آخر الحروب اللبنانية الإسرائيلية؟ ( 4\3 )

مقالات 18 سبتمبر 2006 0

إنها المرة الأولى التي أجاور فيها أرض فلسطين المحتلة. بيني وبينها أمتار. بينها وبين عيني برق لا ينطفئ. خمسون سنة وأكثر وهي تسكن داخلي. تقرر حياتي. يومياتي. صبري. انفجاري. يأسي. هزيمتي. أخيرا انتصاري.
بعد نصف قرن من العمر وأكثر أرى اشجار فلسطين المحتلة منتصبة أمامي. حدّها السماء، استدارة أوراقها كبؤبؤ العين. اقترابها من بعضها البعض كعشق القلب.
إذاً. هذه هي الأرض التي أعرف الكثير من أهلها ولا أعرف من أرضها غير ما يظهر في الصور القديمة منها والحديثة.
إذاً. هذه هي الأرض التي جعلت لحياتي قضية مجبول أنا بتاريخها وتفاصيلها. القهر من الظلم الذي يقع على أهلها. الغضب للاحتلال الذي يقع على أرضها. التحليل للتطورات السياسية التي تعيشها. الانبهار الدائم والأبدي بكوفية زعيمها التاريخي ياسر عرفات.
أتى بشعبه في الخارج إلى شعبه في الداخل ليلتحما في وجه العدو الإسرائيلي. يومياً. دون توقف. دون انقطاع.
وقّع اتفاقية أوسلو فاعتقد الجميع انها آخر الاتفاقات. فإذا بها أول الاتفاقات التي يحتاج تنفيذ كل بند منها إلى اتفاق.
احتضن الانتفاضة الثانية فإذا بالزعيم الفلسطيني أسيراً في مقر قيادته في رام الله لمدة سنتين. ومن ثم منقولاً على حمّالة السياسة الأميركية في المنطقة إلى باريس حيث توفيّ لسبب لا يعرفه أحد حتى الآن. لم يسأل أحد ما إذا كان اصطحب معه إلى المستشفى العسكري في باريس جائزة نوبل للسلام التي استحقها مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل اغتيالاً اسحق رابين.
الولاّدة الفلسطينية تحمل ثواراً لا أبناء فقط. تحدد الدنيا مهمتهم في الحياة حسب سنّهم. الحجارة للصغار. الرشاشات لمتوسطي الأعمار. القنابل للكبار.
كلما اشتد العدوان الإسرائيلي ازدادت الولاّدة الفلسطينية قدرة على استمرار الثورة التي نسينا تعبيرها. وإن كانت الأحداث التي نراها أمامنا في فلسطين لا توحي بغير هذه التسمية.
دارت الدنيا في السياسة كل دوراتها الطبيعية والظالمة وعادت الدورة في منطقة الشرق الأوسط إلى حيث بدأت. فلسطين هي الوجع وهي الدواء. الوجع لكل العرب والدواء لكل الأنظمة. من يحمل العلم الفلسطيني يتقدم جميع المسلمين في العالم. يصبح رمزهم وخيارهم وإيمانهم وعنوان مستقبلهم. تجتمع الأشجار الفلسطينية على بعضها البعض وتتناثر بينها بيوت بيضاء قيل لي انها استراحات للضباط الإسرائيليين.
لم تغيّر هذه المعلومة اتساع حدقة عينيّ الناظرة إلى أرض فلسطين. علم المسلمين مهما طال الزمن. وجع العرب مهما تفرّقوا. صلابة إيمانهم مهما ابتعدوا عن دينهم التزاماً.
أتاحت لي زيارتي الأولى إلى الجنوب منذ صباي المبكّر فرصة لفرحتين. فرحة مجاورة أرض فلسطين المحتلة، وفرحة رؤية الجنوب محرراً من الاحتلال الإسرائيلي. وإن كنت تأخرت عن الفرحة الثانية ست سنوات.
حديث الفرحتين
سيستغرب البعض مني حديث الفرحتين في الوقت الذي يحيط بزائر الجنوب هذه الأيام الدمار من كل جانب.
رؤية الدمار. التعرّف إليه عن غير طريق الصور. الاقتراب من أهله في أرضهم.
كل هذه العناوين هي سبب الجولة التي شملت كل مناطق الدمار ما عدا الخيام. لكن الفرحتين في ذاكرتي بدتا أقوى من الواقع أمامي. للدمار في الجنوب مظهر مختلف عن مثيله في الضاحية الجنوبية. الدمار هناك أكثر حنانا. أكثر اقترابا من الأرض. إذ تبدو الحياة المحيطة بالدمار بشراً وحجراً أقدر على إعطاء الضوء إشعاعاً أقوى. تبدو الحياة في وجوه أهل الجنوب أكثر قدرة على الحركة أمام المصيبة. أكثر استعداداً للتصرف الطبيعي أمام دمار له قدرة تجميد المتحرك.
حتى الأثاث الذي يضرب عينك في بعض مواقع الدمار لا يتحرك. لا هو خارج ما تبقى من المبنى ولا داخله. كأنه موضوع حيث هو فقط لا غير سواء أكان محطماً جزئياً أو كلياً.
ألوان الأثاث الحادة لا تزيد من حضوره. يبقى الحجر المهدّم هو الأساس. أياً كان حجمه أو لونه أو مدى الهدم الذي تحقق فيه.
حضور الحياة في الجنوب أقوى بكثير من المناطق المهدّمة التي يجري جرف معظمها بحيث تضيع معالمها حتى للذين عاشوا سنوات عمرهم فيها.
نعومة الاحجار المهدّمة تجعلها أقرب إلى الإنسان الذي كان يعيش فيها. لم يحتج الوحش الإسرائيلي إلى الكثير من أنيابه ليدمّر الحجر الناعم. لكنه لم ينجح في إصابة دماثة خلق الناس العائدين إلى الحياة في أرضهم بقوة محبتها.
لم تنجح أنياب الوحش الإسرائيلي في جعل الناس يخافون من وجعهم وهو حقيقي. عوّض لهم الانتصار العسكري حتى الآن الكثير من مشاعر الهزيمة التي كان يمكن للخسائر المادية ان تسببها لهم.
لا استنفار .. لا عصبيّة
على غير عادة المناطق المصابة، لا يكثر الحديث عن التعويضات. ولا تطفح التساؤلات إلى سطح مواضيع المناقشة. لا في المبدأ ولا في التفاصيل.
على غير عادة أهالي المناطق المصابة ليس هناك من اهتمام جدي بحجم الخلاف السياسي المسيطر على العاصمة. ليس هناك من عصبية سياسية مستنفرة الآن في الجنوب تفتش عن وسائل التعبير عنها.
على غير عادة المناطق المصابة، ليس هناك من مبالغة في الصور السياسية المنتشرة على الطرقات لا للسيد حسن نصر الله ولا للرئيس نبيه بري. بل ان صور الشهداء هي التي تحتل أعمدة الكهرباء في القرى التي ينتمون إليها ودون إكثار أيضاً.
كل الدمار الذي رأيته يرجع إلى مبان حديثة في غالبيتها العظمى متواضعة. لولا بنت جبيل حيث الكثير من روايات المنطقة تسكن في حجارتها. سوقها القديم. تقليد سوق الخميس فيها. عراقة بيوتها. أصالة عائلاتها في السياسة والشعر والأدب وحتى طرازها العمراني الذي يعود إلى زمن كان فيه للعمارة أصول وقواعد لا يحيد عنها أحد.
حوارات دون استنتاجات
هل يمكن القول إن الجنوب يعيش مرحلة هدوء ما بعد العاصفة؟
من المبكر القول إن ما شهدناه من نتائج وحوارات هو النتيجة الوحيدة لما يمكن مناقشته من آثار العدوان الإسرائيلي. لم يحن الوقت بعد لكي تهدأ العقول وتبرد القلوب وتنطلق الحوارات في هذا الاتجاه أو ذاك. كما ان حاجات الناس الملحة التي لم تظهر بعد بشكل علني وحاد تخفف من قدرة الحوارات على الوصول إلى استنتاجات معيّنة.
النقاشات بمعظمها تدور حول قوات الطوارئ الدولية التي تتعدد انتماءاتها ويزداد عدد الواصلين منها. وحول المواقع التي ستنتشر فيها. بالقرب من هذه القرية أو تلك. فضلاً عن النكات التي بدأت تزدهر ورواتها حول كل جنسية من جنسيات الدول المشاركة في اليونيفيل و”مهامهم الاجتماعية”..!
هل يريد الجنوبيون ان تكون حرب تموز آخر الحروب اللبنانية الإسرائيلية؟
حتى الآن القرار ليس في الجنوب. بل كما كان دائماً في العاصمة حيث للجميع تمثيلهم السياسي والشعبي.
من يحاور الحاج حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله يجد في كلامه الاجابة المغلّفة بالرغبة في الحوار مهما كانت قسوة الإجابة ومهما كانت حدّة وقائعها.
مهنة الحوار
امتهن الحاج حسين الحوار منذ ان صارت الأمانة العامة لحزب الله للسيد حسن نصر الله. كنت أراه في قريطم الصغير الجميل داخلاً في الليل لمحاورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. أسلّم عليه وأبتعد إذ كنت أعرف مدى رغبة الرئيس الشهيد بتولي هذا الملف شخصياً.
امتلأت السماء بيني وبين من يمثله الحاج حسين غباراً وإشاعات في ذلك الحين لكنني لم أسعَ ولا هم سعوا إلى تنظيف الأجواء.
مثل كل ممتهني الحوار والوساطات السياسية يتمتع الحاج حسين بذاكرة تفصيلية تتعب من يسمعها فكيف بمن يملكها.
سماحة النفس ودماثة الخلق واختيار الواقعة التي تجرح ولا تدمي والكلمة التي تصيب دون ان توجع هي العناصر الرئيسية لحركة الحاج حسين في بيروت وفي دمشق أيضاً.
لذلك كانت المخاطرة به في حرب ال33 يوماً أكبر من المخاطرة بغيره من قياديي الحزب. فحركته في اتجاه مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حيث المفوض من دون مراجعة الرئيس نبيه بري كادت تعرضه ومن معه في الاجتماعات لما لا تحمد عقباه.
صحيح ان الرئيس بري قبل التفويض من <حزب الله>، لكنه تصرف على قاعدة تجديده في كل ورقة عمل تعرض عليه. فكيف إذا كان الموضوع على الطاولة هو نزع سلاح “حزب الله” في المفاوضات الدولية التي ادت الى صدور القرار 1701 .
في ذاكرة الحاج حسين القريبة، الكثير من الحوارات المباشرة او بالواسطة مع الرئيس فؤاد السنيورة. تدور كلها حول موضوع واحد هو الموقف الدولي من نزع سلاح <حزب الله> في المنطقة الممتدة من نهر الليطاني حتى الحدود الجنوبية، وتبني الرئيس السنيورة الرغبة الدولية الى حد استنفار قيادة <حزب الله> وأمينه العام مرات عدة. كان الرئيس السنيورة يريد تعهدا واضحا وعلنيا من <حزب الله> بسحب سلاحه من منطقة قوات الطوارئ، استنادا الى ان الحرب لن تتوقف على لبنان ما لم يصدر هذا التعهد علناً.
تعب الرئيس بري من الحوار مع الرئيس السنيورة حول هذا الموضوع، فما كان منه إلا طلب مجيء الحاج حسين الى مقر الرئاسة الثانية، وطلب من الرئيس السنيورة في الوقت نفسه الحضور إذا كان لديه متسع من الوقت.
بالفعل حضر الحاج حسين رغم المخاطر. فإذا بالرئيس بري يطلب منه فتح الباب المقفل بالمفتاح ليدخل الرئيس السنيورة ومعه مستشاره محمد شطح من دون ان ينتبه لمن فتح له الباب.
ثم كانت المفاجأة. إنه الحاج حسين. انضم الى الاجتماع الوزير السابق علي حسن خليل.
وما هي إلا دقائق حتى تبث احدى المحطات التلفزيونية العربية خبر الاجتماع. يرتبك الجميع، وينفض الاجتماع من دون نتيجة.
مفاجأة السراي
الاجتماع الثاني كان في السراي الكبيرة، حيث كان رئيس الحكومة ينتظر الوزير السابق علي حسن خليل موفداً من الرئيس بري. فإذا بالحاج حسين يرافقه.
المهم سياسياً ان الرئيس السنيورة التزم موقفه حتى اللحظة الاخيرة حين صدر القرار ,1701 فطلب رئيس مجلس الوزراء عقد جلسة ثانية غير الاولى للموافقة على القرار لاعلان التزام الحكومة نزع سلاح الحزب. عندها اشتعلت الخطوط الهاتفية الداخلية بين قيادات الحزب الى حد قول السيد نصر الله ما لا يريد قوله من حدة لوقف هذا العمل. انتهت الامور على خير داخل مجلس الوزراء وخارجه. لكن الكثير في نفس قيادة الحزب لم يخرج بعد.
الحاج حسين لا ينتظر غير الخير من اي حوار. لذلك فإن روايته للأحداث هادئة ومباشرة.
وجدت في الحوار معه حرصا اكيداً على علاقات عربية ودّية، وخاصة مع السعودية التي كانت قد قطعت شوطا طويلا من الايجابية الى حين صدور الموقف السعودي في بداية الحرب الأخيرة.
يحمل في نفسه الكثير من العتب على سعد الحريري. يريد الاقرار من دون ان يقول ان ايجابيات استمرار التواصل مع الحريري اكبر بكثير من حكايا السلبيات المنتشرة. ينكر ان الحريري ابلغهم باحتمال وقوع الحرب قبل حدوثها. ويكمل ان كل ما يتذكره هو ان الحريري طلب منه إبلاغ “سماحة السيد” بتأجيل مناقشة الاستراتيجية الدفاعية في الجلسات الاخيرة للحوار بسبب الاجواء السائدة، وقد وافق سماحته على هذا الطلب.
يؤكد الحاج حسين ان قرار الحزب لبناني، ولو انه لا يستغرب إمكانية الصيغة اللبنانية استيعاب الالتزام المرجعي للحزب في ايران.
نزع السلاح؟
يستغرب فكرة نزع السلاح بلطافة الوصف: هل من له هذه القدرة العسكرية في وجه اسرائيل ان يتخلى عنها؟ يدعم فكرة احتضان القدرة العربية للحركة الايرانية في منطقة الشرق الاوسط.
سعد الحريري ينتظر عودة الرئيس بري من اجازته لعودة الحوار حتى مع حزب الله.
يرى الحريري ان خريطة سياسية جديدة ترسم في المنطقة وان على اي محاور ان يأخذها بعين الاعتبار، حتى لو لم يكن موافقاً عليها.
تقوم الخريطة الجديدة على حل سياسي جدي للسلطة الفلسطينية من خلال الحكومة المتوقعة وعودة المفاوضات مع اسرائيل.
يسبق ذلك التنفيذ المرحلي والمبرمج والسياسي للقرار 1701 في جنوب لبنان.
عندها يمكن للعرب التقدم في الاتجاهين اللبناني والفلسطيني في الوقت الذي تتقدم فيه المفاوضات مع سوريا نحو اخراجها من الحلف الايراني.
هل هذا ممكن؟
رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ابلغ المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم بإمكانية تحقيق ذلك عبر الضغوط الممكن ممارستها على القيادة السورية. لا يرى سعد الحريري هذا التصور سهلا ولا يبدو عليه القلق من الحديث عن الاغتيالات، بل يؤكد في كل مرة يبدأ فيها الحديث على اولوية حل الموضوع الفلسطيني.
الحريري يريد مكافأته!
يؤكد الحريري على ما قاله الحاج حسين عن الاستراتيجية الدفاعية، ولكنه يؤكد ايضا انه ابلغ قيادة الحزب بالقراءة الدولية “الرسمية” لرئيس الوزراء الاسرائيلي والتي تقول بأنه ضعيف وسيرد بأقسى ما يمكن على اي عملية من الحزب ليثبت قوته.
يراجع الحريري حركته الدولية منذ بداية عمله السياسي، التي كانت دائما مؤيدة لعمل المقاومة طالما ان هناك ارضا محتلة. واولها “تثليج” تنفيذ القرار .1559 وجاءت مكافأته بتخوينه في إعلام الحزب تحت شعار ان المتحدثين ضيوف وليسوا حزبيين.
ماذا عن دمشق؟
يحاول الوزير اللواء محمد ناصيف ان يعقلن قدر الامكان القراءة السورية للتطورات الاخيرة في لبنان.
يستهجن اولا الكلام عن عمليات في وجه القوات الدولية في جنوب لبنان. ويضيف ان ابواب السياسة لم تغلق بعد حتى يجري التشبيه بالعام 83 حين خرجت قوات المارينز الاميركية من لبنان مهزومة.
يعترف الوزير ناصيف بأهمية البند الثامن عشر من القرار 1701 والقائل بتنفيذ القرارات 242 و338 و,1515 التي تنص على انسحاب اسرائيل الى حدود ما قبل الرابع من حزيران .67
لكن هذه القرارات تحتاج الى وقت والى صدق في النوايا لدى الادارة الاميركية لتنفيذها، خاصة انه يعتقد ان القرارات الاستراتيجية الاميركية سارية المفعول مع هذه الادارة حتى الشهر السادس من السنة المقبلة.
يؤكد اللواء ناصيف انه ليس في السياسة السورية قرار بإساءة العلاقات مع الدول العربية. ويقول ان العلاقات مع مصر شهدت انفراجاً ولو محدوداً في انتظار ان يحدث شيء مماثل مع السعودية. يعود الى القول بأنه ليس في التراث السياسي السوري اي رغبة بالاساءة الى اي دولة عربية، وان سوء التفاهم الذي حدث بسبب خطاب الرئيس الأسد لا بد من ان ينجلي، قريباً جداً.
يوضح اكثر “علاقتنا بإيران جاءت لاننا من اوائل الذين حضنوا شبان الثورة. وتحالفنا تم بعد خروج مصر من النزاع العربي الاسرائيلي، لكننا لا نقبل بأن تؤثر ايران على علاقتنا بأي من الدول العربية. لقد وجدنا في ايران دعما لسياستنا في وجه اسرائيل فهل نرفض الدعم لأن هذه الدولة العربية او تلك لا تقبل بذلك”.
هل يعني هذا ان الخريطة الجديدة لسياسة المنطقة ستنفذ على قاعدة ان حرب تموز هي آخر الحروب اللبنانية الاسرائيلية؟
(الحلقة الاخيرة في العدد المقبل)