أمنيتان..*

مقالات 22 يناير 2007 0

وددت لو ان فؤاد الهاشم ونبيل فياض، الكاتبين في صحيفة الوطن الكويتية، نشرا ما كتباه عن السفير وناشرها وعنّي في السفير لكانت الصحيفتان اقتسمتا ثقل الكتابة على الصحيفتين بدل الواحدة.
اعترف هنا بأنني وجدت في نصّيهما قدرة صدام حسين او أي ديكتاتور عربي آخر على تولي القول في خصومه بما يليق بسمعة ديكتاتوريته. أما ان تكون الكتابة كويتية ولكتّاب كويتيين فهو ما لم أفهمه، وما لا أريده لهما من العيش في ظل ديكتاتورية تفرض عليهما صياغتها.
تجاهل الكاتبان انهما يخاطبان لبنانيا عانى لسنوات طويلة جدا من تسلّط الجارة الكبيرة على بلاده الصغيرة، ودفع مرات ومرات ثمن دعوته الى كلمة سواء بين البلدين. فكيف لي ان أشجّع اجتياح العراق للكويت؟
لقد استطاعت الحكومة الكويتية في عهد الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، ان تفتح ابواب الكويت وعقول أهلها على هواء سياسي نقي خالٍ من الحقد، مليء بالحكمة، متطلّع الى المستقبل، مستفيد من دروس الماضي.
صورة الكويت اليوم هي صورة البلد المستقر، الهادئ، المعني بمرونة التعامل مع محيطه وأزمات منطقته.
أميركم عميد السياسة الخارجية في العالم ربما. ووزير خارجيتكم يملك من الحنكة والمعرفة وسعة الأفق ما يجعله دواء للأزمات العربية المستعصية. فلماذا لا تتشبّهون بابتسامة الطمأنينة لدى الأمير ودماثة الخلق السياسي لدى الوزير؟
الرئيس صدام حسين الذي أرفض وترفضون اسلوب حكمه، انتهى في الحفرة التي وُجد فيها، واكتمل عقد غيابه في سجنه.
أما صدام حسين الذي أُعدم فهو اشارة لمسائل اخرى لا علاقة لها بحكمه ولا بأخطائه. انه ثأر يراد منه تسيير ما هو متأهب من الفتن وهي كثيرة عندنا وعندكم. الصفات التي أطلقتُها كتابة على صدام حسين في تبريره لغزو الكويت، في يوم الاثنين الماضي، هي صفات عراقية تداولها العراقيون في حينه، وليست صفات أطلقها أنا لتبرير غزو ليس له عندي ولا عند غيري إلا الإدانة له.
لكل امرئ من دهره السياسي ما تعلّم… وأنا تعلمت ان اتمنى لأهل الكويت العبرة من أميرهم ووزير خارجيتهم، وللبنان استقرارا يسهم فيه الجار الكبير، رغم صعوبة تحقق الأمنيتين.

*رد على مقالات كويتية