أين نهاد المشنوق … الصحافي؟

قالـوا عنه 26 يناير 2012 0

كنت أرى في الأستاذ نهاد المشنوق صحافياً موضوعياً في تحليلاته، منصفاً إلى حد كبير في مواقفه، غزير المعلومات في مراجعه، ناقداً دقيقاً في استنتاجاته، وهذا ما كان يدفعني إلى انتظار مقالاته في “السفير” كما أنتظر كتابات الأستاذ محمد حسنين هيكل لأطلع على بعض ما يختزنه من أسرار وحوادث، يستعصي على الصحافيين العاديين وحتى على الكثير من الكبار منهم، الوصول إليها وربطها بالحاضر والمستقبل. ولكن، كما يُقال، ما دخلت السياسة أمراً إلاّ أفسدته، فبعد أن ربح هو النيابة خسرنا نحن فيه الصحافي الذي نعرفه حيث أضحى يتحرك داخل إطار ضيّق، وداخل خطوط مرسومة يمكن لأي متابع أن يعرف مسبقاً ما سيصدر عنه، مما جعله فرداً في أوركسترا، بعد أن كان مايسترو له تلامذه يغرفون من معينه. هذه الانطباعات أثارها لديّ تعليقه على ما نسب إلى قائد فيلق القدس بالطلب إلى رئيس الحكومة “بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران …” وأن سكوت ميقاتي عن هذا الكلام “هو بمثابة خيانة وطنية غير مستغربة عن هذه الحكومة” … مما يدعو، بصرف النظر عن الموضوع المثار، إلى الاستهجان والتساؤل معاً: هل مات الصحافي الذي نعرفه في نهاد المشنوق؟ ألا يدرك، وهو سيّد من يعرف، أن الدستور لا يخوّل رئيس الحكومة اتخاذ قرار كهذا؟ وان مطالبة رئيس الحكومة بالقفز فوق صلاحيات مجلس الوزراء مجتمعاً هو الخيانة الوطنية بحق الوطن واتفاق الطائف، الذي تكرر كتلته اناء الليل وأطراف النهار بالمحافظه عليه وعدم المس به في الوقت الذي تمتنع عن الاستجابة للمطالبة المحقة والدستورية بوضع نظام خاص لمجلس الوزراء، يكون الفيصل في وضع حد لمطالبات كهذه ظاهرها وطني ومرماها تكريس أعراف بمصادرة صلاحيات مجلس الوزراء، على النحو المستمر منذ إقرار اتفاق الطائف حتى اليوم. لقد خسرنا صحافياً كبيراً ولم نربح مشرّعاً إضافياً حتى الآن…

********
20-1-2012: قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني يعلن خضوع العراق وجنوب لبنان لإرادة إيران
22-1-2012: اعتبر عضو “كتلة المستقبل” النائب نهاد المشنوق، في تصريح له أن كلام قاسم سليماني “هو بمثابة اعلان الاحتلال الايراني لجنوب لبنان وللعراق”، وقال: “كلامه تجاوز الحد الادنى للمنطق، بحيث لم تعد طهران تكلف نفسها عناء ترطيب تصريحاتها المنتهكة للسيادة اللبنانية والعربية، بل بلغ البخار في رؤوس بعض مسؤوليها حدا صارت تجاهر معه بالاحتلال وتفاخر بالسطو على السيادة والكرامة الوطنيتين”
ورأى “ان هذه التصريحات تؤكد صوابية المقاومة السياسية التي نخوضها يوميا في لبنان لمواجهة غطرسة إيران واستكبارها”.
وعن التوضيحات التي صدرت عن السفارة الايرانية في بيروت وقول السفير غضنفر ركن ابادي ان الجنرال سليماني تحدث عن مدى استلهام لبنان والعراق لفكر الثورة الإيراني، قال: “نحن في لبنان لا نحتاج الى هذه الافكار وبيروت تعطي دروسا في هذا المقام لمن يحتاجها. هذه الافكار تمت فقط الى ثقافة المغامرة بأمن الناس واستقرارهم كما تخطف خياراتهم وحريتهم وتعتدي على كرامتهم وعزتهم”
وأسف لـ “عدم إقدام اي شخصية من حزب الله على استنكار كلام سليماني على غرار ما فعل التيار الصدري في العراق، متسائلا هل يقل تيار السيد الصدر في العراق تشيعا وولاءا لايران عن حزب الله ام يزيد عليه في الوطنية”؟ ودعا الدول العربية الى “التعامل مع كلام سليماني باعتباره تصريحا بالاعتداء على أمن ثلاث دول عربية والتعامل معه بهذا المستوى قطعا للطريق على التمادي الايراني في إنتهاك سيادة الدول العربية”.
وطالب المشنوق رئيس الحكومة ب”قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران لإفهام قائد الحرس الثوري ان لبنان ليس المكان المناسب لإعلان بيانه الرئاسي، وان اللبنانيين يرفضون أوهامه حول قدرة بلاده على احتلال عقول الناس”، معتبرا أن “سكوت الرئيس ميقاتي عن كلام الجنرال الايراني هو بمثابة خيانة وطنية غير مستغربة عن هذه الحكومة”.