“أقلام تحاور” مع وليد شقير- إذاعة “صوت لبنان” – ميقاتي مستمرٌ في حماية انقلاب “حزب الله”: تمويل المحكمة الدولية حقٌ لا منّة

مقابلات اذاعية 03 ديسمبر 2011 0

س- هناك أمور عديدة أحاطت بخطوة تمويل المحكمة الدولية، وروايات تُنشر في الصحف حول ظرف اتخاذ القرار، بداية أنتم في المعارضة التمويل كان مطلبكم واعتبرتم انه ليس منّة، ولكن في ظل ميزان القوى الحالي، هل كنتم تتوقعون أن يحصل التمويل؟ أم كنتم تتوقعون سقوط الحكومة، وبالتالي فوجئتم بالتنازل الذي قدّمه المعترضون على التمويل؟
ج- هناك وجهتا نظر في هذا الموضوع مثل أي نقاش داخل أي مجموعة سياسية، فهناك رأي يقول ان التمويل مستحيل يحصل، وان هذا العقل الذي مارس السياسة منذ العام 2004 حتى اليوم في لبنان، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري أو من قبل اغتيال الرئيس الحريري بالتمديد للرئيس لحود، مُخالفاً بذلك رغبات اللبنانيين والعرب والدوليين، والعقل الذي يقوم بعملية 7 أيار في مدينة بيروت واستباحتها، لا يمكن أن يكون هو نفسه الذي يُقدّم خطوة باتجاه الإعتراف بمحكمة يُطلق عليها على أنها دائماً اللقب الوحيد بأنها أميركية وإسرائيلية.
وهناك اتجاه آخر يقول ان هذه الحكومة هي أفضل حكومة لصالح “حزب الله” والسياسة السورية منذ العام 90، منذ اتفاق الطائف شكلّت حكومتان خارج الرئيس الحريري أو مجموعته السياسية، حكومة الدكتور سليم الحص وحكومة الرئيس عمر كرامي الأولى في العام 2000 والثانية عام 2004.
أنا كنت مع وجهة النظر الثانية التي تقول بأن هذه الحكومة هي سفينة الخلاص الوحيدة الباقية كأداة سياسية أمام الأزمة الكبرى والثورة التي تعيشها سوريا، وما يترتب من ذلك على التزامات لـ”حزب الله” وحلفاؤه تجاه نصرة النظام السوري، تبيّن بالفعل ان ما لم يفعله الرئيس ميقاتي عند تشكيل الحكومة فعله عند التمويل، بمعنى تصرّف بأنه هو الورقة الأخيرة والوحيدة الباقية لحماية النظام السوري، ولحماية الإنقلاب الذي قام به “حزب الله” في الداخل، فانتصرت وجهة النظر الثانية، هذا هو الأمر بكل بساطة ، ولكن أنا لا أوافق على القول بأن المعارضة قامت على بند وحيد كما جاء في مقدمتك، وهو التمويل وبهدوء وبدون شعارات كبرى، التمويل حق للبنانيين ولا أريد استعمال تعابير ليس منّة من أحد أو غيرها، دعنا نقول بشكل موضوعي التمويل هو حق لكل اللبنانيين الذين اختاروا المحكمة باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق العدالة ووقف الإغتيالات، ليس ثأرا لماضٍ أو تحقيقاً لانتقام من جهة، هذا أمر يتعلق باستمرار الحياة السياسية في لبنان بشكل شبه طبيعي، وهذا الأمر لم يكن بالإمكان استمراره طالما الإغتيالات مُباحة ومُستباحة. هذه المحكمة هي الطريقة الوحيدة التي تضع حداً لهذا الأمر وتبقي على الكثير مما تبقى من مزايا النظام اللبناني، من حيث القدرة على التداول السلمي للسلطة، من حيث القدرة على حرية التعبير، من حيث القدرة على التصرّف بحرية، وكل الأمور التي أصبحت الآن عنواناً لكل الشعوب العربية التي نزلت الى الشارع.
بالأمس حصل مثل بسيط رداً على الكثير من الكلام الذي يُقال حول المحكمة الدولية وضرورتها أو عدم ضرورتها، وان القضاء اللبناني يستطيع أو لا يستطيع، بالأمس ميشال رينه معوّض ابن رئيس الجمهورية اللبنانية الذي اغتيل بعد اتفاق الطائف وانتخابه رئيساً للجمهورية، حيث وقف في خطاب عام أمام آلاف الناس يقول: ملف اغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية رينه معوّض في المجلس العدلي يحتوي على ورقة واحدة وهي شهادة الوفاة وكيفية حصول الإنفجار فقط لا غير، وهذه بعد 22 سنة، فكيف يتجرأون ويقولون ان هناك أمل أو هناك مجال للإستفادة من القضاء اللبناني في ظروف من هذا النوع، واغتيالات من هذا النوع، في نظام دكتاتوري موجود في سوريا قادر على التصرّف في كل المواضيع الأمنية كما يريد، ودون رادع أخلاقي أو سياسي أو ضوابط، وبين تنظيمات محلية تجد ان خيار خلاصها الوحيد هو التحالف مع هذا النظام.

س- لكن في وجهة النظر الثانية التي أنت معها وتؤيدها، هذا الأمر ربما يُجانب حقيقة أخرى أو استنتاج آخر، ألا تعتبرون أنكم استطعتم تحقيق بالضغط الذي مورس من قبلكم وكان موازياً للضغوط الدولية على الحكومة بأن تفي بالتزاماتها الدولية، وبالتالي دفعتم الحكومة ودفعتم القوى الرافضة للتمويل الى أن توافق عليه بسبب ضغطكم خلال المرحلة السابقة؟
ج- أنا لم أقل غير ذلك، ولكن أقول التمويل ليس هو العنوان الوحيد للمعارضة، التمويل هو واحد من هذه العناوين، وقد تحقق هذا التمويل بمجموعة من الضغوط الداخلية والعربية والإقليمية والدولية، الجزء الداخلي يتعلق بنا والجزء الخارجي يتعلق بكثير من الدول التي اعتبرت ان مصداقية رئيس الحكومة، تقوم على تنفيذه لخطوة التمويل ولو بالطريقة الفولكلورية التي فيها والمشكوك بدستوريتها والتي هي مخرج من مخارج الحلول اللبنانية التقليدية.
على كل حال، أقول ان هذه جولة حقق فيها الرئيس ميقاتي خطوة متقدّمة في مسألة التمويل، ولكن أعود وأكرر التمويل ليس العنوان الوحيد للمعارضة، ومن وجهة نظري ليست العنوان الأول على عكس الشائع.
س- يعني خطوة التمويل لا تُرتب تعاطي مختلف من قبل المعارضة تجاه الرئيس ميقاتي طالما انه استجاب؟
ج- هناك شيء بالمبدأ وشيء آخر باليوميات، برأيي الشخصي ان التمويل هو يوميات والمبدأ شيء آخر، دعنا نعود الى بدايات التشكيل، هذه الحكومة شُكلت بطريقة مخالفة لكل طبائع النظام اللبناني التوافقي، وبالتالي أنتج حكومة مواجهة من جهة وعزل من جهة أخرى، لا يستطيع الرئيس ميقاتي مع احترامي الشخصي له أن يقول أنا أفضل من جئت باسمهم الى رئاسة الحكومة. ودعني أفصّل هذه النقطة لكي تكون واضحة لآخر مرة، التمثيل في لبنان شئنا أم أبينا بالمواقع الرئيسية هو تمثيل طائفي، وبالتالي هناك 27 نائب سني في مجلس النواب، 25 منهم انتخبوا على قاعدة جمهور رفيق الحريري واثنان انتخبا على لوائح “أمل” و”حزب الله” سواء في البقاع أو الجنوب، هؤلاء الـ25 لم يسمّوا الرئيس ميقاتي رئيساً للحكومة، وهناك ثلاثة منهم الذين إنشقوا الرئيس ميقاتي، الوزير الصفدي والنائب احمد كرامي، 22 نائب سني أعطوا سعد الحريري أو سمّوا سعد الحريري رئيسا للحكومة، هذه بالحسابات البسيطة الهادئة بدون استعمال تعابير كبيرة أو قاسية، هذا الحساب يقوم على عنوان التمثيل وليس التمويل، هذا أولاً.
ثانياً: كيف شُكّلت هذه الحكومة فضلاً عن التمثيل السني؟ في هذا المجال هناك 50 بالمئة من التمثيل المسيحي إذا لم يكن أكثر خارج هذه الحكومة، هذا بالعدد وليس بالرغبة ولا بالطوائف، إذاً هذه الحكومة قامت على ثلاثة عناوين:
1- خلل في التمثيل
2- عزل لمجموعة كبرى من اللبنانيين
3- صارت بطبيعتها حكومة مواجهة.
وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك خلل بالتمثيل وعزل، ولا تكون حكومة مواجهة، وبالتالي الكلام عن ان هذه الحكومة تستطيع أن تقوم بما لم تقم به حكومة لبنانية أخرى أو أية حكومة أخرى، هو كلام له علاقة بالأوهام وليس بالوقائع، لأن طبيعة الحياة السياسية اللبنانية الآن وربما دائماً ،لا تحتمل حكومة مواجهة لا من 14 آذار منفردة ولا من 8 آذار منفردة.
هذا الكلام يعيد الأمور إلى نصابها التأسيسي وليس الى يومياتها، أنا لا أقلل من موضوع التمويل، ولكن التمويل هو جزء من اليوميات وليس عنصراً تأسيسياً .
س- ما تصفه هنا باليوميات له أبعاده؟
ج- المحكمة بتمويل لبنان أو بعدم تمويله عملها مستمر وتقوم بعملها، وبالتالي التمويل هو خطوة محلية محدودة التأثير برأيي على مسار المحكمة، صحيح أن هذا الأمر اتخذ طابع إقليمي ودولي كبير، باعتبار أن الدول الكبرى تعاملت مع هذه الخطوة باعتبارها تقدم كبير لإداء رئيس الحكومة، وأنا لا أستطيع أن أنكر هذا الأمر، ولكن لنرجع الأمور إلى قواعدها الأساسية لأنه إذا كان كل عمل الحكومة يقوم على موضوع التمويل أو على أي موضوع آخر يتعلق بالمحكمة وهناك ملفات آتية مثل البروتوكول وغيره، فسيتحول الأمر عن مساره الآلي الذي يتعلق بأن هذه المحكمة مهما حاول الرئيس ميقاتي، ومهما حاول وزراء آخرون هي حكومة مواجهة قائمة على العزل والتهميش وعدم أحقية التمثيل، كل النظريات الأخرى القائمة من الوسطيين سواءاً من الرئيس ميقاتي أو من الوزير جنبلاط أو من الرئيس بري الذين يعتبرون أنفسهم مجموعة سياسية على اتصال ببعضها أو على تنسيق مع بعضها أكثر من أطراف سياسيين اخرى قائمة على أن هذه الحكومة أنقذت لبنان من التعرّض لتهديدات محتملة ولأعمال أمنية كبرى. جيد، ولكن من سيقوم بهذه الأعمال الأمنية الكبرى؟ وكأنهم يقولون لنا أنه إذا تكلمتم بالسياسة السورية ووقفتم مع الثورة السورية، فالنظام السوري سوف يعتدي عليكم. ويقولون لنا إذا لم تقبلوا بتسيير أعمال هذه الحكومة أو بالقبول فيها كما حدث فهذا يعني ان “حزب الله” سيقوم بعمل عسكري بمواجهة الشعب اللبناني، وإلا ماذا يعني التهديد الأمني؟ يعني بين حين وآخر يقولون لنا أن هذه الحكومة أنقذت لبنان من مخاطر كبيرة وعظيمة وفظيعة كنتم ستتعرضون لها لو لم تقبلون بها، ولكن ولا مرة أوضح لنا ماهي هذه الأعمال ومن سيقوم بها؟.

س- طبعاً في اليوميات هناك دلائل وما يحصل خلال اليوميات يرمز إلى شيء، إذا اعتبرنا أن التمويل من اليوميات كما تقول هنا، الجانب السوري قيل أنه بارك هذا الحل ووافق عليه، ألا يعني أن الجانب السوري يتبع سياسة لينّة في بعض الأحيان؟
ج- هذه الحكومة هي الحكومة الأفضل لسياسة النظام السوري وحلفائه في لبنان منذ توقيع الطائف في العام 90 الآن النظام السوري مُحاصر فما هي خياراته؟ عنده الاردن والعراق ولبنان وإسرائيل هذه هي حدوده الجغرافية. العراق حالة فوضى، الاردن نظام طلب منه التنحي، إسرائيل بطبيعة الحال مازالت وإن كانت تقول أنه ملك ملوك الأمن لإسرائيل، الآن تتحدث بواقعية أكثر عن ان هذا النظام انتهى، وبالتالي يبقى لبنان كرئته يتنفس منها النظام السوري بمعاملاته السياسية والإقتصادية والمالية والأمنية، هو الرئة الوحيدة المتاحة له لكي يتنفس منها، وبالتالي الكلام على أن السوري لم يكن على علم أو ليس له علاقة وقيادة “حزب الله” غائبة عن السمع، وأن الرئيس ميقاتي اقترح هذا الحل منفرداً، هو كلام مُضحك وغير واقعي وغير منطقي وغير مقبول. يعني كل الناس تعرف في لبنان على الأقل العشرة آلاف شخص الذين يتعاطون بالشأن العام يعرفوا ان هذا الأمر تم بالتوافق وبقرار من الرئيس بشار الاسد فلماذا اللف والدوران؟ وزيارات الوزير علي حسن خليل والحاج حسين خليل الى دمشق والسيد طه ميقاتي شقيق رئيس الحكومة الأكبر والذي أسمّيه ” النبيل” وآخرين حول التنسيق في هذا الموضوع مُعلنة وليست سراً، فلماذا التصرّف بأننا نريد إخفاء كل هذه الغبرة كمن ينظف المنزل ويخفي الغبرة تحت السجادة باعتبارها غير مرئية إنما هي مرئية، فلماذا المبالغات في هذا الأمر؟.
أنا سمعت أول أمس السيد نصر الله وأود مناقشة هذا الأمر بهدوء، ياسيدي أكرم لك ولنا، وأشرف لك ولنا أنك تقول أنك إعترفت بهذا الأمر ومشيت بهذه التسوية نصرة للنظام السوري، ولا يمكن أن تستخف بعقول الناس لهذه الدرجة بالحديث عن المحكمة، وبالحديث عن المذهبية، وبالحديث عن عرسال، وبالحديث عن السين- سين، وقد تبيّن من كلامه أنه يستسهل كتابة التاريخ على طريقته، من السياسة الأميركية إلى عرسال، أي بنفس الطريقة وبنفس القراءة وبنفس المفهوم، هذا أمر حان الوقت أن يحترم عقول الآخرين وأن يعترف بأن الآخرين أيضاً عندهم ذاكرة وعندهم معرفة وقراءة واطلاع، وأن هذا اللبنان بلد لا أسرار فيه، وبالتالي لا يمكن أن يكون هو كاتب التاريخ الوحيد لكل ما يحدث.
س- في هذا المجال الرواية التي قدّمها السيد نصرالله؟
ج- أي واحدة منهم لأنه قدّم خمس أو ست روايات؟.
س- حول مفاوضات السين.سين والموقف من المحكمة حيث قال أن الرئيس الحريري تخلى عنها بمشروع المبادرة القطرية- التركية والمكتب الإعلامي للرئيس الحريري ردّ بأن هذه رواية ممجوجة، والسيد يقول أنه من الظلم إتهام سوريا بأنها كانت وراء عدم عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة؟
ج- دعني ابدأ بالصغيرة لكي نصل إلى الكبيرة .
السيد نصرالله بدأ حديثه بالكلام عن إستنكار وإستهجان المذهبية وأن التعرّض السياسي لأي زعيم من الزعماء، أو لأي حزب من الأحزاب لا يعني التعرّض للطائفة.
وما كاد ينتهي من هذا المقطع وإذ به ينقلنا فوراً على المقطع المذهبي المتعلق بعرسال وما حدث في عرسال، وأن نواب “المستقبل” إتهموا مجموعة من “حزب الله” بأنها دخلت إلى عرسال.
ولكن هناك شيء أبسط بكثير وأكيد السيد كان يشاهد التلفزيون، فقبل أن يقول نواب المستقبل أي كلمة، نائب رئيس بلدية عرسال ورئيس البلدية والمختار والمواطنين والمقيمين كلهم ظهروا على الشاشات وقالوا أن هناك مجموعة من الشباب المُلتحية، وعادة العسكر في الجيش اللبناني لا يكونون مُلتحين ولا يأتون في سيارات مدنية مسلحين بدون بطاقات، ومن طوّقهم هم أهل عرسال ومنعوهم من القيام بالعمل الأمني الذي كان مُفترضاً أن يقوموا به .
نواب “المستقبل” إنتصروا لما أُعلن من عرسال ولم يرووا الرواية ولا ذهبوا إلى عرسال، فكيف أنت تستهجن الحديث المذهبي والحديث الطائفي وفي نفس الوقت تنتقل إلى عرسال وتتعامل معها باعتبارها قرية سنية مقابل محيط شيعي، أو مجموعة شيعية هي القادمة إليها .
أنا لم أقل طبيعة هذه المجموعة بل أهل عرسال هم الذين قالوا وطوّقوهم ومنعوهم من القيام باي عمل .
س- السيد قال أن “حزب الله” لا يُمثل كل الشيعة؟
ج- أنا لا أنكر ذلك ولكن لا يمكن أن تستهجن الحديث المذهبي وتنتقل إلى عرسال بإتهام كل نواب “المستقبل” برواية لم تكن منهم بل كانت من أهل عرسال والمسؤولين المحليين في عرسال .
وعلى كل حال الاعتداء الذي وقع بالأمس في تل كلخ من جانب الجيش السوري والجرحى الذين سقطوا لا يؤكدوا استحالة قيام لا الجيش السوري ولا حلفاؤه بأي عمل أمني تجاه ما يعتقدونه بأنه خطر عليهم، يعني هناك إستسهال في هذا المعنى عند الجميع .
بالعودة الى رواية السين-سين، من الذي اصلاً أنكر وجود هذه الورقة لكي يعيّرنا بها كل مرة؟ هذه الورقة موجودة وصحيحة وهي عنصر رئيسي من عناصر التفاوض التي بدأت في 20 تشرين اول 2010 وانتهت في كانون ثاني 2011 بدأت سين- سين وانتهت قطرية – تركية بعد أن تخلت السعودية عن هذه المبادرة .
عندما يتحدث السيد نصرالله عن هذا الموضوع يفترض أن الورقة إتهام، الورقة صحيحة، ولكن هي ورقة تفاوض فيبرّىء الرئيس السوري من رفص سعد الحريري رئيساً للحكومة، ولكن بكل بساطة في 29/8/2011 استقبل الرئيس السوري مجموعة من الجالية السورية الموجودة في الكويت وتحدث إليهم، وقال بما حرفيته أنه رفض وساطة من أمير قطر ورئيس وزراء تركيا بتسمية سعد الحريري رئيساً للحكومة.وقال لهم أنه لا يصلح لأنه اهتمامه بالسياسة محدود بينما يفضّل الحديث في أمور متفرقة هذا بالنص، فهل يُعقل أن يقول السيد نصر الله أنه حرام ومن الظلم للرئيس الاسد القول عنه أنه رفض تسمية الرئيس الحريري مع أن الرئيس الاسد هو الذي قال هذا الكلام وليس نواب “المستقل”؟. وهنا يأتي السيد نصرالله ويُكرر نفس الكلام، ويتبيّن أن الخلاف حول السين- سين عنوانه إداري بان الرئيس الحريري لا يداوم من الثامنة الى الثانية، عنده مشكلة معه بمسألة الإدارة. وهذا الكلام مُعيب هذا خلاف سياسي كبير يجب الإعتراف به ووضعه في موقعه.
الخطأ الثالث لم يجب السيد نصرالله لماذا ورقة التفاوض هذه بقيت في الجارور السوري منذ شهر تشرين الأول الى شهر كانون الثاني فليقولوا لنا لماذا بقيت الورقة في الجارور ثلاثة أشهر أولاً؟.
وثانياً كيف يمكن أن تفاوض على ورقة من هذا النوع وتتوصل إلى نتيجة فيها، وأنت في نفس الوقت تصدر مذكرات توقيف بحق 33 شخصية معظمها من المقرّبين من رئيس الحكومة، المطلوب منه ان يستمر بالتفاوض للتوقيع على هذه الورقة.
الخطأ الرابع يقول السيد أن المؤتمر كان سيُعقد في باريس، ولكن هذا خطأ لأن المؤتمر كان سيُعقد في الرياض،والدول المدعوة لحضوره صحيح فرنسا وتركيا وقطر والسعودية وسوريا، وأنا قلت وأكرر ما كان لهذا المؤتمر أن ينجح أو أن يُعقد طالما أن إيران ليست مدعوة، وبالتالي يجب قول الأمور كما هي وكفى الإستخفاف بعقولنا. يوجد أربع مغالطات بمكان واحد وهو رواية السين- سين كان عليه بكل بساطة أن يقول نحن نختلف بالسياسة معه حول كذا وكذا وكذا ولا نستطيع أن نستمر بالعمل معه .
أيضاً من اعطاه الحق اصلاً لكي يبلّغ بأنه موافق على سعد الحريري أو لا يوافق على سعد الحريري إستناداً لماذا ؟ هل إستناداً لتعداد الأصوات أو إستناداً للسلاح؟ .
س- على كل حال هناك أكثرية؟
ج- في ذلك الوقت لم يكن هناك أكثرية إنما نشأت بعد ذلك.
س- واضح انه حول رواية سين – سين ومن ثم المبادرة القطرية-التركية هناك تباعد حول هذه الرواية، وربما نحتاج الى أن يدخل الأطراف الرئيسيين لكي يحسموا هذه الروايات والقول ماذا حصل؟
ج- قبل الحسم يجب أن يقتنع السيد نصر الله وقيادة “حزب الله” بأنهم لا يمكن أن يكتبوا التاريخ بمفردهم ولا يمكن أن يقرروا كل الوقائع بمفردهم، أنا سمعت من مسؤولين أتراك كبار ومن مسؤولين قطريين كبار رواية مخالفة تماماً تزامناً لما قاله السيد، ولكن ليس هذا الموضوع، إنما الموضوع ان هناك خطاب مأزوم، هذا الخطاب هو خطاب مأزوم وليس مجال لرواية حقائق ووقائع، لأنه حتى عندما يتحدث عن التعقُل والهدوء والحوار، يعود ويقول من يريد أن يدخل في معركة معنا يعرف النتيجة.
ياسيدي من الذي يدخل معك في معركة؟ وأين مظاهر المعركة العسكرية القائمة بوجهك؟ أنت واقع في أزمة بسبب ما يحدث من ثورة في سوريا، وما تتعرض له إيران من عقوبات وحصار وتهديدات بالحرب، فهل تعالجة بمزيد من التهديد للبنانين؟ أم أنك تعالجه بمزيد من الإعتراف بوقائع الأزمة وحجمها وكيفية الخروج منها ومناقشتها، لا يمكن أن تكتب التاريخ بمفردك ونُقرر بمفردك وتُهدّد بمفردك، وبعدها تقول ان الآخرين مقصّرين، هذا كلام ليس له أي سياق منطقي.

س- لكن هذا الأمر يتطلب حوار لتنفيس أجواء التشنج طالما هو يتهمكم بالتحريض المذهبي وبأنكم تواصلون الحملة على السلاح؟
ج- هو لا يريد أن يعترف بأن الجيش السوري يدخل الى الأراضي اللبنانية، ويقوم بعمليات تجاه مواطنين سوريين أو لبنانيين مدنيين مقيمين في الأراضي اللبنانية، وبالتالي على ماذا تُحاوره هو قرّر ان ما يحدث في سوريا هو انتصار لسياسة الممانعة والمقاومة، هذا الإنتصار المُعلن منه رسمياً حتى الآن 4200 قتيل و14 آلف معتقل وسبعة آلاف معوّق من الجرحى، فأي انتصار هذا الذي يقوم على دماء الناس؟ وكيف يمكن أن تدخل معه على حوار وهو قاعدته ان ما يحدث في سوريا هو نزهة وليس ثورة؟ وكيف يمكن أن تدخل معه على حوار وهو قاعدته بالنقاش حول السلاح بأن هذا السلاح هو البديل للدولة والبديل لسلاح الدولة؟ نحن نريد دولة مقاومة وليس حزب مقاومة أو طائفة مقاومة.
س- ألا يحتاج هذا الى الجلوس على الطاولة والحوار في شأنه؟
ج- بالتأكيد الحوار ضروري ومفيد ولكن ما هي قواعد هذا الحوار؟ أنت تُجري حوار في ظل حكومة عزل ومواجهة وفي ظل سلاح مُنتشر في كل مكان، وينفي وجود أي حادث بما يتعلق به أو في مناطق نفوذه، وأنت تُجري حوار في ظل ثورة في سوريا يُقال عنها بأنها اعتداء على النظام السوري، وتُجري حوار في ظل عدم تنفيذ أي من البنود التي اتُفق عليها سابقاً لا التي تعهّد “حزب الله” بتنفيذها هو وقيادته السياسية، ولا بطبيعة الحال التي تعهّدت بتنفيذها سوريا في ذلك الحين.
إذاً على أي قاعدة تُجري الحوار؟ هل على قاعدة شهود الزور التي كلما ذهب الحديث باتجاه ما يعودوا الى فتح الملف من جديد هو شهود الزور. الآن كل النظام اللبناني وكل الإستقرار اللبناني وكل الهدوء اللبناني قائم على تعيينات للتيار الوطني الحر، باعتبار انها هي الإصلاح والتغيير الوحيدة في الدولة وقائم على ملف شهود الزور.
س- لوحظ ان بيان المكتب الإعلامي للرئيس الحريري بالأمس، اعتبر ان كلام السيد نصرالله يُعبّر عن مرارة غير مسبوقة من حصول التمويل، بالمقابل ألا تعتقد أيضاُ ان كلام الرئيس الحريري يُعبّر عن مرارة على الأقل كما يعتقد عدد كبير من قوى الأكثرية، عن مرارة نتيجة عدم وجوده في الحكم؟
ج- أنا لا أوافقك على ذلك، وأعتقد انه لو سقطت الحكومة غداً صباحاً فإن الرئيس سعد الحريري لن يكون في وارد تكليفه برئاسة الحكومة في هذه المرحلة. هو يعلم تماماً حجم الأزمة السياسية الموجودة في المنطقة في لبنان، وبالتالي الكلام على انه مأزوم بسبب خروجه من السلطة أصبح وراءنا منذ زمن بعيد جداً.
الأزمة الحقيقية هي المتعلقة بالمحكمة واضطرار “حزب الله” للإعتراف العملي بها عن طريق التمويل وعن طريق الإتصالات نصرة لاستقرار السياسة السورية القائمة في هذه الحكومة في لبنان. وبالتالي لا يمكن وضع المحكمة بميزان العودة الى السلطة، لأن المحكمة أمر أكبر بكثير مِن مَن هو رئيس الحكومة في البلد، المحكمة هي العدالة الدائمة في البلد، أما رئاسة الحكومة فتذهب وتجيء.

س- تحدثت عن حاجة “حزب الله” الى الحكومة من أجل نصرة سوريا؟
ج- نصرة النظام السوري.
س- نصرة النظام في سوريا طبعاً، ولكن بالمقابل موقف تيار “المستقبل”، الرئيس الحريري وأنت في تصريحات لك سابقة وصفت النظام بالنظام السابق، ألا تعتقد ان الموقفين متساويين كل واحد بالإتجاه المعاكس يستبقان الأحداث؟ الموقف المدافع عن النظام السوري ومنه موقف السيد نصرالله و”حزب الله” وسائر حلفاء سوريا الآخرين يستبقون حركة الشعب السوري أو حركة هذا الصراع بين النظام وبين الشعب، ويقولون بأن النظام باقٍ وثابت، وبينهم العماد عون. وأنتم تستبقون الأمور وتقولون ان هذا النظام الى زوال، فلماذا لا يُقرر الفريقان اللبنانيان انتظار ما سيحدث في سوريا بدون التنافس على هذا الإتجاه أو ذاك؟
ج- نحن مدفعيتنا وقواتنا ودباباتنا لا تُشارك في الثورة السورية، الشعب السوري هو الذي قرر الثورة وليس نحن أولاً، ثانياً أنا على الأقل بما يتعلق بي شخصياً لا أعتقد باستطاعة أحد بمن فيه مسؤولين سوريين هذا النظام السياسي انتهى، أنا لا أتحدث على ان رئيس الفرع الأمني الفلاني سيبقى أو يرحل، أو رئيس الدولة السورية سيبقى أو يرحل، هذا النظام السياسي الموجود في سوريا بكل تحالفاته ومساره ومفاهيمه الداخلية والخارجية انتهى مهما حدث للنظام بمعناه التكويني، هذا النظام السياسي انتهى ولا عودة الى الوراء، لن نرى سوريا مرة أخرى سياسياً كما كانت في الأربعين سنة الماضية، هذه مرحلة انتهت، فالنقاش ليس بالعناد بل بالوقائع، لا يمكن أن تكون مع الثورة العربية ومع المظلومية العربية كـ”حزب الله” أو حلفاءه وعندما يصل الأمر للشعب السوري تقرر معاداة الشعب السوري كله تحت شعار نصرة الممانعة والمقاومة، هذا الكلام مخالف لأبسط قواعد المنطق ولا يمكن أن يوصل الى نتيجة، هناك اعتراف داخل سوريا من المعارضة التي في الداخل السوري ومن المعارضة الخارجية، وقد قرأت تصريحاً للسفير فيصل المقداد مع الصحافي دافيد اغناتيوس بـ”الواشنطن بوست” يقول فيه السياسة السورية السابقة انتهت، هو قال هذا وليس أنا، هذا النظام السياسي بعناوينه الكيرى والصغرى الداخلية والخارجية انتهى ولا عودة له مهما حدث بتكوين النظام نفسه، أما مسألة بقاء النظام أو بقاء الرئيس أو عدم بقاء الرئيس، هذه مسألة يُقررها الشعب السوري، فلا أستطيع أن أقرر نيابة عنه ولا السيد نصرالله يستطيع أن يفرض عليه رئيسه، هو يستطيع أن يدعم ما يشاء ولكن هذا لن يُغيّر أي شيء، بل بالعكس برأيي هذا يزيد مشاكل النظام السوري في الداخل السوري، ويزيد حدّة الناس تجاه النظام السوزي كشعب سوري أكثر وأكثر وأكثر.
س- كونك تحدثت عن الحكومة بأنها حكومة مواجهة؟
ج- الآن ستتحول الى حكومة مواجهة أيضاً للرئيس ميقاتي، واضح انها حكومة جزء من الأزمة السياسية مثلها مثل الحكومة الأولى بعد الدوحة، وكذلك الحكومة الثانية بعد الدوحة. الحكومة الأولى ترأسها الرئيس السنيورة والثانية ترأسها الرئيس الحريري وهي حكومات إئتلافية، الحكومة تعبير عن أزمة سياسية لا حلّ لها بحكومات من هذا النوع.
فالحكومات من هذا النوع ختى الإئتلافية منها هي حكومات لا يمكن أن تؤدي إلا أما الى التعطيل وأما الى الإلغاء كما حدث في الحكومة الأخيرة. هذه حكومات لا تعترف بطبيعة الأزمة السياسية الموجودة في المنطقة وفي لبنان، الحكومة الحالية مما تتألف؟ الحكومة مؤلفة من ثلاثة أثلاث:
الثلث الأول: دخل الحكومة بعقل الثأر بأني أريد نبش قبر رفيق الحريري سياسياً منذ عام 1992 الى اليوم تحت كل العناوين، تحت كل الوسائل بالأمن، بالإقتصاد، بالسياسة، بالمال وبكل العناوين.
س- تقصد تكتل العماد عون؟
ج- الى حد كبير نعم.
الثلث الثاني: لولا موضوع التمويل لكان معطّلاً وهورئيس الجمهورية، وليد جنبلاط ونجيب ميقاتي.
الثلث الثالث: هو المُقرر.
س- لكن هذا الثلث الثاني معطّل ومعطِّل أيضاً؟
ج- كلا ليس معطِّلاً إلا عندما يتعلق الأمر بالحاجة الى التصويت، ولكن عملياً في القضايا الإستراتيجية لولا موضوع التمويل هذا الثلث معطّل. الثلث الثالث هو الذي يدير الحكومة.
نحن نشهد يومياً دخول يوم بعد يوم، دخول للجيش السوري أو إطلاق نار داخل الحدود اللبنانية وتقع إصابات وليس هناك من في الحكومة اللبنانية يتحرك. وزير الخارجية يعتبر ان ما يقوم به الجيش السوري هو خدمة للبنان، وان هذه نزهة داخل الأراضي اللبنانية، فكيف يمكن القول ان هذه الحكومة تقوم بعملها تجاه اللبنانيين؟ هذه حكومة لها مهمة محدّدة مواجهة بالداخل ونصرة النظام السوري في كل المحافل العربية والدولية.
س- لكن ألم يتعدّل موقفها، فهذه الأثلاث الثلاثة بموازين القوى وحسب الموضوع أحياناً هناك إمكانية؟
ج- إمكانية للتعبير عن مزيد من الأزمة.

س- ربما للتعبير عن مزيد من الأزمة، ولكن بالنهاية في الموقف أولاً حصول التمويل، ثانياً الموقف اللبناني الذي حضرتك هاجمت فيه الرئيس نجيب ميقاتي، موقف الإعتراض بالجامعة العربية على تعليق عضوية سوريا، هذا الموقف عاد وتعدّل بعد مرحلة لبنان امتنع عن التصويت؟
ج- نأى بنفسه.

س- مرة نأى بنفسه ومرة امتنع؟
ج- لكن ماذا حصل في جنيف، في منظمة حقوق الإنسان التي كانت تبحث حقوق الإنسان في سوريا؟ لبنان صوّت ضد القرار حتى بحقوق الإنسان، فكيف يمكن ذلك؟ هذه ليست لعبة كل يوم هناك خط استراتيجي للحكومة تعترضه بعض العقبات من قبل الفريق الذي تحدثت عنه، ولكن هذا لا يُغيّر بالطبيعية الاستراتيجية لعمل هذه الحكومة.
س- بالنسبة لموضوع الأثمان المطروح بعد التمويل. فالمطروح موضوع شهود الزور، بتقديرك هل سيذهب الرئيس ميقاتي الى ملف شهود الزور في وقت هو أنجز التمويل وأصرّ عليه نتيجة رغبته بمراعاة جمهوره أو جمهور ينتمي اليه؟
ج- الجمهور أوسع بكثير هو جمهور رفيق الحريري هو أوسع بكثير من جمهوره، وهو أكثر من نصف الشعب اللبناني الذي قدّم شهداء في سبيل هذه المحكمة ولم يرفع الشعارات فقط، هناك عشرات الشهداء مازال دمهم على الأرض حتى الآن في هذه المسألة.
س- هل سيذهب الرئيس ميقاتي بتقديرك بملف شهود الزور الى نهايته أم انه سيراعيكم هذه المرة؟
ج- لماذا نعتبر انه يراعينا، شهود الزور أهميتهم في مدى تأثيرهم على مسار المحكمة، هل هم موجودون في مسار المحكمة؟ كل الوقائع تؤكد عكس ذلك هذا أولاً. ثانياً: أنا سمعت اللواء السيد في مقابلة تلفزيونية منذ أيام حيث قال انه تلقى مئات من الوثائق حتى الآن التي طلبها من المحكمة الدولية ومازال هناك مئات أخرى سيتسلمها، وهو سيُقرر أياً من هذه الوثائق سيستعمل في فترة من الفترات. هذه الأمور تحتاج الى وقائع شهود الزور ليس قضية سياسية، بل قضية عدلية قانونية تُعالج وفق دراسات قانونية وليس وفق آراء سياسية، وما سمعناه حتى الآن بموضوع شهود الزور قائم على نظريات سياسية، لأن كل شخص يقرأ الموضوع من وجهة نظره ولا يقرأ بعين الخبير القانوني الذي يعرف ويُقرر.
ان فتح ملف شهود الزور الآن موضوع سياسي مئة بالمئة لا علاقة له لا بالعدالة، ولا بالحقيقة ولا بأي موضوع من المواضيع، وهو له نفس المهمة التي نتجت عن مذكرات التوقيف بعد أول زيارة أو ثاني زيارة للرئيس سعد الحريري الى دمشق.
س- لو لم يمشِ الرئيس ميقاتي في ملف شهد الزور، ألا يُرتّب ذلك ان تعدّلوا موقفكم من ممارسته ومن سلوكه بالسلطة؟
ج- ماذا تعني بسلوكه وممارساته أنا من وجهة نظري الشخصية أرى ان الأمور تتعلق بأساس التكليف وليس بالتفصيل اليومي. ليس هناك اعتراض يومي على الرئيس ميقاتي من أحد ولا اعتراض أخلاقي عليه، ولا اعتراض وطني عليه، إنما هناك شيء في بُنية النظام اللبناني كُسرت من خلال الطريقة التي كُلّف بها الرئيس ميقاتي، وهذا الأمر يُرتّب أعراف وأعباء لا الرئيس ميقاتي ولا أي شخص من طائفته أو من مجموعته يقبل بها، هذه مسألة تتعلق بالمبدأ ليس بالتفصيل.

س- لكن في نفس الوقت تتسع الهّوة بين الرئيس ميقاتي وبين أطراف أخرى في الأكثرية؟
ج- ياسيدي هو اختار التحالف معهم واختار المواجهة معهم، أنا لست جزءا من هذا الصراع، أنا جزء من المبدأ فهناك أمور مبدئية التمثيل، مبدئي الإلغاء، مبدئي التمويل أمر واقع، وبالتالي إدخال الجو السياسي بأن المعارضة مهمتها دعم الرئيس ميقاتي في مواجهة خصومه داخل الحكومة، هذه نتيجة مضحكة لقرار هو من اتخذه بالأساس، لم أشاركه في اتخاذه ولا سألني رأيي به.
س- بالأثمان بالإضافة الى تلبية مطالب العماد عون، هناك ثمن ممكن ذاهبون اليه هو بروتوكول التعاون بين المحكمة ولبنان، هذا البروتوكول هل هناك إمكانية أن نصل الى مرحلة ان تقول المحكمة انها لن تُجدد البروتوكول أو تعديل البروتوكول قبل تجديده؟
ج- عندئذٍ نعود ونعلّق في الأزمة ذاتها والتعديل يحتاج الى موافقة الطرفين وليس لطرف واحد.
أيضاً الإلغاء يحتاج الى موافقة الطرفين أي مجلس الأمن ولبنان، وبالتالي هل تعتقد ان مجلس الأمن لا عمل له سوى انتظار الطلب اللبناني سواءً بالتعديل أو الإلغاء لكي يُقرر، وأنا أرى ان هذا جزء من الأزمات المفتعلة التي ستبقى مفتوحة بالبلد الى أن يتقرر مصير النظام السوري، فكفى لف ودوران حول المواضيع.
هناك عنصر رئيسي في المنطقة الآن استراتيجي اسمه الثورة السورية ومصير النظام السوري، وما سيحدث يُبنى عليه كل العناوين الأخرى، ليس انتصارا ولا هزيمة ولا على مواجهة لـ”حزب لله” أو غير ذلك، فهناك أمر استراتيجي يتغير في المنطقة وبناءً عليه الكثير من الأمور ستتقرر.
أيضاً قبل الوصول الى تعديل البروتوكول أو إلغائه، هناك قرار اتهامي صادر عن المحكمة الدولية يُحدّد أربعة مُتهمين سايرنا وسمّاهم السيد نصرالله أول أمس بأنهم مظلومين، ولم يعودوا قديسين ولا أولياء الله الحسنى، سمّاهم مظلومين، المطلوب الآن أن تتصرّف الحكومة بشكل جدّي ومسؤول تجاه هذا الملف قبل الحديث عن البروتوكول، فلتسلّم أولاً المُتهمين وتقوم بجهد جدّي، خاصة وان المحكمة الدولية والمدّعي العام قال أن تصرّف السلطات اللبنانية لم يكن على المستوى المطلوب من أجل جلب المُتهمين الى المحكمة، وبالتالي نحن نحرق مراحل ولكن هناك أولويات تسبق غيرها.

=======