إلى شارل أيوب

مقالات 17 أغسطس 2005 0

لا اعتقد ان سعد الحريري يعلم بأنك تخرجت ضابطا طيارا من الكلية الحربية قبل عملك في الصحافة.

كذلك هو لا يعرف انك تعتمد سياسة الغارات في كتاباتك.

يخاف القارئ وهو يتمعن في افتتاحياتك ان يقع عليه السقف السياسي فيحتمي بسقف منزله.

لن اناقشك في رئاسة الاستاذ وليد عيدو للجنة الدفاع.

او الدكتور غطاس خوري الذي لا اعتقد ان النيابة العامة ستأخذ برأي مخالف لما لديها من حقائق من أي جهة اتى.

هذا اجتهاد مني وليس واقعا تستند اليه.

نأتي الى موضوع الإعلام الذي تشتكي منه في الوسائل التي يملكها آل الحريري.

اولا: كمواطن وكمراقب ثانيا وككاتب ثالثا لا ارى فيها ما يمكن ان يطلق عليه حملة إعلامية.

للتذكير فقط هم يقولون اقل بكثير من الغارات التي كنت تشنها في كتاباتك قديما على الأمن السوري.

ولاقت استحسانا كبيرا في دمشق وبيروت.

هذا لا يعني انني اتبنى ما تقوله هذه الوسيلة او تلك من وسائل الإعلام.

لكنني مصرّ على انه لا يجوز ضبط ما اسميه بالحيوية السياسية للإعلام اللبناني تحت شعار اتهامه بحملات منظمة.

ثانيا: استشهد الرئيس الحريري منذ ستة اشهر.

أمضى نصفها سعد الحريري على الأقل في الانتخابات النيابية.

لا شك ان حضوره في البقاع الغربي وفي الشمال غيّر الكثير من النتائج المتوقعة قبل اسابيع قليلة من موعد الانتخابات.

هو ذهب من الجنازة الى السياسة فإذا به أسير أمني لهواجس تعرف اولها ولا تعرف اخرها.

أليس من المبكّر اصدار الأحكام حول حسن القيادة؟ هذه الحكومة هي نتيجة القانون الذي جرت الانتخابات على أساسه.

وقد قرأت الكثير من تقييمك السلبي لهذا القانون.

مورست كل انواع حقوق النقض على طريقة تشكيل الحكومة وتسمية وزرائها.

مع ذلك وصف الفشل لا يعطى لحكومة عمرها شهر واحد.

أنت تعلم بالتأكيد أكثر مني الاستحقاقات الكبيرة المقبلة على لبنان بعد اعلان نتائج التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري.

هذا الامر لا يواجه بأسر الزعماء عند طوائفهم.

نحن نحكم الآن بواسطة الهاجس الأمني وليس بالريموت كونترول.

لماذا لا تغير على لجنة صياغة قانون انتخابات جديد.

لنفتح ابواب الكلام السياسي الجدّي في البلد.

ما رأيك بغارة على الهواجس الأمنية فنعرف من وراءها ونرتاح؟ ثالثا: سعد الحريري موجود.

عرفت بالتواتر أنه في إجازة مع فريق عمله بعد الضغط غير المحدود الذي تعرض له لمدة ستة اشهر.

وسيعود.

كلها ايام وتجده يقف امام الناس ثم يخرج من الباب فؤاد السنيورة.

الا تجد انه من الطبيعي ان يعود رئيس الحكومة للتشاور مع زعيم الاغلبية النيابية التي أتت به الى السراي الكبير؟ نحن نعيش حالة انتقالية واضحة بكل ما في الكلمة من معنى.

عشنا سنوات طويلة جدا تحت ادارة سياسية وامنية سورية.

تعودنا خلالها على التنفيذ وليس على الابتكار او التصدي لما هو مقبل علينا.

خرج الجيش السوري.

ادخلنا الى غرفة الانعاش الفائقة في مجلس الأمن الدولي بسلسلة من القرارات تضعنا في زوايا الخطر.

أصبر على نفسك.

على أهلك.

دعنا ننتقل أولا من حال الى حال ونثبت عليه.

ستجد المشروع الذي تريده.

الحضور الذي ينعشك سياسيا.

الحكومة التي لا خيار لها إلاّ العمل.

رابعا أنت تعرف الرئيس الشهيد قبل تكليفه برئاسة الحكومة في العام 1992.

وقابلته بالتأكيد مرات في السنة الأخيرة من حياته.

هل قارنت مرة بين من عرفته سابقا ومن حاورته مؤخرا.

لا يحتاج الأمر الى عشر سنوات.

السياسة تراكم كما هي المعرفة كما هو المال.

العزيز شارل اكتب هذه الكلمات كمواطن لبناني لمعرفتي بتأثيرك الجدّي على الرأي العام.

لرغبتي بتأكيد صداقتي لك.

حماية لما تبقى من مناعة عند اللبنانيين.

انتظر نهاية التحقيق.

سترى انك بكرت بالإغارة على سعد الحريري أحكاما ونتائج.