؤوليات.

س- يعني ما في ثقة بالجيش؟
ج- كلا ياسيدتي، القضاء مسؤول عن الجيش وعني، أنا لا أقول لا توجد ثقة.

س- يعني تخافون من روح ثأرية لدى مديرية المخابرات؟
ج- هناك ناس تخطيء وهناك مواطنين يخطئون، وهذا طبيعي، والجيش يعرفهم والقضاء يعرفهم، هناك مواطنون يرتكبون وهناك مواطنين يتعمدون إثارة الفتنة والمواجهة، كل هؤلاء الناس كيف يمكن مواجهتهم؟ لا يمكن مواجهتهم فقط بالقوة العسكرية، يجب مواجهتهم بالقضاء وبالقانون وبالعدل الذي يحمي كل الناس، ويؤمن كل الناس، والموثوق من كل الناس، نحن لا نطالب بمحكمة دولية، واضح ان هناك إشكالية كبرى وقعت. أعود وأؤكد ثقتي بقائد الجيش الجنرال قهوجي وبمسؤوليته تحديداً وبقدرته على الحكمة والتصرّف العاقل، ربما هو محشور بما حصل داخل مؤسسته، فعندما نُطالب باستلام القضاء للموضوع نكون بذلك حميناه وحمينا الجيش وحمينا المواطنين وحمينا أهالي عرسال وأهالي أي منطقة لبنانية أخرى، نحن لم نطالب بجهة معادية لأي طرف من الأطراف، أهالي عرسال يطالبون بالقضاء، فهل يُعقل أن نقول لهم القضاء ليس مسؤولاً عنكم.

س- أيضاً الشيخ نعيم قاسم يقول لكم بأنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار مع وجود ميليشيات مسلحة توجد بؤراً أمنية؟
ج- صح هو مُحق مئة بالمئة، ولكن عليه أن يبدأ بالميليشيات التي سلّحها في طرابلس وغير مناطق وفي مناطق نفوذه أولاً.

س- لماذا تم زج اسم “حزب الله” في هذه العملية؟
ج- أنا لا أدخل في حفلة اتهامات ومصيبة البلد كبيرة، ويكفيها ما فيها، لست في وارد الدخول في عمليات اتهامات، وبأن هناك 17 شخصاً من “حزب الله” تحت السيارة وفوق السيارة الخ.. هذا كلام كله لا يعنيني، أنا ما يعنيني بأن يستلم القضاء الموضوع، هناك رجل قُتل عنده تسعة أولاد يُقاتل الى جانب الثورة السورية، يدعم الثورة السورية.

س- ومن هنا كانت عاطفة الأهالي في هذه المسألة؟
ج- أنتِ تعرفين ان الناس في هذه المناطق كلها نخوة، وبالتالي مجرّد القول بأن الدعوة جاءت من المساجد فمن هو الذي لا يُصغي اليهم، كل الناس استجابت، وكل الناس إنتخت، وتبيّن ان الهدف هو الجيش وليس عصابة أو مجموعة، وهذا حصل ونحن لا ننكر، وأنا أتحمل مسؤولية القول بأن تصرّفهم تجاه الجيش في فترة لاحقة هو تصرّف همجي وأتحمل مسؤولية هذا الكلام، ولكن مقابل ذلك يجب أن يكون القضاء الحد الفاصل بين الحقيقة وبين الباطل، بين الإتهام وبين البراءة.

س- لكن بعض المصادر في الجيش تتهم “تيار المستقبل” بأنه منذ 7 ايار حتى اليوم دائماً هناك خطاب سياسي يجعل الطائفة السنية تشعر ان الجيش ضدها، وعندما يقوم الجيش بأي عملية هناك شعور بأن هذا ضدنا؟
ج- هذا المشكل بدأ باغتيال رفيق الحريري في 14 شباط، والذكرى ستحل بعد عدّة أيام، هذا يحفر ويحفر ويحفر، ولكن الجيش لاعلاقة له ولا يجب تحميله مسؤولية هذا الموضوع. في فترات كان هناك مشكل بيننا وبين الجيش، وهذا صحيح كـ”تيار مستقبل” ولكننا تجاوزنا هذه المرحلة ولا نريد زيادة الجراح الآن، ولا نريد فتح المزيد من الجراح، هل تريدون العودة الى 7 أيار وأين وقف الجيش في هذا الإستديو بالذات؟ أين وقف الجيش؟ لا نريد فتح الجراح، نحن نقول اتركوا القضاء العسكري يتسلم الموضوع وأن يتوقف الحديث عن هذا الموضوع، وما يقرره القضاء كل الناس تقبله، من رئيس بلدية عرسال الى آخر مواطن في الناقورة.

س- جان اسطفان يرد على كلامك من أنك تردد بأن الجيش لكل اللبنانيين، واليوم كان عندك غزل لقائد الجيش، هل هذا رأيك الخاص أم رأي “تيار المستقبل” كما يسألك؟
ج- هذا رأي “كتلة المستقبل” و”تيار المستقبل” والرئيس سعد الحريري وكل أعضاء “كتلة المستقبل والتيار”، أنا لا أقول هذا الكلام على حسابي، قد يكون هناك خلاف في الرأي ضمن المجموعة السياسية الكبيرة ناس مع وناس ضد.

س- اسطفان يتابع ويسألك إذا كان هذا رأي “تيار المستقبل” فهل السيد خالد الضاهر والسيد معين المرعبي من نفس الرأي؟ ولماذا أقوالهم لا تتماشى مع أفعالهم؟
ج- الأستاذ خالد الضاهر والحاج معين المرعبي التزما ببيان الكتلة الذي صدر بالأمس بحضورهما، والذي نصّ على ما قرأته لك سابقاً ولن أكرره الآن، الأستاذ خالد والحاج معين يبحثان عن الدولة العادلة وليس على فتح ميليشيا، إذا كان هناك اعتراض من نائب في “كتلة المستقبل” على تصرّف ما من ضابط أو من مجموعة عسكرية هذا لا يعني انه في صراع مع الجيش، ايضاً يحق لهما القول هذا الأمر خطأ وهذا الأمر صواب.
لو كان الحاج معين والأستاذ خالد ضد الجيش كمؤسسة لكان حتى اليوم موضوع الشيخ عبدالواحد في عكار لم يُقفل، وكانت كل عكار مازالت على الطريق ومقفلة، ولن أقول أكثر من ذلك.
نحن ملتزمون بمؤسسات الدولة وأولنا خالد الضاهر ومعين المرعبي، ويكفي. هناك ناس عبّرت بانفعال وعبّرت بحدّة وبشدّة، ولكن هناك بيان صدر عن الكتلة واضح وصريح ولا يخضع للتفسير ولا للتاويل، وهذا ليس كلاماً شخصياً.

س هناك حملات إعلامية على “تيار المستقبل” وحضرتك تشاهد وتسمع ذلك، يضعون يوميا الإسفين بين هذا التيار والجيش اللبناني؟
ج- ياسيدتي، الجيش اللبناني هو جزء من الدولة ولا يجب أن نتعاطى بأن الجيش اللبناني كيان مستقل عن الدولة، نتفق أو نختلف معه، الجيش اللبناني هو المؤسسة الأمنية الرسمية الأولى المعتمدة من الدولة اللبنانية، ومن كل الشعب اللبناني بمسؤوليته الأمنية عنهم. ولكن أعود وأقول فخامة رئيس الجمهورية تحمّل عنا الكثير في المدة الأخيرة ، وأتمنى أن يحمل هذا الطلب ويتولى تنفيذه. دعونا نُقفل الجراح وكفى فتح الجراح من جديد، يكفي ما حصل في البلد.

س- هناك تعليقات خطيرة تتوالى علينا منها ما يقول محمود عقيل وعبدالرحمن سوبرة وبسام الصمد وبيار حداد ومحمد البابا، سأعطيك هذه التعليقات ولن أدخل فيها لكي تقرأ ماذا يقول الناس؟
ج- أنا أيضاً تأتيني نفس الأجوبة والردود، وأناقش فيها، ولكن الآن دعينا نستمر في موضوعنا المُحدّد.

س- مبادرة الرئيس الحريري، البعض قال خاصة شخصيات في “التيار الوطني الحر” بأنها وُلدت ميتة ولم يتم حتى محاولة تلقفها والدخول في تفاصيلها، مع إنه حسب وجهة نظره قام بشيء يتلاقى عليه اللبنانيون؟
ج- كان غريباً لو قال “التيار الوطني” كلاماً آخر، نحن تعوّدنا في السنة الأخيرة أو للحقيقة منذ سنتين، بداية سنة 2011 أن لا نسمع منه سوى كلام الشتائم، ولم نعد نسمع أي كلام له علاقة بالعقل أو بالمنطق أو بالطائفة او بالمذهب. ببساطة الرئيس الحريري في النقاش يقول ان هناك أزمة جدّية في البلد تتراكم منذ سنة 1990 حتى اليوم، منذ إقرار الطائف وليس هناك قانون انتخابات فقط، لأن الأمر لو كان يتعلق فقط بقانون الإنتخابات فهم من كانوا يريدون قانون الستين في الدوحة، ولم ننس كلامهم باستعادة حقوق المسيحيين، هناك أزمة تتكرر، أنا أقول هناك خصوصية مسيحية مُصابة وهذا صحيح، ومعهم حق ومُبرّرة ومنطقية، فبعد الذي حصل في مصر عندما نرى ان عشرة ملايين قبطي لا يُمثلهم نائب، وكذلك ما حدث في العراق بحق المسيحيين وما يحصل في سوريا الآن بحق المسيحيين أو بالمناطق المسيحية، لأنه لا شيء يتعلق بالمواطنين، عندما نرى كل هذا الذي يحصل، طبيعي معهم حق في مخاوفهم، ولكن كيف يمكن معالجة هذا الامر؟ نعالجه بالعقل، بالمنطق، بالروية وبالهدوء، لا باستعمال السكين لفتح جرح موجود أكثر وأكثر، القانون الأرثوذوكسي هو السكين الذي تُفتح به جرح الطائفية من أول لبنان الى آخره.
هناك أزمة في البلد منذ خمس دورات إنتخابية، وبعد كل ستة أشهر نسمع ان هناك مشكلة في التمثيل المسيحي.
أشرف النظام السوري العظيم المبجل منذ عام 1990 حتى الـ2005 على خلق مسيحيين جدد وإلغاء كل المسيحيين، بعضهم في المنفى وبعضهم في السجن.

س- لكن هذا حصل برعايتكم؟
ج- أبداً أبداً ولكن بمشاركة كل اللبنانيين، ولا يستطيع أن يقول أحدهم إنني لم أتلوث بالسياسة السورية منذ سنة 1976 حتى سنة 2005، أنا شاهد وقد تحدث معي العميد غازي كنعان طالباً مني إقناع الرئيس الحريري رحمه الله، بضرورة سجن الدكتور سمير جعجع لأنه لم يكن موافقاً، والوقت الآن ليس وقت كتابة التاريخ.
يجب أن نعرف انه كانت هناك يد سورية قابضة على البلد من نظام أمني، توقظ من تريد وتنوّم من تريد وتُلغي من تريد وتحضّر من تريد، هذه راكمت وراكمت ووصلت أمامنا مشكلة تتعلق بكل اللبنانيين لا تتعلق بـ”التيار الوطني”.

س- ولكن لماذا لا يستطيع”تيار المستقبل” أن يُطمئن الآخرين ونرى “التيار الوطني الحر” يُسجل النقاط والكسب مسيحياً لمجرّد أن يُهاجم “تيار المستقبل” المفترض انه التيار الأكثر اعتدالاً؟
ج- ياسيدتي ذلك لأننا لا نخوض الإنتخابات ضد المسيحيين، نحن لا نخوض الإنتنخابات كما هم يتصرفون، نحن نخوض معركة وطنية، وعندما نقول هناك أزمة وطنية نبحث عن علاجها، الدستور واتفاق الطائف نصّ على هذا العلاج. السوري منع تنفيذه 15 سنة وترجمه على ذوقه، مرة ثلاثيات، مرة رؤساء ومرة بطريرك الخ..
الأمر الثاني انه منذ سنة 2005 وبعد اغتيال الرئيس الحريري والإغتيالات التي تلت ولم تتوقف حتى 19 تشرين الأول باغتيال وسام الحسن رحمه الله، كل هذا كان صراع دموي قائم ولا أحد يُفكر لا بالمنطق ولا بالعقل.
الآن جاء الرئيس الحريري وقال هناك أزمة وطنية دعونا نحلّها لمرة، فلماذا نُقر قانون انتخابات وبعد قانون الإنتخابات نجلس ونقول النتيجة لم تكن لصالحنا.
كان قانون الستين لصالحهم خسروا الأشرفية وخسروا زحلة فأصبح قانون الستين لا يُمثّل المسيحيين ولا يُعبّر عنهم، فما بالك لو غداً أُقر قانون ويخسروا ويعودون ويفتحون الملف المسيحي.

س- ولكن النص يتحدث عن 36 دائرة؟
ج- هناك حل متكامل يقول أولاً بتعديل الدستور لإنشاء مجلس شيوخ طائفي على نفس قانون ما سُمّي باللقاء الأرثودوكسي وتأجيل إلغاء الطائفية الى موعد مُحدّد.
طرحنا قانون الـ36 أو الدوائر الصغرى وهذا يمكن تعديله، فلا مشكلة في ذلك. أول أمس طرح الأستاذ وليد جنبلاط صيغة مشتركة، وبالتالي أصبحت الأكثرية العددية التصويتية مع المشتركة، وهذه ليست رغبتنا، ولكنها مع المشتركة فلنناقش هذا الطرح، ولكن علينا مناقشة حل شامل وكامل وليس حلاً لإجراء الإنتخابات، وبعد ثلاثة أشهر من إجراء الإنتخابات نعود وندخل في المشكل من أول وجديد، نحن لن نقبل أن نجزيء الحل باعتبار سنرى لاحقاً، هذا لن يحصل.

س- اليوم نرى ان القانون الأرثوذوكسي يؤمن أكثرية لـ”8 آذار” حتى من دون النائب وليد جنبلاط، واليوم أنتم تطرحون قانون مفصل على قياسكم؟
ج- كلا أبداً راجعي بدقّة قانون الإنتخاب المُقترح وستجدي إنه لا يؤمن لنا أكثرية.

س- فلماذا تطرحونه إذا كنتم ستخسرون؟
ج- القضية ليست أن نخسر نحن نبحث عن قانون عاقل، لأن العدل موجود فقط في الجنة، في السماء، نحن نتحدث عن قانون عاقل ومنطقي ومُبرر.

س- ويُراعي الهواجس؟
ج- طبعاً طبعاً، ما طرحه الرئيس الحريري يتعلق بحل الأزمة الوطنية في البلد وليس فقط بإجراء الإنتخابات.

س- ولكن كيف ذلك؟
ج- سأشرح لكِ كيف.

س- عندما نقول بمجلس شيوخ وهنا لإرضاء وليد بك جنبلاط بإعطائه الرئاسة مع إنه لا يوجد توافق على ذلك، هناك أصوات رافضة؟
ج- الرئيس الحريري قال في مقابلته نطرح طائفة الرئيس لاحقاً، ولم يقل بإرضاء وليد جنبلاط. أنا أسأل الناس الذين كانوا في الطائف وعلى رأسهم الرئيس الحسيني أليسوا أشخاصاً مسؤولين ومعنيين بما حصل في البلد؟ وهناك نواب مازالوا في المجلس حتى اليوم، الشيخ بطرس حرب والأستاذ عبداللطيف الزين، هؤلاء يعرفون ماذا حصل من سجال وتفاوض ومناقشات، كل هذه لمعالجة أزمة وطنية وليس لوضع قانون انتخاب، هذا الفرق بين كلام من يترشح للإنتخابات وكلام الرئيس الحريري الذي يسعى لحل الأزمة الوطنية لمرة واحدة، لا أن نبحث كل يوم عن حل. مجلس شيوخ، تأجيل إلغاء الطائفية السياسية ومجلس نواب طائفي لمرة بعدها نبحث في الموضوع.

س- هذا اقتراح يلزمه تعديل دستوري، كيف يمكن أن يتم ذلك؟
ج- ما المانع في ذلك أليس توتر الأوضاع في البلد قائم على مجموعة سياسية تقول للمسيحيين بأنكم مظلومين بقانون الإنتخاب؟.

س- يقول الدكتور فارس سعيد في هذا السياق: أخشى أن نكون أمام أزمة نظام، المطلوب التمسك بالطائف وأي خروج عنه هو خطوة في المجهول وغير عاقل، كل من يطرح إعادة تأسيس؟
ج- الطائف كلّف البلد 200 ألف قتيل، الآن بدنا نرجع نفوت بدستور جديد. ما يقوله الدكتور فارس سليم مئة بالمئة، أنا أحاول برمجة ما قاله الطرح.
أولاً: مجلس شيوخ وتعديل الدستور لأنهم يقولون للجمهور المسيحي ان أي قانون إنتخاب لا يُحقق لك حضورك ولا تأثيرك في الدولة. أما نحن فنقول لهذا الجمهور هذا الإتفاق الذي اتفق عليه اللبنانيون في الطائف دعونا ننفذه ونعدّل الدستور ونُجري انتخابات نيابية ، ونحن كنا مُصرّين على الاطار الشامل لمشروع الرئيس الحريري.
وبالأمس طرح الأستاذ وليد جنبلاط مشروع قانون مشترك والشيخ سامي الجميل سيُقدّم الإثنين مشروع فيه أكثري ونسبي، يعني هناك عدّة آراء لا يمكن إلا أن نأخذها بعين الإعتبار ومناقشتها للوصول الى نتيجة.

س- هل ستجري الإنتخابات؟
ج- طبعاً طبعاً ولكن أعتقد ان أي قانون غير الموجود يحتاج الى تأجيل تقني فعلاً، لأن إعداد لوائح شطب جديدة وفق القانون تحتاج الى وقت ربما تحتاج الى شهر.

س- يعني تأجيل تقني؟
ج- ربما يحتاج ذلك أسابيع قليلة.

س- استاذ نهاد اسم الله عليك يبدو انك تعافيت من الوعكة الصحية، كما كتبت جريدة “الأخبار” بانك أُصبت بوعكة صحية عندما شاهدت صورة الرئيس ميقاتي مع ولي العهد السعودي سلمان عبد العزيز؟
ج- أعتقد ان صحيفة “الشرق الأوسط” نشرت جواباً واضحاً على كل الغبار الإعلامي الذي اُثير في بيروت، وقالوا ان هذا اللقاء لقاء بروتوكولي وان الصحف اللبنانية استغلته أكثر من اللازم. والقيادة السعودية تتصرّف بكثير من اللباقة تجاه ضيوفها وهذا رئيس وفد لبنان واستقبل بلباقة وحسب الأصول، ولكن بتقديري لا معنى سياسي جدي لهذا الأمر كما قيل. وبالنسبة للوعكة ياريت كان معهم حق، ولكن وعكة صحية جدّية وأنا أُفضّل الوعكة الصحية السياسية على الوعكة الصحية الجدّية.

س- كان لك زيارة الى معراب للقاء رئيس القوات؟
ج- على الطريق وقع الإشكال.

س- كيف العلاقة مع القوات اللبنانية، أقصد علاقة “تيار المستقبل” وليس علاقتك الشخصية؟
ج- بصراحة ووضوح قانون اللقاء الأرثوذوكسي أحدث الضرر الذي كان سيسببه بدون حصول انتخابات على أساسه، أي انه ضرب أسس وفرّق ناس وجمع ناس واستعمل عنصرياً عند ناس مثل “التيار الحر” ودخل الجميع في حفلة جنون، ولكن كما أُسميها خيمة “14 آذار” أوسع بكثير من “القوات” و”الكتائب” و”المستقبل”، و70 بالمئة منها من جمهور رفيق الحريري والناس المستقلين و30 بالمئة من الناس الحزبيين.
أعجبني تعبيراً سمعته من صديق لن أذكر اسمه، إنه تبيّن في “14 آذار” بأن هناك أشخاص إيمانهم ضعيف، هو ليس رجل دين، ولكن أعجبتني الكلمة، الحقيقة تبيّن إن إيمانهم ضعيف وهناك ضرر كبير قد وقع.

س- كيف هو إيمانك بحلف “14 آذار”؟
ج- أنا أعتقد ان العناوين السيادية هي الأساس لجمهور “14 آذار” وهذه لا أحد يجرؤ الخروج عليها، ولكن لا يمكن أن نقول ان ضرراً لم يقع، هناك ضرر وقع ولكن لن يُغيّر وإن شاء الله أن لا يتسبب بأكثر مما تسبب به، وأكتفي بتعبير إنه تبيّن ان بعض الجهات إيمانها ضعيف.

س- هل ممكن أن تقدّم لكم بلغاريا ما عجزتم عن فعله بـ”حزب الله” واليوم كان هناك كلام من هذا النوع على قناة “المنار” بأن الإتهام لـ”حزب الله” هو اتهام سياسي، والبعض راى ان هذا الإتهام يمكن أن يدفع الإتحاد الأوروبي لوضع “حزب الله” على لائحة الإرهاب، وبالتالي هناك تداعيات كبيرة وهناك مشكلة وأزمة لهذه الحكومة الحالية؟
ج- هذا الموضوع دقيق ويحتاج الى تعابير دقيقة، أولاً الإتهام الذي صدر اتهام أمني وليس قضائي ولا سياسي، هو من وزارة الداخلية.
ثانياً: هناك خلاف داخل الإتحاد الأوروبي حول هذه المسألة.
ثالثاً: هناك نقاش حول الجناح العسكري والجناح السياسي في الحزب
رابعاً: نحن نبحث عن الإستقرار ولا نبحث لا عن بلغاريا ولا غيرها.
خامساً: بلغاريا ليست آخر العمليات، هناك شخص موقوف في قبرص باتهام مماثل.

س- لكنكم تبحثون عن العدالة للرئيس الحريري؟
ج- نحن نبحث عن العدالة عبر المحكمة التي تستمر في عملها وستبدأ المحاكمات في آذار، وكل يوم هناك خبر جديد عنها وهذا مُعلن.

س- لكن بحثكم عن الإستقرار وهذا العمل ربما لا يتوافقان؟
ج- لا أحد يمكن أن يقف بوجه العدالة الدولية، وما حصل في بلغاريا أو الذي قيل عما حدث في بلغاريا من وزارة الداخلية كلام كبير قد يُعرّض البلد لمشاكل كبيرة جداً، لأنه عملياً يصبح جميع اللبنانيين مُتهمين، وكل حملة جواز السفر سيُدقّق في جوازاتهم، وقد يُمنحون تأشيرت أو لا يُمنحون، يسافرون أو لا يسافرون، فضلاً عن ربما وقوع عقوبات تُسبب للبلد كله إرباك، لذلك انا أقول الوقت ليس وقت سخافة الشماتة، ولكن أسأل ألم يحن الوقت لقيادة “حزب الله” أن تُراجع هذه المرحلة؟ وهل الإستمرار بتحميل أنفسهم وتحميل جمهورهم وتحميل لبنان مسؤولية عمليات من هذا النوع؟ هل هي لصالح استمرارهم؟ هل هي لصالح الناس ولصالح الدولة؟.
أنا قرأت منذ أيام ان تكليفاً صدر نقلاً عن مصادر قابلت السيد نصرالله، صدر تكليف بدعم الدولة والتفاهم مع الدولة والإنخراط بالدولة، فكيف يمكن أن يكون هذا الكلام؟ وفي نفس الوقت هناك عمليات ضد مدنيين إسرائيليين في أي دولة في العالم.

س- هذا كان في لقاء مع كوادر الحزب؟
ج- هذا ما قرأته، ولكن ما أحاول أن أقوله انه هنا مسؤولية الحكومة بهذا التصرّف هل تستطيع الحكومة أن تحمي اللبنانيين من هذا الأمر؟ أم انه يجب أن تذهب وتحل مكانها حكومة أخرى تتصرّف بشكل مسؤول؟. أنا الآن لست في موقع الإتهام ولا في موقع الشماتة، الآن في موقع المسؤولية الوطنية، ما يحدث يجب أن يعلم الجميع بأن هذا خطر على كل اللبنانيين، وخطر كبير كبير على الوضع الإقتصادي وعلى الوضع السياحي، وعلى سفر الناس اللبنانيين وعلى عدم إعطائهم تأشيرات دخول وغير ذلك.

س- هل هناك أيضاً أسوأ من هذا الوضع؟
ج- نعم هناك الكثير نتيجة كلام من هذا النوع، ولكن أنا عندي سؤال وما عندي جواب، هل حان وقت المراجعة؟ هل حان وقت التدقيق والمناقشة وأخذ خيارات؟ لا يمكن ان تواجه كل اللبنانيين وتجرهم على خرابهم برضاهم، سيتضح ان هذه السياسة سياسة خراب للبنان، وحان الوقت لمراجعة كل السياسة.
أعود وأقول هذا أمر كبير لا يحتمل السجال السخيف الإنتخابي أو الثأري أو الشماتة، هذا الكلام الصادرعن بلغاريا بهذا الإتهام الأمني الذي صدر عن وزارة الداخلية، إذا لم يكن فرصة لدى قيادة “حزب الله” لمراجعة علاقته بالنظام اللبناني وبالشعب اللبناني وخيارات الشعب اللبناني واستقرار الشعب اللبناني، سيجد ان كل اللبنانيين دون استثناء ضده.
س- هناك اتهام مباشر من الولايات المتحدة لـ”حزب الله” برعاية الإرهاب ولم يؤثر كما تقول على اللبنانيين؟
ج- هل تتحدثين عن لائحة الإرهاب أم عن الإتهام؟.

س- على الإتهام وعلى لائحة الإرهاب؟
ج- عندما نضيف الى ذلك اوروبا وكل الناس التي لها مصالح مع أوروبا، وكل الناس التي تعمل مع أوروبا فماذا نفعل؟ هل نتصرّف كما تتصرّف سوريا؟ يعني هل نعيش مع البرازيل والصين والهند؟ لبنان يعترف بالشرعية الدولية ولا يعيش إلا بالشرعية الدولية، ولا تستقيم أموره إلا بالشرعية الدولية.

س- لكن ايضاَ البرغماتية الدولية تُبقي على هذا الفصل ما بين الحزب وأنشطته الخارجية وبين اللبنانيين، ربما كان في فترة مُعيّنة مشكلة مع الشيعة كانوا يُدقّقون معهم، ولكن أنت الآن تعممها على جميع اللبنانيين؟
ج- طبعاً فكيف يمكن أن يكون لبنان بخير والشيعة ليسوا بخير ما هذا المنطق؟.

س- أنا أُجيبك على كلامك الذي قلت فيه إنها غيمة تمر على كل البلد؟
ج- نعم طبعاً لأنه عندما يتضرر الشيعة يتضرر البلد، وكذلك عندما يتضرر السُنة وغيرهم فهل يمكن أن نعزل الضرر الشيعي؟.

س- أنا أُجيب على كلامك الذي شملت فيه كل اللبنانيين وحتى جمهور الرئيس الحريري سيدفع الثمن؟
ج- أولاً الى أن يتأكدوا ان هذا شيعي أو سني وإعطائه التأشيرة يكون الغلط قد وقع، ويكون الضرر قد وقع، انا ما أقوله ان الضرر يطال كل الناس عندما يطال أي من الناس، فإذا حصل ما حصل لنا بانقطاع السياحة، فكيف إذاوضعنا أنفسنا في المواجهة؟ عليهم مراجعة خياراتهم.

س- أنتم في مواجهة اليوم مع القضاء، مع مدّعي عام التمييز عبر طلبه برفع الحصانة عن بطرس حرب، انتم كفريق تضامنتم مع الشيخ بطرس في هذه المسألة؟
ج- طبعاً، أولاً الشيخ بطرس قامة وطنية وسياسية كبيرة، وما حدث خطأ بحقه، ولكن من عليه أن يجهر علناً بالفتوى في هذا الموضوع هو سماحة الرئيس بري، وأنا أكيد إنه يعالج الأمر بصوت واطي، واعتبر كأن الأمر لم يحصل، ولكن أنا أعتقد ان سماحة الرئيس بري.

س- لماذا تقول سماحة؟
ج- لأنه هو يُتقن الإفتاء، مطلوب منه الإفتاء في هذا الموضوع.

س- يعني يخترع أرنب جديد في مكان ما؟
ج- نعم، وهذا لا ينقصه، عليه إصدار فتوى علنية بهذا الموضوع يحسم الجدل ولا يجوز الإستمرار في هذا الموضوع.

س- لكن يبدو ان الأرانب انقطعت عند الرئيس بري لكثرة المسائل المتعلقة أحياناً بـ”14 آذار”؟
ج- لا خوف على الرئيس بري، فهو يملك مزرعة من الأرانب، ولكن يجب حسم هذا الموضوع ولا يجوز التعرّض أبداً لقامة وطنية مثل الشيخ بطرس حرب أياً كانت المبررات وتحت أي عنوان، لأن هذا الكلام لا يجوز. وأعود وأقول أطالب الرئيس بري بحسم هذا الأمر علناً وليس بالصالون، بحيث أن يُسحب من التداول.

س- لكن الشيخ بطرس حرب مُصّر على رفع الحصانة لكي يستطيع مواجهة مدّعي عامم التمييز؟
ج- ولذلك يجب حسم هذا الأمر علناً وإغلاق هذا الملف، ولا يجوز بقاء هذا الأمر بالتداول، هذا الأمر يتعلق بكرامة مجلس النواب وبكرامة نائب عريق مثل الشيخ بطرس، والرئيس بري أنا أعرف حرصه وأريد أن أسمعه يحرص علناً وليس في الصالون على حل هذا الموضوع.

س- أستاذ نهاد أنت رجعت من باريس منذ فترة قصير، الناس تحب أن تعرف عن الرئيس الحريري وعن المخططات المستقبلية وعودته الى لبنان؟
ج- هو بخير والحمدلله وهو حاسم بعودته، قال هذا الكلام، وحديثه يؤكد انه راجع أكثر صلابة وأكثر مسؤولية وأكثر انفتاح.

=======