أول فرعون منتخب في تاريخ مصر – 2 – هل يأكل الدور العربي من ” عيش” المصريين؟

مقالات 10 أكتوبر 2005 0

كيف تستطيع ان تخزّن في ذاكرتك خمسين سنة من الحكم، شاهدا، شريكا، مفاوضا، منظّرا، مثقفا، معترضا، مستشارا، حاضراً دائماً للمناقشة العلمية الواقعية الواضحة؟ من يستطيع ان يخزّن كل هذا ويبقى رأسه نظيفاً من غبار السلطة؟
تخرّج من جامعة القاهرة. اكمل دراسته في جامعة هارفرد حيث نال الدكتوراه في القانون. بدأ العمل في وزارة الخارجية في العام 1957. لم يطل به الأمر حتى أصبح قريباً من الزعيم التاريخي العربي جمال عبد الناصر. انخرط في سياسته منظراً ومتابعاً في السياسة الخارجية لمصر وأزماتها المتتالية في تلك السنوات.
استلم الرئيس انور السادات الحكم بعد وفاة الرئيس عبد الناصر في العام 1970. اصبح اكثر التصاقاً بالمطبخ السياسي للرئاسة المصرية، وإن كان عمله الاساسي نظرياً هو الشخص الثاني في وزارة الخارجية.
رافق الرئيس السادات في “زيارته التاريخية” الى اسرائيل. تحمّل مسؤولية المفاوضات الاميركية المصرية الاسرائيلية. وبرغم تعاقب وزراء الخارجية وتبدّلهم، بقيت صورته هي الاساس في المفاوضات التي ادّت الى اتفاقية كامب ديفيد.
عندما عيّن الرئيس السادات قائد السلاح الجوي المصري حسني مبارك نائباً له، اضيفت الى مهامه مرافقة نائب الرئيس في زياراته الخارجية. إذ إن نائب الرئيس في ذلك الحين لم يكن متمرساً في السياسة الخارجية بما يكفي لإدارة مفاوضات مع قادة الدول التي يزورها.
اغتيل الرئيس السادات على منصة العرض العسكري لاحتفال السادس من اكتوبر/تشرين الاول ذكرى الحرب، فوجد نفسه الى جانب الرئيس المنتخب حسني مبارك مساعداً له ايضاً في السياسة الخارجية.
لم يسمع احد في مصر او خارجها انه يريد منصب وزارياً او حتى غير ذلك من المناصب. كان يكفيه دائماً انه في المطبخ السياسي للرئاسة المصرية منذ إعلان الجمهورية الأولى مع جمال عبد الناصر حتى اليوم.
كل الذين يعرفون هذه المرحلة من تاريخ مصر يعرفون زهد الدكتور اسامة الباز بالمناصب، او انه اكتشف مبكراً ان المناصب ورجالها يتغيرون اما العقل السياسي اللامع، المجتهد ابدا، فدائم الحضور لا يتغير. فاختار الدكتور الباز منصب العقل المجتهد.
نادراً ما رآه أحد يمارس مظاهر العامل في الرئاسة: سيارة، مرافقون، حرس. كل هذا خارج خريطة حياته اليومية. لذلك لا يفاجأ به حرس الرئاسة المصرية واصلاً الى المدخل بالتاكسي ما يحرجهم امنيا، او سيراً على الاقدام بعد ان يترك التاكسي خارج حرم امن الرئاسة.
يحمل جاكيتته على كتفه بيده اليمنى ويفكر في المقبل من الحديث الرئاسي.
في المبنى الجديد لوزارة الخارجية على النيل خصص له مكتب في غاية الاناقة والمساحة الكبيرة. يزوره بين الحين والآخر. إذ انه يعتصم بمكتبه القديم في المبنى التاريخي لوزارة الخارجية (قصر السلطان حسين كامل) بالقرب من فندق هيلتون النيل. هناك يعبق التاريخ في الاروقة والغرف. تدخل إليه فتعتقد انك تزور مكتب مؤرخ لا يعرف النظام الورقي ولا يترك لغيره ان ينظّم اوراقه، إذ ربما أضاع ورقة من التاريخ.
يدخل الدكتور باز بهو الفندق حيث انزل في القاهرة للقائي. لا تشعر به إلا أمامك بود وبساطة. فرادة صوته تسبقه. نحافة تطيل الكلمات. لا أحد يمكنه تجاهل وجوده رغم سلاسة حضوره “الغريب” عن السلطة في بلد الفراعنة.
يبدأ الحديث حيث انتهينا منذ سنوات طويلة. قلت له جئتك في العام 1982. قابلت الرئيس مبارك وعدت إليك للتشاور: الحرب العراقية الايرانية ترتفع وتيرتها. العراق الدولة الاغنى في العالم العربي والأهم بإمكانياتها تخوض حرباً عرفنا متى بدأت، لكننا لا نعرف متى تنتهي. فنكون خسرنا القدرة العراقية بشرا، ماء، ارضاً زراعية، نفطاً، علماً، حضارة.
لبنان على كف عفريت. احتدم الصراع في السلام العربي الاسرائيلي بعد زيارة الرئيس السادات الى القدس. مركز الحرارة المعد للانفجار هو لبنان. وسط صراعات سياسية لبنانية تدعم سوريا بعضها، واسرائيل الباقي منها. التعبير ان لبنان ساحة، لا يأتي من الفراغ، بل هو حقيقة معدة للانفجار في اية لحظة.
أحمل اليك رسالة ضاحكة من الزعيم ياسر عرفات يسألك فيها ماذا يفعل الجيش المصري؟ لماذا لا ترسلون فرقة منه الى لبنان. اضفت: لمصر دور في العالم العربي لا يجوز لها ان تتخلى عنه. ولا يجوز للعرب القبول بانسحابه لأي سبب من الاسباب. هو عنصر التوازن الجدي والوحيد في تاريخ هذه المنطقة.
لن يتغير التاريخ الآن. أزماتنا تزداد. من له القدرة على ادارتها بموافقة جميع الاطراف، غير مصر؟!
هناك تجربتان كبيرتان امامنا بخطرهما. التأسيس لعلاقات عربية ايرانية غير سليمة لعشرات السنين. تدمير العراق، تقدم النفوذ الاسرائيلي السياسي في لبنان.
“جرى الحديث قبل الاجتياح الاسرائيلي للبنان في حزيران/يونيو 1982”.
كنت صريحاً معي، وبعد نقاش مستفيض، قلت لي ان مصر تحتاج الى عشر سنوات من النقاهة من السياسة العربية. ليس فقط بسبب الحملة السياسية العربية التي تعرضت لها إثر توقيعها لاتفاقية السلام مع اسرائيل، بل لأن الادارة المصرية تريد ان تتفرغ لإعادة تنظيم الداخل المصري… المصريون ينتظرون المن والسلوى من اتفاقية السلام ونحن بالكاد قادرون على تأمين الرغيف لهم. هذا امر يحتاج الى ادارة دقيقة تخفف من التوقعات، وتحسن فرص الفوز “بالعيش” المصري.
“العيش”، هي التسمية المصرية للخبز.
حصل ما حصل في لبنان والعراق. مرت السنوات. ذهبت في العام 93 مع الرئيس رفيق الحريري، رحمه الله، الى مصر، جاء الدكتور اسامة الباز لزيارتة في الفندق حيث يقيم.
لبنان والعراق مرة أخرى
لم أستقبله فقط، بل أعدت له السؤال: مرت السنون العشر وما زالت مصر على تقاعدها في العالم العربي. دخل الى صالون الرئيس الحريري. بعد نصف ساعة جاءني الاستدعاء. الرئيس الحريري يضحك والدكتور باز كذلك. يسألني الرئيس: ماذا تريد من الدكتور باز. ها هو أمامك وصاحبك.
اجبت: تحدثت عن العراق ولبنان قبل عشر سنوات. طلب الدكتور باز لادارته السياسية فترة نقاهة. وافقت بصفتي مواطناً عربياً. الآن العراق محاصر دولياً بسبب مغامرتة الفاشلة في احتلال الكويت. من يتولى الادارة السياسية لهذا الموضوع قبل ان يصل الى مزيد ومزيد من الدمار… اما لبنان، فقبل ان يعترض الرئيس الحريري على كلامي، اقول ان الادارة السياسية السورية للوضع في لبنان هي ادارة ازمة دائمة ومفتعلة من قبلهم. ليس هناك من ادارة للحل.
قلت للرئيس الحريري قبل ان يُلزمني بالتوقف عن الكلام: انت قلت في خطابك في الجامعة الاميركية ان اتفاق الطائف لا ينفذ، ما يؤدي الى اختناق سياسي لبناني، يؤثر على اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية.
طبعاً انتهى دوري في الجلسة بعد ان اتهمني الرئيس الحريري بأنني منحاز “لمصريتي”.
المهم، اين دور مصر في هاتين الازمتين؟ كررت السؤال وانا اودع الدكتور باز على باب الفندق بعد انتهاء زيارته للرئيس الحريري. شرح لي الظروف المعقدة في لبنان والعراق التي تمنع مصر من القيام بأي دور في تلك المرحلة.
بعد اثنتي عشرة سنة من النقاش في صالون الرئيس الحريري في القاهرة، التقينا في الاسبوع الاخير من الشهر الماضي: بدأنا من حيث انتهينا. هذه المرة بشهادة الصديق عماد الدين اديب. الدكتور باز يحمل بين يديه مقالتين مسحوبتين عن الانترنت كتبتهما في “السفير” على اسبوعين متتاليين عن المشروع الايراني وبائع السجاد. انا احمل عدد “الاهرام” في يدي المعنون بأن مصر ترفض فرض العزلة على سوريا بعد زيارة الرئيس بشار الاسد للعاصمة المصرية.
المشروع الإيراني
سألني الدكتور باز عن بعض النقاط الواردة في المقالتين، أولاها وأهمها الخريطة السياسية لهذا المشروع.
بدا القلق على وجهه للمرة الأولى. تذكر ما قاله الامير سعود الفيصل في نيويورك عن الدور الايراني في العراق والتفتيت المذهبي الحاصل هنا بفعل هذا الدور.
ذكّرته بأن مصر لم تبادر الى تأييد او مناقشة تصريح وزير الخارجية السعودي. اجاب بانه مقتنع بما اقوله. لكن العلاقات الايرانية المصرية معقدة الى درجة عدم فعالية دور مصر في هذا المجال.
عاد الحديث الى بداياته المبكرة: انتم تركتم الاميركي والايراني يتحالفان ثم يتواجهان في العراق! ماذا تفعلون غير معرفة قشور ما يجري؟ هل الدور السياسي المصري ينتظر الكارثة حتى يتحرك؟ وماذا يعني هذا المشروع بالنسبة الى لبنان وسوريا. حيث “المحرّر” الشيعي حليف المشروع. كذلك النظام السوري.
اجاب: عنوان “الاهرام” إنشائي لا يعبّر عن الواقع السياسي في حركة الرئيس مبارك.
هو بالتأكيد لا يريد ان تتعرض سوريا لأي فوضى من الداخل او من الخارج، شرط تطبيقها قرارات مجلس الامن الدولي.
لقد انفرد الرئيسان مبارك والاسد في الاجتماع الاخير. لكنني فهمت بعد ذلك ان الرئيس الاسد ابدى تقدماً في الاستجابة لقرارات مجلس الامن. إلا ان “الرئيس” لا يريد تعريض حركته لمفاجآت سورية إذا توسط مع الأميركيين. اكتفى بالاتصال بالرئيس الفرنسي جاك شيراك ووضعه في اجواء اجتماعه وتطور الموقف السوري، تاركاً له التقدير ما إذا كان هناك من تطورات على الموقف الاميركي يجب متابعتها.
تهريب أسلحة إلى السعودية
ماذا عن العراق؟ “السعودية تتعرّض لمخاطر امنية نتيجة تدهور الوضع في العراق. هناك حدود مشتركة بين البلدين تبلغ 900 كيلومتر، يجري تهريب الاسلحة من بعض المنافذ فيها لكل من يرغب من السعوديين وبالأخص المناطق الشيعية. الأمر الثاني هناك آلاف (يقال ثلاثة آلاف واعتقد انهم اكثر) من المتطوعين الذي ذهبوا للجهاد في العراق على طريقتهم. الأمر الثالث وهو الأهم، ان السعودية تتفرج على نظام ينشأ على حدودها في العراق يستثني السنّة عملياً من الادارة السياسية للبلاد تحت شعارات، أولها الأكثرية، وثانيها تقسيم البلد الى دويلات تستخدم الحاجة الكردية الى خصوصية فإذا بها تحصل على شبه انفصال. لن نترك هذا الموضوع رغم تعقيداته. وهناك معلومات لدينا بأن الباكستانيين الذين اعتقلوا في العملية الأخيرة في شرم الشيخ لهم علاقة بتنظيم ايراني عراقي. وقد تم القبض على مجموعة مماثلة في السودان قبل تنفيذها لعمليات مقرّرة.
اندمجت الحركة المصرية في الموضوع العراقي ضمن دور لجامعة الدول العربية دعا اليه الامين العام منذ سنتين ولم يستجب احد من العرب معه.
غير انه من الواضح بعد الاجتماع الذي عُقد في جدة لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق بحضور عمرو موسى ان وضع العراق يحتاج الى غرفة عمليات سياسية عربية دائمة يومية، متحفزة. وإلا فإن كل الجهد العربي لن يحصل إلا ما حصل عليه الوزير سعود الفيصل من الاعتداء السياسي الفاجر من قبل وزير الداخلية العراقي الفاجر بيان جبر. اعتذار وزير الخارجية العراقي الحاضر في اجتماع جدة لا يفي بأي غرض. إذ إن وزير الداخلية العراقي يستند الى تخلي العرب عن العراق اثناء حروبه الماضية. وبالتالي يستحق العرب الشتيمة من وجهة نظره.
هل انتهى الوضع هنا؟
ما لم تقتنع الولايات المتحدة بإعادة قراءتها للوضع السياسي في العراق، وايجاد قنوات تشاور مصرية سعودية اميركية، فلن يستطيع احد تغيير ما هو مقرر. هذه التطورات ستصيب عاجلاً ام أجلاً الوضع في السعودية والكويت والبحرين، على الاقل من دول الخليج؟
مربع الأمن القومي المصري
يجيب الدكتور الباز بأن هذه التطورات قد تدفع الى حركة سياسية مصرية غابت لربع قرن، إذ إن خريطة الامن القومي المصري مربعة: الدولة الفلسطينية، السودان، منابع النيل، مداخل البحر الاحمر. هذا هو المربع الاستراتيجي.
لكن، يا دكتور، هذا المربع غير معزول عن السعودية مثلا. حتى على الصعيد الجغرافي؟ وغير معزول عن الحركات الدينية في كل مكان، بما في ذلك مصر؟
يتمهل الدكتور ويقول: انت على حق.
اعدت له ما سمعته من وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط من ان وحدة الوطن العراقي واجب عربي.
نعود الى لبنان. يقول عمرو موسى ان لبنان على مفترق طرق وسط حالة من عدم الاستقرار تعيشها المنطقة.
يقول الدكتور الباز ان الحيوية السياسية اللبنانية جعلت من تحقيق اللجنة الدولية قضية داخلية لبنانية. بالتالي، فإن مصر تتمهل في الكلام عن هذا الموضوع الى حين ثبوت ما قيل عنه او العكس. عندها يصبح للموقف معنى. اما الآن فالكل يبحث عن موقف سياسي من اجراء قضائي دولي. هذا غير طبيعي. نحن مطمئنون الى استقلالية التحقيق. وقد ابلغنا السوريين بذلك.
سندرس التقرير حين يصدر بدقة. نكوّن قناعتنا. نلتزم بها. بعدها يصبح الكلام السياسي عن لبنان له مضمون ومعنى وليس الآن. يلتفت اليّ الدكتور الباز وينبهني: كنت تتحدث عن الحركات الاسلامية. ماذا قصدت؟
قلت له: لقد حاورت عدداً من الاساتذة الجامعيين والمفكرين حول دور الاخوان المسلمين المغيّب في العملية السياسية المصرية، وخاصة الانتخابية. هذا يولّد احتقاناً طبيعياً لدى الحزب الاكبر في مصر. إذ انهم يدّعون انهم يفوقون المليوني بطاقة انتخابية. يعترض الدكتور الباز على الرقم. يبدو عليه التوتر من الحديث. يغيب عن باله فوراً ضرورة الاخراج او الشكل المناسب لدورهم السياسي.
الإخوان من دون ديموقراطية
يحاول عماد الدين اديب جاهداً طرح وجهة نظره القائمة على الوسطية بين الاتهام والدور. اتدخل انا قائلاً ان جماعة الاخوان المسلمين المصرية لا تؤمن بالديموقراطية كمنظومة قيم وكإجراءات واساليب تنظيمية لممارسة السلطة والحكم.
هي ليست مشروعاً تركياً او ورقة عمل الاخوان المسلمين في سوريا الذين يتحدثون عن الديموقراطية حلاً.
إذًا، فإن انتشار الوعي الديموقراطي يقلّل من منتسبي الاخوان في مصر ولا يزيدهم. لكن الوعي الديموقراطي لا يقبل بعزلهم. ما فعله الرئيس مبارك من استيعاب للإخوان في اطار النظام السياسي دون منحهم حق الوجود القانوني شكل عنصرا أساسيا في سياسة المواجهة مع جماعات التطرّف والعنف.
أمّا بالنسبة الى الحجم الانتخابي فيقال إن أصوات الاخوان الذين تركت لهم قيادتهم حرية الاختيار ذهبت الى أيمن نور فحققت له نسبة لا علاقة لها بحجمه السياسي. ثمانية في المئة من أصل 22 في المئة مارسوا حقّهم الانتخابي. إذاً، كان شعار الاخوان القرآن دستورنا فما الذي يمنعهم من التفاهم مع دولة دينية مثل ايران؟
يستمع الدكتور الباز باهتمام وهدوء بعد دقائق من التوتر لا يجد جوابا إلاّ القول إنّ ما حصل حتى الآن من تعديل المادة 76 من الدستور ومنح أفراد لهم صفة تمثيلية حزبية وداخل مجلس الشعب بشكل معقول الحق بالترشح لرئاسة الجمهورية، هو تقدّم صحّي لن يكون آخر الطريق. العمل جارٍ على تحقيق انفراجات ديموقراطية على أكثر من صعيد. كذلك الحال في الوضع الاقتصادي الذي يحتاج كلّ مصري الى تصحيحه.
قاطعته فورا: أرجوك لا تقل لي إن “عيش” سبعين مليون مصري سينقطع بسبب الدور المتوازن الذي يمكن أن تلعبه مصر في العالم العربي. لقد انقطعت مصر لمدّة خمس وعشرين سنة عن دورها العربي.
لا احد من المصريين يدّعي أن هذا سبّب تحسنا في الوضع الاقتصادي. أكثر من ذلك قرأت اليوم في احدى الصحف ان الادارة الأميركية تريد تحويل جزء من المساعدات الأميركية البالغة ملياري دولار سنويا، الى القطاع العسكري. بالطبع رفضت مصر ذلك.
مليارا دولار ثروة بسيطة هذه الأيام مع ارتفاع أسعار النفط. الدور العربي سيأتي بأكثر من ذلك بالتأكيد. انما لمصر القوية، القادرة، المتوازنة.
ينتهي الغداء من دون وعود. يسافر الرئيس مبارك بعد أيام الى السعودية. قبل ذلك يغادر الدكتور الباز الفندق حاملاً جاكتته على كتفه بيده اليمنى سيرا على الأقدام.
الى أين؟ لا نحن سألناه ولا هو أجاب. سألته منذ متى أنت في وزارة الخارجية. ضحك. لم اكن ولا مرة. الأرجح أنه ذهب الى عقل الرئاسة، كما تعود منذ خمسين سنة.