آخر الحروب اللبنانية الإسرائيلية؟ ( 4\1 )

مقالات 04 سبتمبر 2006 0

تذهب إلى الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت بعد العدوان الإسرائيلي مرة، فكأنك ذهبت مرات ومرات. لا تشبه الرؤية بالعين المجردة للركام الذي كان مباني واقفة، ما تراه على الشاشات وفي الصحف. يقترب الركام من عينك ولا يتركها. تمشي نحو ركام آخر فإذا لكل من المواقع شكل حطام هندسي مختلف عن الآخر. لكن الوجع الذي يصيب عينك والذاكرة التي تملأ ذهنك هي نفسها في كل موقع.
بعضها أي المواقع يعتدي عليك برائحة الدمار المنبعثة من داخله. الآخر يتركك حزيناً تنبعث من داخلك رائحة برفض الظلم ومواجهة العدوان.
يذكّرك بالحاجة إلى روايات المقاومين ولو بدت أسطورية. إذ أن لكل حرب أساطيرها بقدر ما فيها من وقائع وأكثر.
مَن منا لا يحب الأساطير؟ أليست للذاكرة الشعبية في كل مكان وزمان أساطيرها ورواياتها وأوهامها؟ في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت الحقيقة الوحيدة الثابتة والأكيدة هي أحجام من الركام تراها مرة ولا تريد أن تراها مرة أخرى، مهما كانت الأسباب، مهما كانت المبررات، مهما كانت شجاعتك، مهما كانت قدرتك على التحمّل.
ماذا حدث لهؤلاء البشر الذين كانوا يملأون بيوتهم وشوارعهم ضجيجاً وحياة وصخبا؟
أين الأطفال الذين رأيناهم على الشاشات يدعون للسيد حسن نصر الله بالمزيد من القدرة على القتال وهم يبتسمون؟
كم دامت ابتسامتهم حين تأكدوا بما لا يقبل الشك أن لا عودة لهم إلى مرتع طفولتهم في الأزقة والحواري التي تعوّدوا عليها؟
أمدّهم حزب الله بمعونة تقيهم شر الشتاء دون سقف يحميهم؟ وعدهم رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بتعويضات تعينهم على بناء منازلهم في الجنوب دون الضاحية لإشكالات قانونية وعمرانية؟
صحيح. لا بد من الاعتراف بأن وعد الرئيس السنيورة المحدد الأصول والتفاصيل تمّ بأسرع ما يمكن لدولة في العالم أن تفعل بعد حرب دامت 33 يوماً وطالت كل ما أرادت أن تطاله من حياة المدنيين.
لا بد أيضاً من القول إن معونة حزب الله احتوت الكثير من الأوجاع وأصواتها بمهدئات جدية.
لكن أين حميميات هؤلاء البشر؟ أين أسرارهم التي لا تحويها إلا الجدران الأربعة لمنزلهم؟ أين ألعاب الصغار؟ أين دفاترهم؟ أين خصائص الكبار؟ أين كرسيهم الدائم الذي يتصدر الجلسة ولو كانت أصغر من الصغيرة وأبسط من البسيطة؟ أين ذكرياتهم التي تعشعش في الجدران؟
مَن قال إن للقادرين فقط كل هذه العناوين من الحياة؟
أمٌ تنزل من على تلة من الركام مخالفة التعليمات الأمنية فرِحة. لماذا؟ لقد وجدت دفتر الرياضيات الخاص بابنتها.
أبٌ يخرج من بين الركام مبتسماً. وجد لعبة ابنته سليمة يحملها كمن وجد كنزاً من الذاكرة.
هل يمكن لسنوات العمر المديدة أن تختصر بهذه الصور. ركام. دفتر مدرسة الصبية. لعبة الفتاة الصغيرة. صرخة الباحث عن سند ملكية منزله. خجل الباحثة عن ورقة عقد قرانها.
في ذاكرة جيلي الكثير من الصور عن الحروب منذ العام 1970 حتى الآن. لكنني أشدد وأؤكد أن ما رأيته في الضاحية لا ينطبق على أي من الصور التي أختزنها في ذاكرتي. إنها الحرب لمن لا يعرف للحرب عنواناً.. بقدرتها المطلقة على الدمار. بشّرها المطلق على البشر. بعظمة تجاهل المعتدي لكل أنواع الأوجاع.
خطط تدمير حزب الله
هل من عودة لهذه الحرب بعد هدنة طالت أم قصرت مدتها؟ أم أن هذه الحرب هي آخر الحروب اللبنانية الإسرائيلية؟
لقد حاولت الإدارة الأميركية منذ صدور القرار 1559 في صيف العام قبل الماضي أن تنفذ قرار إعادة التشكيل السياسي للبنان عبر حلفائها في الداخل اللبناني بالوسائل الدبلوماسية والسياسية دون أن تستطيع تحقيق نتيجة تذكر. بقي الوضع اللبناني منقسماً حول السياسة الداخلية والعلاقات مع سوريا والعلاقات الدولية للحكومة. فما كان من الإدارة الأميركية إلا أن قرّرت استبدال الدبلوماسية بالضغط العسكري.
نشرت صحيفة نيويوركر تقريرين لسيمور هيرش ووين ماديسون يؤكدان فيهما أن اجتماعاً عقد في السابع عشر والثامن عشر من شهر حزيران يونيو الماضي في بيفرجريك في ولاية كولورادو بين نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ورئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت وثلاثة رؤساء وزراء سابقين هم نتنياهو وباراك وبيريز.
مناسبة الاجتماع ندوة نظمتها مؤسسة أميركان انتربرايز .
تمّ في هذا الاجتماع وضع اللمسات الأخيرة لخطط تدمير حزب الله عسكرياً. مما يؤكد الشراكة الأميركية الإسرائيلية في القرار الهادف الى تغيير قواعد اللعبة في المنطقة وليس في لبنان وحسب.
قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ هذا القرار في الوقت الذي حدده لنفسه ولقدرته على الحركة.
تعهدت الإدارة الأميركية بثلاثة أمور أساسية. الأمر الأول هو فتح مخازن السلاح والذخيرة الأميركية للجيش الإسرائيلي. الثاني ضمان تماسك الاتحاد الأوروبي مع القرار الأميركي. الثالث الحؤول دون عقد قمة عربية للبحث في هذه الحرب إلا بعد تحقيق نتائجها.
هذا ما حصل فعلاً من الجانب الأميركي. بل أنها استحصلت على إدانات عربية لعملية حزب الله الذي اختطف جنديين إسرائيليين عشية الاعتداء الإسرائيلي على لبنان.
على الجانب الأوروبي نشرت صحيفة الواشنطن بوست في الخامس من شباط فبراير عام 2005 أن مبعوثاً فرنسياً هو جوزف مونتانيي قام بزيارة سوريا في تشرين الثاني نوفمبر 2003 وقابل الرئيس بشار الأسد. مما قاله المبعوث الفرنسي إن المعطيات العالمية والإقليمية تغيّرت بعد الاحتلال الأميركي للعراق والذي أصبح أمراً واقعاً. ومن ثم بات مطلوباً من سوريا أن تتغيّر هي أيضاً. واقترح عليه أن يقوم بمبادرة لإظهار حسن النية. كأن يبادر بزيارة القدس أو يقدم على خطوة جريئة مماثلة تسمح بانطلاقة جديدة لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي.
سأله الرئيس الأسد عما إذا كان يتحدث باسم الأميركيين فأجابه المبعوث الفرنسي أن تلك ليست وجهة نظر الرئيس الأميركي فقط بل يشاركه فيها الرئيس الفرنسي والمستشار الألماني.
كان المبعوث الفرنسي يعرف عن يقين أنه يطلب المستحيل من الأسد وأن خطوة كهذه تساوي الانتحار. غير أن الرفض السوري كان مطلوباً فرنسياً لتبرير الاقتراب من الموقف الأميركي.
في آب 2004 تشكّلت قناة اتصال سرية رسمية بين البلدين يتولاها مونتانيي عن الجانب الفرنسي وستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأميركي. يلتقيان مرة كل شهر واتصالات هاتفية دائمة.
كان واضحاً أن الإدارة الأميركية تريد من العملية العسكرية الإسرائيلية ضرب عصفورين بحجر واحد. عزل لبنان عن سوريا بما يشعر القيادة السورية بمزيد من الحصار والخطر الملاصق القادم من لبنان. ضرب الذراع الإيرانية في المنطقة المسماة ب حزب الله وتعطيل حركته بكل الوسائل العسكرية الممكنة. ثم الانطلاق الى مفاوضات الملف النووي مع إيران.
كان كل شيء مرتباً على المسرح الدبلوماسي دون أن تعترضه أي عقبات من ذلك النوع الذي شهدته قبل الحرب على العراق. الاتحاد الأوروبي جاهز بعد تغيير الحكومة في ألمانيا والتقارب مع فرنسا والتطابق البريطاني الأميركي.
المشروع الأميركي الإسرائيلي يفشل
التغيير السياسي الذي جرى في إيطاليا بعد سقوط حكومة برلوسكوني لم يصل الى حد تشكيل تيار مناهض للحرب. وهكذا لم يكن على الولايات المتحدة سوى العمل على إبعاد وصول الملف اللبناني الى مجلس الأمن لأطول فترة ممكنة. ولم يكن هذا بالأمر الصعب في ظل التوافق الأميركي الأوروبي.
ببساطة واختصار فشل المشروع الأميركي الذي التزم الجيش الإسرائيلي تنفيذه. نجح المقاومون اللبنانيون المنتسبون الى حزب الله في الصمود عسكريا في وجه القوة العسكرية الرابعة في العالم. وحقق الشعب اللبناني واحدة من أبهى صور التضامن الانساني مع مليون نازح من الجنوب الى كل المناطق اللبنانية. مع إدارة سياسية من الدرجة الأولى من الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة لم يستطع الجيش الإسرائيلي ان يحقق أياً من أهدافه المعلنة مثل نزع سلاح حزب الله واطلاق الأسيرين الإسرائيليين، او خلق واقع جديد في الحركة السياسية اللبنانية بشكل فعّال ومقرر لصالح السياسة الأميركية في المنطقة. تراجع العرب تدريجيا عن الادانات السابقة وتجاوزوا الخطر الأميركي على عمل عربي مشترك. عقدوا في بيروت مؤتمرا استثنائيا لوزراء الخارجية العربة دعموا فيه النقاط السبع للحكومة اللبنانية. وشكلوا وفدا عربيا مشتركا من الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية القطري ووزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة للذهاب الى نيويورك. عدّل المشروع القرار الأميركي الفرنسي على نحو يأخذ بالنقاط السبع للحكومة اللبنانية تحت ضغط صمود المقاتلين في الجنوب والقدرة الدبلوماسية اللبنانية على الاستفادة من هذا الصمود.
بدا ان السياسة الأميركية استسلمت امام قرار جديد لمجلس الأمن الدولي أعطي الرقم 1701 يأخذ في الاعتبار الكثير من الوقائع التي استجدت إثر صمود اللبنانيين وارتباك الوضع الإسرائيلي العسكري والسياسي الى حد الإنهيار.
قراءتان سياسيتان للقرار 1701
هناك قراءتان للقرار .1701 الأولى قانونية صرفة تقول ان القرار منحاز بالكامل للموقف الإسرائيلي وانه يمنح إسرائيل نتيجة للثقل السياسي الأميركي ما عجزت عن الحصول عليه بوسائلها العسكرية في ميدان القتال.
أما القراءة السياسية فتقول ان موازين القوى على الأرض لا تسمح بالتطبيق المرضي للقرار وفقا للتفسير الأميركي او الإسرائيلي. إذ انه من الواضح ان القرار هو مرحلة من مراحل التفاوض السياسي حول الأوضاع في المنطقة والعالم.
ما الذي جعل سوريا وإيران و حزب الله يوافقون على القرار 1701؟
لسوريا حصة في القرار لم يعلّق عليها رغم أهميتها. ففي البند الثامن عشر نص يؤكد على أهمية وضرورة تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط استنادا الى جميع قراراته ذات الصلة بما في ذلك القرارات 242 و338 و.1515 وهي القرارات التي تنص على الانسحاب الإسرائيلي الى حدود الرابع من حزيران .1967
لو لم يكن السلام الشامل جزءا من العملية السياسية المطلوبة في المنطقة لما كان هناك مبرر لذكر هذه القرارات في القرار .1701 ولا يمكن للسوريين ان يكونوا قد تجاهلوا هذا التوجه في محادثاتهم مع الأمين العام للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي. بل ان التعابير الايجابية عن استعدادهم للتجاوب مع القرار 1680 القاضي بعلاقات دبلوماسية مع لبنان وترسيم الحدود بين البلدين توحي بذلك.
ولا ان هذا لم يمنع سوريا من الاستمرار في امداد حزب الله بالصواريخ على حد رواية وليد جنبلاط الموثّقة.
ل حزب الله روايتان مختلفتان حول قبوله بالقرار.
الرواية الأولى التي تتولى الترويج لها بعض القوى الثانوية في مجموعة 14 آذار، تقول بأن خسائر عسكرية جسيمة بشرا وذخيرة جعلت من المستحيل على الحزب الاستمرار في الحرب فالتقط فرصة الانهيار العسكري الإسرائيلي الداخلي ليعلن موافقته على القرار الدولي.
أما الرواية الثانية المنطقية فهي ان الحزب استطاع من خلال صمود مقاتليه ان يحصل على اعتراف دولي هو الأول من نوعه باجتماع الأمين العام للأمم المتحدة بوزيره محمد فنيش بعد الاعتراف العربي الأولي حين اجتمع الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي آنذاك بنواب الحزب في منزل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت في العام 1997 .
كما ان القرار ضمن للحزب بقاء مقاتليه وسلاحه في المنطقة الممتدة من الحدود حتى نهر الليطاني تحت عنوان ان هذه المنطقة معطّلة السلاح وليست منزوعة السلاح كما تريد إسرائيل.
فوق ذلك كله لم تحقق إسرائيل أياً من أهدافها المعلنة. فلم لا يوافق الحزب على قرار دولي يأخذ في الاعتبار خصوصياته العسكرية والسياسية، الى ان يهضم الانتصار الذي حققه؟
طرحت مزارع شبعا رسميا على طاولة المجتمع الدولي بأنها أرض محتلة او على الأقل متنازع عليها. وموازين القوة الراهنة ستؤدي حتما الى مبادلة الأسرى الإسرائيليين بالأسرى اللبنانيين وهما المطلبان الرئيسيان المعلنان للحزب.
هكذا يصبح بامكان الحزب ان يتفرغ للخريطة السياسية الداخلية ويتفرج على مفاوضات حول تسوية في المنطقة لا يلتزم نتائجها مسبقا.
أما إيران فقد ظهرت من خلال تطابق موقفها مع الأمين العام للأمم المتحدة حول لبنان والمنطقة ان ذراعها الطويلة قادرة على اطلاق النار وعلى وقفه أيضا، وبهذا تضيف الى ملف مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي بشأن التخصيب النووي ورقة لم يكن العالم حتى الأمس يعترف بقدرتها في التأثير عليها. ولا القبول بدورها في لبنان.
المشروع العربي المفقود
ماذا يفعل العرب أمام هذا المشهد؟
يمكن القول ان الدور العربي بدأ في التراجع منذ آذار مارس 2003 حين أعطى قادة الدول العربية الرئيسية مباركتهم للقرار 1483 الذي أعطى شرعية واقعية للاحتلال الأميركي للعراق.
لذلك بدت القيادات العربية مرتبكة في التعامل مع الاعتداء الإسرائيلي على لبنان. فإذا كانت الإدانة لعملية حزب الله على قاعدة انتمائه الديني الإيراني فما هي مبررات مقاطعة حماس المنتخبة في فلسطين؟ لم تجد السعودية ومصر والأردن سبيلا أمامها غير التراجع التدريجي نحو الحديث عن إدارة جديدة للأزمة في المنطقة.
الإدارة السعودية وجدت في رفض الرئيس بوش طلب وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل وقف اطلاق النار في لبنان، وجدت في الرفض سبيلا وضرورة لإعادة النظر في سياستها الشرق أوسطية. إذ تبين ان غير المحسوب لا يظهر إلا عندما يخفق المحسوب في تحقيق أي انجاز.
لقد قبل العرب في مبادرة الأمير عبد الله في قمة بيروت بأقل مما طالبوا به في قمة فاس 1982 بما سمي مبادرة الملك فهد. ماذا كانت النتيجة بعد 4 سنوات على تبني مبادرة بيروت؟
لا شيء. كم من السنوات تحتاج الانظمة العربية لتتأكد ان النهج المعتمد غير فعّال في إدارة الصراع مع إسرائيل.
الأمير سعود الفيصل عبّر عن إعادة النظر في إدارة الصراع في المنطقة بالقول ان العاهل السعودي طلب إعداد دراسات مكثفة عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط، تعيد الصراع الى أصله أي فلسطين ثم لبنان. الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن أوضح في أكثر من لقاء صحافي ان لا حل في المنطقة دون إنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بما يرضي الشعب الفلسطيني وقيام دولته المستقلة.
الشيخ هزّاع بن زايد رئيس المخابرات في دولة الامارات أبلغ المسؤولين اللبنانيين الذين قابلهم في بيروت في الأسبوع الماضي عن تبرعات مجزية للجيش وقوى الأمن الداخلي.
لكن الأهم انه تحدث عن مفهوم جديد للأمن القومي العربي ليشمل الجميع ويتحمل مسؤوليته الجميع أيضا. وهو مفهوم سياسي وليس أمنيا لاحتمالات الخطر التي تقف على باب الجميع دون استثناء.
بدا الشيخ هزاع ملفتا للنظر حين قال انه يتحدث عن التبرعات للمؤسسات الأمنية وعن مفهومه السياسي للأمن القومي العربي بالتفاهم مع المسؤولين في السعودية.
هل يعني هذا ان ما شهدناه في لبنان هو آخر الحروب اللبنانية الإسرائيلية المنفردة؟
الجواب في الأسبوع المقبل..